مع إعلان سعيد جليلي السياسي المقرب من المرشد الترشح للانتخابات تكون إيران قد أغلقت صفحة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وبدأت رحلة البحث عن رئيس جديد، في دولة السيطرة الكاملة فيها لمؤسسة المرشد، ولا يعدو الرئيس عن كونه رجلا ثانيا أو ظلا وسكرتيرا لتنفيذ تعليمات المرشد.
وأعلن سعيد جليلي، الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، أنه سيترشح لخوض انتخابات الرئاسة المبكرة التي ستُجرى يوم 28 يونيو حزيران بحسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء، ليصبح بذلك أول المتقدمين للمنافسة على المنصب وذلك قبل ساعات من فتح باب الترشح الرسمي في الانتخابات.
ومن المقرر أن يتم فتح الباب لتسجيل أسماء المرشحين الرئاسيين في الفترة من 30 مايو إلى 3 يونيو على أن تكون الحملات الانتخابية من 12 إلى 27 يونيو.
ومن المعروف أن جليلي هو مرشح شبه دائم في الانتخابات الرئاسية حيث سبق له خوض الانتخابات عام 2013، كما ترشح في 2020 قبل أن ينسحب لصالح رئيسي.وتصف تقارير سعيد جليلي، بأنه أحد المقربين من المرشد الإيراني فهو ممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، كما تم تعيينه من قبل المرشد في مجلس تشخيص مصلحة النظام كما أنه دبلوماسي وعضو حالي في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية التابع للمرشد علي خامنئي.
من هو سعيد جليلي ؟
ولد سعيد جليلي الذي يصنفه البعض كأحد رجال المرشد المقربين والمحسوب على التيار المتشدد داخل إيران في مدينة مشهد بشمال شرق إيران في 9 سبتمبر من عام 1965 وهي ذات المدينة التي خرج منها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
ودرس جليلي في جامعة إيران للعلوم والتقنية في طهران ثم حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الإمام صادق ويتقن اللغتين العربية والإنجليزية.
كان جليلي مقاتلاً خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفقد خُمسًا من ساقيه في عملية يطلق عليها الحرس الثوري “كربلاء الخامسة”، والتي كانت عام 1986.
وفي عام 1986 تولى مسؤولية قيادة اللواء 21 في الحرس الثوري أو ما يعرف بـ (لواء الإمام الرضا في خراسان)، وأصيب في عملية كربلاء وفقد ساقه اليمنى ولهذا السبب يلقبه أنصاره بالشهيد الحي.
بعد ثلاث سنوات من إصابته في الحرب وبالتحديد عام 1989، إلتحق جليلي بوزارة الخارجية الإيرانية، حيث عينه الرئيس هاشمي رفسنجاني في الفترة ما بين 1989-1997 ملحقا دبلوماسيا في أميركا الشمالية وهو في الـ24 من العمر.
كما تولى دائرة شؤون أوروبا وأمريكا بوزارة الخارجية ثم رئاسة دائرة التفتيش بالوزارة نفسها، وبعدها عمل في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، مديرا لدائرة التفتيش في الفترة ما بين 2001-2005.
وفي الفترة من 2007 إلى 2013، كان مسؤولاً عن المفاوضات النووية الإيرانية وذلك بالتزامن مع تعيينه كممثل للمرشد في المجلس الأعلي للأمن القومي.
ويعتبر جليلي من أبرز مناهضي الاتفاق النووي الذي وقعته حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني مع القوى الدولية عام 2015.
في 12 سبتمبر 2013 تم تعيينه عضوًا في مجمع تشخيص مصلحة النظام من قبل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي.
جليلي والانتخابات
وفي انتخابات 2013، كان سعيد جليلي مرشح جبهة الصمود في الانتخابات الرئاسية وحصل على المركز الثالث وحصد أكثر من 4 ملايين صوتفي الانتخابات التي فاز بها حسن روحاني.
