تماثيله في كل مكان..سوريا تبدأ إعادة الإعمار بـ حافظ الأسد

متابعات_ الشمس نيوز

لا تبدأ عملية إعادة الإعمار بالنسبة للنظام السوري بتبديد آثار ما دمرته الحرب طوال السنوات الماضية، على صعيد تشييد المباني مجددا أو حتى إعادة السكان إلى قراهم ومدنهم الأصلية التي تحولت إلى خراب، بل على العكس يتخذ المسار منحى استثنائيا، يستند على عقيدة تقوم على “التوحش” ونصب التماثيل، كي لا يتمكن المنكوبون من السير مترا واحدا دون رؤية حافظ الأسد.

قبل يومين أسدل النظام الستار عن تمثالٍ للأسد الأب وسط خان شيخون المدمّرة، الواقعة في ريف محافظة إدلب، ورغم أن هذه الخطوة سبقها سلوكيات مشابهة في مناطق أخرى في أنحاء البلاد، اعتبرها سكان عبر مواقع التواصل استفزازية، بناء على ما شهدته المدينة في عام 2017.

وكانت خان شيخون تعرضت قبل 7 سنوات لهجوم بغاز السارين، أسفر عن مقتل 91 مدنيا بينهم 32 طفلا و23 سيدة خنقا، وإصابة قرابة 520 شخص. وبعد أشهر من المجزرة أكد تقرير دولي أعدته “آلية التحقيق المشتركة” مسؤولية النظام عن القصف.

علاوة على المجزرة، لا يزال سكان المدينة المذكورة ينظرون إليها من على الأطلال على الطرف الآخر الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة، وليس ذلك فحسب فمن سمح لهم بالعودة يعانون الآن من ظروف خدمية ومعيشية صعبة، سبق أن ذكرتها صحيفة “البعث”، مطلع العام الحالي، مشيرة إلى عدم وجود خط دائم لشبكة الكهرباء فيها.

وقبل نصب تمثال الأسد الأب مجددا في خان شيخون، أعاد النظام تمثالا أخرا إلى وسط مدينة دير الزور شرقي البلاد، في أكتوبر 2018، وفي شهر أغسطس من ذات العام جدد تمثالا ثالثا في مدينة حمص وسط البلاد، بعدما أن تعرض في مطلع أحداث الثورة لرصاصات اخترقت ظهر جسده البرونزي.

مدينة حماة أيضا التي دمرت، وارتكبت فيها فظائع في عهد حافظ الأسد بثمانينيات القرن الماضي أسدل الستار فيها عام 2017 عن تمثال للأخير في مدخلها الجنوبي. وجاء ذلك بعد أن أزيل في 2011 (مطلع أحداث الثورة) بأوامر مباشرة من هشام بختيار (المقتول في حادثة تفجير خلية الأزمة)، وفقا لمواقع إخبارية محلية.

“إعادة إعمار حافظ الأسد”
وتقول الأمم المتحدة إن تكلفة إعادة إعمار البنية التحتية في سوريا تصل إلى 400 مليار دولار. وهذا الرقم يشمل حجم الدمار فقط، ولا يشمل الخسائر البشرية، والمقصود بها الأشخاص الذين قتلوا خلال المعارك، والأشخاص الذين نزحوا وهجّروا من منازلهم.

وأشار إلى هذه الإحصائية بشار الأسد بنفسه، في مارس 2023، بقوله إن التقديرات للحرب تفوق 400 مليار دولار، مضيفا أنه “رقم تقريبي وقد يكون أكبر، حيث إن بعض المناطق لا تزال خارج سيطرة الدولة السورية”، حسب تعبيره.

بعد إعادته إلى الجامعة العربية عزف النظام كثيرا على وتر إعادة الإعمار، وبينما كان يطلق تصريحاته المتعلقة بذلك ردا على الدعوات الموجهة له بضرورة إعادة اللاجئين في الخارج إلى البلاد سارت خطواته على الأرض باتجاه مختلف.

وتلك الخطوات كان لافتا أنها بدأت بإعادة تماثيل الأسد الأب إلى ساحات المدن المدمرة التي أعاد السيطرة عليها، وتدشينها في أجواء احتفالية، كما الحال الذي عاشته خان شيخون قبل يومين.

ولا يعتبر نصب التماثيل الخاصة بالأسد الأب في سوريا أمرا جديدا، لكنها دخلت بعد عام 2011 في محطة فاصلة، تمثلت بإقدام المحتجين المطالبين بالحرية على تحطيمها تباعا في الشوارع والساحات، في عموم المحافظات السورية.

كان فعل التحطيم يذهب باتجاه فرض حالة جديدة وخروج من أخرى، لطالما تخللتها أعين مسلطة من فوق وتراقب السوريين في الجامعات والساحات العامة، وحتى داخل المؤسسات الرسمية والحكومية.

ويقول الكاتب والناشط السياسي، حافظ قرقوط: “تاريخيا كانت تماثيل حافظ الأسد منثورة في كل مكان في سوريا، كنوع من الترهيب والتذكير بأن الدولة الأمنية قائمة”.

وغالبا من كان يشعر الشخص الذي يمر بجوارها أو بالقرب منها بالمراقبة وأنه يوجد في محيطه “مخبر”.

ويعتبر قرقوط في حديثه لموقع “الحرة” أن تماثيل الأسد الأب “كانت أفرع أمن بحد ذاتها وتصب عيناها بنوع من الحقد على البشر”، مضيفا: “لم يكن فيها أي نوع من الفن الذي يمكن أن يظل في ذاكرة الإنسان بشكل هادئ وجميل”.

ومع اتجاه النظام السوري لإعادتها بالتدريج يرى قرقوط أنه يريد القول للجمهور المحلي “إننا هنا”، وإن “السطوة الأمنية قائمة وقادرة على فهل أي شيء”، وإن “النظام الذي حاولتهم إسقاطه بقي!”.

“هي عملية بمثابة إعادة نشر السجون المعنوية للناس. النظام حاقد والحقد يشكل حالة انتقامية له. وهذه أهم حالات الانتقام”، على حد تعبير الكاتب والناشط السياسي.

“فلسفة التوحش”
في مقال له على صحيفة “ذا أتلانتيك” نشر عام 2019 يقول الصحفي، سامر داغر وهو مؤلف كتاب “الأسد أو نحرق البلد” إن “حكم سوريا شأن عائلي إلى حد كبير”.

وبينما كان الأمر كذلك منذ ما يقرب من خمسة عقود، سوف يظل كذلك فيما يتصل بآل الأسد، بحسب ما ورد في مقالته.

ويعتقد داغر أن إعادة التماثيل واللوحات الإعلانية طريقة الأسد لإخبار المجتمعات المتمردة ذات يوم بأن أي مقاومة أخرى لن تجدي نفعا، كما يرى أن إعادتها تؤكد رسالة مفادها أن “عائلة الأسد انتصرت على الرغم من التكلفة الهائلة”.

وتشير إحصائيات تقريبة إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص في سوريا خلال السنوات الـ13 الماضية، ويضاف إلى ذلك الدمار الهائل ونزوح السكان، فضلا عن الاقتصاد الممزق، والمجتمع كذلك.

ورغم أن الأسد ظلّ على كرسي الحكم لا تزال العزلة تحكم مشهد قصره ونظامه، مع محاولته الآن الخروج منها، بذات السيناريو التدريجي الذي لعبه مع عدة دول عربية.

وبوجهة نظر الكاتب، الناشط السياسي السوري، حسن النيفي تحيل تماثيل الأسد الأب “إلى تأبيد الفرد الحاكم، وفقا لفلسفة التوحش”.

ويقول لموقع “الحرة” إنها “تستمدّ مضامينها من شعور الحاكم بأنه باق ومخلّد ومُستثنى من نواميس الفناء، فضلا عن كونها تتماهى مع شعار (إلى الأبد يا حافظ الأسد)”.

وشعار الأبدية له دلالات عديدة، أبرزها تأبيد الطاغية ودوام سلطته، وكذلك له دلالة أخرى ذات صلة بمفهوم الإبادة التي اتخذها نظام الأسد كمنهج لتثبيت سلطته وقهر معارضيه أو خصومه، بحسب الناشط السياسي.

