شادية العجلوني: أحداث الساحل نتيجة لتراكمات تاريخية..والفيدرالية بحاجة لحوار وطني

وصفت الإعلامية الأمريكية المهتمة بالشؤون السورية شادية العجلوني التحركات والجولات الإقليمية الأخيرة التي يقوم بها الرئيس السوري أحمد الشرع بأنها “خطوة إيجابية في الطريق الصحيح لبناء سوريا قادرة على إعادة إعمارها واحتضان أبنائها المهجرين”.

وقالت لـ الشمس نيوز ، “الانفتاح العربي على سوريا يؤكد وجود إجماع إقليمي على أن استقرار سوريا هو الضمان الحقيقي لأمن المنطقة”.

شادية العجلوني : المسار العربي وحده لا يكفي

لكن العجلوني نبهت إلى أن المسار العربي وحده لا يكفي، مشددة على ضرورة الانفتاح على أوروبا والولايات المتحدة لرفع العقوبات الاقتصادية التي ما زالت تخنق الشعب السوري. واعتبرت أن “المجتمع الدولي لا يزال يعاقب السوريين من خلال إجراءات جماعية غير عادلة”.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع،قد قام بسلسلة من الجولات الخارجية شملت الإمارات وقطر، إضافة إلى استقبال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في دمشق. تحركاتٌ توحي بمرحلة جديدة من الانفتاح العربي على سوريا، بعد أكثر من عقد من القطيعة والتباعد.

السويداء والساحل اختبار للسيادة الداخلية

في الشأن الداخلي، لا تزال الأزمة في السويداء تحت المجهر، بعد تصريحات زعيم الطائفة الدرزية حكمت الهجري، التي نفى فيها الاعتراف بالحكومة واستعداد جماعته للدفاع عن المدنيين هناك. إلا أن العجلوني ترى أن “ملف السويداء في طريقه إلى الانفراج” بعد تطورات مثل حل “اللواء الثامن” وخروج أحمد العودة من المشهد، ما اعتبرته تمهيدًا لفرض سيطرة الحكومة على الجنوب، بما في ذلك السويداء، لأول مرة منذ سقوط النظام السابق.

أما أحداث الساحل، فوصفتها بأنها “نتيجة حتمية لتراكمات تاريخية”، مشيرة إلى أن “بعض فلول النظام السابق، والمدعومين خارجيًا، قاموا بقتل أفراد من الأمن العام، ما أدى إلى ردود فعل شعبية انتقامية مؤسفة، لكنها متوقعة”. ورغم خطورة هذه التطورات، ترى العجلوني أن تدخل الأمن العام السريع ساهم في منع تفاقم الأزمة، داعية إلى حوار وطني شامل ينهي حالة الثأر ويفتح صفحة جديدة من السلم الأهلي.

شادية العجلوني : من حق الكرد الحفاظ على هويتهم ولغتهم

الملف الكردي بدوره عاد إلى دائرة النقاش، مع تجدد المطالب بتطبيق نظام لامركزي أو فيدرالي. الإعلامية العجلوني تعترف بحق الأكراد في الحفاظ على هويتهم ولغتهم، لكنها ترفض أي طرح “يهدد وحدة سوريا الجغرافية والسياسية”.

وتوضح أن الفيدرالية كخيار سياسي “تحتاج إلى نقاش وطني موسّع يشارك فيه خبراء قانونيون ودستوريون، لتقييم مدى ملاءمتها للسياق السوري”، مؤكدة على ضرورة أن “يضمن أي نظام سياسي حقوق جميع المكونات دون أن يؤدي إلى التفتت أو الانفصال”.

سوريا نحو إعادة تموضع إقليمي ودولي

وتري العجلوني أنه رغم تعقيد المشهد الداخلي وتشابك الملفات الإقليمية، يبدو أن الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تتحرك بخطى محسوبة نحو إعادة تموضع إقليمي ودولي.

واعتبرت أن الانفتاح العربي هو المؤشر الأول، لكنه لن يكون الأخير. تبقى قدرة دمشق على معالجة الملفات الداخلية – من السويداء إلى الساحل، ومن الفيدرالية إلى العدالة الانتقالية – هي الاختبار الحقيقي لعودة سوريا كدولة مستقرة وفاعلة في محيطها.

اقرأ أيضا

الكورد الإيزيديون يحتفلون بعيد “الأربعاء الأحمر” عروس السنة الايزيدية

عودة ماهر الأسد وانقلاب الفلول في سوريا.. ماذا يحدث في الساحل السوري؟

شهدت مدن الساحل السوري الكبرى، مساء الجمعة، مظاهرات ليلية لدعم العمليات العسكرية التي تقودها الإدارة الجديدة في سوريا، وسط انتشار شائعات أطلقها أنصار النظام السابق تفيد بـ”وصول ماهر الأسد” وانسحاب القوات الأمنية والعسكرية من المنطقة.

شائعة عودة ماهر الأسد لـ سوريا

في وقت سابق من يوم الجمعة، نشر عمر رحمون، المسؤول السابق فيما عُرف بـ”المصالحة الوطنية” لدى نظام الأسد المخلوع، تغريدة على منصة “إكس” (تويتر) زعم فيها انسحاب فصائل الإدارة العسكرية من اللاذقية وطرطوس، تزامنًا مع “تحركات للطيران الروسي ووصول ماهر الأسد”. ورغم حذف رحمون تغريدته بعد وقت قصير، إلا أن الشائعة انتشرت كالنار في الهشيم بين فلول النظام السابق.

اشتباكات وبيان رسمي

صدّق بعض أنصار النظام المخلوع في مدينة جبلة هذه الادعاءات، مما دفعهم إلى مهاجمة حاجز أمني تابع للإدارة السورية الجديدة. وأسفرت الاشتباكات عن مصرع ثلاثة من المهاجمين بنيران عناصر الحاجز، وفق ما أكده مدير الأمن في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، نفى كنيفاتي صحة الإشاعات المتداولة، مشيرًا إلى أن “بعض الخارجين عن القانون استغلوا هذه المعلومات الكاذبة لتنفيذ هجمات على مواقع تابعة لوزارة الداخلية، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل”.

مظاهرات لدحض الشائعات

عقب هذه الأحداث، خرج مئات المواطنين في مدن اللاذقية وجبلة وطرطوس في مظاهرات مسائية لتكذيب الشائعات والتعبير عن دعمهم للإدارة السورية الجديدة. وردد المتظاهرون شعارات تؤكد وقوفهم إلى جانب العمليات العسكرية الهادفة لإعادة الاستقرار إلى البلاد.

لقاء مرتقب يجمع قائد سوريا الديمقراطية وأحمد الشرع..هذا ما سيناقشوه

وزارة دفاع سوريا تنفي

وفي تصريح خاص لتلفزيون سوريا، نفى القائد العسكري في وزارة الدفاع، ساجد لله الديك، صحة الأنباء المتداولة حول انسحاب القوات من الساحل السوري. وقال الديك: “ننفي الأخبار المتداولة عن انسحاب إدارة العمليات العسكرية من مدينة جبلة، ونؤكد أن عناصرنا لا تزال في نقاطها وثكناتها العسكرية”.
وأضاف: “تهدف هذه الإشاعات إلى زعزعة الروح المعنوية للشعب وإضعاف فرحة النصر. نؤكد أننا مستمرون في حماية شعبنا وضمان أمنه، وندعو الجميع إلى عدم الانجرار خلف الأكاذيب”.

اقرا أيضا

ماركو روبيو..وزير خارجية أمريكا المؤيد لدعم قسد وحماية الكرد من هجمات أردوغان

تعزيزات أمنية في الساحل

تنتشر قوات إدارة العمليات العسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، مدعومة بجهود وزارة الداخلية التي عملت خلال الأسابيع الأخيرة على إعادة تفعيل المخافر وتزويدها بالكوادر الشرطية والأمنية اللازمة.
سياق الأحداث
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس عقب إسقاط نظام الأسد، حيث تحاول فلول النظام السابق استغلال الفراغ السياسي لنشر الفوضى وإثارة الشكوك حول قدرة الإدارة السورية الجديدة على الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد. ومع ذلك، تؤكد الأحداث الميدانية والبيانات الرسمية قدرة الإدارة الجديدة على التصدي لأي تهديدات محتملة وإعادة بناء مؤسسات الدولة.

 

لا نريد دولة أو انفصال..أكراد سوريا: جاهزون لتسليم النفط ووضع سلاحنا في هذه الحالة

Exit mobile version