في عام 2021، ترشح جليلي مرة أخرى للانتخابات الرئاسية، لكنه انسحب لصالح إبراهيم رئيسي. وكان لهذا الانسحاب أيضًا حصة في حكومة رئيسي التي تضم عددا ليس بقليل من المحسوبين على جليلي ربما أبرزهم محسن منصوري، أحد مساعدي الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي.
وكانت صحيفة «مردم سالاري» الإصلاحية قد وصفت سعيد جليلي في وقت سابق بأنه رئيس الظل.
تصدر مجتبى خامنئي نجل المرشد عناوين وسائل الإعلام منذ الإعلان عن الوفاة المفاجئة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التي أدت لخلط الأوراق وبعثرت الحسابات السياسية في الجمهورية الإسلامية خاصة أن الحديث الدائر منذ سنوات كان البحث عن خليفة للمرشد الحالي علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاما في ظل تقارير عديدة عن تدهور وضعه الصحي.
مجتبى خامنئي يتداول إسمه خاصة أن البعض يعتبر أنه كان يتنافس مع الرئيس الراحل إبراهيم كأحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة المرشد الحالي أية الله علي خامنئي.رحيل إبراهيم رئيسي أعاد الحديث عن مجتبى خامنئي ربما كمرشح بارز لخلافة والده خاصة مع تدهور صحة المرشد ما قد يجعل خامنئي الصغير خيار مفضل لأجهزة الثورة الإسلامية للحفاظ على ما تبقي من دولة المرشد.
من هو مجتبى خامنئي ؟
مجتبى خامنئي، 55 عاما، هو الابن الثاني من أبناء آية الله خامنئي الستة، وهو محافظ متشدد، نشأ في النخبة الدينية والسياسية للجمهورية الإسلامية، يقوم بالتدريس في مدينة قم التي تعتبر أكبر مدرسة دينية في إيران.
لا يحظي خامنئي الصغير بمنصب رسمي في الجمهورية الإيرانية ونادرا ما يظهر في وسائل الإعلام ما جعل البعض يطلق عليه رجل الظل .
تقارير إعلامية أكدت أن صانع ثروة والده التجارية، ولديه تدخل خفي في تعيين مسؤولين بالأجهزة الأمنية والسياسية المختلفة، وله يد على هيئة الإذاعة والتلفزيون، ويتمتع بسيطرة مطلقة على مؤسسات أمنية وعسكرية في النظام الإيراني.
ولديه صلات أخرى رفيعة المستوى بالأجهزة الأمنية الإيرانية حيث كوّن منظمة استخباراتية تحت تصرفه مع تأسيس استخبارات الحرس الثوري 2009، وتمكن من تهميش دور وزارة الاستخبارات
وبحسب تقارير فإن مجتبى يتمتع بسلطة كبيرة داخل الدوائر المتشددة لوالده، بما في ذلك في مكتب المرشد القوي، الذي يشرف على الهيئات الدستورية.
كما أنه قريبًا جدًا من الحرس الثوريّ الإيراني، وما يسمى بالقوى الثورية في النظام، ويجمع شبكات نفوذ مع الكوادر القوية، خصوصًا مع أعضاء مجلس الخبراء، الهيئة المكونة من 88 شخصًا، والمكلفة باختيار المرشد الأعلى القادم.
في أغسطس 2022، رفعت المؤسسة الدينية الإيرانية “مجتبى” إلى رتبة “آية الله”، وهو لقب ديني يحتاج إليه ليصبح المرشد الأعلى لإيران، وهو ما عزز الشكوك حول احتمالية خلافة والده خاصة أن القرار جاء في الوقت الذي تدهورت فيه صحة خامنئي الأب الذي كان قد تجاوز الثمانين عاما.
عقوبات واتهامات
ظهرت أهمية مجتبي بعد العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية عليه عام 2019، معتبرة أن علي خامنئي “فوضه بعض مسؤولياته”.
كما اتهم الإصلاحين الإيرانيون مجتبى خامنئي بلعب دور مهم في انتخاب محمود أحمدي نجاد عام 2005، والذي تغلب بشكل غير متوقع على المرشحين الرئيسيين في ذلك الوقت.