ويضيف أن إعادة نشر التماثيل وزرعها، سواء في خان شيخون أو سواها من المدن والبلدات السورية، “تجسّد انتصار الأسد على خصومه. هذا الانتصار الذي يختزله النظام بحيازة السلطة فحسب، بعيدا عن أي منجز آخر”.

“عقيدة وسياسة الحذاء”
ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أُجبر أكثر من 14 مليون سوري على الفرار من ديارهم منذ 2011. ولا يزال هناك نحو 6.8 مليون نازح سوري في الداخل حيث يعيش 90 في المئة من السكان تحت خط الفقر.

وتعطي سياسة نصب التماثيل التي يعمد النظام السوري على تكريسها من جديد مؤشرا على أن سياسته الأمنية لم تتغير وكذلك الأمر بالنسبة لنظرته للمعارضين، مما يجعل أي عائد للبلاد عرضة للاعتقال والقتل، بناء على الموقف.

ويقول ستيفن هايدمان، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط في كلية سميث والخبير البارز في الشؤون السورية في تعليقه على إعادة نصب تماثيل الأسد الأب: “الرسالة واضحة للغاية: لقد عدنا”.

كما يصف هايدمان إعادة نصب التماثيل بأنها “تعبير عن الانتصار من جانب النظام” وهو ما كان “مُحبطا للغاية” لمعارضيه، مضيفا: “إنها استراتيجية قوية للغاية ومؤثرة للغاية”.

مناف طلاس، صديق طفولة بشار الأسد، الجنرال السابق في الحرس الجمهوري الذي انشق في عام 2012 كان له رأيه الخاص في إعادة التماثيل أيضا، ونقل عنه الصحفي داغر في 2019 قوله إن “بشار يعرف في قرارة نفسه أنه لم يفز حقا.. والتماثيل هي وسيلة لإقناع نفسه بخلاف ذلك”.

وأشار أحد سكان العاصمة السورية دمشق وفق مقال “ذا أتلانتيك” إلى أن “التماثيل دليل على أن النظام عازم على مواصلة حكمنا بحذاء عسكري فوق رؤوسنا”، وهو ما أكده حديث طلاس، قائلا إن بشار الأسد كان يقول لأصدقائه سابقا إن “السوريين لا يمكن أن يحكموا إلا بالحذاء فوق رؤوسهم”.

ولا يهم الأسد ولا يعنيه أحد من السوريين وكذلك لا يعنيه كيف يعيش الناس وهو أيضا غير معني بحاجات المواطنين أو قبولهم أو رفضهم لما يجري، كما يرى الناشط السياسي، حسن النيفي.

ويقول: “ما يعنيه فقط هو بقاؤه كشخص حاكم على رأس السلطة مُجسّدا بالتمثال، فهو المعادل الحقيقي للبلاد (سوريا الأسد)”. ويضيف أن “اختزال البلاد السورية بشخص الحاكم باتت عقيدة لدى النظام وليست مجرد سلوك سياسي شاذ”.

“غير قابل للتغيير”
ولا يعتبر استخدام التماثيل كتعبير عن القوة والسيطرة والهيمنة أمرا فريدا في سوريا؛ فهو ركيزة أساسية لجميع الأنظمة الاستبدادية تقريبا، بما في ذلك الاتحاد السوفييتي السابق، وكوريا الشمالية، والعديد من جمهوريات آسيا الوسطى.

لكن، وعند النظر إلى سوريا تختلف الصورة وتكاد تكون “استثنائية”، بحسب الكاتب والناشط السياسي، قرقوط.

ويقول: “إعادة إعمار سوريا تبدأ بإعادة التماثيل هي استهزاء بتضحيات الناس”، ورغم أن هذا السلوك ليس جديدا على الأنظمة الديكتاتورية يضيف يعتبر قرقوط أنه “لا شبيه للأسد في التاريخ القديم والحاضر”.

ويتابع: “الديكتاتورية شابها عزة نفس في بعض الحالات.. لكن النظام ليس لديه ذلك، ويصر على الانحطاط بتصرفاته”.

وبعد تسلمه الحكم في سوريا عام 2000 انتشرت صور الأسد الابن (بشار) في كل مكان بسوريا، دون أن يشمل ذلك نصب التماثيل الكبيرة، كما حالة أبيه.

وانكسرت تلك الحالة في 2023 عندما أسدل الستار عن تمثال كبير له في منطقة بلقسة التابعة لمحافظة حمص، وسط البلاد.

ويعتبر الأكاديمي والناشط السياسي السوري، فايز قنطار أن “تماثيل الأسد وإعادة نصبها دلالة على القهر وإحكام القبضة الحديدية”، وتقف ورائها رسائل أيضا عن “وجود استمرارية لم تتغير بالرغم من تغير الظروف ومعطيات العصر. وحتى بالرغم من الثورة”.

كما تدل بعمق أن “النظام غير قابل للتغيير والتعديل ولا يمكن أن يستمر في حكم سوريا إلا عن طريق القبضة الأمنية”.

ورغم أن إعادة تشييد التماثيل شملت مناطق عدة في عموم المناطق المدمرة لم يتكرس ذلك محافظة السويداء، التي كانت حطمت تمثال الأسد الأب في 2015 ولم يجرؤ النظام على إعادته من جديد حتى الآن، وفق حديث قنطار لموقع “الحرة”.

وعلاوة على ذلك كان المحتجون في المحافظة ذات الغالبية الدرزية قد أزالوا على مدى عام جميع الرموز المتعلقة بالنظام وحزب “البعث”، وتماثيل الأسد الأب وابنه باسل.

ويرى الناشط السياسي، قرقوط أن ما يكرسه الأسد الابن الآن له شق يتعلق بـ”الانتقام” أيضا.

ويوضح أن هذا الانتقام (بإعادة نصب التماثيل) يستهدف عوائل المشردين والمسجونين، ويقول: “عندما سينظرون للتمثال سينقطع لديهم الأمل ويظّل اليأس بأن ذكرى أبنائنا انتهت وذهبت”.

أما بالنسبة للمهجرين فتأخذ إعادة إعمار تماثيل حافظ الأسد دلالة مفادها “نحن هنا ولا عودة لكم مهما صدرت البيانات والدعوات لإعادتهم.. وعقدت القمم”.

كما لا يستبعد قرقوط أن تكون التماثيل الجديدة رسالة لحاضنة النظام السوري، من أجل إعطاء أفرادها دعما معنويا بأنهم “انتصروا معه على بقية السوريين”، ولكي يذكرهم “بغياب البديل عنه ولذلك يجب ألا ينفكوا عنه”.

مبعوث الرئيس الروسي : تركيا تتصرف كدولة احتلال في سوريا

وكالات _الشمس نيوز
في أول تعليق روسي على رغبة الرئيس التركي في عقد لقاء بنظيره السوري بشار الأسد، اعتبر مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، إنه “من المبكر جداً الحديث عن لقاء يجع الرئيسين التركي والسوري.
وقال لافرينتييف بحسب وسائل إعلام روسية أن هناك “مجموعة عوامل” تؤثر على قضية التقارب التركي السوري.
وفي تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية، أوضح لافرنتييف أنه “لا توجد حتى الآن أي شروط لعقد اجتماع بين الأسد وأردوغان، لكن الاتصالات مستمرة بين وزارتي دفاع البلدين”.
وأضاف أنه “بشكل عام، أعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن لقاء بين الأسد وأردوغان. هناك تواصل معين بين وزراء الدفاع في إطار التنسيق الرباعي، كما كان الحال قبل 18 شهراً، عندما تم تنظيم اجتماعات بين وزارتي الخارجية والدفاع في الدول الأربع (روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري)، لكن من السابق لأوانه توقع التواصل على مستوى أعلى”.
وذكر لافرنتييف أن موسكو “تبذل جهوداً لرفع الاتصالات بين تركيا والنظام السوري إلى مستوى أعلى”، مؤكداً أنه “نعتقد أن تطبيع العلاقات التركية مع النظام السوري يشكل ضمانة لاستقرار الوضع في سوريا”.
وأشار المسؤول الروسي إلى “عوامل مختلفة تؤثر على هذه العملية”، موضحاً أن العوامل هي “ما يتعلق بدعم تركيا للمعارضة السورية، وهي قضية لا يمكن لأنقرة تجاهلها، والقضية الرئيسية بطبيعة الحال هي انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية”.
وقال مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا إنه “دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها الصحيحة، تركيا تتصرف كدولة احتلال، ولهذا السبب، من الصعب جداً على النظام السوري الدخول في حوار دون ضمانات من تركيا بشأن انسحاب قواتها”.

