ماذا يحدث في إثيوبيا.. سر التطورات العسكرية المتلاحقة في أديس أبابا
لمن لا يعرف، إثيوبيا هي الدولة الثانية من حيث عدد السكان في أفريقيا، وتمتاز بتعدد العرقيات والقوميات التي تشكل الدولة الإثيوبية، وعاصمتها أديس أبابا أو الزهرة الجديدة. والفريد والغريب في دولة إثيوبيا أن لها تقويما خاصا بها.
شهور السنة ليست 12 شهرًا كما في العالم؛ بل تقويمهم يقسم السنة إلى ١٣ شهرًا، وتعتبر إثيوبيا من الدول الأفريقية التي لها تاريخ قديم، وبرغم كل ما سبق من الاختلاف والتميز، فإنها لم تكن شافعة لتكون دولة مزدهرة؛ بل إنها موعودة بالحروب والاقتتال في أرضها بين الشعوب الإثيوبية، وقومياتها.
آبي أحمد من نوبل السلام لـ جرائم الحرب
في عام 2018 تولى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مقاليد الحكم في إثيوبيا وجاء بفكر جديد وفريد؛ داعيا للسلام كما كان ادعي، وعلى أثرها حصل على جائزة نوبل للسلام في أول ما قام به هو مصالحة وتوقيع السلام بين العدو التاريخي لأثيوبيا جارتها إريتريا.
كما قام بمصالحات عديدة داخليا بين القوميات الإثيوبية إلا أنه سرعان ما أظهر نظام آبي أحمد عداوته لبعض الأصوات التي طالبت ببعض الحقوق أو مطالب خاصة بأقاليمهم الفيدرالية أو قومياتها العرقية، حيث قام بتوقيف عدد من النشطاء من قومية الأورومو، ولا يخفى على أحد أنه قام بسجن رفيقه في النضال جوهر محمد، ثم سرعان ما اتجه لإسكات الأصوات التي طالبت بالانتخابات أو نددت ببعض الممارسات من حكومته من قومية التيجراي في نوفمبر الماضي.
وبجسب الخبير المصري فى الشؤون الأفريقية محمد عز الدين فقد قام آبي أحمد بمواجهات عسكرية في إقليم تيجراي استمرت لنحو 3 أسابيع، أطاحت العملية العسكرية بجبهة تحرير تيجراي بعد أن فرت قياداتها إلى الجبال عقب دخول قوات الجيش الإثيوبي.
عودة جبهة تيجراي
وفى يونيو الماضي أعلنت الحكومة الإثيوبية، قرارا مفاجئا بوقف إطلاق النار ضد الجبهة وسحب قوات الجيش كاملا من تجراي، لتعود الجبهة مجددا للإقليم وتسيطر عليه ثم سرعان ما بدأت الجبهة تنفذ اعتداءات على إقليمي أمهرة التي تساند قوات آبي احمد وإقليم وعفر التي تقاتل لبسط سيطرتها لخطوط السكك الحديدية والطريق المؤدي لجيبوتي خط الإمداد الأول لأثيوبيا.
ومن جانبه دعي آبي أحمد قوات إريتريا لقصف المتمردين من إقليم تيجراي والتي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين ونزوح أكثر من نصف مليون شخص بالإقليمين.
ويشير عز الدين إلى إن القوات المتمردة من جبهة تحرير تجراي وكذلك جبهة تحرير أورموا وكذلك أكثر من سبع قوميات أخرى لم تدخل في قتال عنيف ضد القوات الأثيوبية طمعا في الحكم فقط ولكن لاعتراضهم الكبير على الدخول في تحالف مع قوات أجنبية مثل القوات الإريترية التي تكن شديد العداء لقومية التجراي بالإضافة إلى قيام آبي احمد باعتقال قيادات من قومية الاورمو وعلى راسهم زعيم المعارضة جوهر محمد.
تطورات الوضع في أثيوبيا
وأكد الخبير فى الشؤون الأفريقية أن الوضع على أرض الواقع الأن فى أثيوبيا صعب ومتأزم جدا، فالقوات المتمردة تحاصر العاصمة من كافة الجهات ويحاولون الوصول إليها تحت قصف جوي عنيف من القوات الإثيوبية.
ومن الناحية الأخرى هناك محاولات من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية لدخول كافة القوات في مفاوضات جادة وبناءة دون شروط.
ومن جانبه دعاء آبي احمد عبر صفحته على فيسبوك المواطنين للتصدي المعارضة المسلحة التي تزحف للوصول إلى العاصمة أديس أبابا.
كما طالب آبي أحمد الإثيوبيين بالتبرع بأموالهم وخدمة بلادهم، وذلك خلال حفل خاص لجمع التبرعات لقوات جيشه مضيفا أن القوات المعادية ستتفكك، في إشارة إلى جبهة تحرير شعب تيجراي.
إقرا أيضا
نصيحة بايدن أفقدته الإتزان.. القصة الكاملة لمرض أردوغان المفاجئ