بين الحب والزواج..ما علاقة الجزمة بـ الاكس

بقلم / سارة مجدي

لو عندك جزمة ضيقة مش على مقاسك، هترجع تلبسها؟ طيب لو قررت تلبسها، وسعت مع الوقت؟ غالبًا لا
ومهما حاولت تلبسها، الجزمة هتفضل تعورك وتضايقك.
طيب إيه اللي يخليك تحتفظ بجزمة ضيقة؟ هل متخيّل إنك مش هتلاقي جزمة تانية مقاسك؟ ولا مقتنع إنها أحلى جزمة ممكن تلاقيها، رغم إنها واجعة رجلك؟
وأنا هنا مش بتكلم عن الجزمة.
في ناس بيتمسكوا بعلاقاتهم القديمة، خصوصًا مع شركاء سابقين. زي ما بتحتفظ بجزمة مش مقاسك ومش مريحة، فيه ناس بتحتفظ بـ”إكساتهم” في حياتهم. والنتيجة؟ أذية مستمرة ليهم وللشخص التاني.
اللي بيتمسكوا بعلاقات قديمة انتهت، رغم إنها سببت وجع أو ألم. بدل ما نسيبها ونكمل حياتنا، بنرجع لنفس الدائرة ونكرر نفس الأخطاء.
ليه؟ هل عشان الذكريات الحلوة؟ ولا خوفًا من الوحدة؟
أوقات بنقنع نفسنا إننا “هنبقى صحاب” مع الشريك القديم، بس هل ده حقيقي؟
هل ممكن تنسى كل الذكريات، الحلوة والمؤلمة، وتتعامل طبيعي؟
العلاقة اللي سببت وجع قبل كده، غالبًا مش هتتغير.. وصعب مخطوبين أو في علاقة مش رسمية ومستحيل “متجوزين” و اتطلقوا يبقوا صحاب بس، الا لو اللي بيربطهم (أولاد) لازم يبقوا كده و يحافظوا علي علاقتهم تبقي طيبة كده عشان نفسية الأولاد.
ولو فكرت في فكرة “نبقى صحاب بس”، اسأل نفسك: هل ده منطقي؟ هل هتقدر تنسى كل الذكريات الحلوة والوحشة وتتعامل بشكل طبيعي؟ ولا مجرد وجودكم مع بعض هيكون زي البنزين جنب النار؟

ايه دليلي ان مينفعش نبقي “صحاب” مع اكس؟ وليه اخترت الجزمة بالتحديد كتشبيه؟

لو عرفنا ربنا شرح اطار العلاقات ازاي و الجواز هنفهم ليه..تقريباً مفيش حاجة ربنا مشرحهاش في القرأن..بس دايماً الناس بتتناسي قوانين ربنا و بتختار قوانين الدنيا مع ان في الاخر هتعرف كويس ان ربنا مسابش تفصيلة في حياتك الا و قالك تعملها ازاي.. انا مش شيخة ولا جبت كلام من دماغي بس بجتهد وقريت تفاسير و لقيت ايتين ممكن تكون سمعتهم قبل كده بس الأكيد انك هتقراهم المرة دي بمعني جديد..

زي ما بنلبس في العلاقات – و بنلبس الجزمة – التشبية ده أصلاً ربنا ذكره في القرأن مرتين.

{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}

دي آية عظيمة جدًا بتوصف العلاقة بين الزوجين بأبسط وأجمل تشبيه. اللباس دايماً قريب منك، ملامس لجسمك، ومفيش حد يقدر يمشي من غيره، زي ما مفيش زوج يقدر يعيش من غير مراته ولا هي تقدر تعيش من غيره. اللبس بيستر الجسد، وده برضه التشبيه ان الزوجين لازم يستروا بعض، ويغطوا على عيوب بعض ويخفوا أسرار بيتهم عن أي حد.
اللباس كمان رمز للعفة، زي ما اللبس بيحمي الجسد، الزوجين بيحموا بعض من الحرام، هو سند ليها وهي سند ليه.

النبي عليه الصلاة والسلام قال: “إن كرهت منها خلقاً رضيت منها آخر”، يعني لو في صفة مش عاجباك في شريك حياتك، دور على الصفات الحلوة اللي بتحبها فيه.

الراجل والست زي اللبس، ملتصقين ببعض، ما ينفعش يستغنوا عن قربهم ده، وكل واحد فيهم لازم يكون للثاني غطا وستر وسكن يريحه من تعب الدنيا.

نيجي للسكن بقي..

السكن الحقيقي مش في أي علاقة

ربنا خلق الإنسان بطبيعة محتاجة للسكن، مش بس مكان نعيش فيه، لكن شريك حياة يحقق لنا الراحة النفسية والسكون الداخلي. وده اللي ربنا وضحه في القرآن الكريم لما قال:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً

ركز في كلمة “لتسكنوا إليها”.
السكن هنا مش مجرد وجود حد معاك، لكنه راحة روحية وشعور بالأمان. زي لما تكون تعبان، وتلاقي مكان يحضنك ويخليك تهدى و قلبك مطمن.

حتى سيدنا آدم عليه السلام، وهو في الجنة بكل نعيمها، حس بوحدة. تخيل كده، الجنة! ومع ذلك استوحش لأنه كان محتاج شريك. ربنا خلق له حواء من ضلعه لتؤنسه، وتحقق له السكن الحقيقي. الإنسان مش مخلوق يعيش لوحده، لكن مش أي علاقة تقدر تحقق السكن ده.

ربنا لما وصف العلاقة بين الزوجين، قدم لنا معادلة إلهية: السكن، المودة، والرحمة.

السكن: هو الراحة، الطمأنينة، والسكينة اللي بتيجي من شريك يطمنك ويخلي قلبك هادي.
المودة: الحب المتبادل اللي بيكبر مع الوقت.
الرحمة: اللي بتحمي العلاقة وتخلي كل طرف يراعي التاني مهما حصل.

ربنا قال إن العلاقة دي من آياته، يعني معجزة. تخيل، العلاقة بين اتنين ربنا خلقهم مختلفين تمامًا، فجأة يتحولوا لشركاء حياة يحبوا بعض ويخافوا على بعض أكتر من أي حد تاني. وده مش مجرد صدفة، لكنه تدبير رباني.

لو الجزمة ضيقة مش هتوسع، ولو العلاقة مؤذية مش هتتحسن. مش منطقي تفضل متمسك بحاجة بتأذيك، سواء كانت جزمة ولا علاقة. السكن الحقيقي هو لما تلاقي حد يشيل عنك تعب الأيام، يطمنك لما تكون خايف، ويكون سبب إنك تشكر ربنا على وجوده في حياتك.

الحياة أقصر من إنك تفضل متعلق بعلاقات مؤذية أو ذكريات قديمة. لو العلاقة اللي انتهت مش مناسبة ليك، سيبها تروح، وادعي ربنا يرزقك السكن الحقيقي اللي وصفه في كتابه الكريم. زي ما بتدور على جزمة مريحة على مقاسك، دور على علاقة فيها سكن لروحك، وصدق إن السكن الحقيقي هو مع الشخص اللي ربنا جعله ليك، مش أي حد وخلاص.

Exit mobile version