أردوغان يغازل الأسد
يشار إلى أن الرئيس التركي قال، في تصريحات للصحفيين أمس الأربعاء، إنه “ما يزال متفائلاً بإمكانية الاجتماع مع رئيس النظام، ليتمكنا من وضع العلاقات السورية – التركية على المسار الصحيح”.
وذكر الرئيس التركي أن مغادرته قاعة القمة العربية – الإسلامية في الرياض، الإثنين الماضي، كانت بهدف عقد اجتماع مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وليست احتجاجاً على كلمة الأسد.

بخصوص الأكراد..أردوغان يطالب ترامب بهذا الأمر

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أنه طلب من الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، وقف الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» ذراع «حزب العمال الكردستاني» في سوريا.

وقال إردوغان إنه أكد لترمب خلال اتصال هاتفي فور إعلان فوزه برئاسة أميركا للمرة الثانية، ضرورة وقف الدعم المقدم لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في سوريا، وأن تركيا لن تتهاون في تأمين حدودها بمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية.

وأضاف الرئيس التركي في تصريحات لصحافيين نُشرت أمس: «سنواصل محادثاتنا مع السيد ترمب في الفترة الجديدة، وسنناقش التطورات في المنطقة، وانسحاب القوات الأميركية من سوريا».

وشدد على أن تركيا لا تزال مصممة على سياستها المتمثلة في إنشاء حزام أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول حدودها الجنوبية للقضاء على «التهديدات الإرهابية».

وسط ترقب كردي..ترامب يبعثر أوراق اللعبة في سوريا..ماذا سيحدث

متابعات_ الشمس نيوز

انقلبت الأوضاع بالشرق الأوسط رأساً على عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بأمريكا، بعد أن كانت الأنظار تتجه نحو الخطط والسياسات التي كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترغب في تنفيذها بمنطقة الشرق الأوسط، على اعتبار أن حظوظ مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.

فوز ترامب غير كل السيناريوهات خاصة أنه قد أعلن بشكل واضح إنه سيطلب من الأطراف المعنية «الوقف الفوري لإطلاق النار والانتقال إلى طاولة المفاوضات»، كما أكد أنه سيوجه تحذيرات مباشرة إلى إيران لوقف تمويل ميليشياتها.

وبحسب مقالة رأي في صحيفة «واشنطن بوست»، كانت إدارة بايدن تسعى إلى محاولة تقديم مساعدة لسوريا من أجل التخلص من السيطرة الإيرانية. وتقول إن كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة تريدان مساعدة دمشق لمنع إيران من الاستمرار في إمداد «حزب الله» عبر الحدود السورية، في الحرب التي تخوضها ضده إسرائيل.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يدعم مثل هذه الضوابط؛ لأنه أصبح مستاءً من الوجود الإيراني القاسي في دمشق. وإذا نجح الأسد في الحد من عمليات إعادة الإمداد الإيرانية، فإن إدارة بايدن تبدو مستعدة لإيماءات متبادلة، على أساس «خطوات إيجابية لخطوات إيجابية».

وينقل الكاتب عن مصدر إسرائيلي، قوله: «نحن نأمل في أن نتمكن من جعل الأسد، على الأقل، يوقف تدفق الأسلحة إلى (حزب الله) عبر سوريا، وربما أكثر». وأضاف: «الولايات المتحدة مستعدة لمنح السوريين بعض الفوائد إذا سلكوا هذا الطريق».

اتصالات المعارضين
وبحسب سوريين ناشطين في ملف الأزمة السورية في واشنطن، فإن هذا التوجه ليس جديداً، وقد بدأ منذ العام الماضي، وأن الاتصالات معهم لم تشمل فقط ممثلين عن إدارة بايدن، بل وعن الرئيس السابق ترامب، في ظل المساعي الجارية لإحداث فرق على الأرض في ملف الأزمة السورية.

يقول أيمن عبد النور، الناشط السياسي المعارض، إن مساعدين للسيناتور الجمهوري، بن كاردن، أبلغوهم منذ نحو عام، أن قانون مناهضة وقف التطبيع مع نظام الأسد، سيتم تجميده، بما يتيح عملياً إعادة التواصل مع النظام السوري.

وأضاف بحسب الشرق الأوسط أن الديمقراطيين في المقابل هددوا بأن أي محاولة لتعطيل هذا التجميد سيجري رفضها، خصوصاً أن الجمهوريين متفقون معهم في هذا الأمر.

تابع عبد النور أن الأمر نفسه سينطبق على قانون «قيصر» الذي جرى تجميد عدد من مواده بعد الزلزال الذي ضرب سوريا، فبراير (شباط) 2023، وتحول إلى «تقليد» جرى الحفاظ عليه في تمرير الكثير من القضايا، من بينها تمرير اتفاق خط نقل الغاز إلى لبنان عبر الأراضي السورية، وكذلك خط النفط إلى سوريا. وهو ما توسع أيضاً عبر تمكين الأمم المتحدة من تنفيذ عدد من المشروعات وزيادة ميزانيتها في سوريا، رغم أنها تتعارض مع قانون قيصر.

مواقف مختلفة بين الحزبين
غير أن عبد النور يقول إن الاتصالات التي كانت تجري مع إدارة بايدن، ومع المرشحة كامالا هاريس، لم تكن بمستوى اللقاءات التي جرت مع دونالد ترمب. فمقابل لقاء واحد عبر دائرة «زووم» مع هاريس بتنظيم من مؤسسة «إينغايجمنت»، أجرى ترمب 4 لقاءات شخصية مباشرة، مع السوريين واللبنانيين، إضافة لـ15 لقاء من مستشاريه وأفراد من عائلته ومن والد صهره اللبناني، عرضوا فيها موقفه من كيفية وقف الحروب في المنطقة.

يضيف المعارض السوري أن ترمب قال بشكل واضح من دون أن يكشف عن تفاصيل أخرى، مفضلاً ترك الأمر لمرحلة لاحقة، إنه سيطلب من الأطراف المعنية «الوقف الفوري لإطلاق النار والانتقال إلى طاولة المفاوضات». كما أكد ترمب أنه سيوجه تحذيرات مباشرة إلى إيران لوقف تمويل ميليشياتها، وأنه سيقوم بفرض قيود على المصادر المالية لطهران، تحقيقاً لهذا الأمر.

أكراد سوريا
في المقابل، يقول بسام إسحاق، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، الجناح السياسي لـ«قسد»، في واشنطن، إن ما يسمعونه من الديمقراطيين والجمهوريين، لم يتعد حتى الآن «الوعود الكلامية».

وأضاف بحسب “الشرق الأوسط”، أن الحذر هو سيد الموقف، وخصوصاً الآن بعد فوز ترامب.

يضيف إسحاق أنهم يرغبون في معرفة مشروعاته الخاصة بشمال شرقي سوريا، وبما يتعلق بمستقبل القوات الأميركية الموجودة في تلك المنطقة التي يبلغ عددها نحو 900 عنصر، باعتبار أن ترامب كان قد أمر في عام 2019 بسحبها، لكنه أوقف القرار، بعد ضغوط من مستشاريه ومن «البنتاغون» نفسه.

ويوضح ممثل (مسد) في أميركا أنهم لا يعرفون بعدُ كيف ستكون علاقة ترامب مع تركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان، علماً أنهم يتخوفون من أن تأتي أي صفقة مع أنقرة على حسابهم.