وفي عام 2009، بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد ضد الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي، اجتاحت البلاد احتجاجات مناهضة للحكومة.
وطالته الهتافات المناهضة للنظام بسبب دوره في انتخاب نجاد الانتخابات 2009 ، فضلا عن الشائعات حول خلافته للمرشد ويعتقد أنه كان مسؤولاً بشكل شخصي عن حملة القمع التي شنها النظام ضد المعارضة في ذلك الوقت.
ألية اختيار المرشد
يتم اختيار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية من قبل هيئة مؤلفة من 88 رجل دين وتعرف الهيئة باسم مجلس الخبراء.
ويتم انتخاب أعضاء مجلس الخبراء من قبل الإيرانيين كل ثماني سنوات، ولكن يجب أن يحظى المرشحون لهذه الهيئة بموافقة مجلس صيانة الدستور.
ويتم اختيار أعضاء مجلس صيانة الدستور، بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل المرشد الأعلى.
ومن هنا فإن المرشد الأعلى له نفوذ كبير في كلا الهيئتين.
وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، عمل علي خامنئي على ضمان انتخاب المحافظين في المجلس الذين سيتبعون توجيهاته بشأن اختيار خليفته.
وبمجرد انتخابه، قد يظل المرشد الأعلى في هذا المنصب مدى الحياة.
ووفقاً للدستور الإيراني، يجب أن يتمتع المرشد الأعلى بمرتبة آية الله، ويعني ذلك أن يكون شخصية دينية شيعية بارزة.
ولكن عندما تم اختيار علي خامنئي لم يكن من آيات الله، لذلك تم تغيير القوانين لتمكينه من استلام المنصب.
لذلك، من الممكن تغيير القوانين مرة أخرى حسب المناخ السياسي عندما يحين وقت اختيار مرشد جديد.
بدأت إيران اليوم الثلاثاء أولي مراسم تشييع جثمان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه الذين قضوا بحادث تحطم مروحية.
وشهد ميدان الشهداء في مدينة تبريز، مراسم التشييع حيث نقلت النعوش مغطاة بالعلم الإيراني على متن شاحنة وسط الحشود بمشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين شاركوا في نقل الجثامين من الميدان إلى ساحة المصلى، حيث ألقى أهالي تبريز نظرة الوداع على رئيسي والمسؤولين الآخرين الذين فقدوا حياتهم.مراسم وحداد
من جانبه، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي الحداد 5 أيام في إيران.
ومن المقرر أن تستمر مراسم التشييع التي بدأت في تبريز الثلاثاء في قم والأربعاء في طهران، على أن يتم الدفن الخميس بمدينة مشهد.
وبعد مراسم التشييع الثلاثاء، سينقل جثمان رئيسي إلى مدينة قم في وقت لاحق، قبل الانتقال إلى طهران، حيث من المقرر أن يؤدي خامنئي الصلاة على الجثامين ليل الثلاثاء، عشية مراسم وداع مهيبة تقام في العاصمة الأربعاء.
وسينقل جثمان رئيسي بعدها إلى محافظة خراسان الجنوبية في شرق البلاد، وسيوارى الثرى مساء الخميس المقبل، في مسقطه مدينة مشهد حيث مرقد الإمام علي الرضا، ثامن الأئمة المعصومين لدى الشيعة.
في كلمة ألقاها مع انطلاق المراسم، أشاد وزير الداخلية أحمد وحيدي بالضحايا “الشهداء” وقال: “أظهر الشعب الإيراني أنه سيحوّل كل مصيبة إلى درج للارتقاء بالأمة إلى أمجاد جديدة”.
وأضاف: “نحن، أعضاء الحكومة الذين كان لنا شرف خدمة هذا الرئيس الحبيب، هذا الرئيس المجتهد، نلتزم أمام شعبنا العزيز وقائدنا بالسير على درب هؤلاء الشهداء”.
