لبنان اليوم فى حداد..كيف تحولت سويسرا الشرق إلى دار عزاء

0
Advertisements

يارا الشيخ

“لبيروت، مجدٌ من رمادٍ لبيروت”.. كلمات تغنت بها السيدة فيروز وكانت تصف لبنان كيف كان وإلى أين وصلت به الحروب والإنقسامات الطائفية، التي قد تزيد من أطماع الأعداء في هذا البلد.

لبنان الذى اشتهر فى وقت من الأوقات بسويسرا الشرق أصبح ينتقل من أزمة لأزمة أكبر، فقد شهدت لبنان على مدار الخمس سنوات الأخيرة ظروفاً صعبة من بين تشكيل حكومات وتظاهرات عدة، بدأت بتظاهرات القمامة وانتهت بالإحتجاج على زيادة القيمة الضريبية، ليأتي إنفجار مرفأ بيروت ليكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير منذ ما يقارب من عام.

ورغم مرور عام على انفجار المرفأ مازال لبنان يعاني من توابعه، حيث شهدت بيروت أمس الخميس حرب شوارع خلفت ورائها قتلى وجرحى.

بداية الأزمة

بدأت الأزمة حين دعا حزب الله وحركة أمل إلى الخروج بتظاهرات أمام قصر العدل في بيروت احتجاجاً على ما وصفوه بـ”تسيس القضاء” والمطالبة بتنحي قاضي التحقيقات في إنفجار مرفأ بيروت، وذلك بعد قراره بعزل وزير المالية من منصبه علي حسن خليل، المحسوب على حركة أمل.مظاهرات حزب الله

تعرضت التظاهرات إلى إطلاق نار سقط خلالها ستة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى .

تبادل الإتهامات

تبادلت مختلف القوى بلبنان الإتهامات حول إطلاق النار حيث اتهم حزب الله وحركة الأمل حزب القوات اللبنانية بإطلاق النار على المتظاهرين.

بينما قال حزب القوات اللبنانية الذي يقوده سمير جعجع في بيان إن ما حصل هو نتاج ما وصفها “بالخطابات التحريضية لزعيم حزب الله حسن نصر الله ضد القاضي طارق بيطار”

وكان جعجع قد غرد قائلا إن السبب في ما حدث هو “السلاح المنفلت”

مشاهد مؤلمة

على وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت صور ومقاطع فيديو تظهر هول ما يحدث في العاصمة اللبنانية وفزع اللبنانيين كبارا وصغارا، بينهم طلاب داخل المدارس تختبئ أسفل الطاولات.

  • طلاب لبنان أثناء الاحداث

كما ظهر فيديو أيضاً أحد القناصة يعتلي إحدى البنايات التي تضررت بسبب الرصاص.

البعض صنف هذه الإشتباكات بأنها الأسوأ منذ عام 2008

وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع تصور تبادل إطلاق النار وعمليات الكر والفر.

ومن الشوارع إلى المستشفيات صورت مقاطع فيديو محاولات إسعاف المصابين وسط حالة من الفزع والفوضى.

أحداث الخميس أعادت التاريخ أمام أعين كثيرين منهم عاشوا ويلات الحرب ورعب الركض في الشارع بلا وجهة احتماء من الموت يلاحقهم قبل أعوام، ومن لم يعشها منهم اليوم شاهدها منقولة

وعبر لبنانيون عن غضبهم من كل ذي سلطة في البلد وحملوهم مسؤولية “تكدس السلاح” بينما يعاني الناس جوعا ونقصا في مواد حياتية.

توالت ردود الفعل الدولية على ما يحدث في لبنان بين قلق من تداعيات ما يحدث وبين دعوات لضبط النفس

إعلان الحداد

وعلى اثر الأحداث المأساوية أصدر رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، قرارًا بإعلان الحداد اليوم الجمعة بحيث تُقفل جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة.

قال رئيس لبنان، ميشال عون، في كلمة وجهها إلى البنانيين: «ما شهدناه اليوم في منطقة الطيونة، مشهد مؤلم وغير مقبول، بصرف النظر عن الأسباب والمسببين». وشدد على أنه «ليس مقبولا أن يعود السلاح لغة تخاطب بين الأفرقاء اللبنانيين، لأننا جميعا اتفقنا على أن نطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا».

العالم يبكي لبنان

كانت البداية من الأمم المتحدة التي لم تغض بصرها عما جرى يوم الخميس بشوارع بيروت، وسقوط عشرات القتلى والإصابات، فقد أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونِتسكا، عن قلق الأمم المتحدة “البالغ إزاء اندلاع أعمال العنف في بيروت”.

وأدانت “اللجوء إلى العنف المسلح خارج سلطة الدولة”، وشددت على ضرورة ضبط النفس والحفاظ على الهدوء وضمان حماية المدنيين.

كما وصف السفير البريطاني في لبنان، “إيان كولارد” في تغريدة عبر حسابه على تويتر أحداث بيروت بـ”المقلقة”. ودعا جميع الجهات إلى ضبط النفس قائلا إن ” المواجهات العنيفة لا تصب في مصلحة لبنان . “

ومن جهتها دعت قطر إلى “تغليب صوت الحكمة والمصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والسياسية”.

وعلى المستوى الشعبي، كان لبنان حديث المغردين ورواد مواقع التواصل في دول عربية كثيرة حزناً لما وصل إليه الحال نت صراعات مسلحة وكثرة الطوائف.

حزب الله

فلماذا وصل حال لبنان إلى ذلك، وهل يخشى حزب الله المحاكمة بسبب تفجيرات مرفأ بيروت..؟ أم أنه يريد الإنتقام من قاضي التحقيقات، يقول محمد القزاز، الكاتب الصحفي المختص بالشأن اللبناني، أنه بعدما أصدر القاضي طارق بيطار،المحقق في قضية مرفأ بيروت، مذكرة توقيف بحق وزير المالية السابق، علي حسن خليل، التابع لحركة الأمل، لامتناعه عن المثول أمامه للتحقيق، جعلت حزب الله يتحرك من أجل دفع أي خطر يقترب خاصة بعد التحالف الذي تم بين حركة الأمل وحزب الله.

القضاء والإنتماء

وأوضح “القزاز” في تصريح لـ”الشمس نيوز” أن هناك مقاومة شديدة جداً وهذه هى طبيعة لبنان وليس حزب الله فقط، فهناك تصفية حسابات، والأزمة الحقيقية هز تسيس القضاء اللبناني في أكثر من قضية، مما يجعل لبنان لم يصل للفاعل الحقيقي في أي قضية مثل قضية مقتل رفيق الحريري.

كما أشار إلى أن، حزب الله يحاول أن ينفي عن نفسه تخزينه لكمية كبيرة من النترات في مرفأ بيروت، ليبتعد عن المسألة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط