وإيه يعني نبدأ من الصفر؟

سارة مجدي

في حياة كل واحد فينا لحظة بيقف فيها ويسأل نفسه: “هو ده اللي أنا عايزه؟” ساعات الإجابة بتكون لأ. ساعات بنحس إن اللي فات كان مجرد بروفة، وإننا محتاجين نعيد المشهد كله من الأول.
بس بقى… وإيه يعني؟ وإيه يعني نبدأ من الصفر؟ البدايات الجديدة مش ضعف ولا هروب، دي جرأة، قوة، وخطوة أولى عشان نعيش الحياة اللي نستحقها.
البداية: فرصة مش عقاب
البداية الجديدة دايمًا بتخوف. كأنك واقف قدام بحر كبير ومش عارف المياه دي دافية ولا ساقعة، سهلة ولا فيها أمواج. بس لو فضلت واقف مكانك، عمرك ما هتعرف. المشكلة مش في إنك تبدأ، المشكلة الحقيقية في إنك تفضل واقف متردد.
“البداية مش هروب من الماضي، دي إعلان إنك مش مستعد تستسلم.”

كل حاجة جديدة بتبدأ بخطوة

فكّر كده، كل حاجة في حياتك بدأتها بخطوة واحدة. أول مرة اتعلمت تمشي، أول مرة ركبت عجلة، وأول مرة جربت حاجة كنت خايف منها. البدايات الجديدة زي كده بالظبط. الخطوة الأولى صعبة، بس بعد كده كل حاجة بتتزبط.
“أصعب خطوة في أي رحلة هي أول خطوة… بس برضه هي أهم خطوة.”

الماضي مش حمل.. هو درس

كل واحد فينا شايل معاه شوية تجارب صعبة، حاجات تعبته أو كسرته. بس مين قال إن الماضي لازم يفضل شبح؟ إحنا مش مطالبين نمسح الماضي، إحنا مطالبين نتعلم منه. أي درس مر بيك هو نقطة نور في طريق جديد هترسمه بنفسك.
“مافيش حاجة اسمها فشل، فيه حاجة اسمها: أنا اتعلمت وماينفعش أكرر الغلط تاني.”

البدايات الجديدة: لوحة ترسمها بإيدك

تخيل إنك رسام واقف قدام لوحة فاضية، ومسك فرشة الألوان. كل لون هتحطه هو قرار، وكل خط هو خطوة. اللوحة دي مش هتكون كاملة من أول مرة، بس مع كل لمسة هتلاقي نفسك أقرب للصورة اللي في خيالك.
“مش لازم تكون البداية مثالية، المهم إنها تكون حقيقية.”

والخوف؟

آه الخوف موجود، ده طبيعي. كلنا بنخاف من المجهول، من الغلط، ومن كلام الناس. بس اسمعني كده: الناس اللي بيتكلموا، هما نفسهم اللي مش عارفين يتحركوا. وأنت؟ أنت اللي قررت تتحرك، حتى لو كنت خايف.
“الخوف مش عيب، العيب إنك تسيبه يمنعك تعيش حياتك.”

مشهد النهاية: لسه بعيد

الأجمل في البدايات الجديدة إنها مالهاش نهاية. دايمًا هتلاقي نفسك بتتعلم حاجة جديدة، بتاخد قرار جديد، وبتكتب مشاهد أحلى في قصتك. البدايات دي هي الطريقة اللي بنقول بيها: لسه عندي كتير أعيشه وأعمله.
“الحياة مش فيلم ليه نهاية محددة، هي سلسلة حلقات أنت اللي بتكتبها.”

الفكرة كلها

الفكرة مش في إنك تكون عارف الطريق كله، الفكرة إنك تبدأ. خليك مرن مع نفسك، صدق إنك تستحق فرصة جديدة، وابني الحكاية اللي تليق بيك.
“وإيه يعني نبدأ من الصفر؟” الجملة دي مش بس عنوان، دي شعار لحياتك الجديدة. افتكر دايمًا:
“أنت مش الصفر، أنت البداية.”

إزاي بتصنع مشاكلك بإيديك؟ الحقيقة الصادمة لقانون الانعكاس!

سارة مجدي

في علم النفس، قانون الانعكاس بيقول إن الإنسان زي المراية، حياته بتعكس أفكاره ومشاعره وأفعاله. بمعنى إن اللي بتحس بيه أو بتفكر فيه، بيترجم لطريقة تصرفك، واللي بدوره بيجذب نفس الطاقة من العالم اللي حواليك. لو كنت مليان سلبية وغضب، هتلاقي إن المواقف والأشخاص اللي بتقابلهم غالبًا بيعكسوا المشاعر دي. ولو كنت مليان إيجابية وتقبل، هتلاقي إن حياتك هتتغير للأحسن..
في كتير مش بيصدقوا في علم النفس أو قوانينها، ولا أنا كنت بصدق أنا جربت اصدق على سبيل التجربة و الفضول..قلت لنفسي مش جايز حياتي تتغير؟ هخسر ايه ؟ و أغنية الفنان محمود العسيلي في الخلفية “ما هي كده كده بايظة” و قلت اجرب ..
جالي وقت في حياتي و كان جوايا غضب و خذلان من أشخاص و مواقف و شغل مش متقدرة فيه..و فضلت مكاني، وكل حاجة مش حباها موجودة مكنش قدامي حل الا انا اجرب..

تعالوا نعرف حدوتة نور الأول!