انتخابات رئاسية
وكانت إيران قد أعلنت أنها ستجري انتخابات رئاسية مبكرة في 28 يونيو/حزيران المقبل، بعد وفاة رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية.
وستبدأ عملية تسجيل المرشحين في 30 مايو/أيار الجاري، فيما ستجرى الحملات الانتخابية خلال الفترة الممتدة بين 12 و27 يونيو/حزيران 2024.
وتم تعيين محمد مخبر، النائب الأول للرئيس الإيراني، رئيساً بالنيابة، الإثنين، بعد وفاة رئيسي.
وفاة الرئيس الإيراني
في وقت سابق الإثنين، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي وفاة رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما بحادث تحطم مروحية، الأحد، في محافظة أذربيجان الشرقية أثناء عودتهم من مراسم افتتاح سد على الحدود بين إيران وأذربيجان، الأحد، بمشاركة رئيس أذربيجان إلهام علييف.
واستطاعت فرق الإنقاذ الوصول إلى حطام المروحية بعد جهود استمرت 15 ساعة.
وتوفي في الحادث بجانب الرئيس كل من وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومحافظ تبريز مالك رحمتي، وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي هاشم، إضافة إلى اثنين من كبار الضباط العسكريين في الحرس الثوري، وطاقم المروحية المكون من ثلاثة أفراد.
والاثنين، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي وفاة رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما بحادث تحطم مروحية، الأحد، بمحافظة أذربيجان الشرقية أثناء عودتهم من مراسم افتتاح سد على الحدود، بمشاركة رئيس أذربيجان إلهام علييف.
واستطاعت طائرة مسيرة تركية من طراز “أقينجي” كشف موقع تحطم المروحية، وشاركت في أعمال البحث بناء على طلب إيراني من السلطات التركية.
وتمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى حطام المروحية بعد جهود استمرت 15 ساعة.
وتوفي في الحادث بجانب رئيسي وعبد اللهيان، كل من محافظ تبريز مالك رحمتي، وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي هاشم، إضافة إلى اثنين من كبار الضباط في الحرس الثوري، وطاقم المروحية المكون من ثلاثة أفراد.
تصدر محمد مخبر الرئيس الإيراني المؤقت نشرات الأخبار ومحركات البحث عقب أعلان الحكومة الإيرانية بشكل رسمي اليوم الإثنين مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي عقب تحطم الطائرة التي كان يستقلها خلال عودته من حفل افتتاح سد مشترك مع أذربيجان بمشاركة الرئيس الإيراني إلهام علييف مما تسبب في وفاته والوفد المرافق.وعقب إعلان وفاة رئيسي، عقد المجلس الحكومي اجتماعا استثنائياً برئاسة النائب الأول للرئيس محمد مخبر.
حيث نعت الحكومة الإيرانية، في بيان، رئيسها، وقالت إن “رئيس الشعب الإيراني المجتهد والدؤوب، الذي لم يعرف سوى خدمة الشعب الإيراني العظيم في طريق تنمية البلاد وتقدمها أوفى بوعده وضحى بحياته من أجل الشعب”.
ونعى محسن منصوري، المساعد التنفيذي للرئاسة الإيرانية، الرئيس إبراهيم رئيسي؛ واصفاً إياه بـ”سيد الشهداء”.
وجاء إعلان الحكومة الإيرانية مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي بشكل رسمي وخلو منصب الرئاسة ليضع شخصية إيرانية جديدة تحت دائرة الضوء.
الدستور الإيراني
وفقا للدستور الإيراني فإن لجنة رئاسية يترأسها النائب الأول لرئيس الجهورية هى من تقود البلاد في حال فراغ منصب الرئيس.
وتنص المادة 113 من الدستور الإيراني على إن الرئيس الإيراني هو أعلى مسؤول رسمي في البلاد بعد المرشد، ويحمل على عاتقه مسؤولية تنفيذ الدستور ورئاسة الجهاز التنفيذي باستثناء القضايا التي تعود للمرشد، وفي حال لم يتمكن الرئيس الإيراني من ممارسة صلاحياته لمدة شهرين لأي سبب من الأسباب، تتولي لجنة مؤقتة مهام الرئاسة الإيرانية.