ختاما..قد يتساءل كثيرون إن كان العد العكسي لتحريك «المياه الراكدة» في الأزمة السورية قد بدأ؟ وهل سيترجم ترمب وعوده الانتخابية بما يؤدي إلى حلحلة الكثير من الملفات والحروب المندلعة والمترابطة في المنطقة؟ أسئلة تحتاج الانتظار قليلاً للإجابة عليها، إلى أن يعود ترمب، رسمياً، إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

إيران تحاصر الأسد..سيناريوهات العلاقة بين طهران ودمشق في ظل تطورات الشرق الأوسط

وكالات_ الشمس نيوز

لم تكن الرسالة التي أصدرها، علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، قبل يومين بشأن طبيعة العلاقة الحالية مع النظام السوري عن عبث ودون مقدمات، وفي حين تخفي ورائها الكثير من “الانطباعات” تفتح بابا من الشك، كما يراها خبراء ومراقبون تحدث إليهم موقع “الحرة”.

اعتبر ولايتي أن الحكومة السورية، في إشارة للنظام، “ثورية ومعادية للصهيونية”، وقال إنها إحدى الحلقات الأساسية في “سلسلة المقاومة”، نافيا “المعلومات الكاذبة” التي تهدف إلى تدمير العلاقة بين إيران وسوريا، على حد وصفه.

وجاء حديثه بعد تقارير لوسائل إعلام تفيد بتراجع العلاقة بين طهران ودمشق لأسباب تتعلق بحالة التصعيد التي تشهدها المنطقة، فيما كانت الرسالة التي وجهها مشابهة إلى حد كبير مع تأكيدات سابقة لخامنئي تطرق إليها في مايو الماضي، بعد اجتماعه مع رئيس النظام، بشار الأسد، في إيران.

وجه خامنئي كلماته للأسد قبل خمسة أشهر كـ”رسائل التذكير” ووضع جزءا منها ضمن إطار أشبه بـ”التوجيهات”، وقبل أن يؤكد على “هوية المقاومة التي تتميز بها سوريا”، وأنه ينبغي الحفاظ عليها أخبر رئيس النظام السوري أن الأطراف التي تحاول إخراج سوريا من المعادلات الإقليمية “لن توفي بوعودها أبدا”، دون أن يسمها.

ويرتبط النظام السوري مع إيران منذ عقود بعلاقة وصفها رئيسه في مطلع أكتوبر الحالي بـ”الاستراتيجية”، وكان الدعم العسكري الذي قدمته طهران لدمشق بعد عام 2011 قد لعب دورا كبيرا في حفاظ الأسد على كرسي الحكم.

ورغم أن حدود هذه العلاقة ما تزال ضمن “نطاقها الاستراتيجي” وفقا لرواية طهران ودمشق يرى خبراء سوريون وعرب الصورة بخلاف ذلك، ويستندون على تداعيات الصراع الحاصل بين إيران وأذرعها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ومآلاته وآثاره في المرحلة المقبلة.

“مخاوف جدية من نوايا الأسد”
ومنذ هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس ودفع إسرائيل لبدء حرب في غزة سرعان ما توسعت حدودها لتصل إلى لبنان الآن، تشهد المنطقة حالة عدم يقين إقليمية.

وتركت هذه الحالة أثرها على العلاقات داخل دول “محور المقاومة” وما بينهم وغيرهم من القوى الإقليمية والدولية، انطلاقا من المصالح والفرص والمخاطر التي يواجهها كل طرف.

ويعتقد الباحث السوري في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، أيمن الدسوقي، أن التصريحات الإيرانية بخصوص الأسد ونظامه تؤشر بـأن “لديها مخاوف جدية من نوايا الأسد إعادة تموضعه إقليميا”.

المحرك الأساسي لتلك المخاوف جاء بعد توسع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية لتشمل لبنان وتزايد الضربات داخل سوريا.

وجاء أيضا بحسب حديث الدسوقي لموقع “الحرة” وسط خشية الأسد من أن تكون دمشق التالية في حال عدم إعادة تعريف علاقته بإيران و”محور المقاومة” بشكل جذري، لا سيما وأن إسرائيل جادة في تغيير موازين القوى إقليميا، في لحظة تعتبرها فرصة لن تتكرر في المدى المنظور.

ويضيف الباحث السوري: “مما سبق تعتبر التصريحات الإيرانية أيضا بمثابة رسائل للأسد لضبط حركته الإقليمية بما لا يخرج عن مصالح طهران الاستراتيجية أو الإضرار بها، وتذكيره بأنه جزء لا يتجزأ من هذا المحور الذي قراره بيد طهران”.

ويرى الخبير الجيوسياسي الأردني، عامر السبايلة، أن “التركيز الإيراني على العلاقة مع النظام السوري وأنه سلسلة من محور المقاومة يفتح بابا واسعا من الشك”.

ويعتبر في حديثه لموقع “الحرة” أن “التأكيدات الإيرانية التي تصدر تؤكد المؤكد غالبا، وتحمل في طياتها انطباعات مختلفة”.

ويتعرض حزب الله في لبنان، وهو أهم جبهة بالنسبة لإيران لحرب كبيرة، وبات معزولا عن الجغرافيا السورية بشكل واضح، جراء الاستهدافات ومحاولات التعطيل التي تقودها إسرائيل.

وفي حين أن سوريا دائما ما تضع نفسها وتؤكد عليها إيران كـ”جزء من المحور والمقاومة”، على حد تعبيرها لم يكن ذلك كفيلا بتحرك الأسد خلال الأشهر الماضية من أجل دعم حلفائه الذين ثبتوا له كرسي الحكم، على رأسهم حزب الله.

ولا تعرف ماهية موقف “الحياد” الذي يتخذه الأسد، وما إذا كان القرار نابعا منه أو من إيران أو من قوى إقليمية، سواء عربية أو دولية.

ويوضح السبايلة أن عدم تفعيل سوريا كساحة من “وحدة الساحات” وغياب الجغرافيا السورية عن “إسناد” حزب الله بشكل فعلي “يفسر أن السوريين يدركون على الأقل تبعات أي تحرك والانعكاسات التي قد يسفر عنها”.

ويعتقد أنه يوجد قرار سوري فعلي بـ”تحييد جغرافيا البلاد”، وأن القرار أيضا قد يكون صادرا من جانب “طرف لاعب آخر في سوريا”.

هل يبتعد الأسد عن إيران؟
لا ترتبط العلاقة بين إيران والنظام السوري بالشق العسكري والسياسي فحسب، وعلى مدى السنوات الماضية وصلت حدودها إلى حد التوغل في قطاعات اقتصادية أيضا.

ومن الجانب العسكري على الخصوص ما تزال الكثير من ميليشيات “الحرس الثوري” تنتشر في عموم المناطق السورية.

وتحاول هذه الميليشيات مع حزب الله، اللاعب على أرض البلاد أيضا، تمرير شحنات من الأسلحة والذخائر إلى لبنان، وهو ما تؤكده سلسلة الضربات الإسرائيلية، وآخرها، الخميس، على مدينة القصير بريف حمص.

ولطالما كانت العلاقة التي تربط إيران بالأسد محور تركيز دول غربية وعربية أيضا.

وفيما يتعلق بالعرب كانت الأضواء قد تسلطت أكثر على الخط الرابط بين طهران-دمشق بعدما أعادت عواصم عربية علاقاتها مع النظام السوري، بينها السعودية والإمارات والأردن.

ويوضح المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي، أن “موضوع إبعاد الأسد عن النفوذ الايراني أو تقليل الهيمنة الإيرانية على القرار السوري كان هدفا عربيا في مرحلة من المراحل”.

لكن “يبدو أن العرب لم يحققوا نجاحا كبيرا في هذا الميدان”، بحسب حديث اليامي لموقع “الحرة”.

وجاءت التطورات الإقليمية الجديدة لتعقد طبيعة العلاقات الإيرانية السورية الرسمية.

ويضيف اليامي أن “مرد التعقيد هو الدور الرئيس والداعم للنظام السوري في مواجهة عدة متغيرات نشأ بعضها مما يزيد عن عقد من الزمان”.

