دفعت الحرب السورية التي لم تتوقف نيرانها منذ 10 سنوات بالملايين من الشعب السوري للهجرة من بلادهم خوفا من رصاصة طائشة يطلقها عسكري بقوات النظام أو عملية اختطاف تنفذها ميليشيا مسلحة تابعة للمعارضة.
هرب الكثير من السوريين إلى أوروبا في رحلات في معظمها الأحوال كانت هجرة غير شرعية، تنقلوا فيها بين حدود الدول، وواجهوا الكثير من المخاطر وعاينوا فيها الموت بأعينهم عدة مرات.
البعض الأخر من السوريين، لم تسعفه ظروفه للهجرة إلى أوروبا فاكتفي بالانتقال لدول الجوار كالعراق التي أقامت مخيمات للاجئين السوريين بجانب أخري للعراقيين ضحايا داعش قبل أن تقوم مؤخرا بإلغاء عدد كبير من تلك المخيمات التي مازال يتواجد البعض منها داخل إقليم كردستان.
وفى مخيمات العراق، عاش الكثيرات من السوريات ضحايا للحرب التي سقط فيها أزواجهم لتصبح المرأة السورية بالمخيم مسؤولية عن تأمين متطلبات المعيشة لعوائلهن وأطفالهن، حيث أصبحن الام والأب معا.احصاءات رسمية
وبحسب بيانات رسمية عام 2020 بلغ عدد اللاجئين السوريين في العراق حوالى 242163 سورياً، تمثل النساء ما نسبته 48 % في المئة من إجمالي العدد، وأكثر من 90 في المئة من اللاجئين السوريين تمركزوا في إقليم كردستان العراق، 40 في المئة منهم عاشوا في 10 مخيماتٍ للجوء.
ودفع تناقص الدعم المقدم من المنظمات الدولية المهتمة بقضايا اللاجئين والنازحين في المخيمات العراقية الكثير من اللاجئات السوريات للخروج من المخيمات بحثاً عن فرص عمل.
وبحسب موقع “درج” كانت العاصمة العراقية بغداد وجهة مفضلة لدى الكثير من اللاجئات السوريات، دون ان يدركن أن العمل في مدينة تشهد ارتفاعا كبيرا في نسبة البطالة لن يكون بالسهولة التي يتوقعنها.
وبسبب افتقاد اللاجئات السوريات الأوراق القانونية التي تمنحهن شرعية للإقامة والعمل في العراق سقط الكثير منهن فريسة لأرباب العمل والمتحرشين.
حكايات بغداد
في بغداد، كانت معاناة السوريات الباحثات عن لقمة عيش وفرصة عمل شريفة محل استغلال من أصحاب الأعمال، ففي مقاهي الرجال وصالونات الحلاقة التي يجد السوريات فرص عملها أفضل منها كانت الجريمة المسكوت عنها دوما في الشرق الأوسط، ساوموهم على أجسادهن فكان العمل مقابل الجنس، والمال مقابل الجسد في صفقة رخيصة لا مكان فيها لأخلاق أو دين.
وبعد رفض السوريات بيع أجسادهن تعرضن للطرد من قبل أرباب العمل، ولم يجدن سوى الشارع وممارسة التسول بحثا عن لقمة تسد الجوع وتحفظ الشرف.
وكان مجلس النواب العراقي قد رفض عام 2020 مسودة قانون اللجوء الخاص بتوفير هيكلية قانونية للاجئين وطالبي اللجوء في العراق.
وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فقد فاقمت جائحة كورونا مخاطر الحماية للاجئين، ما دفع الكثير من النساء والأطفال إلى التسول، مع انخفاض الحصص الغذائية الكافية لإطعامهم.
حكاية نادية
“نادية فارس” فتاة سورية لم يتجاوز عمرها الـ 23 عاما، مازلت تحتفظ بجمالها وأناقتها رغم سنوات الحرب ورحلة الهروب واللجوء.
في شوارع بغداد كانت نادية تقترب من السيارات الفارهة وتحدثهم بكل خجل طلبا لمساعدة تسد بها رمق عائلتها، كانت تحكي قصتها ومأساتها بصوت خجول طلبا للمساعدة.
وبحسب موقع درج فقد هربت نادية من سوريا برفقة والدتها وإخوتها الصغار بعدما قصفت الطائرات جميع المنازل في مدينتها التي تحولت الى ركام.
وأشارت نادية إلى أنها انتقلت من سوريا إلى أحد المخيمات ف كردستان العراق واستمرت به سنتين لكن الأمر لم يكن سهلاً بحسب وصفها خاصة في ظل وجود أخوة صغار.
وكشفت اللاجئة السورية أنها قررت ترك المخيم بعد علمها بوجود شركات تُوظف عاملات تنظيف للعمل في المنازل.
الجسد مقابل العمل
دفعت الظروف نادية لأن تصبح عاملة نظافة في أحد المقاهي المنتشرة في بغداد والتي يرتادها الرجال فقط، وهناك كانت نادية بنت العشرين ربيعا عرضة للتحرش اللفظي وأحياناً الجسدي من قبل رواد المقهى مشيرة في حوارها إلى قيام أحد الزبائن بالتحرش بها وعندما رفضت وطردته قام صاحب العمل بتأنيبها على خسارة الزبائن، ثم بدأ بتخفيض راتبها، ولم يكتف بذلك بل حاول التحرش بها بشكل مباشر وعندما رفضت، طردها من العمل.
تقول نادية: يعتقدون أنني قد أمنحهم جسدي مقابل الطعام أو الحصول على بعض النقود.
اكتشفت نادية بعد تجربة العمل في المقهي أن الشارع ربما يكون أحن وآمن عليها من بعض الذئاب أصحاب الأعمال، مشيرة إلي أنها أصبحت تقتاب برفقة عدد من النساء والأطفال على ما يتبقى من طعام أحد المطاعم الذي يُرمى في نهاية كل يوم وهي تبدو راضية بما تحصل عليه، مقابل التخلص من الأيادي التي تحاول استغلال جسدها.
الاتجار بالبشر
تتعامل بعض الشركات العراقية مع اللاجئات السورية على أنهن عبيد أو سلعة تجارية حيث تنتشر صور العاملات على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من التسويق ما يعرضهن للكثير من التعليقات السلبية يصاحبها تحرش جنسي.
ودون ان يذكر قصتها قال موقع درج أن اللاجئة السورية ميس عزيز
ذات الـ 22 عاما تعتبر أكبر مثال على ذلك، حيث تعمل كعاملة نظافة في إحدى شركات العمالة ورأت أن نشر الصور على مواقع التواصل أشبه بتجارة البشر.
خدمات جنسية
من جانبها أكدت الناشطة العراقية المهتمة بقضايا المرأة فاتن خليل، إنها تابعت قضايا نازحات ولاجئات تعرضن للتحرش والاستغلال من أصحاب العمل، كاشفة أن صاحب أحد النوادي الليلة أجبر لاجئة لم تبلغ الثامنة عشرة كانت تعمل في تنظيف الطاولات، على تقديم خدمات جنسية، وكانت تخشى الإبلاغ عنه لأنها فقدت جميع أفراد عائلتها ولم تعرف أي جهة تقصد لمساعدتها.
ودعت فاتن المنظمات الإنسانية إلى توفير الرعاية والحماية لتلك النساء، كما طالبت بزيارات تفقدية لأماكن عمل النساء وتوعيتهن لمنع تعرضهن للاستغلال بخاصة أن معظمهن يعانين من مشكلات نفسية ومادية واجتماعية.
وبحسب بيانات رسمية عام 2020 بلغ عدد اللاجئين السوريين في العراق حوالى 242163 سورياً، تمثل النساء ما نسبته 48 % في المئة من إجمالي العدد، وأكثر من 90 في المئة من اللاجئين السوريين تمركزوا في إقليم كردستان العراق، 40 في المئة منهم عاشوا في 10 مخيماتٍ للجوء.
ودفع تناقص الدعم المقدم من المنظمات الدولية المهتمة بقضايا اللاجئين والنازحين في المخيمات العراقية الكثير من اللاجئات السوريات للخروج من المخيمات بحثاً عن فرص عمل.
وبحسب موقع “درج” كانت العاصمة العراقية بغداد وجهة مفضلة لدى الكثير من اللاجئات السوريات، دون ان يدركن أن العمل في مدينة تشهد ارتفاعا كبيرا في نسبة البطالة لن يكون بالسهولة التي يتوقعنها.
وبسبب افتقاد اللاجئات السوريات الأوراق القانونية التي تمنحهن شرعية للإقامة والعمل في العراق سقط الكثير منهن فريسة لأرباب العمل والمتحرشين.
في بغداد، كانت معاناة السوريات الباحثات عن لقمة عيش وفرصة عمل شريفة محل استغلال من أصحاب الأعمال، ففي مقاهي الرجال وصالونات الحلاقة التي يجد السوريات فرص عملها أفضل منها كانت الجريمة المسكوت عنها دوما في الشرق الأوسط، ساوموهم على أجسادهن فكان العمل مقابل الجنس، والمال مقابل الجسد في صفقة رخيصة لا مكان فيها لأخلاق أو دين.
