التجاوز إلى المحتوى
بفلم/الحسين ماوي
” أيض يناير ” أو ليلة 13 يناير هي بداية السنة الأمازيغية في كافة أرجاء شمال أفريقيا او بلاد ” تامزغا” كما يسميها أهلها الأمازيغ والتي تمتد من ” سوا ” شرقا الى جزر ” تينيريفي” الأسبانية غربا و من جنوب البحر المتوسط شمالا الى جنوب الصحراء الكبرى جنوبا ….
وقد اعتمد الامازيغ هذا التقويم المرتبط بالأرض منذ المعركة التي خاضها الأمازيغ ضد الفراعنة و استردوا بعدها أراضيهم منذ 2974 سنة ، فالتاريخ الأمازيغي في بلاد ” تامزغا” شهد حروبا وصراعا حضاريا بين الأمازيغ و الفراعنة قديما ، وبين الأمازيغ و الرومان و الإغريق وغيرهم من الحضارات المتوسطية الأخري منذ القدم ، غير أن انتصار الملك ” شيشنق” الأمازيغي واعتلاء عرش مصر شكل انتصارا مهما في التاريخ الأمازيغي وبالتالي وجب تخليد هذا الحدث لدى الأمازيغ كنوع من الاستقلال بالحضاري عن بقية الأمم .
وتعتبر الحضارة الأمازيغية من الحضارات القديمة على ضفاف المتوسط والتي عايشت حضارات وثقافات قديمة اندثرت للأسف وبقيت الأمازيغية صامدة ،بفعل ذاك التشبث بالأرض والقيم و اللغة التي عاند الأمازيغ وقارعوا جبروت الحروب لأجل ان تبقى حضارتهم مستمرة إلى اليوم ، بل وتزداد صحوة لتنفض عن نفسها غبار النسيان والتيه وتمكن أبنائها في شمال إفريقيا من التميز عن باقي الحضارات العالمية.
عيد وطني أم تقويم فلاحي
وتتجدد سنويا دعوات الحركة الأمازيغية وأصوات من بعض الأحزاب السياسية في المغرب لمطالبة الدولة بإقرار رأس السنة الأمازيغية الذي يوافق 13 يناير/ كانون الثاني من كل سنة، عيداً وطنياً وعطلة رسمية مؤدى عنها، على غرار رأس السنة الميلادية والهجرية، فيما أعلنت الجارة الجزائر مؤخراً رسمياً 12 يناير/ كانون الثاني موعداً لافتتاح السنة الأمازيغية ويوم عطلة وطنية.
وبحسب تقارير صحفية فقد طالبت الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية في المغرب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بالقطع مع ما سمته “التردد”، وإصدار مرسوم يقرّ برأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً”، وذلك رداً على حديث العثماني في البرلمان قبل أيام قليلة عن “عدم وجود سنة أمازيغية بقدر ما هو تقويم فلاحي متداول في بعض مناطق المغرب التي تمتهن الفلاحة”.
ودعا مكتب الفدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية الحكومة المغربية إلى ضرورة إصدار مرسوم رسمي يقر برأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً في البلاد، مشدداً على “التمسك بالأمازيغية كثابت من ثوابت الدولة، واستمرار نضاله من أجل أمازيغية المغرب”.
من جهته نادى رئيس حزب التجديد والإنصاف، شاكر أشهبار، بإقرار 13 يناير/ كانون الثاني يوم عطلة سنوية بالنسبة للإدارة العمومية المغربية بصفته يوم حلول السنة الأمازيغية الجديدة، مع رفع هذا المطلب الشعبي إلى أنظار الملك محمد السادس من أجل إقراره عيداً وطنياً وعطلة رسمية في المملكة.
وتابع أشهبار بأن “يوم 13 يناير/ كانون الثاني يحتفل به المغاربة منذ القدم كبداية للسنة الفلاحية بطقوس مختلفة ومتنوعة ما تزال قائمة إلى اليوم في عدة مناطق”، مضيفاً أن هذا التاريخ تتبنّاه الحركة الأمازيغية في المغرب منذ إطلاقها مطالبة بإقراره عيداً وطنياً وعطلة رسمية بالبلاد”.