ومن المعتقد أن التأثير الدولي على أذرع إيران ونفوذها في المنطقة ستكون له آثار إيجابية على سوريا “إذا استطاع النظام الوقوف على قدميه دون داعمين إقليميين ودوليين”، وفقا للواقع الذي يراه اليامي.

وفي تعليقه على التأكيدات التي أطلقها مستشار المرشد الإيراني قبل أيام وما سبقها من رسائل أصدرها خامنئي بنفسه يوضح أن “الفهم العميق لموضوع المقاومة ولما يسمى بمحور المقاومة يعني بقاء النفوذ الإيراني”.

يقول المستشار السابق في الخارجية السعودية إن “إيران تعرف أنها خسرت بعض أذرعها عمليا، ومع ذلك تحاول الحفاظ على بقع نفوذ لها، والسؤال هنا هل تسمح الظروف الدولية والإقليمية لها بذلك؟”.

ومن ناحية أخرى يضيف أن “هناك من يعتقد أن تأمين العمق الإسرائيلي لن يتحقق إلا بإضعاف نفوذ إيران في سوريا تحديدا، وهذا يترتب عليه أمور قد تكون صعبة على إيران وسوريا والمنطقة”.

“في قلب لعبة خطرة”
نهج “النأي بالنفس” الذي يتخذه النظام السوري وتركيزه على عدم تقديم مسوغات قد تسفر عن عمليات استهداف يبدو أنه بات يشكل “مشكلة بالنسبة لإيران”، بحسب الخبير الأردني، عامر السبايلة.

ويشرح بالقول: “بلا سوريا فإن موضوع إنقاذ حزب الله والقدرة على نقل الأزمة لداخل إسرائيل سيخف كثيرا”.

لكن في المقابل قد ينعكس ما سبق على ساحة أخرى، إذ يشير السبايلة إلى أن إيران “ربما تلجأ لتفعيل الجبهة العراقية كون الجغرافيا السورية حيدت بشكل كبير”.

ويعتبر الباحث السوري، الدسوقي، أن “الأسد في موقف صعب”.

فمن جهة يخشى الانتقام الإسرائيلي في حال لم يتحرك، كما أنه متخوف مما يمكن لإيران أن تقوم به في حال اتخذ خطوات تراها تهديدا لها.

وعلى أساس ذلك يواصل النظام “اللعب على الطرفين من خلال التجاوب مرة مع المطالب الإقليمية والإسرائيلية بخصوص إيران وأذرعها، ومرة أخرى من خلال التفاعل مع الرسائل الإيرانية”، ويعتبر الدسوقي ذلك “لعبة خطرة تتضاءل هوامشها”.

ما حدود العلاقة؟
يجادل باحثون أن قرار الحياد والنأي بالنفس الذي اتبعه النظام السوري ورئيسه إزاء ما جرى في المنطقة خلال العام الماضي كان مدفوعا باعتبارات تتعلق به وبحلفائه.

ويشير آخرون إلى “عقبات” وخشية ارتبطت على نحو كبير بالعواقب التي قد تسفر عنها أي عملية انخراط، ولو على مستوى اتخاذ مواقف متشددة.

ومنذ عام 2012 زج “الحرس الثوري” الإيراني بالكثير من الميليشيات على أرض سوريا، وبعدما حققت طهران هدفها مع روسيا بتثبيت رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على كرسي الحكم اتجهت بعد ذلك إلى التوغل في قطاعات اقتصادية واجتماعية.

كما حجزت لها دورا كبيرا في المشهد السياسي الخاص بالبلاد، وطالما كان المسؤولون فيها يحضرون الاجتماعات المتعلقة بالتنسيق على الأرض مع بقية القوى الفاعلة الأخرى، ويجرون المحادثات بالتوازي كـ”طرف ضامن”، وفق ما تؤكده محطات مسار “أستانة”.

لكن الظروف التي وضعت فيها إيران أول موطئ قدم لها في سوريا قبل 12 عاما تكاد تختلف بشكل جذري عن الوقت الحالي، رغم أن النظام السوري ما يزال يؤكد أن وجودها في البلاد “شرعي”.

ويوضح الباحث السوري، الدسوقي، أن “إعادة الأسد تعريف علاقته بشكل جذري مع طهران تتطلب عدة خطوات”.

الأولى: حصول الأسد على ضمانات إقليمية ودولية، يعتقد بأنه لا يراها متاحة راهنا.

وتذهب الثانية باتجاه حصوله على غطاء إقليمي/عربي لامتصاص الضغوط والتهديدات الإيرانية ما أمكنه، لكن هذا الأمر “متعذر في ظل ضعف تجاوب الأسد مع مطالب الدول العربية وتصلبه إزاء التطبيع مع تركيا”، وفق الباحث السوري.

أما الخطوة الثالثة فقد تكون باتجاه انتهاء حالة الحرب في سوريا وإنجاز حل سياسي يتيح للأسد الطلب من إيران وحلفائها الخروج من سوريا، واستقبال تمويلات دولية لإعادة الإعمار.

لكن ما سبق “ليس في الأفق المنظور في ظل تصلب الأسد فيما يتعلق بالحل السياسي”، ولذا يعتقد الدسوقي أن “العلاقة بين طهران والأسد ستبقى قلقة”.

أردوغان يستنجد بـ بوتين بسبب الأسد..ما القصة

وكالات _ الشمس نيوز

كشفت تقارير صحفية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدد طلبه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمساعدته في التواصل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد وذلك في سياق محاولات أنقرة لاستعادة علاقاتها مع دمشق.
وخلال عودته من قازان حيث كان يشارك في قمة بريكس، كشف أردوغان عن طلبه المساعدة من نظيره الروسي في ضمان تواصل الحكومة السورية مع تركيا لإعادة العلاقات بين الجانبين، لافتاً إلى أن تأثير موسكو على دمشق معروف، ولهذا طلب من الرئيس الروسي ضمان رد الأسد على دعوته، وفق تعبيره.
كما لم يحدد أردوغان جدولاً زمنياً للتواصل المحتمل بينه وبين الرئيس السوري، ولم يكشف عن رد نظيره الروسي بشأن المساعدة، إذ قال أيضاً وفق ما نقلت عنه وسائل إعلامٍ تركية: “فلنترك الوقت ليجيب عما إذا كان السيد بوتين سيطلب من الأسد اتخاذ هذه الخطوة”، في إشارة منه إلى رد الرئيس السوري بشأن دعوته إلى تركيا.

“أبعاد استراتيجية”
تعليقاً على ذلك، رأت المحللة السياسية الروسية لانا بادفان، أن طلب أردوغان من روسيا المساعدة في إعادة العلاقات بين تركيا وسوريا، يأتي في سياق محاولات أنقرة إعادة بناء نفوذها في المنطقة بعد خسارتها في سوريا، لافتة إلى أن تركيا تدرك أهمية إنهاء الخلاف مع حكومة الأسد للتخفيف من تأثير إيران في البلاد.
وأضافت بحسب “العربية.نت”، أن التطبيع السوري – التركي في هذا الوقت قد يكون له أبعاد استراتيجية متعلقة بالحرب الإسرائيلية على المنطقة، مشيرة إلى أن تركيا قد تسعى إلى إعادة تموضعها كفاعل إقليمي مؤثر ومعادل لنفوذ إسرائيل في المنطقة، لكن المشاكل العالقة بين تركيا وسوريا طويلة وعميقة.
وتابعت أن هذه المشاكل لن يتمّ حلّها بسرعة، فالثقة المفقودة والخلافات الجيوسياسية بين البلدين ستحتاج وقتا طويلاً لإعادة بنائها، ومن المرجح أن يكون هذا التطبيع عملية تدريجية ومشروطة بشروط وضمانات متبادلة، مشيرة إلى أن دور روسيا محوري في هذه العملية بحكم علاقتها القوية مع الحكومة السورية، وبالتالي، فإن موافقة وتعاون موسكو سيكون أمرا مهما لنجاح أي محاولة لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، بحسب تعبيرها.
أيضاً، يتفق حسين باغجي، الأكاديمي التركي وأستاذ العلاقات الدولية، مع المحللة الروسية بشأن المدّة التي يحتاجها كلا البلدين لإتمام عملية التطبيع بينهما.

برعاية روسية| تفاصيل أول إجتماع بين نظام الأسد وتركيا

وقال باغجي بحسب”العربية.نت”، إنه من المبكر الحديث عن المساعي الروسية أو مساعدتها لتركيا بشأن تطبيع علاقاتها مع سوريا، إذ يجب متابعة المفاوضات بين الجانبين والنتائج التي ستنجم عنها.

وأضاف أن روسيا و تركيا تستطيعان العمل معاً للحدّ من الحركة الإرهابية في سوريا، ويتوجب على تركيا أن تحاور الرئيس السوري بشار الأسد حول الأمور الأساسية التي يقع ضمنها عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم وضمان أمنهم وهي مسألة أساسية بالنسبة لأردوغان.
كما تابع أن الرئيس التركي يقترح محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة، وسنرى إن كانت روسيا ستنجح في هذه المسألة حسب ما ستصل إليه المفاوضات بين الدولتين حول الأراضي السورية، لأن تركيا تتحكم بجزء منها كما روسيا تتحكم بأجزاء معينة مثل مرفأ طرطوس و مجالها الجوي ومناطق أخرى في البلاد.
بدوره، اعتقد الأكاديمي التركي أن الروس سيفتحون في أوقات معينة المجال الجوي السوري أمام تركيا لتتمكن من قصف مناطق فيها كما حصل خلال آخر يومين عندما استهدفت تركيا قواعد للعمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، في إشارة منه إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمدعومة أميركياً.

تدهور العلاقات بعد صداقة متينة
وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الرئيس التركي نظيره الروسي لزيارة بلده، فقد سبق أن كرر أردوغان هذه الدعوة طيلة العام الجاري كان آخرها في شهر سبتمبر/أيلول الماضي عند مشاركته في أعمال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
كما سبق أن كررت سوريا مطالبتها لتركيا أكثر من مرة، بالانسحاب العسكري من مناطقٍ يتواجد فيها الجيش التركي شمال البلاد، حيث تعتبره دمشق احتلالاً ينبغي إنهائه كشرط أساسي قبل البدء بمسار محادثات ومباحثات التطبيع بين البلدين.
وكانت العلاقات بين البلدين الجارتين قد تدهورت بعد صداقة متينة، قبل أكثر من عقدٍ من الزمن جرّاء دعم أنقرة للمعارضة السورية بعد احتجاجات مارس/آذار من العام 2011 قبل أن يتدخل الجيش التركي لاحقاً ويسيطر على مناطق متفرقة من سوريا تقع شمال البلاد.

 

37 شهيد وجريح..قوات سوريا الديمقراطية تعلن حصيلة الهجمات التركية

شمال سوريا _ الشمس نيوز

أصدرت قوات سوريا الديمقراطية حصيلة أولية للهجمات التركية التي استهدفت مناطق شمال شرق سوريا خلال الليلة الماضية.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان نشره المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، إنَّ العدوان التركي تسبب في استشهاد 12 مدنياً، بينهم

طفلان،ق وإصابة 25 آخرين بجروح بليغة،

وبحسب البيان الذي اطلعت عليه “ألشمس نيوز” فقد شنَّت دولة الاحتلال التركي “خلال الساعات الماضية، موجة هجمات جديدة استهدفت البنية التحتية الأساسية لحياة الأهالي في مناطق شمال وشرق سوريا، فضلاً عن التجمعات المدنية وقوى الأمن المسؤولة عن حماية المنطقة.

وأضاف البيان ” لقد أسفر العدوان التركي الأخير والمستمر عن استشهاد 12 مدنياً، بينهم طفلان، وإصابة 25 آخرين بجروح، بينهم إصابات بليغة.

إلى جانب المناطق المأهولة بالمدنيين، كانت الأفران ومحطات الكهرباء والنفط وحواجز قوى الأمن الداخلي المستهدفة من قِبل الطيران الحربي والطائرات المسيرة، وكذلك القصف المدفعي التركي، حيث تمَّ استهداف 42 موقعاً، جميعها مؤسسات خدمية وأساسية.

وشدد البيان على “إنَّ هذا العدوان الهمجي المتكرر يعبر بوضوح عن حالة العِداء التركي لشعبنا في شمال وشرق سوريا، ويشكل تذكيراً صارخاً بخطورة الذهنية الإجرامية التركية على شعوب المنطقة والسلام فيها، كما يمثل محاولة تركية لتصدير أزماتها الداخلية على حساب شعبنا، مما ينشر الفوضى ويدفع المنطقة إلى المزيد من التوترات”.

وأكد البيان إنَّ قوات سوريا الديمقراطية لن تتوانى في القيام بواجباتها لحماية شعبنا ومناطقنا.

أحزاب وكيانات كردية سورية تطلق كيان سياسي جديد ..ما القصة

كشفت تقارير صحفية عن تدشين مجموعة من الأحزاب والكيانات الكردية السورية كيان سياسي جديد من العاصمة النمساوية فيينا،

وبحسب وسائل إعلام، فقد أصدرت عدة أحزاب كردية، عقب اجتماع عقدته في العاصمة النمساوية فيينا، ميثاقاً مشتركاً حول مستقبل سوريا والقضية الكردية.

وأشارت هذه الأحزاب في بيان لها، الى “مناقشة البرنامج السياسي والنظام الداخلي لتشكيل جسد سياسي جديد يعبر عن طموحات الشعب الكوردي في كوردستان سوريا”.

وبيّنت بحسب وكالة رووداو أن “هذا الجسد السياسي المرتقب سيكون ممثلاً حقيقياً للشخصية الكرردية السورية المستقلة بعيداً عن الاجندات الخارجية”.

وأدناه نص البيان المشترك حول اجتماع فيينا:

“في يومي 19 و20 من الشهر الجاري، انعقد في العاصمة النمساوية فيينا اجتماع موسع بمشاركة عدد من الأحزاب الكوردية ومنظمات المجتمع المدني، بهدف مناقشة رؤية سياسية مشتركة حول سوريا بشكل عام والقضية الكوردية بشكل خاص، وكيفية العمل على تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف الأطراف الكوردية.

تخلل الاجتماع نقاشات معمقة ومثمرة حول القضايا الأساسية التي تواجه الشعب الكوردي في سوريا والواقع الذي يمر به، وعلى رأسها صياغة رؤية سياسية مشتركة تمثل تطلعات وآمال الكورد في سوريا المستقبل. بعد هذه النقاشات البنّاءة، توصل المجتمعون إلى اتفاق حول وثيقة سياسية مشتركة تضع الأسس لمستقبل الكورد في سوريا، وتحفظ حقوقهم ضمن إطار سوريا اتحادية ديمقراطية تحترم التعددية القومية والمذهبية والعرقية و الطائفية وتصون حقوق الإنسان وتعمل على تعزيزها، باستثناء ممثلي حركة البناء الديمقراطي الكوردستاني-سوريا و حركة خوبون اللذان طالبا بالرجوع إلى قيادة الحركتين لاتخاذ القرار النهائي.

كما تم مناقشة البرنامج السياسي والنظام الداخلي لتشكيل جسد سياسي جديد يعبر عن طموحات الشعب الكوردي في كوردستان سوريا. هذا الجسد السياسي المرتقب سيكون ممثلاً حقيقياً للشخصية الكوردية السورية المستقلة بعيداً عن الاجندات الخارجية، كذلك يهدف إلى تعزيز وحدة الصف الكوردي والعمل على تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الكوردي في سوريا.

