بين الحل والدمج..هل تنجح سوريا في تجاوز أزمة الكتل العسكرية ؟

منذ سقوط النظام السوري السابق، دخلت سوريا معترك سياسي جديد، وهي الآن تمر بمرحلة من التأسيس والحوار، للوصول إلى اتفاق يرضي الجميع داخل البلاد، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

وتشهد سوريا هذه الأيام مفاوضات مكثفة، لبحث وضع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في ظل مساعي الإدارة الجديدة لتوحيد جميع الفصائل المسلحة تحت سلطة الجيش.

مفاوضات مكثفة بشأن قوات سوريا الديمقراطية

وفي إطار المفاوضات، قالت مصادر لوكالة “رويترز”، إن مفاوضين دبلوماسيين وعسكريين من الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، بجانب قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، يبدون أكبر قدر من المرونة والصبر في المفاوضات.

ونقلت “رويترز” عن مصادر خاصة، أن تلك المفاوضات قد تمهد الطريق لإتمام اتفاق خلال الأشهر المقبلة، يتضمن مغادرة بعض المقاتلين الأكراد من شمال شرق سوريا، ويضع آخرين تحت قيادة وزارة الدفاع الجديدة في البلاد.

وأضافت الوكالة أن هناك العديد من القضايا الشائكة التي تحتاج إلى حل، وأوضحت أن هذه القضايا تشمل كيفية دمج مقاتلي تحالف قسد المسلحين والمدربين جيدًا في الإطار الأمني ​​السوري وإدارة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم، والتي تشمل حقول النفط والقمح الرئيسية.

مظلوم عبدي..لا نية لحل قسد

يأتي ذلك بعد تصريحات القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي”، أكد فيها أن القوات لا تعتزم حل نفسها في المرحلة الراهنة، وأوضح أن أي اتفاق محتمل لتسليم حقول النفط للإدارة الجديدة في “دمشق” سيكون مشروطاً بتوزيع عادل للثروات بين المحافظات السورية.

وشدد “عبدي” على أن اللامركزية هي الخيار الأنسب للوضع الحالي في البلاد ، موضحاً أنها لا تتعارض مع مفهوم وحدة الأراضي السورية.

كما أبدى “عبدي” انفتاح “قسد” على الارتباط بوزارة الدفاع السورية، لكنه طالب بأن يتم دمج القوات ككتلة عسكرية موحدة تعمل وفق قوانين الوزارة وضوابطها، وليس كأفراد منفصلين.

Advertisements

وكان مظلوم عبدي قد أكد سابقاً الاتفاق مع السلطة الجديدة في “دمشق” على وحدة وسلامة الأراضي السورية، ورفض أي مشاريع تقسيم.

وزير دفاع سوريا يعلّق على مقترح الكتل العسكرية

ورداً على الأكراد، قال وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال السورية “مرهف أبو قصرة”، إنه لا يمكن السماح لـ “قسد”، بالاحتفاظ بكتلة عسكرية مستقلة ضمن القوات المسلحة السورية، مضيفاً بأنهم سينضمون إلى وزارة الدفاع وفقاً لهرمية الوزارة وسيتم توزيعهم عسكرياً.

واعتبر “أبو قصرة” أن قيادة “قسد” تتباطأ في معالجة هذه القضية التي وصفها بالمعقدة، مؤكداً أن دمجهم في وزارة الدفاع، كما حدث مع الفصائل المعارضة السابقة، هو حق للدولة السورية، على حدِّ قوله.

موافقة الشرع على دمج الفصائل العسكرية تحت مظلة وزارة الدفاع

وفي سياق متصل، أكد قائد الإدارة السورية الجديدة “أحمد الشرع”، في لقاء خاص مع قناة “العربية”، على موافقته على دمج جميع الفصائل العسكرية تحت مظلة وزارة الدفاع، بشرط أن يتم الاندماج بشكل فردي وليس كمجموعات.

هذا ولا يزال مصير قوات سوريا الديمقراطية، من أكثر القضايا خطورة، حيث تعتبرها الولايات المتحدة حليفًا رئيسًا في القتال ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، فيما ترى تركيا أنها تشكل تهديدًا للأمن القومي، فيما حذرت الأمم المتحدة من عواقب وخيمة على سوريا

والمنطقة إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي في شمال شرق البلاد.

اقرا أيضا

لا نريد دولة أو انفصال..أكراد سوريا: جاهزون لتسليم النفط ووضع سلاحنا في هذه الحالة

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط