خطوة محسوبة أم تصعيد..ماذا يعني السماح لأوكرانيا بإستهداف روسيا بالصواريخ الأمريكية ؟

وكالات_ الشمس نيوز

يمثل قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ “أتاكمز” طويلة المدى ضد أهداف في روسيا خطوة جديدة ضمن نهج مألوف اتبعته إدارته في التعامل مع مطالب كييف.

لطالما واجه البيت الأبيض هذه المطالب برفض ومماطلة خشية التصعيد، بينما كانت أوكرانيا تواصل ضغطها علنًا. لكن مع مرور الوقت، غالبًا ما كانت الإدارة تتراجع وتوافق على الطلبات، وإن بدا ذلك في وقت متأخر للغاية. هذا النمط تكرر مع أسلحة مثل راجمات “هيمارس”، دبابات “أبرامز”، وطائرات “إف-16″، حيث جاءت الموافقة بعد فترة طويلة من المفاوضات، ما أثار تساؤلات حول تأثير هذا التأخير على مسار الحرب.

هل فات الأوان؟
تثير الموافقة على استخدام صواريخ “أتاكمز” تساؤلات حول توقيت القرار. هل تستطيع هذه الصواريخ، ذات المدى الأقصى البالغ 100 كيلومتر، تغيير ديناميكيات الصراع؟
الإجابة ليست بسيطة.

محدودية الإمدادات:
هناك عدد محدود من صواريخ “أتاكمز” المتاحة لأوكرانيا، مما يقلل من إمكانية إحداث تغيير جذري على أرض المعركة. ورغم وجود مئات الأهداف الروسية داخل نطاق الصواريخ، كما ذكر معهد دراسة الحرب، إلا أن تأثيرها سيكون محدودًا. علاوة على ذلك، أظهرت تقارير أن روسيا أخلت مطاراتها الهجومية القريبة من هذه النطاقات، ما قد يقلل من الفائدة العسكرية للصواريخ.

الاعتماد على الطائرات بدون طيار:
تمكنت أوكرانيا بالفعل من تنفيذ ضربات داخل العمق الروسي باستخدام طائرات مسيّرة محلية الصنع بتكلفة أقل. وقد ساهمت الولايات المتحدة في تمويل تطوير هذه الطائرات، التي ألحقت أضرارًا بالغة بالبنية التحتية الروسية، بما في ذلك مطارات ومرافق طاقة.

المخاطر السياسية والتصعيد:
إن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ دقيقة لضرب العمق الروسي يُعد خطوة استفزازية. رغم أن موسكو تبدو ضعيفة عسكريًا حاليًا، فإنها قد تسعى لاحقًا لاستعادة هيبتها الرادعة.

أثارت تقارير مخاوف من ردود فعل روسية غير تقليدية، مثل عمليات تخريبية في دول أوروبية، وهو ما يجعل إدارة بايدن أكثر حذرًا من تداعيات هذا القرار على حلفائها في الناتو.

حرب أكثر عالمية
يرى مراقبون أن القرار الأمريكي مرتبط بتصعيد روسي جديد، بما في ذلك نشر كوريا الشمالية لقوات عسكرية في منطقة كورسك الروسية، وهو تطور اعتبرته واشنطن توسيعًا للصراع الأوكراني ليشمل لاعبين عالميين.

وبينما تحاول إدارة بايدن التأكيد على أن هذه الخطوة جاءت كرد على تصعيد موسكو، فإنها تواجه تحديات توازن دقيقة بين دعم أوكرانيا والحد من احتمالية مواجهة مباشرة مع روسيا.

رسالة واضحة في توقيت حساس
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يحمل هذا القرار أبعادًا سياسية داخلية أيضًا. بايدن، الذي سيتعامل خلفه مع نزاع معقد ومخاطر متزايدة، أراد على ما يبدو توجيه رسالة حازمة لخصوم الولايات المتحدة، سواء في أوكرانيا أو على المسرح الدولي.

وفي النهاية، رغم أهمية القرار في دعم كييف، يظل السؤال: هل كان يمكن أن يُحدث تأثيرًا أكبر لو تم اتخاذه في وقت أبكر؟

رسالة مباشرة من نتنياهو للشعب الإيراني.. ماذا قال

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، في رسالة مباشرة للإيرانيين، إن نظام المرشد علي خامنئي يخشى الشعب الإيراني أكثر من إسرائيل.
وأضاف في رسالة مصورة نشرها على حسابه في منصة “إكس”: “لهذا السبب يمضون الكثير من الوقت وينفقون الكثير من المال في محاولة لسحق آمالكم وكبح أحلامكم حسنا، أقول لكم: لا تدعوا أحلامكم تموت، المرأة، الحياة، الحرية”.
وقال نتنياهو: “لا تفقدوا الأمل. واعلموا أن إسرائيل وآخرين في العالم الحر يقفون إلى جانبكم”.

وتصاعدت حدة التوترات بين إسرائيل وإيران عقب هجوم 7 أكتوبر إلى حد وصل لتبادل الضربات، مما جعل المنطقة تقف على صفيح ساخن.
وينتظر العالم وصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وسط آمال بأن يتمكن من وضع حد لتلك التوترات ويعيد الاستقرار نسبيا إلى الشرق الأوسط.

منع الاختلاط وشرطة أخلاق..هل تخطط ليبيا لاستنساخ النموذج الإيراني؟

متابعات_ الشمس نيوز

حالة من الجدل تشهدها ليبيا الفترة الحالية على خلفية تصريحات حكومية بشأن فرض الحجاب بالبلاد، وإطلاق شرطة لمراقبة الأخلاق بالشوارع وهو ما دفع البعض حول احتمالية استنساخ النظام الإيراني في ليبيا.

وتداولت وسائل إعلام ليبية تصريحات لوزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة»، عماد الطرابلسي،تحدث فيها عن أهمية الأخلاق بالمجتمع الليبي، ودعوته لـ«منع الاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة، وتفعيل شرطة الآداب بالشوارع». كما توعد بـ«ملاحقة من يدوّن أي محتوى غير لائق عبر منصات التواصل الاجتماعي»، وإغلاق المقاهي التي تقدم الشيشة (الأرجيلة)، داعياً النساء إلى «الالتزام بزي الحجاب عند الخروج للشارع».

وأثارت تصريحات الطرابلسي «تباينات» وردود فعل مختلفة على «السوشيال ميديا»؛ ما بين «منتقد» للوزير و«داعم له». غير أن بعض السياسيين عدّ حديث الطرابلسي محاولة لـ«إلهاء الليبيين».

تصريحات سياسية
وهاجمت عضوة مجلس النواب الليبي، ربيعة أبو راس، وزير داخلية «الوحدة»، داعية رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، إلى «مراجعة خطاب الوزير».

ومن جهته، وصف الناشط الحقوقي الليبي، طارق لملوم، حديث الوزير بأنه «إعلامي فقط، يروم من خلاله كسب ود تيار ديني بعينه، وربما أيضاً الحفاظ على موقعه بأي حكومة مقبلة»، مبرزاً «عدم وجود إحصائيات من وزارة الداخلية، أو أي مؤسسة رسمية في البلاد، تفيد بارتفاع نسبة جرائم الآداب في المجتمع»، ومؤكداً أن غالبية النساء «هن محجبات بالأساس».

ورغم إقراره بأنه «بعد عام 2011 ظهر شبان من الجنسين على منصات التواصل الاجتماعي، يقدمون محتوى جنسياً يتسم بجرأة غير معتادة»، فإن لملوم توقع أن يكون الهدف الرئيسي من حديث الطرابلسي هو «محاربة صُناع المحتوى من النشطاء، الذين ينشرون بعض القضايا التي تتعلق بمسؤولين». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ربما تكون هذه رسالة تهديد لهؤلاء النشطاء؛ لأن أغلب المواد المنشورة تكون سياسية».

ويتخوف لملوم «من توظيف تهمة ارتكاب فعل مخل بالآداب بحق بعض الفتيات الناشطات، وهي تهمة معيبة جداً بالمجتمع». وشدد على أن «تصريحات الطرابلسي جاءت بمجملها للتغطية على عدم نجاحه في إخلاء العاصمة من التشكيلات المسلحة كما وعد مراراً، لكنه أراد اللعب على وتر مربح وحساس لدى الشارع، من خلال التركيز على الأخلاق، وكذا إلهاء الليبيين»، لافتاً إلى أن «أغلب رجال الدين يقومون بنصح الشباب، وكذا أصحاب محلات الحلاقة فيما يتعلق بقص الشعر مثلاً، لكن لا يقومون بإجبارهم على ذلك».

وبحسب مراقبين، فإنه رغم انتقادات السياسيين والنشطاء للطرابلسي، فإنه حصل على دعم أصوات عديدة بالشارع الليبي «تؤيد خطواته وتدعوه إلى مباشرتها في أقرب وقت؛ كونها تحدّ من الانحدار الأخلاقي». وهو ما أرجعه الناشط السياسي الليبي، أحمد التواتي، إلى «اهتمام الغالبية في المجتمع الليبي بالقضايا الدينية»، لافتاً إلى أن الطرابلسي «يحاول كسب ود بعض التيارات الدينية بالمجتمع، وأيضاً بعض قيادات المنطقة الشرقية، أملاً في أن يستمر بعمله في أي حكومة موحدة يتم التوصل إليها».

وقال التواتي لـ«الشرق الأوسط» في هذا السياق: «وزير داخلية (الوحدة) يعرف جيداً أن تصريحاته تخالف الإعلان الدستوري، وما تضمنه من حريات للمواطن الليبي، كما أن نفوذ حكومته يقتصر فقط على المنطقة الغربية؛ لأن الحكومة المكلفة من البرلمان هي التي تدير الشرق والجنوب منذ سنوات، وبالتالي فلن تطبق بهما ما ذهب إليه».

وعبّر التواتي عن أسفه بأن تركز حملة الوزير على «النساء اللاتي يمثلن قرابة نصف المجتمع، ومطالبتهن بالالتزام بزيّ هن أصلاً ملتزمات به دون وصي، بدلاً من الاهتمام بعدم وقوع مزيد من الاشتباكات بين المجموعات المسلحة، التي لم ينجح الطرابلسي في إخراج بعضها من العاصمة، وهي الاشتباكات التي سقط على مدار السنوات الكثير من المدنيين بسببها»، مشيراً إلى أن تصريحات الطرابلسي «هي محاولة إلهاء للمجتمع الليبي».

إيران تنفي تورطها في محاولات اغتيال شخصيات أمريكية

نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الاتهامات التي وجهت لطهران بالتورط في محاولات اغتيال شخصيات أمريكية، بما في ذلك الرئيس السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.

وفي بيان نشرته الوزارة عبر “تلغرام”، وصف بقائي تلك التصريحات بأنها “زائفة” ورفضها تمامًا. كما أشار إلى أن تكرار هذه الاتهامات بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية يعد “مؤامرة خبيثة” من جهات معارضة في إسرائيل وإيران تهدف إلى تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.

وكانت وكالة “أسوشيتد برس” قد أفادت بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) اتهم أحد ممثلي الحرس الثوري الإيراني بالتخطيط لاغتيال ترامب. ومن جانبها، كانت تصريحات سابقة لترامب قد أظهرت اتهامه لإيران بمحاولة استهدافه، ولكن دون أن تحقق النجاح في تلك المحاولات.

ماسك يكشف خطة ترامب حول أوكرانيا

أكد رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك اليوم الجمعة، أن “إراقة الدماء في أوكرانيا” ستنتهي قريبا بفضل خطة الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب.

وكتب ماسك في حسابه على منصة “إكس” معلقا على منشور حول خطط ترامب لأوكرانيا: “ستتوقف عمليات القتل التي لا معنى لها قريبا. لقد انتهى وقت المحرضين والمضاربين”.

وذكر موقع “أكسيوس” في وقت سابق اليوم، نقلا عن مصادر أن رجل الأعمال الأمريكي شارك في محادثة هاتفية بين دونالد ترامب وفلاديمير زيلينسكي.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن خطط فريق ترامب لحل الصراع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن مستشاري ترامب يريدون إنشاء منطقة منزوعة السلاح بطول 1.3 ألف كيلومتر على طول خط المواجهة، دون أن ترسل الولايات المتحدة قوات لحفظ السلام تابعة لها إلى هناك.

ويتعين على أوكرانيا، بحسب الخطة، أن تلتزم بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لمدة 20 عاما على الأقل. وفي مقابل ذلك، ستقوم واشنطن بتزويد كييف بالأسلحة لمنع استئناف الصراع في المستقبل، حسبما ذكرت الصحيفة.

ويوم الأربعاء، أُعلن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، على الرغم من التوقعات القائلة بصراع طويل ومكثف في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفقا لعدد من المصادر الإخبارية الرائدة التي تتنبأ بالنتائج، وهو فاز في جميع الولايات الرئيسية، ثم خاطب أنصاره في فلوريدا وأعلن فوزه.

وبحسب شبكة “فوكس نيوز”، فاز ترامب بـ 295 صوتا انتخابيا متجاوزا الـ270 صوتا المطلوبة. كما تم اختياره مثابة الفائز من قبل صحيفة “أمريكان هيل” والمقر الرئيسي لخدمة التنبؤ بنتائج الانتخابات، وعرضت مجلة “تايم” دونالد ترامب خلال خطاب الفوز الذي ألقاه على غلاف عددها الثاني في نوفمبر.

اللواء سمير فرج: نتنياهو يقايض حماس على جثمان يحيى السنوار

قال المفكر السياسي والخبير الاستراتيجي والعسكري المصري، اللواء المتقاعد سمير فرج، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقايض حركة “حماس” على جثمان زعيمها الراحل يحيى السنوار.

وفي مداخلة هاتفية ببرنامج “خط أحمر”، أوضح سمير فرج أن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة “مشكلة كبيرة تواجه نتنياهو وتسبب له قلقا شديدا”.

وأشار إلى أن نتنياهو يستهدف الدخول في هدنة قصيرة تتم خلالها استعادة الأسرى لتهدئة الرأي العام في إسرائيل، ولكن “مصر وضعت شرطا لتنفيذ الهدنة وهو فتح معبر رفح لإدخال المساعدات وانسحاب قوات الاحتلال من المعبر”.

وأضاف اللواء سمير فرج أن مصر تقدمت بمبادرة لوقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى الفلسطينيين، لافتا إإلى أن حضور رئيس الموساد دافيد برنياع ووفد الشاباك إلى القاهرة يشير إلى أن نتنياهو أبدى موافقته على الدخول في مفاوضات لوقف الحرب في غزة خاصة أنه تخلص من يحيى السنوار ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الأسبق إسماعيل هنية وأمين عام “حزب الله” الراحل حسن نصر الله.

وذكر الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طالب إسرائيل بالموافقة على هدنة لمدة 6 أسابيع، لكن نتنياهو طالب بألا تزيد مدة الهدنة عن 3 أسابيع، موضحا أن الوفد الإسرائيلي طلب مدة للتشاور ومن ثم سيتم الاجتماع يوم الأحد في الدوحة لاستلام الرد، وأن نتنياهو يقايض حماس على جثة يحيى السنوار.

أول تعليق من بوتين على عودة ترامب لـ البيت الأبيض

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، الجمهوري دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي جرت هذا الأسبوع.
وذكر بوتين: “لا أعتقد أن من الخطأ إجراء مكالمة هاتفية مع ترامب.. نحن مستعدون للتحدث معه.. وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأهنئه بانتخابه رئيسا للولايات المتحدة”.
وأضاف: “رغبة ترامب في استعادة العلاقات مع روسيا وتسهيل إنهاء الأزمة الأوكرانية تستحق الاهتمام”.

وتابع: “نحن مستعدون لاستعادة العلاقات مع أميركا والكرة في ملعب واشنطن”.

وأوضح الرئيس الروسي أنه معجب بكيفية تعامل ترامب في اللحظات التي أعقبت محاولة اغتياله في يوليو الماضي، ووصف ترامب بأنه “رجل شجاع”.
كما أشار إلى أن “لا جدوى من الضغط علينا. لكننا مستعدون دائما للتفاوض مع مراعاة المصالح المشروعة المتبادلة. لقد دعونا إلى هذا وندعو كل الأطراف لذلك”.
ومضى قائلا إن “البعض في الغرب يحلمون بعالم بدون روسيا لأنهم يسعون إلى الهيمنة على العالم لكن روسيا أوقفت مرارا أولئك الذين سعوا إلى الهيمنة العالمية”.

إيران تحاصر الأسد..سيناريوهات العلاقة بين طهران ودمشق في ظل تطورات الشرق الأوسط

وكالات_ الشمس نيوز

لم تكن الرسالة التي أصدرها، علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، قبل يومين بشأن طبيعة العلاقة الحالية مع النظام السوري عن عبث ودون مقدمات، وفي حين تخفي ورائها الكثير من “الانطباعات” تفتح بابا من الشك، كما يراها خبراء ومراقبون تحدث إليهم موقع “الحرة”.

اعتبر ولايتي أن الحكومة السورية، في إشارة للنظام، “ثورية ومعادية للصهيونية”، وقال إنها إحدى الحلقات الأساسية في “سلسلة المقاومة”، نافيا “المعلومات الكاذبة” التي تهدف إلى تدمير العلاقة بين إيران وسوريا، على حد وصفه.

وجاء حديثه بعد تقارير لوسائل إعلام تفيد بتراجع العلاقة بين طهران ودمشق لأسباب تتعلق بحالة التصعيد التي تشهدها المنطقة، فيما كانت الرسالة التي وجهها مشابهة إلى حد كبير مع تأكيدات سابقة لخامنئي تطرق إليها في مايو الماضي، بعد اجتماعه مع رئيس النظام، بشار الأسد، في إيران.

وجه خامنئي كلماته للأسد قبل خمسة أشهر كـ”رسائل التذكير” ووضع جزءا منها ضمن إطار أشبه بـ”التوجيهات”، وقبل أن يؤكد على “هوية المقاومة التي تتميز بها سوريا”، وأنه ينبغي الحفاظ عليها أخبر رئيس النظام السوري أن الأطراف التي تحاول إخراج سوريا من المعادلات الإقليمية “لن توفي بوعودها أبدا”، دون أن يسمها.

ويرتبط النظام السوري مع إيران منذ عقود بعلاقة وصفها رئيسه في مطلع أكتوبر الحالي بـ”الاستراتيجية”، وكان الدعم العسكري الذي قدمته طهران لدمشق بعد عام 2011 قد لعب دورا كبيرا في حفاظ الأسد على كرسي الحكم.

ورغم أن حدود هذه العلاقة ما تزال ضمن “نطاقها الاستراتيجي” وفقا لرواية طهران ودمشق يرى خبراء سوريون وعرب الصورة بخلاف ذلك، ويستندون على تداعيات الصراع الحاصل بين إيران وأذرعها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ومآلاته وآثاره في المرحلة المقبلة.

“مخاوف جدية من نوايا الأسد”
ومنذ هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس ودفع إسرائيل لبدء حرب في غزة سرعان ما توسعت حدودها لتصل إلى لبنان الآن، تشهد المنطقة حالة عدم يقين إقليمية.

وتركت هذه الحالة أثرها على العلاقات داخل دول “محور المقاومة” وما بينهم وغيرهم من القوى الإقليمية والدولية، انطلاقا من المصالح والفرص والمخاطر التي يواجهها كل طرف.

ويعتقد الباحث السوري في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، أيمن الدسوقي، أن التصريحات الإيرانية بخصوص الأسد ونظامه تؤشر بـأن “لديها مخاوف جدية من نوايا الأسد إعادة تموضعه إقليميا”.

المحرك الأساسي لتلك المخاوف جاء بعد توسع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية لتشمل لبنان وتزايد الضربات داخل سوريا.

وجاء أيضا بحسب حديث الدسوقي لموقع “الحرة” وسط خشية الأسد من أن تكون دمشق التالية في حال عدم إعادة تعريف علاقته بإيران و”محور المقاومة” بشكل جذري، لا سيما وأن إسرائيل جادة في تغيير موازين القوى إقليميا، في لحظة تعتبرها فرصة لن تتكرر في المدى المنظور.

ويضيف الباحث السوري: “مما سبق تعتبر التصريحات الإيرانية أيضا بمثابة رسائل للأسد لضبط حركته الإقليمية بما لا يخرج عن مصالح طهران الاستراتيجية أو الإضرار بها، وتذكيره بأنه جزء لا يتجزأ من هذا المحور الذي قراره بيد طهران”.

ويرى الخبير الجيوسياسي الأردني، عامر السبايلة، أن “التركيز الإيراني على العلاقة مع النظام السوري وأنه سلسلة من محور المقاومة يفتح بابا واسعا من الشك”.

