وكالات _ الشمس نيوز
مع تصاعد التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، تصاعدت خلال الساعات القليلة الماضية، التساؤلات عن ما وصفه البعض بـ “الموقف الفاتر” للنظام السوري تجاه الأحداث، خاصة وأن حزب الله يعتبر أحد أقوى الحلفاء العسكريين للنظام السوري ولبشار الأسد منذ سنوات طويلة.
ولم يصدر النظام يصدر منه أي بيان رسمي، يكشف موقفه من التصعيد الإسرائيلي تجاه الحزب في جنوب لبنان، في حين اكتفي بشار برثاء حسن نصر الله في رسالة للمقاومة.
بشار الأسد يتحدث عن حسن نصر الله.. لن تصدق بما وصفه
وتحدثت تقارير عن جفاء بين النظام السوري والحزب، وذكرت تقارير صحفية سورية إن رئيس جهاز المخابرات العامة التابع للنظام اللواء حسام لوقا كان قد سبق أن أجرى زيارة إلى لبنان قبل اغتيال نصر الله، لكنه وعلى عكس كل المرات السابقة فإن لوقا لم يلتقِ بحسن نصر الله، واكتفى بلقائه مع نائب الأمين العام نعيم قاسم ورئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.
ووصف مراقبون الموقف السوري بأنه تخلي من بشار الأسد عن حزب الله سواء داخل سوريا، وكذلك في لبنان من خلال “الانزواء” بعيدًا ورفض إعلان الدعم للحزب وهو يواجه الاحتلال الإسرائيلي منذ طوفان الأقصى.
إتهامات للنظام السوري
ووُجهت اتهامات عدة لنظام بشار الأسد في الساعات الماضية تخص الحرب الإسرائيلية على لبنان وكذلك استهداف قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وأن النظام يقف وراء ذلك.
بدأت الاتهامات للنظام، منذ استهداف الاحتلال الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في سوريا، خاصة إن القنصلية كان بها اجتماع لقادة في الحرس الثوري الإيراني، وقيل إن النظام قد أوصل بيانات للاحتلال بخصوص الاجتماع فتم القصف وقتل كل من كان في الاجتماع.
حتى حين قصفت إيران “إسرائيل” في (13 أبريل/نيسان 2024)، لم يُعلق النظام السوري على تلك الضربات، ولم يهنئ طهران على ردها، كما بدت البيانات السورية طيلة الأشهر الماضية دبلوماسية، وتخلو من أي إشارة إلى دور مرتقب إلى جانب حلفائها.
وفي ظل استهداف إسرائيل لحزب الله وقواته في سوريا، نقلت قناة “سوريا” يوم الاثنين (23 سبتمبر/أيلول 2024)، عن مصادرها، أن “حزب الله” شرع في إعادة بعض قواته العاملة في سوريا، وعلى رأسها فرق النخبة ووحدات المهام الخاصة.
كذلك فقد وجهت اتهامات لنظام بشار الأسد بالمسؤولية عن تسليم بيانات تخص وجود حسن نصر الله وقادة حزبه داخل لبنان ما سهل وصول الاحتلال الإسرائيلي إليهم.
انزعاج إيراني من موقف بشار الأسد
في المقابل، فقد بدا أنَّ هناك انزعاج إيراني من الموقف السوري إذ إنه في السابع من سبتمبر/أيلول 2024، نشر موقع “الدبلوماسية الإيرانية” تقريراً تضمن هجوماً على نظام الأسد، على خلفية موقفه من الحرب الحالية في غزة ولبنان، وتطرقت إلى أنه لا يجب الاعتماد عليه في موضوع “وحدة الساحات”.
الصحيفة أشارت إلى أن ما يبقي الأسد مع طهران هو إمدادات الوقود والطاقة، مضيفةً: “لا ينبغي الاعتماد على سوريا في النقاش الدائر حول وحدة الساحات؛ لأن دمشق ترى في ذلك فرصة لتظهر أن سوريا ليست عضواً في محور المقاومة، كما يُظن، وأنها مستقلة عن إيران”.
خيارات الرد الإسرائيلي وخطورة استهداف المنشأت النووية داخل إيران
وأشارت إلى أن حلفاء النظام السوري لا يمكنهم تمويل عمليات إعادة الإعمار، وأن النظام عزز فكرة الصبر الاستراتيجي، بهدف عدم الرد على الاستهدافات الإسرائيلية لمقار وعناصر إيران ومجموعاتها.
الصحيفة قالت إن الحكومة السورية أعطت الضوء الأخضر لاستهداف القواعد الأمريكية شرقي الفرات، “لكن كل هذا كان في شرقي سوريا فقط، في حين حذّرت المقاومة في شمال ووسط وجنوبي سوريا بشدة، من القيام بأي نشاط”.
وقالت إنَّ وضع النظام السوري حالياً أصعب وأكثر تعقيداً من السابق، مؤكدةً أن “التمرد الكبير القادم سيكون أكثر قوة وصعوبة” بالنسبة للنظام السوري.
ويبدو أن لدى النظام السوري حسابات كثيرة تجعله يتردد ألف مرة قبل الانخراط في أي مواجهة مع “إسرائيل”، خصوصاً في هذه المرحلة، كما أن تاريخه في التعاطي مع الاحتلال يكشف جانباً من هذا الموقف.
موقف بشار من إسرائيل
في حرب غزة 2023 لم يُبدِ النظام موقفاً سياسياً أو عسكرياً تجاه إسرائيل، وهو فعلياً بخلاف عام 2006 غير قادر على توجيه أي تهديد عسكري لها؛ فقواته تعاني بعد مرور 12 عاماً على النزاع من نقص كبير في العتاد والقوى البشرية وتحوّلت العديد من وحداته العسكرية لأماكن تجميع العتاد المدمَّر، أو مقرات ومستودعات للميليشيات الإيرانية.
فعلياً خسر النظام لصالح إيران إحدى أبرز أدوات القوّة التي كان يُسوّق لها إقليمياً ودولياً وهي التأثير في القرار العسكري والأمني للفصائل الفلسطينية انطلاقاً من الجبهة السورية، على غرار ما حصل معه بعد خروج قواته من لبنان عام 2005 الذي أضعف قدرته على التأثير في حزب الله على حساب إيران.
موقف بشار من حزب الله
لم يظهر للنظام السوري أي موقف حتى حيال العمليات الأكثر إثارة في استهداف قوات حزب الله (عملية تفجير أجهزة “الميجر” أو مقتل القيادي إبراهيم عقيل، وقبله مقتل العديد من الشخصيات القيادية في حزب الله). ووفق ما نشرت فرانس برس، فإن صمت بشار الأسد يعود لضغط روسي في هذه النقطة.
إذ يتخوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحوّل الجغرافيا السورية إلى ساحة حرب، ما يؤدي – إن حصل ذلك – إلى اختلاط الأوراق، التي من الممكن أن تطيح بالمصالح الروسية في سوريا.
حتى إن الحديث عن إمكانية اشتعال جبهة الجولان، فإن ذلك لن يكون عن طريق حزب الله أو قوات نظام بشار الأسد بل عبر الميليشيات العراقية والإيرانية.