نحن، الأحزاب والمنظمات المجتمعة، نؤكد التزامنا بمواصلة العمل الجاد والمتواصل لبناء مستقبل أفضل لشعبنا الكوردي، والعمل يداً بيد مع كافة المكونات السورية لتحقيق السلام والعدالة في سوريا المستقبل، و ندعو باقي القوى الوطنية الكوردية ، احزاباً و منظمات المجتمع المدني، للانضمام إلينا والتوقيع على هذه الوثيقة المشتركة

الأحزاب والمنظمات الموقعة:

الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي)
تيار الحرية الكوردستاني
حركة السلام الوطني الكوردي في سوريا
حركة الكوردايتي في سوريا
منظمة حقوق الإنسان في سوريا (ماف)
قوى المجتمع المدني الديمقراطي الكوردستاني
لجنة حقوق الإنسان في سوريا (ماف)
المنظمة الكوردية لحقوق الإنسان في سوريا (داد)

صاروخ يستهدف قلب دمشق وإسرائيل تتبني الهجوم

متابعات _ الشمس نيوز

كشفت تقارير صحفية عن حدوث  انفجار هائل بمنطقة المزة في دمشق، ووصل صداه إلى مناطق متفرقة من العاصمة السورية، سمع سكان دمشق صوت انفجار كبير دوى بسبب صاروخ استهدف سيارة في الحي الراقي.

وأشارت المعلومات الأولية إلى أنه عملية اغتيال نفذتها إسرائيل، دون أن تكشف عن الشخصية المستهدفة حتى الآن.

ووفقا لوكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” أكدت وزارة الدفاع السورية أن الهجوم إسرائيلي، وناجم عن غارة قتلت شخصين كانوا في المركبة وهي من نوع دفع رباعي، وأصابت عددا من المارة.

بدوره، أوضح مسؤول في محافظة دمشق أن الانفجار وقع جراء استهداف طال منطقة دوار الشرقية بالقرب من فندق “غولدن مزة” بمنطقة المزة الشرقية، ما تسبب باحتراق السيارة، وفقا لوسائل إعلام محلية.

عزاء يحيي السنوار 

إلى ذلك، تداولت أنباء أن المركبة المستهدفة كانت بالقرب من مجلس عزاء أقيم لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وأدى إلى مقتل من كان بداخلها.

كما تضررت واجهة الفندق المجاور لموقع الانفجار القريب من وزارة الإعلام السورية، بينما ملأت السيارات المحترقة المكان.

إسرائيل تعترف 

من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري اليوم الاثنين، بأن الغارة الإسرائيلية التي ضربت سوريا قتلت رئيس وحدة تحويل الأموال لحزب الله.

وأضاف في إفادة متلفزة، أن القيادي “أبو صلاح” الذي قتلته إسرائيل كانت مهمته تدوير أموال حزب الله، وفق زعمه.

“صهر نصر الله”
وكانت منطقة المزة القابعة في غرب دمشق قد شهدت حوادث كثيرة خلال الفترة الماضية، إلا أن آخر استهداف كان أوائل الشره الجاري، اغتالت فيه إسرائيل صهر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ما أدى لمقتله.

وتضم المنطقة مقرات أمنية وعسكرية عدة، إضافة لمقرات وأماكن سكن قيادات فلسطينية وإيرانية بارزة، وفيها تجمع لعدد من السفارات والمنظمات الأممية.

وازداد العمران بالحي بعد الاستقلال من الانتداب الفرنسي ليتصل بمدينة دمشق ويصبح إحدى ضواحي دمشق الحديثة، ويعد من أحدث مناطق دمشق وأكثرها رقياً وتطوراً.

كما تم بناء القصر الجمهوري على جبل مطل على الحي، وفيه الكثير من المباني الإدارية ومجمع للمحاكم وعدد من المقرات الرسمية الدولية.

كذلك يضم أيضاً مطار المزة الذي ازدادت أهميته في العصر الحديث عندما أقام به الفرنسيون مطار المزة العسكري الذي كان سابقاً مطار دمشق الرئيسي قبل إنشاء مطار دمشق الدولي في الجهة الجنوبية الشرقية من دمشق، وأقاموا فيه أيضا سجن المزة.

ويحتوي على العديد من المباني الحديثة والأبراج السكنية العالية والجسور والأنفاق، والعديد من المراكز التجارية الحديثة والأسواق الشعبية والمدن الرياضية كمدينة الجلاء ومدينة الشباب وعدد من كليات جامعة دمشق.

90 ألف نسمة
ويمتد الحي على مساحة 7750 هكتاراً، يبدأ من ساحة الأمويين شرقاً وحتى منطقة السومرية غرباً ومن جبل المزَّة شمالاً إلى منطقة كفرسوسة جنوباً، ويعتقد أن تعداد سكانه يصل إلى 90 ألف نسمة، بحسب معلومات نشرتها موسوعة “ويكيبيديا”.

إلى ذلك، عاشت تلك المنطقة بسبب مقراتها، حوادث كثيرة كان بينها مقتل مسؤول استخبارات الحرس الثوري الإيراني في سوريا ونائبه في ضربة إسرائيلية في يناير/كانون الثاني الماضي، أودت أيضا بعنصرين من الحرس الثوري، بحسب الإعلام الرسمي الإيراني.

عملية إستعادة حلب..تفاصيل المعركة المحتملة بين المعارضة والنظام السوري

متابعات _ الشمس نيوز

تحدثت تقارير صحفية عن معركة محتملة يجري الإعداد لها في سوريا استغلالا للتوترات الحالية التي يشهدها الشرق الأوسط، وبحسب تقارير تشهد منطقة شمال غربي سوريا تحضيرات من فصائل معارضة لخوض معركة مع النظام السوري، الذي بدأ من جانبه حشد قواته هناك أيضاً، في وقت ينشغل فيه حلفاؤه إيران وحزب الله بالتصعيد مع الاحتلال، وروسيا بالملف الأوكراني، ما يمثل فرصة لخوض المعارضة المعركة في حلب لاستعادة المناطق التي خسرتها عام 2019.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر عسكرية من المعارضة السورية، تفاصيل متعلقة بالتجهيزات والتحشيدات العسكرية، تجهيزاً لفتح جبهة قتال جديدة مع النظام السوري، في المنطقة التي ساد فيها الهدوء لأكثر من ثلاث سنوات، بتوافق تركي وروسي، ليطلق عليها اسم “منطقة خفض التصعيد”.

تفاصيل تجهيزات المعركة في حلب
وبحسب موقع “عربي بوست” فإن الحديث عن “ساعة الصفر” والتجهيزات للمعركة في شمال غربي سوريا، ليس مجرد كلام متناقل بين الناشطين “بل أمر واقع بدأ منذ أيام”، بحسب مصادر عسكرية من هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري المعارض، في كل من أرياف إدلب الجنوبية، وغربي حلب.

ونقل الموقع عن ما وصفوه بمصادر إن فصائل المعارضة شمال غربي سوريا في مقدمتها “هيئة تحرير الشام”، دفعت بأعداد ضخمة من التعزيزات العسكرية ذات التصنيف الهجومي مثل “الدبابات والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ” وقوات بشرية من النخبة، إلى خطوط التماس مع قوات النظام السوري.

وأكدت أن التحضير لعملية عسكرية مرتقبة ضد قوات النظام السوري سارية بالفعل، رغم أن النظام السوري متنبه لها، مؤكداً أن مثل هذه التحركات من الصعب عدم ملاحظتها، لا سيما في منطقة خفض التصعيد، وسط تحديات متعلقة بالدول الضامنة.

للتوضيح أكثر بهذا الخصوص، أوضحت أن الدول الضامنة مثل تركيا وروسيا، تقوم بالمراقبة عسكرياً في هذه المناطق، وتبدي موقفاً معارضاً لأي تصعيد فيها، وهو الأمر الذي منع هجوماً مفاجئاً، أو بدء المعركة حتى الآن.

النظام يحشد قواته
مقابل ذلك، أكدت مصادر من مناطق النظام السوري في أرياف حلب وإدلب، أن النظام السوري بدأ بنقل أعداد كبيرة من الآليات الثقيلة والمقاتلين من المواقع العسكرية في العمق السوري وجنوبها، لتعزيز مواقعه العسكرية على خطوط التماس شمالاً، لصد أي هجوم بري محتمل من فصائل المعارضة.
أهداف العملية العسكرية للمعارضة
في تصريح خاص للعقيد مصطفى بكور، القيادي في فصيل “جيش العزة” المعارض، فإن “الفصائل الثورية تعرضت لضغوط كبيرة من الحاضنة الشعبية للثورة خلال العام الأخير، من أجل تخفيف معاناة المهجّرين، وذلك عن طريق تحرير الأراضي المحتلة من الروس والإيرانيين وقوات الأسد، لضمان عودة آمنة وكريمة لهم”.
وقال بكور: “استجابة لرغبة الحاضنة الشعبية، وفي محاولة لاستغلال المستجدات على الساحة المحلية والإقليمية، بعد انشغال المليشيات الإيرانية وحزب الله، تقوم الفصائل الثورية بالإعداد لمعركة تحرير على أكثر من محور”.
وأكد “وجود تدريبات مكثفة واستطلاع، وتحضير للعتاد، ونقل للقوات لمناطق الدخول البري، بانتظار الفرصة المناسبة لبدء الهجوم، وهذا أمر طبيعي في ظل وجود الاحتلال الأجنبي وعملائه المحليين، وحقيقة وجود ملايين المهجّرين في الخارج”.