وبموجب المادة 131، فإن لجنة ستتولى مهام الرئيس في حال وفاته أو غيابه أو المرض لمدة تزيد على شهرين، أو في حال انتهاء ولاية الرئيس، ولم يُنتخَب رئيس جديد.
وفي هذه الحالة سيترأس نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر بموافقة المرشد الإيراني اللجنة التي تضم رئيس البرلمان ورئيس الجهاز القضائي. وسيكون نائب الرئيس ملزماً بتنظيم الانتخابات الرئاسية في غضون 50 يوماً، وسيتم تكليف نائب الرئيس بالوظائف المكلف بها الرئيس.
من هو محمد مخبر؟
ولد محمد مخبر عام 1955، في مدينة دزفول بإقليم خوزستان الذي توجد به أقلية عربية كبيرة، وحصل على درجتي دكتوراه، والماجستير في الحقوق الدولية؛ كما أنه حاصل على درجة الدكتوراه في الإدارة وحاصل أيضاً على درجة الماجستير في الإدارة.
يشغل محمد مخبر منصب النائب الأول للرئيس الإيراني منذ 8 أغسطس 2021، حيث تم تعيينه بناء على اختيار رئيسي له حيث كان قريباً جداً من الرئيس الإيراني خلال فترة رئاسته، وكان حاضراً بشكل ميداني لمتابعة العديد من المسائل الداخلية، وقام بزيارات للعديد من الدول وتوقيع اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات خلال العامين الماضيين.
مخبر الذي يبلغ من العمر 68 عاما لا ينتمي لحزب سياسي وهو أحد أعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام .
شغل الرئيس الإيراني المؤقت محمد مخبر عدة مناصب داخل الدولة الإيرانية منها منصب نائب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة خوزستان للاتصالات والعضو المنتدب لشركة دزفول للاتصالات ونائب محافظ خوزستان.
كما تولى منصب معاون تسويقي لإدارة النقل في مؤسسة المستضعفين، ورئاسة هيئة إدارية لمصرف سينا الإيراني.
كما شغل مخبر منصب ضابط في الهيئة الطبية التابعة للحرس الثوري الإسلامي خلال الحرب العراقية الإيرانية.
في عام 2007، اختاره المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لرئاسة “لجنة تنفيذ أمر الإمام” أو “ستاد إمام وهي مؤسسة غير حكومية مختصة بالشؤون الخيرية.
استمر مخبر في رئاسة المؤسسة التي تأسست أواخر الثمانينات لإدارة الممتلكات المصادرة في أعقاب الثورة الإسلامية حتى تاريخ تعيينه نائبا للرئيس في 8 أغسطس 2021.
وخلال توليه رئاسة ستاد أنتجت مؤسسة بركات التابعة لها أول مشروع لقاح محلي لكوفيد-19 في إيران. وحصل اللقاح على موافقة طارئة من السلطات الصحية في يونيو.
ووفقاً لتحقيق أجرته “”رويترز” عام 2013، فإن قيمة ممتلكات المؤسسة تقدر بنحو 95 مليار دولار.
وفي أكتوبر 2022، تم إرسال مخبر إلى موسكو مع كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني ومسؤول في المجلس الأعلى للأمن القومي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لإرسال طائرات “شاهد” بدون طيار وصواريخ أرض-أرض إلى روسيا لدعم الغزو الروسي لأوكرانيا.
العقوبات الدولية على محمد مخبر
في يناير 2021 أثناء توليه رئاسة مؤسسة الإمام و قبل تعيينه نائبا للرئيس بعدة أشهر، أدرجت الولايات المتحدة محمد مخبر على قائمة العقوبات التي فرضتها إدارة ترمب في أيامها الأخيرة على مؤسسات تابعة لمكتب المرشد الإيراني.
