الباحث/ داود مراد ختاري
كتبت سابقاً عن مراسيم بيلندا، وبينت بأنها ولادة الشمس من جديد أي زيادة مدة النهار، لذا سجل (ميثرا) إله الميثرائيين بعيد ميلاده في هذا التاريخ ثم جاء النبي عيسى (ع) نبي المسيحيين وسجل ميلاده بهذا التاريخ قبل (2024) عام وكذلك ولادة الشيخ أدي بن مسافر الهكاري (ع) عام 1075م قبل (949) عام ، ويجوز هناك من سبق هؤلاء بتسجيل الميلاد كـ السومريين ، البابليين ، الأشوريين ، الزرادشتيين والفراعنة .
ولمعرفة المزيد من تفسيرات عن هذه المراسيم في السنة الماضية وحالياً اتصلت بمجموعة من الباحثين المعنيين، ولكون مراسيم البيلندا تقام لدى الإيزيدية والمسيحيين في مناطقنا وكذلك لدى الأقوام الكردية في شرق كردستان (كردستان إيران) ومنطقة هاورمان .
1- كلمة بيلندا عند المسيحيين تعني الولادة الجديدة ، وتعنى بها ولادة السيد المسيح (ع) .
في اتصال سابق مع الباحث والكاتب الكلداني المرحوم (يوسف زرا الالقوشي) حول تفسير كلمة بيلندا لدى المسيحيين قال : بي يلدا – هي ولادة السيد المسيح ، وقد جاء في في الكتب المانوية بظهور مولود يسعى للعالم بالخير والسلام .
وقال النبي زردشت : ولادة هذا الطفل سيكون شمساً ساطعاً، وعندما ولد السيد المسيح (ع) استبشر العالم بولادته وتم اشعال النيران ابتهاجاً .
2- وفي اتصال سابق مع الباحث المرحوم أبو آزاد (محمود خدر) قال : هي كلمة أرامية بمعنى ولادة الطفل أي ولادة الشمس، وأيضا لها علاقة بحضرة الشيخ (آدي الثاني بن أبي البركات بن صخر بن مسافر الهكاري) عندما حل عليه (علم الباطنية) في قرية بوزان ، وتم عمل عجينة الخوليرة .
3- كتب الباحث المرحوم بير خدر سليمان عن هذه الكلمة : بيلندا يعني بيهن هلدا (ظهور الرائحة أو شم الرائحة) لإنقاذ الشمس من الانقراض .
4- أما الباحث المرحوم أبو كاشاخ / سليمان كاشاخي : بلندا ، تعني الارتفاع فى اشارة إلى ارتفاع الشمس وزيادة الوقت .
5- في اتصال هاتفي مع صديقي الباحث الإيراني البروفيسور الدكتور (كريميان دردشتي) من جامعة طهران، وهو يعد كتاباً عن جذور الأقوام الإيرانية ، حيث قال : لقد حضرت هذا الكرنفال التراثي العريق (بيلندا) في مناطق محافظة سردشت الإيرانية، يتم إشعال النيران في اليوم الأول بعد منتصف أربعينية الشتاء (أي يوم 21 من أربعينية الشتاء) وهذه المراسيم تمتد جذورها إلى الأف السنين ، وحسب باحثي المنطقة (باننا اجتزنا الشتاء القارص وتراكم الثلوج والتهيا لاستقبال الربيع).6- كتب الباحث الكوردي (رشيد مظفري) من كوردستان الشرقية في صحيفة طهران في عام 2019م بأن كلمة بيلندانة بمعنى (عدم استعمال المعول لازاحة الثلوج المتراكمة) أي أن الثلوج لن تتراكم بعد الأن ولا نستعمل المعول بعد الان ، بعد ان كنا نزيح الثلوج عن السطوح والطرق يومياً بواسطة المعاول والالات الاخرى فبعد الان لا نستعمله، ومباركة بعضنا البعض باننا اجتزنا الشتاء القارص ومخاطر(بهي – كثرة سقوط الثلوج على القرى وتنتج منها الخسائر البشرية والمادية) لذا يتم اشعال النيران ابتهاجاً بالمناسبة ، على القرى وتنتج منها الخسائر البشرية والمادية) لذا يتم اشعال النيران ابتهاجاً بالمناسبة.