وبعد رفض السوريات بيع أجسادهن تعرضن للطرد من قبل أرباب العمل، ولم يجدن سوى الشارع وممارسة التسول بحثا عن لقمة تسد الجوع وتحفظ الشرف.
وكان مجلس النواب العراقي قد رفض عام 2020 مسودة قانون اللجوء الخاص بتوفير هيكلية قانونية للاجئين وطالبي اللجوء في العراق.
وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فقد فاقمت جائحة كورونا مخاطر الحماية للاجئين، ما دفع الكثير من النساء والأطفال إلى التسول، مع انخفاض الحصص الغذائية الكافية لإطعامهم.
“نادية فارس” فتاة سورية لم يتجاوز عمرها الـ 23 عاما، مازلت تحتفظ بجمالها وأناقتها رغم سنوات الحرب ورحلة الهروب واللجوء.
في شوارع بغداد كانت نادية تقترب من السيارات الفارهة وتحدثهم بكل خجل طلبا لمساعدة تسد بها رمق عائلتها، كانت تحكي قصتها ومأساتها بصوت خجول طلبا للمساعدة.
وبحسب موقع درج فقد هربت نادية من سوريا برفقة والدتها وإخوتها الصغار بعدما قصفت الطائرات جميع المنازل في مدينتها التي تحولت الى ركام.
وأشارت نادية إلى أنها انتقلت من سوريا إلى أحد المخيمات ف كردستان العراق واستمرت به سنتين لكن الأمر لم يكن سهلاً بحسب وصفها خاصة في ظل وجود أخوة صغار.
وكشفت اللاجئة السورية أنها قررت ترك المخيم بعد علمها بوجود شركات تُوظف عاملات تنظيف للعمل في المنازل.
الجسد مقابل العمل
دفعت الظروف نادية لأن تصبح عاملة نظافة في أحد المقاهي المنتشرة في بغداد والتي يرتادها الرجال فقط، وهناك كانت نادية بنت العشرين ربيعا عرضة للتحرش اللفظي وأحياناً الجسدي من قبل رواد المقهى مشيرة في حوارها إلى قيام أحد الزبائن بالتحرش بها وعندما رفضت وطردته قام صاحب العمل بتأنيبها على خسارة الزبائن، ثم بدأ بتخفيض راتبها، ولم يكتف بذلك بل حاول التحرش بها بشكل مباشر وعندما رفضت، طردها من العمل.
تقول نادية: يعتقدون أنني قد أمنحهم جسدي مقابل الطعام أو الحصول على بعض النقود.
اكتشفت نادية بعد تجربة العمل في المقهي أن الشارع ربما يكون أحن وآمن عليها من بعض الذئاب أصحاب الأعمال، مشيرة إلي أنها أصبحت تقتاب برفقة عدد من النساء والأطفال على ما يتبقى من طعام أحد المطاعم الذي يُرمى في نهاية كل يوم وهي تبدو راضية بما تحصل عليه، مقابل التخلص من الأيادي التي تحاول استغلال جسدها.
تتعامل بعض الشركات العراقية مع اللاجئات السورية على أنهن عبيد أو سلعة تجارية حيث تنتشر صور العاملات على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من التسويق ما يعرضهن للكثير من التعليقات السلبية يصاحبها تحرش جنسي.
ودون ان يذكر قصتها قال موقع درج أن اللاجئة السورية ميس عزيز
ذات الـ 22 عاما تعتبر أكبر مثال على ذلك، حيث تعمل كعاملة نظافة في إحدى شركات العمالة ورأت أن نشر الصور على مواقع التواصل أشبه بتجارة البشر.
خدمات جنسية
من جانبها أكدت الناشطة العراقية المهتمة بقضايا المرأة فاتن خليل، إنها تابعت قضايا نازحات ولاجئات تعرضن للتحرش والاستغلال من أصحاب العمل، كاشفة أن صاحب أحد النوادي الليلة أجبر لاجئة لم تبلغ الثامنة عشرة كانت تعمل في تنظيف الطاولات، على تقديم خدمات جنسية، وكانت تخشى الإبلاغ عنه لأنها فقدت جميع أفراد عائلتها ولم تعرف أي جهة تقصد لمساعدتها.
ودعت فاتن المنظمات الإنسانية إلى توفير الرعاية والحماية لتلك النساء، كما طالبت بزيارات تفقدية لأماكن عمل النساء وتوعيتهن لمنع تعرضهن للاستغلال بخاصة أن معظمهن يعانين من مشكلات نفسية ومادية واجتماعية.