تحظى برعاية عائلة الأسد.. فضيحة دولة المخدرات تلاحق النظام السوري

كشفت تقارير دولية عن فضيحة جديدة للنظام السوري بقيادة بشار الأسد.
ووفقا للتقارير فإن تجارة المخدرات التي ازدهرت في مناطق النظام بشكل كبير تحظي بدعم كبير من عائلة الأسد.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين دوليين تأكيدهم أن المخدرات أصبحت توجه دولة ونظام بل يمكن القول إن الحكومة السورية هي من تقوم بتصديرها.

مبعوث ترامب يفجر مفاجأة عن جديدة عن نظام الأسد
وكان المبعوث الأميركي الخاص لسوريا خلال إدارة ترامب جويل ريبيرن، قد أكد في تصريحات صحفية إن الحكومة السورية هي التي تصدّر المخدرات حرفيا.
وبحسب الحرة قال ريبيرن أن أكبر عقبة في مكافحة التجارة بسوريا هي أن صناعة المخدرات تحظى بدعم دولة ليس لديها سبب وجيه للمساعدة في إغلاقها.
تصريحات مبعوث ترامب، أكدها أيضا جهاد يازجي المحرر بموقع “ذا سيريا ريبورت” الناطق باللغة الإنكليزية الذي يتتبع الاقتصاد السوري.

الكبتاغون مصدر العملة الأجنبية بسوريا
ونقلت نيويورك تايمز عن يازجي قوله إن الكبتاغون ربما أصبح أهم مصدر للعملة الأجنبية في سوريا، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هذا لا يعني أن الإيرادات المكتسبة تعود إلى الاقتصاد، بل يتم استثمارها في الغالب في الحسابات المصرفية للمهربين وأمراء الحرب.
وبحسب نيويورك تايمز فإن صناعة المخدرات وبالتحديد أقراص الكبتاغون ازدهرت بشكل كبير على أنقاض الحرب الأهلية السورية حيث بلغت قيمتها مليارات الدولارات متجاوزة بذلك الصادرات القانونية لسوريا.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه بعد أن دمرت الحرب الاقتصاد السوري، بدأت النخب السياسية والعسكرية المقربة من النظام في البحث عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الأميركية.
ووجدت هذه النخب ضالتها في المخدرات في ظل امتلاك سوريا كل المقومات اللازمة لنجاح عملية الإتجار فيها، إذ يتوفر خبراء لخلط الأدوية، علاوة على مصانع لتصنيع المنتجات التي تخبأ فيها الأقراص، بالإضافة إلى إمكانية الوصول لممرات الشحن في البحر المتوسط، وطرق التهريب البرية إلى الأردن ولبنان والعراق.

وبحسب تقرير لجريدة الجارديان البريطانية فقد تنوعت التجارة غير المشروعة في سوريا ما بين “حبوب الكبتاغون” و”أكف الحشيش”، بينما اختلفت طرق تهريبها. تارة بعلب الحليب وأوراق الشاي، وأخرى ضمن لفافات الورق المقوّى وأطباق البيض وحبات الفواكه.

اعترافات من موالين للنظام السوري
لا تقتصر فضيحة المخدرات على شهادات دولية بل خرجت من قلب النظام وإعلامه، ففي سبتمبر من العام الماضي، فضحت الإعلامية الموالية لنظام الأسد فاطمة سليمان، تستره على تجارة المخدرات وتصديرها لأوروبا من داخل مناطق سيطرته في سوريا.
وكشفت “سليمان” عبر فيسبوك، أن كميات كبيرة من المخدرات تذهب إلى دول العالم عبر مرفأ اللاذقية بإشراف ميليشيات الأسد، قائلاً: “فضحتونا الله يفضحكن” وذكرت أن باخرة تجارية سورية رست قبل نحو شهرين في ميناء إيطالي، حيث عثر على متنها أكثر من 14 طناً من الحبوب المخدرة من نوع “كبتاغون”.

وفي 22 نوفمبر 2020، أحبطت إدارة الجمارك في ميناء “دمياط” المصري، محاولة تهريب كمية كبيرة من مادة الحشيش المخدر قادمة من سوريا ومتجهة إلى السودان.

حشيش من سوريا إلى مصر.. علب حليب بـ"الكيف"

ورغم الاتهامات التي يواجهها النظام من دول عربية كثيرة لكنه لم يتخذ الأخير موقفا رسميا واضحا للرد خلال السنوات الماضية، بينما اتجهت وزارة الداخلية السورية بين الفترة والأخرى إلى الإعلان عن ضبط شحنات” داخل الأراضي السورية.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد أعلنت نهاية نوفمبر الماضي عن ضبط أكثر من نصف طن من الحبوب المخدرة من نوع “كبتاغون”، ضمن شحنة معكرونة كانت معدة للتصدير إلى السعودية.