وشدد على أن فصائل المعارضة كان وما زال هدفها الأساسي هو “إسقاط عصابة الأسد، ما يمثل المهمة الأولى للفصائل الثورية، والمطلب الرئيسي للحاضنة الشعبية، بالتالي فإن أي فصيل لا يضع إمكاناته المادية والبشرية في مصلحة معركة التحرير، فلا يمكن القول عنه إنه فصيل ثوري”، على حد قوله.

عن الأهداف الأخرى من المعركة المحتملة، قال بكور: “الهدف الرئيسي للمعركة هو توسيع مناطق سيطرة الفصائل الثورية، لضمان عودة أكبر عدد من المهجّرين، وتضييق الخناق على الأسد، ومنعه من الاستمرار بعملية التغيير الديمغرافي من خلال إنشاء مستوطنات للمليشيات الإيرانية وحزب الله في المناطق التي تم تهجير أهلها منها”، على حد قوله.
وأشار إلى أن “الموقف الأمريكي مؤيد دائماً لقيام الفصائل الثورية باستهداف المليشيات الإيرانية وحزب الله في سوريا بشكل خاص”.

مكان التصعيد وأهميته
تشي التحضيرات والاستعدادات القتالية للمعارضة والمحاور التي تعزز فيها الأخيرة قواعدها العسكرية والقتالية، إلى محاولتها استعادة ما خسرته خلال عام 2019 من مناطق واسعة في شمال وغربي محافظة حماة وريف إدلب الجنوبي والشرقي والجزء الشمالي من محافظة اللاذقية، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظة حلب شمال غربي سوريا.
تمكنت حينها قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات إيرانية وبإسناد جوي روسي، من السيطرة على تلك المنطقة، وترافق ذلك مع تراجع القوات التركية من قواعدها التي أنشأتها في تلك المناطق، باتفاق أستانة مع الجانب الروسي والإيراني.

الدول الضامنة تعارض بدء المعركة
مصدر عسكري في الفصائل المعارضة ضمن “الجيش الوطني السوري”، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ”عربي بوست”، إن “الموقف التركي حيال التحضيرات القتالية القائمة على قدم وساق للمعارضة شمال غربي سوريا رافض للتصعيد”.
وقال إن “تركيا كدولة ضامنة لمنطقة عدم التصعيد، لا ترغب أي عملية عسكرية لفصائل المعارضة السورية ضد قوات النظام السوري وحلفاؤه، واضعة في أولوياتها المحافظة على آخر بقعة جغرافية تمتلكها المعارضة، وعدم إحداث أي تطورات عسكرية وأمنية قد تحدث موجة لجوء جديدة للسكان في المنطقة”.
وأكد أن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتركيا، فيها ما يقارب 4 ملايين سورياً، وتخشى أنقرة أن أي تطور عسكري قد يدفعهم باتجاه الحدود السورية التركية، وفق قوله.
وأضاف أن “الجانب التركي أبلغ جميع الفصائل العسكرية الموالية، وأبرزها الجيش الوطني السوري، رفع حالة الاستنفار والجاهزية لأي تطور محتمل في المنطقة، مع إرسالها رسائل شفهية ومباشرة إلى (هيئة تحرير الشام)، بأنه يرفض المشاركة في التصعيد المحتمل”.
وتعد هيئة تحرير الشام أكبر الفصائل في غرفة عمليات (الفتح المبين)، التي ستشرف على إدارة العملية العسكرية المرتقبة.

سر التوقيت
الناشط جمعة محمد من محافظة حلب، قال لـ”عربي بوست”، إن “قوات النظام اليوم غير قادرة على مواجهة فصائل المعارضة لأكثر من أيام أو ربما لساعات، نظراً لتراجع أعدادها عن السنوات السابقة وانحلال المليشيات المحلية الموالية للنظام التي عملت على مساندته ودعمه في أي عملية عسكرية هجومية كانت أم دفاعية، على مدار السنوات الماضية”.
وأضاف أن “فصائل المعارضة وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية، عملت على بناء مؤسسات عسكرية منتظمة، وأخضعت عناصرها لدورات تدريبية مكثفة على القتال والهجوم وحرب الشوارع، وعلى مختلف صنوف الأسلحة بطرق وأساليب أكثر احترافية وغير تقليدية”.
أشار كذلك إلى أن قوات المعارضة فتحت بشكل دائم باب الانتساب إلى صفوفها بشروط وضوابط محددة من حيث البنية والصحة الجسدية والأعمار التي تتراوح ما بين 21 إلى 25 عاماً.
أما عن الجهة المقابلة، قال جمعة إن “إعادة تموضع المليشيات الإيرانية ضمن مواقع عسكرية متخفية وبعيدة عن خطوط التماس والمناطق المكشوفة في محافظة حلب وريف إدلب، خشية استهدافها بالغارات الجوية الإسرائيلية والتحالف الدولي، يؤثر على سير المعركة بالنسبة للنظام السوري”.
أضاف أيضاً أن هذه القوات غير قادرة على المشاركة مع قوات النظام السوري في صد أي عملية برية للمعارضة، خشية انكشافها أمام القوات الإسرائيلية والأمريكية.
وأكد أن ذلك “يشكل عامل ضعف آخر في قدرة قوات النظام على مقاومة تقدم الفصائل المعارضة، لا سيما أن إيران وأذرعها في الوقت الحالي إضافة إلى النظام السوري جميعهم منشغلين بالهجمات الإسرائيلية البرية والجوية على لبنان والمواقع الإيرانية، على كامل الجغرافية السورية”.

لفت جمعة إلى جبهة أخرى ينشغل فيها النظام السوري في الوقت الحالي، وهي الحراك الثوري في محافظة السويداء، الذي يشكل عثرة كبيرة له، فضلاً عن تدهور الوضع الأمني وتصاعد الهجمات ضد قواته بين الحين والآخر، ما يستدعي توفير قوات عسكرية في تلك المناطق للحد من أي تطورات أو تصاعد العمليات ضد قواته، ما يشكل تحدياً له بإرسال الدعم المناسب شمالاً.

حلب “العاصمة الاقتصادية” في سوريا
هدف آخر أوضحت المصادر المعارضة لـ”عربي بوست”، أهميتها لشن العملية العسكرية، وهو استعادة السيطرة على مدينة حلب التي تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا.
وقالت إن ذلك يمكن من خلال الزحف عبر محافظة إدلب وجنوب حلب، نحو الطريق الدولي (M5) الذي يربط محافظة حلب بالعاصمة السورية دمشق، وقطعه، بالتالي ستصبح مدينة حلب العاصمة الاقتصادية في سوريا في عداد المحاصرة.
يشار إلى أن حزب الله والمليشيات الإيرانية تخوض اشتباكات متكررة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى الآن، مع بدء “إسرائيل” عدواناً برياً على جنوب لبنان، واستهدافه كبار قادة حزب الله.
منذ عام 2011، يشن الاحتلال الإسرائيلي غارات على سوريا، يقول إنها تستهدف جماعات مدعومة من إيران ونقاط عسكرية تابعة للنظام السوري.
وتحدثت تقارير إعلامية مؤخراً عن بدء الاحتلال الإسرائيلي اجتياحاً برياً محدوداً في هضبة الجولان، الأمر الذي نفى النظام السوري صحته، وفق روايته.

 

Exit mobile version