في يوم من الأيام، نور كان واقف على شاطئ البحر وقت الغروب. الموج كان بيطلع وينزل قدامه، والسكون حوالين المكان كان بيحسسه بغربة غريبة. نور كان بيمر بفترة صعبة في حياته، مليانة إحباط وتوتر. كل حاجة حواليه كانت بتضغط عليه، شغله مش مستقر، علاقاته مع أصحابه وأهله متوترة، وحتى صحته النفسية مش في أحسن حالاتها.
وقف قدام البحر وقال بصوت واطي كأنه بيكلم نفسه:

“ليه كل حاجة ضدي؟ ليه الدنيا مش ماشية زي ما أنا عايز؟”

في اللحظة دي، شاف راجل كبير في السن، قاعد قريب منه، باصص للمية وكأنه بيفكر في حاجة عميقة. الراجل لاحظ نظرات نور الثقيلة وقال له بابتسامة هادية:

“شايف البحر ده؟”
نور استغرب السؤال ورد بحذر:

“أيوة، شايفه… ليه؟”
الراجل أشار بإيده على الموج وقال:

“الموج ده بيعكس كل حاجة بتحصل حواليه. لو رميت حصى في المية، هتعمل دوائر ترجع لك. ولو حطيت إيدك بهدوء، المية تبقى هادية. حياتنا زي المية دي. اللي بتبعثه للعالم، بيرجع لك.”
نور بص للمية، لكنه ما فهمش الفكرة بشكل كامل. سأل الراجل:

“تقصد إيه؟ يعني أنا السبب في اللي بيحصل لي؟”
الراجل ابتسم وقال:

“مش بتلوم الظروف ولا الناس؟ كل حاجة بنحس بيها أو بنعملها بتنعكس علينا. لو فكرت في اللي ناقصك طول الوقت، هتفضل حاسس بالنقص. لو شفت كل حاجة سلبية، هتلاقي الدنيا كلها سودا. لكن لو بدأت تغير جواك، هتلاقي اللي حواليك بيتغير.”
نور فضل ساكت شوية، كان كلام الراجل بيحرك حاجة جواه. سأل:

“طب يعني أعمل إيه؟ أغير إزاي؟”
الراجل قام وأخد خطوة ناحية البحر، ونور تبعه. الراجل قال:

“جرب تبدأ بحاجة بسيطة. زي البحر ده، حاول تكون هادي. لو حد زعلك، بدل ما ترد بنفس السلبية، رد بابتسامة، سامح او متسامحش متردش حتي.
لو حسيت انك مضايق، فكر في حاجة واحدة حلوة حصلت لك او قدام عنيك في حاجة حلوة انت اصلاً مش شايفها. التغيير مش بيحصل في يوم وليلة، لكنه يبدأ بخطوة واحدة حتى لو صغيرة.”
نور بدأ يفكر في كلام الراجل، وهو راجع بيته قرر يجرب. من اليوم ده، بدأ يغير الطريقة اللي بيشوف بيها نفسه والدنيا. لما كان يواجه مشكلة، بدل ما يغرق في السلبية، كان بيفكر: “إيه اللي ممكن أعمله عشان أغير الوضع..أو اغير اللي حاسه ازاي؟”
مع الوقت، نور لاحظ إن حياته بتتحسن. علاقاته بقت احسن، شغله بقى مستقر أكتر، وحتى هو نفسه بقى مرتاح. نور فهم إن البحر كان بيعلمه درس بسيط:
الدنيا بتعكس اللي جواك، زي المية اللي بتعكس السما. لو حطيت جواك نور، الدنيا كلها هتنور معاك.

قانون الانعكاس باختصار بيقول إن حياتنا ومشاعرنا وأفكارنا بتعكس اللي جوانا. يعني، اللي بنشوفه في الناس أو في المواقف حواليك، غالبًا بيكون انعكاس لحاجة فيك أنت، سواء حاجة إيجابية أو سلبية.

 

إزاي ده بيأثر علينا؟

1. مشاعرك هي المراية
لو حد بيزعلك أو بيضايقك، جرب تسأل نفسك: “هل اللي بيعمله بيعكس حاجة أنا مش عاجباني في نفسي؟” مثلًا، لو انت بتشوف حد أناني وبتضايق منه جدًا، ممكن تكون دي صفة عندك بتحاول تهرب منها أو تتجاهلها؟ لو حد بيعمل حاجة بتضايقك اكتر من مرة ؟ هل الموقف ده اتكرر معاك قبل كده ؟ اسأل نفسك ايه اللي كنت محتاجه زمان ومحصلش و اتضايقت اوي عشان غالباً انت مشاعرك لسه مخزنها تجاه الموقف ده بالتحديد..خد مسؤولية انك تغير احساسك اللي جوه قبل ما تحاول تغير الشخص اللي بيضايقك..

2. العلاقات انعكاس للذات
العلاقات اللي بتدخلها بتعكس حالتك الداخلية. لو كنت في حالة رضا وسلام داخلي، هتلاقي نفسك بتنجذب لناس بيقدروا ده. ولو كنت في صراع أو غضب، ممكن تلاقي نفسك بتجذب ناس بتعكس نفس المشاعر.
لما تدرك إن المواقف اللي بتحصل حواليك هي مراية ليك، هتبقى عندك فرصة كبيرة إنك تطور نفسك. كل موقف بيزعلنا أو بيفرحنا هو رسالة لينا عن حاجة جوانا محتاجة شغل أو احتفال.

تخيل إنك ماشي في الشارع وشفت حد متوتر وعصبي، وحسيت إنك مضايق منه. ممكن ده يكون انعكاس إنك أنت كمان عصبي ومش واخد بالك، أو يمكن محتاج تتعلم تتعامل مع توتر الناس بهدوء.
الخلاصة:
قانون الانعكاس بيخلينا نبص للمواقف والناس كفرصة لفهم نفسنا أكتر. بدل ما نحكم أو نزعل من غيرنا، نفكر:
“إيه الرسالة اللي الحياة عايزة توصلهالي من الموقف ده؟”

Exit mobile version