اعرف انت مين وعايز إيه… قبل ما تدخل حياة حد!

الحب، تلك الشعور اللي بيعمل زي القهوة الصباحية، يديك شحنة طاقة وسعادة كأنك قادر تواجه العالم كله… لحد ما تيجي عند الحبيب وتكتشف إنك في متاهة مش مفهوم نهايتها. تعالوا نتكلم بجد شوية، الحب مش بس قصص أفلام ومسلسلات نهايتها بيبقى فيها ورد وبدلة فرح. هو رحلة طويلة ومعقدة، فيها لحظات فرح، بس كمان مليانة اختبارات بتحتاج صبر وطاقة حقيقية.

شغف الحياة… لحد ما؟

إحنا كبشر محتاجين دايمًا حاجة تحركنا. في شغلنا، شغفنا هو اللي بيخلينا نكمل. لما تلاقي نفسك بتشتغل 12 ساعة في اليوم ومبسوط، ده مش جنان، ده حب لما بتعمله. وصاحبك اللي بيفضل جمبك في لحظاتك السودا والبيضا، ده برضو نوع تاني من الحب. طيب نيجي بقى للحبيب… وهنا تبدأ القصة اللي كلها علامات استفهام.

“هو بيحبني؟ ولا دي بروفة؟”

في ناس بتدخل حياتك زي مشهد هادئ في فيلم، يعملوا كل حاجة صح: يسأل عليك، يطمنك، يسمعك، ويفهمك. فتفتكر، خلاص، ده اللي هكمل معاه حياتي. وفجأة، يقف! مش عارف بيعمل “ريستارت” لنفسه ولا بياخد بريك عشان يراجع خططه. واللي أصعب لما يرجع بعدها كأن حاجة ما حصلتش.
في نمطين مشهورين هنا. الأولاني هو اللي بيكمل بس بضغوطاته، تلاقيه محتاج دايمًا يسيطر على العلاقة، ومش بيهتم قد إيه ده ممكن يخوفك. التاني هو اللي بياخد وقت، زي واحد بيلعب يانصيب، يقولك “يا نصيب يا خيبة”، فيقضي وقت ويمشي، ويمكن يرجع لو حظه كويس.

“الوقت… مقياس الحب الحقيقي”

بس خلينا متفقين، الحب ما ينفعش يتقاس بالمواقف السريعة أو اللحظات الحالمة. هو رحلة محتاجة وقت. محتاجين نعدي مع بعض بمواقف كتير، نشوف بعض واحنا تعبانين، فرحانين، زهقانين. الوقت هو اللي بيطمنك على اللي قدامك، يخليك تعرفه صح، ويخليه يعرفك بجد.
الحب الحقيقي هو اللي تلاقي فيه شغف الشغل، وراحة الصديق، ودفي الحبيب. مش لازم يكون كامل، لكن لازم يكون حقيقي. عشان كده، خد وقتك. ما تتسرعش في الحكم، لأن اللي بتحبه النهارده، ممكن يبقى شريك حياتك بكرة… أو مجرد درس جديد يعلّمك قيمة الوقت والصبر في الحب.

الحب، يا صديقي، هو أكبر مشروع ممكن تدخل فيه بدون خطة عمل واضحة. تلاقي نفسك بتغامر بكل حاجة: وقتك، طاقتك، وحتى عقلك، وتقول “أكيد المرة دي مختلفة”. بس الحقيقة إن الحب زي الأوتوبيس، يا يوصلك للي عاوزه، يا ينزلّك في محطة غلط وتكتشف إنك ناسي المحفظة.

Advertisements

الغريب إننا بنكرر نفس الأخطاء بحماس غريب. نقابل حد، نصدق الكلام الحلو، نعيش لحظات الجنّة، وبعدين يختفي فجأة، كأنه كان في مهمة سرية وخلصت. أو الأسوأ، يفضل موجود ويحولك لمشروع تعديل، كأنك عربية محتاجة صيانات دورية.

المضحك في الموضوع إننا رغم كل ده، بنرجع نحاول. يمكن لأن الحب مش بس تجربة، هو إيمان بشيء أكبر، شيء ممكن يربط كل التناقضات اللي جوانا. بس خليني أقولها بصراحة: الحب محتاج شجاعة، مش عشان تواجه اللي بتحبه، لكن عشان تواجه نفسك و تحبها عشان تقدر تحب اللي معاك صح.

 

الحب مش للضعفاء، لأنه مش مجرد كلمة بتتقال، ده شعور بيحركك ويغيرك، يخليك تكشف أكتر جوانبك هشاشة وقوة في نفس الوقت. لكن برضه الحب مش للمتسرعين، لأن أي علاقة مستعجلة هي زي بناء بيت على رمل، شكلها حلو من برة بس أول موجة تضربها تقع.

لما تحب، لازم تسأل نفسك الأول: أنا مين وعايز إيه؟ مش بس عشان ما تضيعش وقتك، لكن كمان عشان ما تتسببش في فوضى في حياة حد تاني. العلاقات اللي فيها حماس من غير أساس، بتبقى زي أفلام التشويق: بدايات نارية، حبكات مثيرة، وبعدين فجأة “وقف استراحة ونرجعلكم”. الشخص يروح، يرجع، يديك أمل، وبعدين يختفي تاني كأنه إعلان عن منتج مش مضمون.

الحب الحقيقي مش لعبة احتمالات ولا استراحة مؤقتة، هو شراكة مبنية على وضوح النوايا، وصبر على اكتشاف النفس والآخر. فخد وقتك، فكر، واسأل نفسك: هل أنا مستعد أبني علاقة حقيقية؟ ولو لقيت نفسك في علاقة بتقربك أكتر من الإعلانات الغامضة عن المنتجات “جرب ومش هتخسر”، يبقى ده الوقت اللي لازم تخرج فيه… وتحترم قلبك أكتر!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط