صراع على جثة الجماعة.. سر الحرب بين قيادات الإخوان بتركيا ولندن؟

شهد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين خلال الساعات الماضية حربا جديدة بين قياداته وجبهاته المتصارعة على ما تبقي من ارث الجماعة البائد.

ابراهيم منير ومحمود حسين

يارا الشيخ

شهد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين خلال الساعات الماضية حربا جديدة بين قياداته وجبهاته المتصارعة على ما تبقي من ارث الجماعة البائد.
واستعرت نيران حرب البيانات بين جبهة التنظيم في تركيا بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق في مواجهة جبهة إبراهيم منير نائب المرشد العام للإخوان والقائم بأعماله، المقيم في لندن.
وكانت الساعات الماضية قد شهدت إقالات متبادلة وبيانات نارية بين الطرفين.
إيقاف وتحقيق
بداية الأزمة أشعلها إبراهيم منير عندما قرر إيقاف 6 قيادات بالإخوان، وأحالهم للتحقيق على خلفية مخالفات إدارية وتنظيمية.
وشملت لائحة الموقوفين بقرار منير : الأمين العام السابق للجماعة وعضو مكتب الإرشاد محمود حسين، ومسؤول رابطة الإخوان المصريين بالخارج محمد عبدالوهاب، وعضو مجلس الشورى العام ومسؤول مكتب تركيا السابق همام علي يوسف، وأعضاء مجلس الشورى العام مدحت الحداد، وممدوح مبروك، ورجب البنا.

هجمة مرتدة
رد جبهة محمود حسين على قرار إبراهيم منير لم يتأخر كثيرا، وربما جاء أقوي وأسرع مما تخيل القائم بأعمال المرشد ففي قرار أشبه الهجمة المرتدة قرر مجلس الشورى العام للإخوان الذى يسيطر عليه حسين إعفاء منير من مهامه كنائب للمرشد العام وقائم بأعماله، مع إلغاء الهيئة الإدارية العليا، وإحالة ما بدأته من مشاريع إلى مؤسسات الجماعة التنفيذية والشورية المعنية.
وفى تصريحات صحفية لمواقع الجماعة أعلن طلعت فهمي المتحدث باسم الجماعة والمحسوب على جبهة محمود حسين أنه تقرر إعفاء منير من موقعه كنائب للمرشد وقائم بعمله، مع بقائه في تكليفاته الخارجية خارج القطر المصري.

عودة منير
الصراع بين الجبهتين ازداد اشتعالا بعد الجولة الأولي من قرارات العزل، وفي أول تعليق له على قرارات جبهة محمود حسين بعزله اعتبر منير في كلمة مسجلة، إن قرار إعفائه والعدم سواء، مؤكدا أن الجماعة ستمضي قوية ومتحدة الصف برغم ما يثار من مشاكل من بعض الأطراف داخل الجماعة في إشارة إلى مجموعة حسين.
وأشار القيادي الاخواني إلى أن بعض القيادات حاولوا السيطرة على الجماعة من خلال وسائل الإعلام لافتا إلى أنه لا يجب أن يعطى أي شخص أيا كان وضعه أو وزنه أو تاريخه وضعا أكبر من الجماعة ومن مسيرتها، معترفا في الوقت نفسه بأن الجماعة تمر بمرحلة صعبة.
ويبقي السؤال إلى أين يذهب صراع منير وحسين بجماعة الإخوان، وهل تبقي من الجماعة ما يستحق الصراع، وما علاقة هذا الصراع بما تشهده أفرع الجماعة بالدول العربية من سقوط وتراجع في الشعبية كما حدث مؤخرا بالمغرب وتونس.
الشمس نيوز وجهت هذه الأسئلة لمجموعة من خبراء الإسلام السياسي ومتخصصي الحركات الإسلامية والجهادية.

مشهد عبثي
في البداية قال أحمد بان خبير الحركات الإسلامية إن الصراع الأن بين جبهتين يفترض أنهم كانوا جبهة واحدة خاصة أن الطرفين محسوبون على التيار القطبي أو التنظيم الخاص داخل الجماعة .
وأوضح بان لـ الشمس نيوز إن الانشقاق بين الطرفين حدث بعد أن تحولت الجماعة لدولاب أموال ومجموعات مصالح الصراع بين أقطابها على المكاسب المادية .
وبحسب الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية فإن مشهد الصراع بين قطبا الإخوان منير وحسين يعتبر مشهد عبثي يواصل به التنظيم سقوطه السياسي والأخلاقي، مشددا على أن التنظيم استكمل دورة حياته ولم يعد هناك إمكانية لتعويمه مرة أخري.
وحول إمكانية ولادة تيار جديد داخل التنظيم أكد بان أن جماعة الإخوان لم تعودنا على اجراء أى مراجعات جادة على مستوي التفكير أو التنظيم، مشيرا إلى أن غياب الحوار والديمقراطية الداخلية وعدم القدرة على اجراء مراجعة فكرية وحالة الانكار التى عاشها التنظيم على مدار عقود تجعل من فكرة ولادة تيار جديدة أمر صعب.
واعتبر أن السقوط بتونس ومن بعدها المغرب جزء من تداعيات السقوط بمصر خاصة أن قوة التنظيم الأساسي في مصر ففيها تأسس ومنها انطلق وأعضاء مكتب التنظيم الدولي 11 عضو من بينهم 8 مصريين.
وتطرق الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إلى سقوط حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات الأخيرة مشيرا إلى أن الحزب المغربي يعتبر أفضل الصيغ الاخوانية وبقي في الحكم سنوات ولكنه تأثر بشكل كبير بما حدث في مصر وبقية فروع التنظيم بالدول العربية.
وبحسب أحمد بان فإن صيغ الإسلام السياسي كلها لم تعد قابلة للحياة الا في حالة اجراءها فصل تام بين الدين والسياسة فإما ممارسة الدين والانشغال بالروحانية أو العمل بالسياسة وفق شروطها والياتها .