كما سبق وأدرجه الاتحاد الأوروبي في يوليو 2010على قائمة العقوبات التي طالت مسؤولين على صلة بالبرنامجين الصاروخي والنووي، لكنه خرج من القائمة بعد عامين.
وجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعوة رسمية لنظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لزيارة طهران في المستقبل القريب ، حسبما ذكرت وكالة تسنيم للأنباء يوم الخميس.وكشفت وكالة الأنباء الإماراتية أن وزير الدولة خليفة شاهين تلقى دعوة زيارة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي موجهة إلى الرئيس الشيخ محمد بن زايد.
وقالت إن الدعوة سلمها السفير الإيراني لدى الإمارات رضا أميري ، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
تجدر الإشارة إلى أنه في 4 مارس من العام الماضي ، عينت إيران سفيرا لدى الإمارات لأول مرة منذ 6 سنوات ، حيث يتم إعادة تنظيم العلاقات بين دول الخليج وإيران.
خفضت الإمارات العربية المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في عام 2016 بعد أن قطعت المملكة العربية السعودية علاقاتها مع إيران.
وجاءت الخطوة السعودية ردا على مداهمة للسفارة في طهران من قبل محتجين غاضبين من إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر ، الذي أدين في قضية إرهابية.
الخلافات بين إيران والإمارات له جذور أخرى ، حيث يتنازع البلدان على طنب الصغيرة وجزيرة طنب الكبيرة وجزيرة أبو موسي.
أعلنت إيران يوم الأربعاء عن تنفيذ مناورات بحرية في جزيرة أبو موسى ، وقالت البحرية الإيرانية إن حماية هذه الجزر تتعلق بشرف البلاد.
على الرغم من الخلافات السياسية والنزاعات الحدودية ، ظلت العلاقات الاقتصادية بين البلدين قوية خلال العقود القليلة الماضية. وفقا للأرقام المنشورة سابقا ، بين 2021-3 و 2022-3 ، بلغ حجم التبادلات التجارية بين البلدين 210 مليار دولار.
انهى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي جولته الإفريقية التي استغرقت ثلاثة أيام، حيث زار خلالها كل من كينيا وأوغندا وزيمبابوي، وهذه هي أول زيارة لرئيس إيراني إلى القارة الأفريقية منذ عام 2013.ووفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية، تم توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية خلال الجولة الأفريقية. وصرحت وزارة الخارجية الإيرانية أن حجم التجارة مع أفريقيا سيرتفع إلى أكثر من ملياري دولار هذا العام، دون ذكر الرقم المقدم للعام 2022 للمقارنة.
تأتي جولة رئيس إيراني في القارة الأفريقية، وهي الأولى منذ عام 2013، بعد قيامه بزيارة في يونيو (حزيران) التي شملت ثلاث دول في أميركا اللاتينية تعاني أيضًا من العقوبات الأميركية.
مخاوف أمريكية
وتأتي زيارة الرئيس وسط مخاوف أمريكية من انتشار إيران في أفريقيا. حذرت صحيفة “ناشونال انترست” الأمريكية من التوسع الإيراني في القارة السمراء، مشددة على أن إدارة الرئيس جو بايدن تركز حاليًا على الدبلوماسية النووية المتجددة مع إيران. هذا يشكل خطرًا على فقدان الإشارات الواضحة بشأن نشاط النظام الإيراني في إفريقيا، وهذا المسرح الاستراتيجي المهم.
حذرت الصحيفة في مقال بعنوان “تحذير من توسعات إيران في إفريقيا” من أن النظام الإيراني يهدف إلى تأسيس وجود إقليمي مستدام في إفريقيا من خلال إنشاء مراكز ثقافية وتطبيع علاقات غير رسمية في جميع أنحاء القارة السمراء، مما يشكل تهديداً للولايات المتحدة.
حسب خبراء، تسعى إيران للاستفادة من ثروات أفريقيا واستغلالها للتخفيف من تأثير العقوبات الدولية. وتسعى أيضًا لتكرار نجاح الصين في التوسع في القارة الأفريقية.
النموذج الصيني
يرى مصطفى النعيمي، الباحث المشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، بأن النظام الإيراني يسعى لاعتماد سياسة النموذج الصيني في التنمية والاقتصاد. وبالتالي، يؤدي ذلك إلى وجود سياسات ومصالح مشتركة بشكل مشابه للعلاقات الصينية مع الدول المستفيدة التي تبني علاقات اقتصادية معها. وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في الأسس، إلا أن إيران تحاول دائما استثمار المتغيرات الداخلية للدول الأخرى.
قال النعيمي في مقابلته مع وكالتنا “إن الإيرانيين يحاولون الوصول إلى الأفريقيين عبر بناء علاقات مع القارة الأفريقية، من خلال استثمار مجموعة من الاستراتيجيات، ومن أهم هذه الاستراتيجيات وجود الأقليات الشيعية المتواجدة في تلك المناطق ونفوذها السياسي والاقتصادي”.
ووفقًا للباحث، تسعى إيران من خلال علاقاتها بالدول الأفريقية إلى إقامة ما يعرف بالمليشيات والخلايا والتنظيمات والشبكات المسلحة في العديد من هذه الدول. وأشار إلى أن إيران قوَّيَت وجودها في الدول الأفريقية، حيث قامت بتضاعف عدد سفاراتها من 8 إلى 16 سفارة في القارة السمراء خلال الفترة الأخيرة.
تمدد مذهبي
يشير النعيمي إلى أن إيران تتطلع منذ وقت طويل إلى تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية واستغلال حاجة تلك الدول المحتاجة وفقيرة إلى التنمية. ويركز على أن طهران نجحت في التوغل في الدول الأفريقية من خلال المنظمات الخيرية، ونجحت في إقناع ما يزيد عن 40 إلى 45 مليون شخص بأن يكونوا أساسًا لمشروعها الخارجي، الذي ستستخدمه كمصد ذو طابع ديني لحماية مصالحها وتحقيق أهدافها.
يعتقد الباحث أن إيران تسعى لإعادة بناء إمبراطوريتها خارج ترابها الجغرافي، وتعمل جاهدة على توسيع نفوذها في القارة الأفريقية، نظرًا للثروات الاقتصادية المتواجدة في تلك المنطقة والتي ستساهم في تعزيز الاقتصاد الإيراني عن طريق استغلالها كآليات تمتص دماء شعوب أفريقيا.
ويقول النعيمي: “ربما يُمثّل اقتصاد أفريقي مستدام مشروع إيران بمعنى الاعتماد الطويل الأجل ، ولكنه يعني له الكثير فيما يتعلق بحجم الهيمنة والوصول والقدرة على اختراق المجتمعات والعمل على تحويل المعتقدات الدينية. وهو يشير بقوة إلى تأثير وتداعيات هذه الهيئات الجديدة في أفريقيا على مسار إيران وقدرتها على استغلالها لإرباك خصومها حول العالم”.
اختتم الباحث في شؤون إيران تصريحاته بتأكيده على أن إيران لديها عدد كبير من الأوراق الخارجية ولديها القدرة على تحقيق مصالحها والحصول على أكبر قدر من الفوائد الخارجية بإستخدام أدواتها دون أن تتأثر جغرافية إيران الحالية بأي تغيرات في العقوبات.
أصدر مركز الخليج للدراسات الإيرانية تقرير «الحالة الإيرانية» لعام 2021.
يتناول التقرير كافة المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إيران، داخليًا وخارجيًا، خلال العام المنصرم.
ويرصد لحظة بلحظة- تطورات الأحوال في البلاد على الأصعدة كافة، مدعومًا بالتحليلات والمصادر الموثقة.