ويعتبر في حديثه لموقع “الحرة” أن “التأكيدات الإيرانية التي تصدر تؤكد المؤكد غالبا، وتحمل في طياتها انطباعات مختلفة”.

ويتعرض حزب الله في لبنان، وهو أهم جبهة بالنسبة لإيران لحرب كبيرة، وبات معزولا عن الجغرافيا السورية بشكل واضح، جراء الاستهدافات ومحاولات التعطيل التي تقودها إسرائيل.

وفي حين أن سوريا دائما ما تضع نفسها وتؤكد عليها إيران كـ”جزء من المحور والمقاومة”، على حد تعبيرها لم يكن ذلك كفيلا بتحرك الأسد خلال الأشهر الماضية من أجل دعم حلفائه الذين ثبتوا له كرسي الحكم، على رأسهم حزب الله.

ولا تعرف ماهية موقف “الحياد” الذي يتخذه الأسد، وما إذا كان القرار نابعا منه أو من إيران أو من قوى إقليمية، سواء عربية أو دولية.

ويوضح السبايلة أن عدم تفعيل سوريا كساحة من “وحدة الساحات” وغياب الجغرافيا السورية عن “إسناد” حزب الله بشكل فعلي “يفسر أن السوريين يدركون على الأقل تبعات أي تحرك والانعكاسات التي قد يسفر عنها”.

ويعتقد أنه يوجد قرار سوري فعلي بـ”تحييد جغرافيا البلاد”، وأن القرار أيضا قد يكون صادرا من جانب “طرف لاعب آخر في سوريا”.

هل يبتعد الأسد عن إيران؟
لا ترتبط العلاقة بين إيران والنظام السوري بالشق العسكري والسياسي فحسب، وعلى مدى السنوات الماضية وصلت حدودها إلى حد التوغل في قطاعات اقتصادية أيضا.

ومن الجانب العسكري على الخصوص ما تزال الكثير من ميليشيات “الحرس الثوري” تنتشر في عموم المناطق السورية.

وتحاول هذه الميليشيات مع حزب الله، اللاعب على أرض البلاد أيضا، تمرير شحنات من الأسلحة والذخائر إلى لبنان، وهو ما تؤكده سلسلة الضربات الإسرائيلية، وآخرها، الخميس، على مدينة القصير بريف حمص.

ولطالما كانت العلاقة التي تربط إيران بالأسد محور تركيز دول غربية وعربية أيضا.

وفيما يتعلق بالعرب كانت الأضواء قد تسلطت أكثر على الخط الرابط بين طهران-دمشق بعدما أعادت عواصم عربية علاقاتها مع النظام السوري، بينها السعودية والإمارات والأردن.

ويوضح المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي، أن “موضوع إبعاد الأسد عن النفوذ الايراني أو تقليل الهيمنة الإيرانية على القرار السوري كان هدفا عربيا في مرحلة من المراحل”.

لكن “يبدو أن العرب لم يحققوا نجاحا كبيرا في هذا الميدان”، بحسب حديث اليامي لموقع “الحرة”.

وجاءت التطورات الإقليمية الجديدة لتعقد طبيعة العلاقات الإيرانية السورية الرسمية.

ويضيف اليامي أن “مرد التعقيد هو الدور الرئيس والداعم للنظام السوري في مواجهة عدة متغيرات نشأ بعضها مما يزيد عن عقد من الزمان”.

ومن المعتقد أن التأثير الدولي على أذرع إيران ونفوذها في المنطقة ستكون له آثار إيجابية على سوريا “إذا استطاع النظام الوقوف على قدميه دون داعمين إقليميين ودوليين”، وفقا للواقع الذي يراه اليامي.

وفي تعليقه على التأكيدات التي أطلقها مستشار المرشد الإيراني قبل أيام وما سبقها من رسائل أصدرها خامنئي بنفسه يوضح أن “الفهم العميق لموضوع المقاومة ولما يسمى بمحور المقاومة يعني بقاء النفوذ الإيراني”.

يقول المستشار السابق في الخارجية السعودية إن “إيران تعرف أنها خسرت بعض أذرعها عمليا، ومع ذلك تحاول الحفاظ على بقع نفوذ لها، والسؤال هنا هل تسمح الظروف الدولية والإقليمية لها بذلك؟”.

ومن ناحية أخرى يضيف أن “هناك من يعتقد أن تأمين العمق الإسرائيلي لن يتحقق إلا بإضعاف نفوذ إيران في سوريا تحديدا، وهذا يترتب عليه أمور قد تكون صعبة على إيران وسوريا والمنطقة”.

“في قلب لعبة خطرة”
نهج “النأي بالنفس” الذي يتخذه النظام السوري وتركيزه على عدم تقديم مسوغات قد تسفر عن عمليات استهداف يبدو أنه بات يشكل “مشكلة بالنسبة لإيران”، بحسب الخبير الأردني، عامر السبايلة.

ويشرح بالقول: “بلا سوريا فإن موضوع إنقاذ حزب الله والقدرة على نقل الأزمة لداخل إسرائيل سيخف كثيرا”.

لكن في المقابل قد ينعكس ما سبق على ساحة أخرى، إذ يشير السبايلة إلى أن إيران “ربما تلجأ لتفعيل الجبهة العراقية كون الجغرافيا السورية حيدت بشكل كبير”.

ويعتبر الباحث السوري، الدسوقي، أن “الأسد في موقف صعب”.

