مراهق بدرجة إرهابي..كيف استطاع داعش إختراق شباب أوروبا ؟
وكالات _ الشمس نيوز
تحدثت تقارير صحفية عن مخاوف في أوساط الدول الأوربية بعد وقوع عمليات إرهابية بأكثر من دولة نفذها مراهقون من أصول أوروبية ما يعزز المخاوف من جيل جديد من المتطرفين المنتمين لتنظيم داعش وسط القارة العجوز .
وكانت التحقيقات قد كشفت بأن المراهق النمساوي، الذي قُتل على يد الشرطة الألمانية في ميونيخ في الخامس من سبتمبر/أيلول الجاري، كان مولعا أو متأثرا بتنظيم داعش على الرغم من أن الشاب لم يكن يُعرف عنه التردد الكثير على المساجد أو حتى قيامه بإطلاق لحيته أو ارتداء جلبابا طويلا.
بيد أن طرف الخيط الوحيد، الذي ربما كان سيُخبر عن سلوكه المتطرف الذي تجلى بواقعة إطلاق النار في ميونيخ، يعود لمطلع العام الماضي عندما عثرت الشرطة النمساوية على مقاطع مصورة على لعبة قام بتنزيلها على هاتفه الذكي حيث قام بوضع علم القاعدة على بعض المقاطع. وجاء تحرك الشرطة في إطار التحقيق في شجار حدث في مدرسته.
و بحسب موقع دويتش فيله الألماني،قالت الشرطة إنها تعتقد ان الشاب النمساوي قد بات متطرفا عن طريق الإنترنت بعد ذلك بشهور.
تزايد أعداد المتطرفين المراهقين
وليست هذه الواقعة الوحيدة؛ إذ أحصى باحثون بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قرابة 470 قضية قانونية ذات صلة بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) خلال الفترة ما بين مارس/آذار 2023 ومارس/آذار 2024.
وقال التقرير إن مراهقين أو قُصَّر كانوا متورطين في 30 من هذه القضايا، مضيفا: “هذا الرقم قد يكون أعلى بكثير نظراً لأن العديد من الدول لا تنشر بيانات عن أعمار المعتقلين”.
وكشفت دراسة قام بها بيتر نيومان، أستاذ الدراسات الأمنية في “كينغز كوليدج”، عن وجود 27 قضية حديثة مرتبطة بتنظيم داعش، فيما شكل المراهقون قرابة ثلثي معدل الاعتقالات في أوروبا.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الإرهاب..كيف تهدد داعش العالم بـ تطبيقات Ai؟
وشهد الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول اعتقال فتى في عامه الرابع عشر في أوروغواي بعد أن عرف نفسه عبر الإنترنت بكونه “إرهابيا من عناصر الذئاب المنفردة”. وبعد ذلك جرى اعتقال صبي يبلغ من العمر 11 عاما في سويسرا بعد نشره رسائل متطرفة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
جرى اعتقال ثلاثة مراهقين بعد مخطط لشن هجوم على حفل تايلور سويفت في النمساجرى اعتقال ثلاثة مراهقين بعد مخطط لشن هجوم على حفل تايلور سويفت في النمسا.
داعش والمراهقين في الغرب
ورغم دحره في العراق وسوريا عام 2017، إلا أن تنظيم داعش مازال موجودا سواء في بعض الدول الأفريقية وفي أفغانستان عبر ما يُعرف بـ “ولاية خراسان” أو “داعش خراسان” الذي يرجح خبراء أنه الكيان المسؤول عن الاتصالات الخارجية.
يشار إلى أنه منذ يناير/كانون الثاني الماضي، شجع تنظيم “ولاية خراسان” أتباعه على ارتكاب “هجمات الذئاب المنفردة” في أوروبا، بما في ذلك استهداف الفعاليات الكبيرة مثل الأحداث الرياضية ومباريات كرة القدم والحفلات الموسيقية.
وقال خبراء إنهم لا يعتقدون أن هذه الرسائل موجهة صراحة إلى المراهقين في أوروبا، قائلين إن تزايد أعداد المراهقين، الذين يرتكبون هجمات، بات مرتبطا بما تسمح به منصات التواصل الاجتماعي من الوصول إلى المحتوى المرتبط بداعش.
ويقول الخبراء إن الهجمات التي يشنها مراهقون غالبا ما تكون “مستوحاة” من تنظيم داعش على عكس الهجمات التي تشن بناء على أوامر مباشرة من عناصر متواجدة في أفغانستان.
ويأتي ذلك مغايرا للسيناريو الذي وقع عام 2014 عندما استولى تنظيم داعش على مساحات شاسعة في العراق وسوريا؛ إذ كانت العناصر الجديدة على اتصال مباشرة مع شخصيات في الشرق الأوسط تشجعهم على شد الرحال صوب مناطق سيطرة داعش.
وفي ذلك، قال كولين كلارك، الباحث بمركز صوفان المتخصص في الأبحاث الأمنية ومقره نيويورك، إن الاتجاه الجديد بات يتسم بأنه أقل مركزية.
من جانبه، قال بيتر فان أوستاين، المحلل الذي عكف على إجراء أبحاث عن داعش لأكثر من عشر سنوات والذي يعمل في الوقت الراهن في “مشروع مكافحة التطرف”، إن “هناك خدمة إعلامية وقيادة مركزية أصدرت أوامر بشن هجمات في روسيا، لكن في الوقت الحالي أعتقد أن هناك شبكة أكثر تنوعا تعمل على تجنيد هؤلاء الشباب”.
وأشار مصطفى عياد، المدير التنفيذي لأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا بمعهد الحوار الاستراتيجي ومقره لندن، إلى أن “هذه الشبكة منتشرة حيث تضم أطفالا في دوائرهم الخاصة على الإنترنت يرغبون في أن يكونوا مؤثرين”. وأضاف: “لا تزال الإيديولوجية تلعب دورا، حيث لا يمكن استبعاد ذلك، لكن نشر محتوى داعش في مقاطع قصيرة وبلغات محلية يشير إلى سهولة استقطاب الشباب”.
التعليقات مغلقة.