عام التحديات الكبري
وبحسب التقرير، فإن 2021 كان عام «التحديات الكبرى» في إيران، فقد مر العام ثقيلًا على الإيرانيين المضطهدين، المغلوبين على أمرهم، وراح الملالي يسعون في كل اتجاه من أجل تثبيت دعائم حكمهم، بالحديد والنار. ولكن العكس تمامًا هو ما حدث، فما إن تنتهي أزمة حتى تظهر أزمات، حاصرت البلاد من كل الجهات، بدءًا من الملف النووي المتعثر في فيينا، مرورًا بـ «مظاهرات العطش» في الأحواز التي امتدت إلى كافة المحافظات، وتحوّلت من مجرد احتجاجات على تحويل مجاري الأنهار إلى «ثورة» حقيقية في قلب إيران، وصولًا إلى تصاعد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية خلال العام بشكل غير مسبوق.
ويشير تقرير مركز الخليج إلي أن النظام الإيراني حاول عبثًا الظهور بمظهر المنتصر في كل معاركه الصغيرة، وأنه ما يزال يُمسك بزمام الأمور التي خرجت من بين يديه، وواصل سياسته التي اتخذها منذ وصوله إلى الحكم، وهي الذهاب إلى (حافة الهاوية)، غير أن الغضب الشعبي من سياسات الملالي كان علامة على انتهاء عمره الافتراضي، ووصوله في نهاية المطاف إلى طريق مسدود».
انتخاب رئيسي
وبحسب النقرير، كان الحدث الأكثر تأثيرًا في إيران خلال العام، هو وصول إبراهيم رئيسي، أحد أبرز صقور المتشددين إلى سدة الرئاسة.
وهو الأمر الذي زاد الطين بلّة، وجلب على الشعوب الإيرانية المزيد من الويلات. وشهدت البلاد غضبًا شعبيًا كبيرًا، احتجاجًا على عملية الانتخاب، غير أن رئيسي تمكّن بسهولة من إسكات كافة الأصوات المعارضة له.
وعلى الرغم من التصريحات الوردية التي أطلقها «رئيسي» بشأن تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين، فعلت العقوبات الأمريكية فعلها، وأوصلت الاقتصاد إلى أسوأ حالاته.
انهيار الريال الإيراني
وصدرت عشرات التقارير التي تحدثت عن الحالة الاقتصادية المأساوية التي يعيشها الإيرانيون، ليكون عام 2021 الأكثر سوءًا بعد أن كسر الريال الإيراني كافة أرقامه السابقة، وسجّل أرقامًا قياسيّة في الانخفاض أمام الدولار الأمريكي، ووصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 320 ألف ريال، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يصل بها إلى هذا السعر المتدني.
كما ارتفع معدل التضخم في البلاد يومًا بعد يوم خلال العام إلى 45.2%، فيما تضخّمت أسعار الغذاء إلى أن وصلت إلى 58.4٪، واقترب معدل التضخم السنوي في نهاية 2021 من أعلى معدل تضخم سنوي تم تسجيله خلال الثلاثين عامًا الماضية، الأمر الذي أوقع الإيرانيين بين مطرقة القمع السياسي من جهة، وسندان الفقر من جهة ثانية.
كورونا يضرب إيران
وعلى الصعيد الوبائي، دخلت إيران في الموجة الرابعة من جائحة كورونا، وانتشرت متحورات الفيروس لتزهق مئات الأرواح يوميًا؛ الأمر الذي دفع الحكومة الإيرانية إلى فرض عزل عام مؤقت، في مسعى للسيطرة على هذه الموجة، ومحاولة السيطرة على الموجة الخامسة من وباء كورونا، التي كانت تزهق عشرات الأرواح يوميًا.
وأعلنت وزارة الصحة، في أواخر العام، أن كورونا كان يصيب شخص كل ثانيتين، ويحصد روح شخص كل دقيقتين ونصف؛ الأمر الذي تسبب بفاجعة قومية على مستوى البلاد.
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d9%85%d8%b1%d8%b4%d8%af-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%86%d8%b4%d8%b1-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a5%d9%81%d8%aa.html
https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b0%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%84%d9%8a%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d9%88%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a9.html