حقيقة الجماعة

بدوره اعتبر منير أديب، الباحث بشئون الجماعات الإسلامية، أن ما يحدث بين جبهتي إبراهيم منير، ومحمود حسين بين تركيا ولندن، ينذر بأن التنظيم يمر بانهيار تام.
وأكد أديب في تصريحات لـ الشمس نيوز أن هذه هى الصورة الحقيقة لتنظيم جماعة الإخوان، فالتنظيم يتعامل بالكراهية والعنف وعناصره لا يعرفون سوي مصالحهم، وكل طرف يمثل خطراً على الإسلام والدين الإسلامي.
وحذر خبير الجماعات الإسلامية من انتشار عنف التنظيم خلال الفترة المقبلة خاصة بعد أن أصبح الأشخاص الفاعلين فى التنظيم غير مصريين، لافتا إلى أنه منصب المرشد في السابق كان محصور في أعضاء الجماعة المصريين ، بينما اليوم يسمح لمن هم يحملون الجنسية المصرية وجنسية أخرى أن يكون في منصب المرشد.

صراع مخابراتي
ومن جانبه قال الدكتور صبره القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية والباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن الجهاز السرى للجماعة يحاول السيطرة على الإخوان، معتبرا أن ما يحدث هو جزء من صراعات أجهزة الاستخبارات الغربية لإحكام قبضتها على التنظيم .

وأرجع القاسمي تطور الأزمة إلي أن ما وصفها بـ عصابة محمود حسين، والتى تتحكم في أموال و تاريخ وأعضاء التنظيم السرى تحاول السيطرة على جماعة الإخوان في ظل معارضة شرسة من القائم بأعمال الإرهابية ابراهيم منير ومن يواليه.
وأشار القاسمي في تصريحاته لـ”الشمس نيوز” إلى أن الجماعة شتت كيانها و أفرادها بين عدة ولاءات استخباراتية دولية سعيا لتحقيق مصالح بعض الدول التى تمول أنشطة الجماعة للعمل ضد الدولة المصرية.
واعتبر أن اختلاف الأجهزة الراعية للجماعة وتعدد ولاءتها وتباين مصالحها دفع الجماعة لما صارت إليه الأن حيث تشرذمت الجماعة وأصبح أعضاءها شراذم وعملاء لكل من يمولهم.
وحول مستقبل الصراع داخل الجماعة توقع الجهادي السابق أن يمتد الصراع لمدة طويلة وأن تظهر فى الأيام القادم العديد من المؤتمرات التى قد تساعد فى القضاء على الجماعة لافتا إلى أن الساعات الأخيرة شهدت ظهور اعترافات ومعلومات مهمة قد تساعد بعض الدول منها مصر والإمارات على القبض على عناصر التنظيم السرى للجماعة الإرهابية من خلال اعترافات و ووشايات يقوم بها عناصر الجماعة للقضاء على بعضهم البعض.

مافيا كبيرة
من جانبه، أكد نبيل نعيم، مؤسس حزب الجهاد الديموقراطي، أن سبب الخلاف بين إبراهيم منير ومحمود حسين، هو قيام الأخير بسرقة أكثر من 300 سبيكة ذهبية من إحدى الشقق المملوكة للإخوان في لندن، وقد جرى تحقيق في هذا الأمر منذ وقوعه من سنة.
وأوضح نعيم في تصريحات لـ” الشمس نيوز” أن تبادل الاتهامات بسبب السرقة بين الجبهتين أدى لحدوث كثيراً من الانشقاقات داخل التنظيم، مما أدى إلى هذا الصراع بين جبهة إبراهيم منير ومحمود حسين، ومن ثم إزاحة محمود حسين.
وأشار إلى أن الجماعة هى مافيا كبيرة، قائمة على النهب والسرقات، وظهرت الآن السرقة من بين داخل أعضاء الجماعة وبعضهم، وهذا الأمر قد يؤثر على التنظيم في الخارج.
وتوقع الجهادي السابق أن يكون السيناريو القادم بالنسبة للتنظيم هو نظام تغيير الوجوه، واختيار وجه جديد يقوم بمهمة المرشد، ووجوه جديده من أجل دعمه.

Advertisements

اترك تعليقاً

Exit mobile version