فمن جهة يخشى الانتقام الإسرائيلي في حال لم يتحرك، كما أنه متخوف مما يمكن لإيران أن تقوم به في حال اتخذ خطوات تراها تهديدا لها.

وعلى أساس ذلك يواصل النظام “اللعب على الطرفين من خلال التجاوب مرة مع المطالب الإقليمية والإسرائيلية بخصوص إيران وأذرعها، ومرة أخرى من خلال التفاعل مع الرسائل الإيرانية”، ويعتبر الدسوقي ذلك “لعبة خطرة تتضاءل هوامشها”.

ما حدود العلاقة؟
يجادل باحثون أن قرار الحياد والنأي بالنفس الذي اتبعه النظام السوري ورئيسه إزاء ما جرى في المنطقة خلال العام الماضي كان مدفوعا باعتبارات تتعلق به وبحلفائه.

ويشير آخرون إلى “عقبات” وخشية ارتبطت على نحو كبير بالعواقب التي قد تسفر عنها أي عملية انخراط، ولو على مستوى اتخاذ مواقف متشددة.

ومنذ عام 2012 زج “الحرس الثوري” الإيراني بالكثير من الميليشيات على أرض سوريا، وبعدما حققت طهران هدفها مع روسيا بتثبيت رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على كرسي الحكم اتجهت بعد ذلك إلى التوغل في قطاعات اقتصادية واجتماعية.

كما حجزت لها دورا كبيرا في المشهد السياسي الخاص بالبلاد، وطالما كان المسؤولون فيها يحضرون الاجتماعات المتعلقة بالتنسيق على الأرض مع بقية القوى الفاعلة الأخرى، ويجرون المحادثات بالتوازي كـ”طرف ضامن”، وفق ما تؤكده محطات مسار “أستانة”.

لكن الظروف التي وضعت فيها إيران أول موطئ قدم لها في سوريا قبل 12 عاما تكاد تختلف بشكل جذري عن الوقت الحالي، رغم أن النظام السوري ما يزال يؤكد أن وجودها في البلاد “شرعي”.

ويوضح الباحث السوري، الدسوقي، أن “إعادة الأسد تعريف علاقته بشكل جذري مع طهران تتطلب عدة خطوات”.

الأولى: حصول الأسد على ضمانات إقليمية ودولية، يعتقد بأنه لا يراها متاحة راهنا.

وتذهب الثانية باتجاه حصوله على غطاء إقليمي/عربي لامتصاص الضغوط والتهديدات الإيرانية ما أمكنه، لكن هذا الأمر “متعذر في ظل ضعف تجاوب الأسد مع مطالب الدول العربية وتصلبه إزاء التطبيع مع تركيا”، وفق الباحث السوري.

أما الخطوة الثالثة فقد تكون باتجاه انتهاء حالة الحرب في سوريا وإنجاز حل سياسي يتيح للأسد الطلب من إيران وحلفائها الخروج من سوريا، واستقبال تمويلات دولية لإعادة الإعمار.

لكن ما سبق “ليس في الأفق المنظور في ظل تصلب الأسد فيما يتعلق بالحل السياسي”، ولذا يعتقد الدسوقي أن “العلاقة بين طهران والأسد ستبقى قلقة”.

قمة بريكس..هل تنجح روسيا في تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب ؟

متابعات_ الشمس نيوز

أكدت تقارير صحفية أن اهتمام قادة العشرين بلدا الذين حضروا قمة بريكس لم يقف أو يقتصر عند الخطط الاقتصادية وتدعيم الشراكة بين الدول الأعضاء، وعكست كلماتهم رغبة في أن تتحول قمة المجموعة إلى منبر سياسي للحديث عن قضايا العالم الثالث، والإيحاء بأن المجموعة يمكن أن تكون قوة توازن في وجه الهيمنة الغربية.

ووجهت القمة دعوات لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وفي أوكرانيا. وقد وجدت الدعوة تفاعلا من روسيا التي لم تمانع في دعم مبادرات للتوصل إلى وقف الحرب مع كييف.

نظام عالمي متعدد الأقطاب

وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن “مسار تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب جارٍ حاليا، وهو مسار ديناميكي ولا رجعة فيه”، محذرا من أن اللجوء المتزايد إلى العقوبات الاقتصادية والحمائية يهدد بإثارة “أزمة” عالمية.

وتريد روسيا أن تكون القمة فرصة لإظهار قوتها، وكذلك التأكيد على أن حضور رؤساء وقادة دول مؤثرة إلى بلاده هو رسالة إلى الغرب تفيد بفشل محاولات عزل روسيا وفرض عقوبات على اقتصادها.

بوتين يتحدث عن تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب وإنشاء بورصة لتداول الحبوب وتوسيعها لتشمل النفط والغاز.

وقال المحلل السياسي في موسكو كونستانتين كالاتشيف إن الكرملين يهدف عبر جمع قادة بريكس في قازان إلى “إظهار أن روسيا ليست غير معزولة فحسب، بل إن لديها أيضا شركاء وحلفاء”.

وأضاف أن الكرملين يريد هذه المرة إظهار”بديل للضغط الغربي وبأن عالما متعدد الأقطاب هو واقع”، في إشارة إلى جهود موسكو الرامية إلى تغيير موازين القوى ودفعها بعيدا عن البلدان الغربية.

