يوم الأم السورية والحرب على عيد النوروز

بقلم دجوار أحمد أغا

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق. هذا البيت من قصيدة “العلم والأخلاق” للشاعر الكبير حافظ إبراهيم 1872 / 1932 يبين مدى أهمية الأم في بناء وتنشئة الشعوب والمجتمعات. فالأم هي الكائن الوحيد الذي يقدم بلا مقابل، مضحي بسخاء وبلا حدود. لذا قررت معظم شعوب ودول العالم الاحتفال بيوم خاص للأم تقديراً لمسيرتها في بناء الإنسان وعملها المتفاني من أجل الأبناء. وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة الامريكية والتي قررت اقامة احتفالاتها بهذا اليوم المكرّس للأم في الأحد الثاني من أيار من كل عام. كان أول عيد للأم أقيم من جانب الأمريكية آنا جارفيس لذكرى والدتها سنة 1908 وبدأت بعدها الحملات في الولايات المتحدة للاعتراف بهذا العيد.
أما أول من قرر الاحتفال بهذا اليوم وجعله عيداَ فلم يكن الصحفي المصري على أمين كما يُقال بل كانت الحكومة الوطنية في سوريا والتي أصدرت طابعاً بريدياً بهذه المناسبة بتاريخ الثالث عشر من أيار سنة 1955 وفي زمن الجمهورية السورية بفترة ولاية الرئيس هاشم الاتاسي 1873 / 1960 الثانية. وهو نفس العام الذي قرر في كما يُذكر على ومصطفى أمين الاحتفال بعيد الأم.
يختلف تاريخ احتفال الشعوب والدول بهذا العيد حيث نرى دولا كثيرة تحتفل به وفق ما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتمدت الأحد الثاني من أيار من كل عام عيداً للأم نذكر من هذه الدول على سبيل الذكر وليس الحصر (أستراليا والنمسا وبلجيكا وبنغلاديش والصين وكندا وكولومبيا والبرازيل وكرواتيا والإكوادور وإستونيا وفنلندا وألمانيا واليونان والهند وإيطاليا واليابان ولاتفيا وماليزيا ومالطا والفلبين وجنوب أفريقيا وسويسرا وتايوان وهولندا وفنزويلا وزامبيا). بينما تحتفل فيه النرويج الأحد الثاني من شباط فيما تحتفل السويد به في آخر أحد من حزيران، وتحتفل فرنسا به في أول أحد من حزيران بينما تحتفل فيه الارجنتين في الثالث من تشرين الأول.
من المعروف محلياً واقليمياً وعالمياً أن يوم الواحد والعشرين من أذار هو “يوم النوروز” أو النيروز أي اليوم الجديد وهو عيد قومي للكرد له طقوسه الخاصة والتي تتميز بإشعال النار فوق قمم الجبال والأماكن المرتفعة. يتم الاحتفال به منذ مئات السنين. كما تحتفل به الكثير من الشعوب في الشرق الأوسط كعيد الربيع. لكن في سوريا الأمر يختلف.
ففي سوريا كما ذكرنا سابقاً فإن عيد الأم كان يتم الاحتفال به في الثالث عشر من أيار من كل عام واستمر هذا الأمر حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي حيث أصدر الرئيس السوري “حافظ الأسد” المرسوم رقم 104 عام 1988 والذي نصّ على أنه تكريماً للأم والمرأة في سوريا وتقديراً لعطاءاتها وما تقدمه من أجل بناء وتنشئة الأجيال فإنه تقرر تحديد يوم الواحد والعشرين من آذار من كل عام عيداً للأم واعتباره عطلة رسمية في البلاد.
جاء هذا المرسوم بعد عامين من أحداث يوم 21 آذار عام 1986، عندما قامَ أبناء الشعب الكردي المتواجدين في دمشق وضواحيها وخاصة أحياء “ركن الدين” أو ما كان يُعرف سابقاً بحي الأكراد وكذلك حي “زورافا” وغيرهم من مناطق القابون والكسوة والمعضمية ودمر البلد وغيرها من أحياء دمشق وضواحيها بتنظيم مسيرة احتجاجية توجهت نحو القصر الجمهوري في منطقة أبو رمانة بسبب منع النظام الكرد من الاحتفال بعيد النوروز.
أثناء توجه المحتجين نحو القصر أطلق عناصر الحرس الجمهوري النار بشكل عشوائي على المحتجين مما أدى إلى استشهاد الشاب “سليمان آدي” من ناحية جرنك في مدينة القامشلي وجرح عدد آخر من المحتجين.
وهكذا نرى بأن الهدف من اعلان يوم 21 آذار عيداً للأم في سوريا كان للتقليل من أهمية هذا اليوم التاريخي بالنسبة للكرد ليس فقط في سوريا إنما في بقية أجزاء كردستان المقسمة بين تركيا, ايران, العراق وسوريا.

تم النشر في
مصنف كـ Uncategorized

بواسطة admin

رئيس تحرير الشمس نيوز

6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version