حبوب الكبتاغون
حبوب الكبتاغون

ويحظي مخدر الكبتاغون بشعبية كبيرة في السعودية، حيث يتناوله بعض الناس بغية الحصول على دفعة طاقة والبقاء مستيقظين للدراسة والعمل أو للقيادة لمسافات طويلة.
وتتباين أسعار الكبتاغون حيث تباع الإصدارات الرخيصة بسعر يقل عن دولار للحبة في سوريا، في حين تابع الحبوب عالية الجودة في السعودية تأتي مقابل 14 دولارا أو أكثر للحبة.

اتهامات لـ ماهر الأسد برعاية وحماية تجارة الكبتاغون
وكشفت نيويورك تايمز في تحقيق لها أن قسطا كبيرا من مهمة الإنتاج والتوزيع لحبوب الكبتاغون تشرف عليه الفرقة الرابعة مدرع في الجيش السوري المعروفة بوحدة النخبة التي يقودها ماهر الأسد الشقيق الأصغر لرأس النظام وأحد أقوي الرجال في سوريا.
كما يشارك في هذه التجارة المربحة، رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بالحكومة، وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، وأعضاء آخرين من عائلة الرئيس، الذين يضمن اسمهم الأخير الحماية من الأنشطة غير القانونية.

ماهر الأسد شقيق الرئيس الذى تلاحقه اتهامات التجارة فى الكبتاغون
ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري الذى تلاحقه اتهامات التجارة فى الكبتاغون

وأكدت “نيويورك تايمز” أنها استندت في معلوماتها على معلومات جهات إنفاذ القانون ومسؤولين في 10 دول ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين.
وحاولت الصحيفة الحصول على تعليق من مسؤولون من وزارة إعلام النظام السوري وبعثته الدبلوماسية في فيينا ولكنهم رفضوا التعليق، ولم يتسن للصحيفة الوصول لـ ماهر الأسد.
من جانبه، نفي حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، أى علاقة للحزب بالكبتاغون.

الأردن يتهم قيادات بالنظام السوري بحماية تجارة الكبتاغون
الأردن التي تعتبر أحد المنافذ الرئيسية لحبوب الكبتاغون القادمة من سوريا تعتقد بمسؤولية النظام عن انتشار المخدرات ورعايتها.
وبسبب الحدود المشتركة مع سوريا يقف الأردن على الخط الأمامي في حرب المخدرات الإقليمية وقال اللواء أحمد السرحان، وهو قائد وحدة عسكرية على طول الحدود بين البلدين، إن “الأردن بوابة للخليج”.
ونقلت نيويورك تايمز عن رئيس دائرة المخدرات في مديرية الأمن العام الأردني، العقيد حسن القضاة، تأكيده إن مصانع الكبتاغون في سوريا موجودة في مناطق سيطرة الفرقة الرابعة وتحت حمايتها.
وكشف القضاة إن الكميات المضبوطة في الأردن من الكبتاغون هذا العام تتزايد، وبلغت ضعف الكمية التي تم ضبطتها في العام 2020، مشيرا إلى أن ما يصل إلى خمس المخدرات المهربة من سوريا يتم استهلاكها في الأردن، على الرغم من كونها عمّان محطة عبور إلى السعودية.
ضبط ربع مليار حبة كبتاغون خلال 2021
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه تم ضبط أكثر من 250 مليون حبة كبتاغون في جميع أنحاء العالم حتى الآن في العام 2021، أي أكثر من 18 ضعف الكمية التي عثر عليها خلال أربع سنوات.
وضبطت المخدرات في تركيا ولبنان والأردن وموانئ مصر واليونان وإيطاليا ومطار في فرنسا وفي أماكن بعيدة مثل ألمانيا ورومانيا وماليزيا، وتقول نيويورك تايمز” إن معظم هذه البلدان ليست أسواقا مهمة للكبتاغون ولكنها مجرد محطات توقف في طريقها إلى الخليج، وخاصة السعودية.
وكانت السلطات السعودية قد ضبطت ملايين من حبوب الكبتاغون خلال الشهور الماضية بعضها قادم من لبنان والأردن.

ذات صلة 

حظر سفر وتجميد أموال.. الاتحاد الأوروبي يعاقب 4 وزراء بحكومة بشار الأسد

مرض نادر يضرب مناطق سيطرة النظام السوري

سر عداء تركيا والنظام والمعارضة والمجلس الوطني الكردي لتجربة الإدارة الذاتية ؟

Exit mobile version