مشاركة نوعية

وكان الحضور إلى القمة نوعيا، حيث شارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ما يعطي القمة بعدا سياسيا واقتصاديا قويا يحتاج الأميركيون إلى التعامل معه على أنه تحد، وليس مجرد قمة عرضية.

وقلّلت الولايات المتحدة من أهمية فكرة أن مجموعة بريكس يمكن أن تصبح “خصما جيوسياسيا”، لكنها عبّرت عن قلقها من استعراض موسكو قوّتها دبلوماسيا في ظل تواصل النزاع في أوكرانيا.

ومثلت القمة فرصة للمصالحة بين الصين والهند، ما يظهر قدرة المجموعة على إدارة الخلافات بشكل يقويها ولا يضعفها.

والتقى رئيس الوزراء الهندي والرئيس الصيني الأربعاء على هامش القمة في أول اجتماع ثنائي بينهما منذ خمس سنوات. وتصافح شي ومودي وخلفهما علما بلديهما، وأكد كلاهما على أهمية معالجة نزاعاتهما.

وقال الرئيس الصيني إن البلدين يمران بمرحلة تنمية بالغة الأهمية، وأضاف “يجب عليهما التعامل بعناية مع الخلافات وتسهيل سعي كل منهما لتحقيق تطلعات التنمية”، وأن “يقدما مثالا لتعزيز قوة الدول النامية ووحدتها”.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمام القمة إن توسيع بريكس “يعكس نية دول التجمع على تعزيز التعاون متعدد الأطراف وإعلاء صوت ومصالح الدول النامية”، مبرزا أهمية “تحقيق التنمية في الدول النامية عبر استحداث آليات مبتكرة وفعالة لتمويل التنمية”.

واعتبر أن القصور الذي يعانى منه النظام الدولي الحالي لا يقتصر على القضايا السياسية والأمنية بل يمتد إلى الموضوعات الاقتصادية والتنموية.

وفي إعلان القمة عبر قادة الدول الأعضاء في بريكس عن بالغ القلق إزاء استمرار الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، داعين إلى إحلال السلام ووقف الحرب.

البيان الختامي

وعبر البيان الختامي للقمة عن القلق البالغ “إزاء تردي الأوضاع والأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما بعد التصعيد غير المسبوق للأعمال القتالية في قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة للحملة العسكرية الإسرائيلية، التي تسببت في مقتل وإصابة أعداد هائلة من المدنيين مع النزوح القسري والتدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية”.

كما عبر البيان عن القلق إزاء الأوضاع في جنوب لبنان، وندد “بمقتل المدنيين والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية الأساسية بسبب الهجمات الإسرائيلية على مناطق سكنية في لبنان، ونطالب بوقف فوري للأعمال العسكرية”.

لكن القمة التي أثارت قضايا العلاقة بالغرب، ووجهت رسائل لإحلال السلام، لم تنس الواجهة الاقتصادية التي تأسست من أجلها.

ويتوقع أعضاء بريكس زيادة تأثيرهم في ظل تمثيلهم 37 في المئة من الناتج الاقتصادي العالمي فيما طرحوا أفكارا لمشاريع مشتركة تشمل إنشاء بورصة لتداول الحبوب ونظام مدفوعات عابر للحدود.

واقترحت روسيا، أكبر دولة مصدرة للقمح في العالم، إنشاء بورصة لتداول الحبوب بين مجموعة بريكس مع إمكانية توسيعها لاحقا لتشمل سلعا رئيسية أخرى مثل النفط والغاز والمعادن.

وقال بوتين لقادة المجموعة “دول بريكس من أكبر منتجي الحبوب والبقول والبذور الزيتية في العالم؛ ولذلك (جاء) اقتراحنا إنشاء بورصة لتداول الحبوب بين أعضاء المجموعة”.

وذكر أن البورصة “ستساهم في جعل مؤشرات أسعار المنتجات والمواد الخام أكثر عدلا ويمكن التنبؤ بها نظرا إلى دورها في ضمان الأمن الغذائي”. وتابع قائلا “تنفيذ هذه المبادرة سيساهم في حماية الأسواق المحلية من التدخلات الخارجية السلبية والمضاربة ومحاولات إحداث نقص غذائي غير حقيقي”.

نظام مدفوعات عابر للحدود

ودعم قادة آخرون فكرة إنشاء نظام مدفوعات عابر للحدود، وهو ما سيمكن دول بريكس من التبادل التجاري بينها دون الاعتماد على النظام المالي الذي يهيمن عليه الدولار.

وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي شارك في القمة عبر مكالمة فيديو بعد إصابته في رأسه مطلع الأسبوع، إن الوقت قد حان لدول بريكس لإنشاء طرق دفع بديلة.

وأضاف أن بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة مصمم ليكون بديلا عن المؤسسات المالية التي وصفها بأنها فاشلة مثل صندوق النقد الدولي.

وقال رئيس الوزراء الهندي إنه يدعم الخطوات التي تهدف إلى التكامل المالي بين دول بريكس، فيما حث الرئيس الصيني المجموعة على تعزيز التعاون المالي والاقتصادي.

ودعا بوتين في كلمته أيضا إلى إنشاء منصة استثمارية لمجموعة بريكس لتسهّل الاستثمارات المتبادلة بين دول المجموعة مع إمكانية استخدامها في دول أخرى ضمن الجنوب العالمي.

