سوريا والعراق..متي تعترف بغداد بالنظام الجديد في دمشق ؟

يبدو ان لدى العراق رغبة لفتح صفحة جديدة مع الحكومة السورية بقيادة احمد الشرع في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، لكن توجد عوائق نتيجة الصراع الفكري والسياسي بين اطراف عراقية وسورية.

ففي الفترة الاخيرة، اشار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الى استمرار التواصل بين بغداد ودمشق، حيث اجرى لقاءات واتصالات متعددة مع نظيره السوري، وكان اخرها في الرياض ودافوس.

تعكس هذه اللقاءات رغبة مشتركة لتجاوز الخلافات التاريخية وسعي الطرفين لتأسيس علاقات دبلوماسية تخدم المصالح الاستراتيجية وسط تحديات اقليمية متصاعدة.

العراق والشرع

افادت وكالة الصحافة الفرنسية بان عراقيل تعترض ترتيبات زيارة وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني الى العراق، رغم مساعي السعودية لتطبيع العلاقات العراقية السورية.

وذكرت مصادر عراقية ان الاطار الشيعي الذي يشكل اكثر كتلة سياسية في الحكومة العراقية برر عدم تهنئة بغداد للرئيس السوري احمد الشرع نظرا لقضايا اتهام بارتكابه جرائم تتعلق بالارهاب لدى السلطات الامنية العراقية.

وذكر الاطار ان التعامل مع السلطات السورية يقتصر حاليا على الجانب الامني، مما يعكس انقساما فكريا وسياسيا داخل الدوائر العراقية حول الخطوات المستقبلية تجاه دمشق.

المحاولات الدبلوماسية بين العراق وسوريا

لا تسير ترتيبات وزارة الخارجية العراقية لزيارة وزير الخارجية السوري الى العراق بصورة جيدة، في ظل محاولات من السعودية والاردن لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وبحسب المصادر، فان هذه العقبات توضع العراق في موقف حساس يجمع بين الرغبة في فتح صفحة جديدة واضطرابات داخلية وخارجية.

وفد روسي رفيع المستوى في سوريا..هل تعترف موسكو بالواقع الجديد في دمشق؟

وعلى الصعيد الامني، شهدت الايام الاخيرة تعزيز الحشد الشعبي لقواته على الحدود العراقية السورية، في خطوة ارتبطت بانتشار كبير لقوات وزارة الدفاع السورية في محافظة دير الزور القريبة من الحدود، ما يزيد من التوتر في الوضع الامني بالمنطقة.

انعكاسات على القمة العربية

في تطور مهم، اظهرت لجنة العلاقات الخارجية النيابية موقفها من موضوع دعوة احمد الشرع للقمة العربية التي من المقرر عقدها في بغداد بشهر نيسان المقبل.

ووضحت اللجنة ان دعوة الشرع لا تعني دعوة شخصية له بل حضور سوري عام، وان عدم دعوته يعد تغييب دمشق عن الحدث.

وذكر عضو اللجنة عامر الفايز ان الشرع اعلن نفسه رئيسا لسوريا واعترفت به بعض الدول، مما ادى الى جدل واسع نظرا لتورطه السابق في حوادث اسفرت عن خسائر في صفوف العراقيين.

ورغم الانتقادات، يرى المسؤولون ان التغيرات السياسية والظروف المتغيرة تجعل من الضروري التعامل مع مخرجات الأحداث على المستوى العملي.

مفترق طرق في علاقات سوريا والعراق

ووفق مراقبون تظل العلاقات العراقية السورية عالقة في مفترق طرق بين رغبة بغداد في بدء صفحة جديدة مع دمشق وبين تحديات تاريخية واضطرابات داخلية وخارجية.

وفي ظل مساعي دولية واقليمية لتطبيع العلاقات، يبقى مستقبل العلاقات بين البلدين مرتبطا بتجاوز الخلافات الفكرية والسياسية واتباع نهج دبلوماسي واقعي يخدم المصالح المشتركة ويحقق الاستقرار في المنطقة المتقلبة.

اقرا أيضا

قسد تدعو إلى الحوار لحل الأزمة في سوريا..هل ينجح السوريين في تجاوز فخاخ تركيا؟

رسالة طمأنة..كيف استقبل الكرد تغريدة الشيباني عن التنوع السوري؟

بعث وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني رسالة طمانة حول مستقبل الأوضاع في سوريا بتغريدة باللغة الكردية رغم الخلافات القائمة حول سلاح قوات سوريا الديمقراطية “قسد”  في ظل رغبة الإدارة السورية الجديدة حلَّ كافة الفصائل المسلحة خارج إطار الدولة.

وعبر حسابه على منصة إكس ، أطلق “أسعد الشيباني”، وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، تغريدةً حملت رسائلَ إيجابية إلى المكون الكردي في البلاد، في خطوة تحمل دلالات سياسية عميقة.

الشيباني يعبر عن معاناة الأكراد

وأكد وزير الخارجية في تغريدته، أن الأكراد يضيفون جمالاً وتنوعاً على المجتمع السوري،

وأضاف أن المجتمع الكردي تعرض للظلم في سوريا خلال عهد النظام السابق، في إشارة إلى عهد الرئيس السوري السابق “بشار الأسد”.

كما شدد “الشيباني” في منشوره، على وجوب بناء بلد من قبل كافة الأطياف السورية، يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة.

الأكراد يرحبون برسائل الشيباني

فيما تدفقت تعليقات الأكراد على تلك التغريدة، مرحبين بهذه الخطوة، واعتبروها مؤشرًا إيجابيًا على تغير في النهج الحكومي تجاه قضيتهم، مثنين على لفتة الوزير، والذين رأوا في تلك الرسائل بأنها تعني الكثير بالنسبة لهم، وهو ما يمثل خطوةً مهمةً في بناء الثقة بين الحكومة السورية الجديدة والأكراد.

لا نريد دولة أو انفصال..أكراد سوريا: جاهزون لتسليم النفط ووضع سلاحنا في هذه الحالة

 

ردود الأكراد على تصريحات الشيباني

أثارت تصريحات الوزير ردود فعل من الأوساط الكردية، حيث ردت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “إلهام أحمد”، على المنشور والذي أشاد فيه بالكرد في سوريا.

وقالت “أحمد” في تدوينة على حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي ، إن بيان “الشيباني” بشأن الكرد محط احترام، مشيرة إلى أن الكرد سيضفون لونهم إلى المجتمع السوري، عندما يتم ضمان حقوقهم في الدستور الأساسي. وأضافت “سنبني معاً سوريا جديدة متعددة الأطياف ومتساوية ولا مركزية”.

اقرا أيضا

سوريا..وزير الدفاع يكشف تطورات المفاوضات مع قسد ودور الشرع في حل الأزمة

Exit mobile version