مستشار الرئيس الصحراوي لـ الشمس نيوز: لسنا انفصاليين وهذه رسالتنا للشعوب العربية

لا تتوقف وسائل الإعلام العربية عن الحديث وتناول الأخبار حول الأوضاع فى سوريا وفلسطين والعراق وليبيا وتسليط الضوء على كل حدث فى تلك الدول وعرض كل الآراء والتوجهات المختلفة حول صراعات تلك الدول.

وفى المقابل يبقي هناك قضايا مسكوت عنها، يريدونها مجهولة غامضة، غير مسموح فيها سوي بالصوت الواحد دون تفاصيل ، غير مقبول للرأي الأخر أن يظهر ليظل دوما فى قفص الإتهام مهما كان بريئا .

وإيمانا من “الشمس نيوز” بحق المعرفة للجميع، وتطبيقا لـ شعار الجريدة بأنها “صوت شعوب العالم، كان هذا اللقاء حول قضية الصحراء الغربية للحديث حول الجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو والصراع من المغرب.

لسنا انفصاليين

أكدت النانة لبات الرشيد مستشار رئيس الجمهورية الصحراوية أن الصحراويين ليسوا انفصاليين، ويدعمون الوحدة بشكل عام، ولكنهم يرفضون الوحدة بالإكراه.

وقالت لـ الشمس نيوز الصحراء الغربية لم تكن مطلقا جزء من المغرب، كانت مستعمرة برتغالية فإسبانيه على غرار كل دول العالم الثالث التي تقاسمتها دول أوروبا بينها، والحدود الموروثة عن الاستعمار تشهد على ذلك.

وحول وصفهم بالانفصالين، أكدت مستشار الجمهورية الصحراوية أن إلصاق تهمة الانفصال والإيحاء بأننا شعب ضد الوحدة العربية، محاولات مغربية مضللة لنضال الشعب الصحراوي، والعمل على تأليب العالم العربي ضده .

من هم البوليساريو ؟

وأشارت إلي أن البوليساريو حركة تحرير، تأسست سنة 1973 للكفاح ضد إسبانيا الاستعمارية وتحقيق استقلال وحرية الشعب الصحراوي، لكن المؤسف والمخزي تبادل الأدوار بين إسبانيا والمغرب في الصحراء الغربية، فبدل أن يدعم المغرب استقلال الصحراء الغربية كآخر مستعمرة في أفريقيا، وبدل أن تخرج إسبانيا مستعمرتها وقد صفت منها استعمارها، تبادلا الأدوار، وعمر الجنود المغاربة ثكنات الجنود الأسبان، وتواصل مسلسل تهجير الصحراويين وقتلهم والتنكيل بهم .

وتلت : نحن وجدنا أنفسنا في مواجهة المغرب في اللحظة التي كنا نستعد فيها لتطهير بلادنا من الأسبان، لا ذنب لنا في تبادل قوى الاحتلال أسماءها فينا، نحن نكافح من أجل بناء دولتنا وسيادة أرضنا وكرامة شعبنا.

خلال زيارات دولية مع الرئيس الصحراوي
خلال زيارات دولية مع الرئيس الصحراوي

وأشارت إلي أن الجزائر كما المغرب وموريتانيا، دعمت منذ ستينيات القرن الماضي حق الشعب الصحراوي في تقرير  المصير، لكن المغرب وموريتانيا اختار الالتفاف على هذا الحق وقررا أخذ الدور الأسباني، موريتانيا كما هو معروف غادرت الصحراء الغربية واعترفت بالدولة الصحراوية بعد صراع دامي استمر قرابة الثلاث سنوات.

الدعم الجزائري

وحول الدعم الجزائري للصحراويين قالت :  لا يمكن لعاقل أن يعيب على الجزائر محافظتها على قرارها الأول وهو دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، فهي مثل الشعب الصحراوي تماما، فقد دعمت الصحراويين للتخلص من إسبانيا وليس من العدل التخلي عنهم في مطالبهم التخلص من المغرب، ونحن أيضا، كنا نكافح إسبانيا وليس لاحد الحق في مطالبتنا بالتخلي عن كفاحنا المشروع لأن المحتل الحالي دولة عربية مثل المغرب.

وأضافت: لم يثبت التاريخ المعاصر أن الجزائر تخلت عن مبادئها يوما، ومن العار أن يستغرب الكل ثبات المواقف ولا يستغربون الظلم والعدوان.

وأكدت مستشار الرئيس الصحراوي أن الدول العربية  لا تجتمع على أية قضية عربية، ونرى جيدا الخذلان العربي للشعب الفلسطيني وتواطؤ الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني، سواء عن طريق التطبيع معه والاعتراف به أو بالسكوت عن جرائمه، مؤكدة أن الشعب الصحراوي مخذول أيضا من أمته العربية، ولكن مصيبة الشعب الفلسطيني في العرب تهون علينا مصابنا فيهم .

العلاقات الدبلوماسية

وحول العلاقات الدبلوماسية للدولة الصحراوية، أكدت أن دولتهم عضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي، وتجد دعما كبيرا من كبار الدول الأفريقية، كما يوجد للجمهورية الصحراوية سفارات ومكاتب تمثيل كثيرة فى أمريكا اللاتينية وأوروبا أيضا.

وبحسب النانة فإن الدولة الصحراوية  حقيقة لا رجعة فيها، والكفاح الصحراوي مشروع تدعمه الشرعية الدولية والحق في النهاية عائد لأصحابه لا محالة .

المكونات العرقية والدينية

وبسؤالها عن المكونات العرقية والاثنية والدينية للشعب الصحراوي، أكدت مستشار رئيس الجمهورية الصحراوية أن الشعب الصحراوي مزيج متجانس في العادات والتقاليد واللهجة الحسانية وطبيعة الحياة البدوية الأصيلة، ويدين كله بالاسلام ومذهبه المالكي الوسطي المتسامح.

وتابعت:  الصحراويين مزيج عرقي من الأمازيغ والعرب والأفارقة، التمييز داخله غير ممكن ، مشيرة إلي أن عدد السكان يتجاوز المليون نسمة ولكن الإحصاء قد يكون غير دقيق بفعل الشتات خاصة أن هناك جزء من الشعب يعيش في الأراضي المحتلة، وجزء آخر في المخيمات وهناك جالية كبيرة في إسبانيا وموريتانيا والجزائر وفرنسا وهولندا وبلجيكا

وحول أخر تطورات القضية الصحراوية والصراع مع المغرب، أكدت مستشار رئيس البوليساريو استئناف الكفاح المسلح بعد فترة سلم دامت ثلاثين سنة ، لافتة إلي أن التجنيد ليس إجباريا داخل الدولة الصحراوية والقتال يكون قاصر فقط على الرجال وليست هناك حاجة لمشاركة النساء فى المعارك.

الموقف العربي

وحول علاقات الدولة الصحراوية بالدول العربية ، أكدت أن هناك ثلاث دول عربية هي سوريا وموريتانيا وليبيا تعترف بحق الشعب الصحراوية فى تحرير أرضه ، وهناك دول أخري على الحياد ، ودول أخري تدعم الاحتلال المغربي.

وفى ختام حديثتها دعت مستشار الرئيس الصحراوي الشعوب العربية للكف عن الكيل بمكيالين، لأن المبادئ لا تقبل الازدواجية والحق والعدالة لا يتجزأن، مؤكدة أن كل الأنظمة العربية تدرك أن المغرب بلد  محتل للصحراء الغربية لكنهم يفضلون الصمت عن قضيتنا بل ودعم الاحتلال.

Exit mobile version