7- يذكر الباحث مهدي كاكەيي : بان (يلدا) هي كلمة كردية مركبة، تتكون من كلمة (يل) المتأتية من أسماء آلهة أسلاف الكرد، حيث كان أحد الآلهة الخۆرية إسمه (يما) الذي المقطع الأول لإسم (يلدا) مشابه له.
كلمة (أل) السومرية كانت في البداية تعني (الإشراق واللمعان والسماء) كأعلى موقع في الكون [2]. بعد تنازل الآلهة الأم (إينانا) عن عرش السماوات نتيجة استلام الأب سيادة المجتمع على الأرض، جلس على العرش الإله المذكر (أل) في نهاية العصر الزراعي ومطلع العصر التاريخي. هكذا فأن المقطع الأول من اسم (يلدا) قد يكون متأتي من اسم هذا الإله السومري.
من الجدير بالذكر أنّ كلمة (الله) متأتية من تكرار الكلمة السومرية (أل) المكررة بالشَدّة (ألّ ألّ = الله)، حيث أنّ تكرار الكلمة في اللغة السومرية يتم لغرض التعظيم والتكبير .
كما أنه قبل أن يتمّ خلق الكون، كان اسم الإله في الدين اليارساني هو (يا) الذي المقطع الأول لاسم (يلدا) مشابه له أيضاً. هكذا كلمة (يل) منبثقة من أسماء آلهة أسلاف الكرد والتي كانت (الشمس).
أما المقطع الثاني من اسم (يلدا) الذي هو (دا)، فأنه فِعل وكذلك اسم في اللغة الكردية الذي يعني (أعطى، عطاء، ولدتْ) وكذلك (الأم)، وبذلك (يلدا) تعني (ولادة الشمس). الشمس تهزم الليل وأنها رمز النور الذي يهزم الظلام ..
8- يؤكد الكاتب قاسم ميرزا الجندي : بلندة (بيلندا) (هلدا) (يلدا) جميعها كلمات أرامية وكردية تعني الولادة والتدرج نحو الارتفاع والتحرر، و تعني شروق الشمس في انقلابها وإكمال دورتها في ميلادها الجديد، وهي إشارة إلى ميلاد الشمس (شيشم) (ميترا) (مُهرا شيشم).
إن حركة الشمس في الارتفاع بعد انخفاضها الى أدنى نقطة بالنسبة الى الناظر إليها من الأرض في حركتها الى جهة شمال خط الاستواء من كوكب الأرض، إنما هي في الحقيقة حركة كوكب الأرض والانتقال الى الحركة التراجعية له حول مدارها .
وقد إقتبسوها لِولادة السيد المسيح، عيد الشمس (شيشم) كان يحتفل بها الرومان في يوم 25 ديسمبر، هي المناسبة التي ورثتها المسيحية من الرومان وجعلته عيد ميلاد السيد المسيح، كانت كتابات آباء الكنيسة ومنذ مرحلة مبكرة تشير إليها، وهكذا تم تحويل عيد الشمس بطريقة ذكية تدرجوا فيها نحو التغيير وتبديل الاسم، والى يومنا هذا يحتفلون بها في الدول الاسكندنافية، أن الكنيسة الشرقية لا زالت تشعل النيران في باحاتها ويقفزون من فوقها ثلاث مرات ، بهذا الخصوص يقول الأب بولس حداد في موضوع بعنوان ـ حياتنا الليتورجية ـ نار الرعاة ـ والمنشور في مجلة نجم المشرق العدد ٣٢ ـ لسنة ٢٠٠٢ ـ ص ٥٠٦ ـ ٥٠٧ ـ يقول : ( أني أميل إلى القول ، إن أيقاد النار هو تقليد شعبي قديم ، وذلك لأني لم أجد في كتب الصلوات الكهنوتية أي صلة مخصصة لهذا العمل ).
مولد الشيخ عدي
وربما البعض يقولون في هذا العيد ولد الشيخ آدي الهكاري أو ظهر كرامته فيها، ولا أظن إنها تعني أو تشير بعيد ميلاده، و ربما لقدسية بيلندا لدى الأيزيدية ارخوا ميلاده فيها، لان كل الدلائل التاريخية تأكد وتشير إلى وجود عيد بيلندا في الإيزدية قبل مجيء الشيخ الجليل بآلاف السنين.
