سارة مجدي
أنا دايمًا كنت بعاني من قلق شديد وتعلق للسيطرة على أي حاجة في حياتي..بحاول اعمل الصح و افضل مركزة علي النتيجة..يعني اشتغل واعمل اللي عليا و احسن حاجة و استني ترقية، اعامل شخص بشكل كويس و استني نتيجة معينة انه مثلاً يقدرني و يعاملني بطريقة في خيالي..
قضيت سنين بحاول اسيطر وعشان أوصل لمرحلة التسليم وان مش هقدر اتحكم في حاجة، بقع وأقوم زي طفل لسه بيتعلم المشي..
حاولت أتعلم وأدرب نفسي، وكنت بنجح أوقات وأوقات لأ. فكرة إني مش محبوبة أو مش مقبولة عند شخص كانت عاملة زي إحساس تقيل فوق صدري زي الجبل، وخلتني أتعامل مع مواقف كتير بطريقة أسوأ بسبب إني بحاول دايمًا أرضي الناس. ودي حاجة مش فخورة بيها خالص.
في مرة شفت فيديو صدفة على الإنستجرام لكاتبة اسمها ميل روبينز. الفيديو كان عن حاجة اسمها نظرية “Let Them”، ولما شفت الفيديو حسيت إنه لمسني جدًا. النظرية دي علقت في دماغي بطريقة مش عارفة أنساها، ومن وقتها غيرت حياتي تمامًا..
إيه هي نظرية “Let Them”؟
ميل روبينز شرحت النظرية بطريقة بسيطة جدًا، وقالت: “لو أصحابك مش عازمينك على الغدا الأسبوع ده… سيبهم.
لو الشخص اللي معجبة بيه مش عايز يدخل في علاقة جدية… سيبيه.” الموضوع شكله بسيط جدًا في الأول، بس لما تفكر فيه بجد، مش سهل في التطبيق، خصوصًا لو كنت زيي..
الفكرة الأساسية إننا بنضيع وقت ومجهود كبير عشان نحاول نخلي الناس يتصرفوا بالطريقة اللي إحنا عايزينها.
النظرية بتقول إنك تسيبهم يتصرفوا على طبيعتهم. الناس هتبان على حقيقتهم من خلال تصرفاتهم، وانت مش محتاج تعمل حاجة غير إنك “تسيبهم”. القرار اللي بجد بيكون عندك هو إنت هتتصرف إزاي تجاه ده.
النظرية دي بتشتغل إزاي؟
غلوريا زانغ، معالجة نفسية ومقدمة برنامج “The Inner Child Podcast”، قالت إن النظرية دي بتخلينا نتحرر من مسؤولية إننا نحاول نسيطر على حاجات برا نطاق تحكمنا. وأكدت إنك عمرك ما تقدر تجبر حد يتصرف بطريقة مش عايزها. ولو حاولت، النتيجة دايمًا هتكون خوف وزعل أكتر.
الكلام ده لمسني جدًا، خصوصًا إني قضيت وقت طويل في حياتي بفكر في قراراتي بناءً على رد فعل الناس، وده خلاني أنسى أنا أصلاً عايزة إيه.
الفكرة بسيطة جدًا: مش هتقدر تتحكم في الناس، لا أفعالهم ولا كلامهم ولا تصرفاتهم. الحاجة الوحيدة اللي تقدر تتحكم فيها هي انت.
اتعلم تسيب الناس يبقوا هما “نفسهم”
اتعلمت إني لازم أقبل الناس على حقيقتهم، سواء كانوا زي ما بحبهم أو لا. دايمًا كنت حاسة بضغوط إني أعيش بالشكل اللي الناس متوقعاه مني، وده خلاني أطبق نفس الضغط على الناس اللي حواليا.
بقيت أسأل نفسي سؤال مهم: “هل أنا بتعامل مع الشخص ده على حقيقته، ولا على الصورة اللي أنا عايزاها؟” لو الإجابة إن ده عن الصورة اللي في دماغي، بعرف إن ده وقت إني أعيد التفكير في نفسي.
كل ما أركز أكتر على قبول الناس كما هما، بشوفهم وبشوف نفسي بوضوح أكتر… حتى لو ده معناه إن الحقيقة مش دايمًا جميلة.
إزاي النظرية غيرت علاقاتي؟
أي نمو أو تطور بيجي دايمًا مع إحساس بعدم الراحة، وده مش حاجة جديدة. لما بواجه حقيقة أي شخص زي ما هو، بقدر أعمل قرارات أوعى عن نفسي وعن نوعية الناس اللي أنا عايز أحيط نفسي بيهم. نظرية “Let Them” أجبرتني أركز على نفسي: إزاي بتعامل مع المواقف اللي بتضغطني، وإيه أنماط التفكير اللي بتتكرر عندي، والمناطق اللي محتاجة تحسين وتطوير.
روبينز بتسمي ده “حماية السلام العاطفي”، والنظرية كمان بتخليني أبعد عن التدخل في حياة الناس وأركز أكتر على حياتي. أنا مش مثالية، بس بقيت أسمح لنفسي أغلط، وأسيب اللي حواليا يغلطوا هم كمان. ببطّل أحاول أسيطر على آراء الناس وقراراتهم. والأهم من كل ده، بقيت أقبل الحياة على حقيقتها، في كل نواحي حياتي.
و ساعات بضعف و بحاول أقول اللي كنت متوقعاه من الشخص اللي خذلني..بس برجع افكر نفسي ان الشخص التاني اختار الاختيار ده بناء علي تفكيره و تقديره ومش هقدر اغير ده حتي لو واجعني..فبسيبه. بسيب الشخص يتصرف زي ما هو بيتصرف و بفكر نفسي مش هينفع اخلي شخص يحبني او يعمل اللي بحبه و هو مش عايز..لان في الاخر ده هيأذي مشاعري انا..و الشخص لو مش مقرر يتغير او يعمل اللي يفرحني أنا اللي هزعل و هتضغط.
الحقيقة إن تطبيق نظرية “Let Them” مش سهل، لكنه مريح لقلبك.
دايماً بفكر نفسي أقبل الناس زي ما هما بدل ما أحاول أغيرهم وده خلاني أتحرر من حمل ثقيل، وبدأت أشوف الحياة بمنظور جديد. مفيش حاجة أحسن من إنك تلاقي السلام جوا نفسك، وتدرك إن قوتك الحقيقية في اختيار ردود أفعالك، مش في التحكم في حياة الآخرين.
أنا لسه بتعلم، ولسه بغلط، لكن لأول مرة في حياتي بحس إني خفيفة… مش مجبرة أثبت حاجة لحد، مش مجبورة أعيش على توقعات الناس. بعيش لحظاتي بحقيقتها، وأدي نفسي وللي حواليا المساحة نكون زي ما إحنا. وفي ده، لقيت نوع من الحرية ماكنتش فاكرة إنها موجودة.
فلو كنت بتدور على طريقة تريح قلبك وتخفف عنك، جرب إنك تسيب الأمور تمشي بطبيعتها… وسيبهم. أوقات كتير، ده بيكون أكبر هدية ممكن تقدمها لنفسك.