خطاب حميدتي..إعلان هزيمة أم موجة جديدة من الحرب بالسودان؟

متابعات _ الشمس نيوز

حذر خبراء ومراقبون من خطورة ما حمله خطاب  محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي قائد الدعم السريع من رسائل قد تدفع السودان لمرحلة جديدة من الحرب قد تكون أسوء مما شهدته البلاد طوال الفترة السابقة.

واعتبر محللون أن الخطاب الذى ألقاه حميدتي مأمس ودعا فيه قواته إلى تنظيم وترتيب صفوفها استعداداً لمعارك قد تستمر لسنوات، بمثابة إعلان عن موجة جديدة من الحرب ستكون أكثر «شراسة وعنفاً»، يسعى من خلالها إلى نقل القتال إلى ولايات شمال البلاد.

وكان حميدتي قد دعا في تسجيل مصور جميع قواته من الضباط وضباط الصف والجنود في الاحتياط و«الأذونات» بالتبليغ فوراً إلى وحداتهم العسكرية، مشدداً على منع التصوير خلال المعارك. وتعهد بحشد مليون جندي لـ«تحقيق الانتصار» على الجيش السوداني. وبارك انتصارات قواته في مناطق شمال دارفور (غرب البلاد)، داعياً إياها إلى القضاء على «مرتزقة الحركات المسلحة» التي تقاتل في صفوف الجيش.

وأشار إلى أن الجيش السوداني والمجموعات الإسلامية التي تقاتل في صفوفه انتقلوا إلى الخطة «ج»، مؤكداً أنه انتقل إلى الخطة «ب».

الحرب الشاملة

وبحسب جريدة الشرق الأوسط، قال المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ إن العنوان الأبرز لخطاب قائد «قوات الدعم السريع»، هو «الانتقال للحرب الشاملة، على عكس ما ذهب البعض لتفسيره بأنه إقرار بالهزيمة».

وأضاف: «الجزء المهم من تصريحاته هو أنه يحاول ممارسة أقصى ضغوط على الأطراف السياسية المدنية، واستمالتها إلى جانبه في المعركة التي يخوضها ضد (النظام الإسلاموي) المعزول الذي أشعل الحرب في البلاد للعودة إلى السلطة مرة أخرى».

وذكر أن «(حميدتي) سعى من خلال إرسال اتهامات مباشرة إلى بعض الدول في الإقليم بالتدخل في الحرب إلى جانب الجيش السوداني، إلى تحجيم دورها، وتنبيه المجتمع الدولي إلى أن هذه التدخلات قد تحول السودان إلى ساحة صراع إقليمي ودولي».

وقال أبو الجوخ: «يبدو واضحاً أن (حميدتي) يمضي في اتجاه استنفار وحشد المكونات الاجتماعية التي تتحدر منها الغالبية العظمى من مقاتلي (الدعم السريع) في غرب البلاد، لخوض موجة جديدة من القتال قد تكون الأكثر شراسة».

وأضاف: «يبدو أن الطرفين قررا المضي نحو حرب عنيفة، وبلا سقوفات؛ الكل ضد الكل، والخطورة فيها أن يسعى كل طرف إلى إيقاع أكبر ضرر بالآخر بغض النظر عن الأضرار الكبيرة التي سترتب على المدنيين».

ورأى أبو الجوخ أن «الموجة الثانية من الحرب مع تصاعد الخطاب الإثني والجهوي، قد تؤدي إلى حرب أهلية طاحنة، وتعزز من سيناريو تقسيم البلاد».

وتذهب التوقعات إلى أن قائد «الدعم السريع» ألمح بشكل واضح، إلى أنه سيتجه إلى نقل الحرب إلى ولايات شمال البلاد، بدعوى أنها «تمثل الحواضن الاجتماعية لمركز ثقل الجيش السوداني وحلفائه من المجموعات الإسلامية».

موجة حرب جديدة

بدوره، قال المتحدث باسم «تحالف القوى المدنية بشرق السودان»، صالح عمار، إن «خروج (حميدتي) للحديث في هذا التوقيت كان متوقعاً بعد الهجوم العسكري الذي شنه الجيش السوداني في عدة محاور».

وأضاف أن «مجمل الخطاب مؤشر نحو تصعيد الحرب واشتداد أوارها من جديد، خصوصاً انتهاء موسم الخريف الذي حد من قدرات (قوات الدعم السريع) على التوغل إلى بعض المناطق».

وأشار إلى أن «التصعيد ضربة بداية لموجة جديدة للحرب؛ إذ حاول قائد (الدعم السريع) تقديم مبررات للشعب السوداني والعالم، بأن قادة الإسلاميين المتحالفين مع الجيش هم وراء إشعال وإطالة أمد الحرب، وأن قواته تدافع عن نفسها».

وذكر عمار أن «البلاد في حاجة قصوى إلى وقف لإطلاق النار وعملية سياسية، وليس تصعيداً جديداً يتضرر منه ملايين السودانيين، وهو ما حتم على السودانيين جميعاً التوحد ضد الحرب، في مقابل أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل وسريع لوقف الموجة الجديدة من القتال التي قد تؤدي إلى المزيد من الانتهاكات وتفاقم الأوضاع الإنسانية خلال المرحلة المقبلة».

Exit mobile version