9- بينما ذكر حجي علو : فعلاً نحن بحاجة إلى تكثيف الجهود لكشف الحقيقة التاريخية في ديننا التاريخي، في اعتقادي أن اللفظ واضح وصريح ويُفيد المعنى الصحيح ، وهي بلندة أي أن الشمس بعد أسبوعين من الاستدارة قد أكدت للناظر البسيط بأنها قد ارتفعت بمقدارٍ ملحوظ يستحق أن يُحتفل فيه، فكان الاحتفال وهو إحتفال كرمانجي بحت ليس فيه أي معنى آخر فتخبز نماذج تمثل الآلات والأدوات الزراعية والرعي والنسيج (تماثيل : النير والكوبلين والمحراث وعكازة الراعي ومغزل ومشط داي ميرم *) هذه المهن الثلاثة كانت الأهم في حياة الكورد القدماء وتزار الموتى بهذه المناسبة الفرحة ، والخولير أعتقد أنها مسألة فكاهية غير بعيدة عن المفهوم الئيزدي في تسليم وتسلم أمور السنة ل(موصلي صالي ) جديد على ذمة من يفوز بالزبيبة .
أما البداية فإنها من الطبيعة ولا يمكن التكهن بها، فهي ملاحظة الناظر البسيط للتغيير الحاصل في إرتفاع الشمس ، أما تعيين 21 كانون كيوم إستدارة فلا بد أنها قد جاء في أوقات لاحقة كثيراً وبعد تقدم علم الفلك عند البشر وبروز علماء إختصاص بهذا الشأن ، وليست قبل زرادشت في كل الأحوال وهو الذي اعتكف فحدد الاعتدال الربيعي في 21 آذار والخريف 21 أيلول ومثلها الإستدارة الشتوية والصيفية،
تعدد الاحتفال بعيد بيلندا لدى الايزيدية :
1- عيد ميل ميلاڤ : عيد خاص لعشائر جوانا الإيزيدية ، حيث أن مراسيم هذا العيد مشابهة لمراسيم طقس (گوركا گا ) في عيد بيلندا بيرا ، ويتسأل الكاتب حيدر عربو: ان هذا العيد يضعنا أمام تساؤل هو لماذا يحتفل عشائر جوانا فقط من بين عشائر الأخرى في الديانة الإيزدية بعيد ميل ميلاڤ في جبل شنكال؟ ويجيب الكاتب وفق معلوماته :
عندما زار الصحابي الجليل بيري ئالي (ع) إلى جبل شنگال قبل مئات السنين وضع أسس و مراسيم هذا العيد بين عشائر جوانا لأنهم من أولى العشائر الإيزيدية التي استوطنت في منطقة جبل شنگال ومنذ ذلك التأريخ يحتفل عشائر جوانا بهذا العيد المقدس كما يسمون بعيد طاؤوس ملك العظيم ويمثل النار عنصر أساسي في هذا العيد وهي عنصر من العناصر المقدسة لدى الديانة الإيزيدية وتوقد في هذا اليوم الاغر النار المقدسة في كل سنة عرفاناً شكراً لله خالق الارض و السموات.
فلنار قدسية خاصة عند الإيزدية حيث نرى ان عشائر جوانا قد اتخدوا النار كرمز مقدس لهذا العيد ، كما انهم يوقدون شموع (جرا ) في جميع الأعياد و المناسبات الدينية و في مساء كل يومي الأربعاء و الجمعة المقدستين لدى الديانة الايزيدية .
وتمثل النار كنعصر هام في حياة الإنسان و رافقتهم و ساعدتهم في مراحل حياتهم عبر العصور الغابرة .
موعد عيد بيلندا
يصادف هذا العيد في الجمعة الأولى من أربعينية الشتاء أي بعد 15 يوم من عيد الصيام (عيد إيزي)
2- بيلندا بيرا : وقوعه قبل بيلندا الايزدية (العام) بأسبوع واحد فقط, وهو عيد خاص تقوم بإحيائه طبقة البيارة, وهي تشير إلى ملاك او خودان (بيرافات) التي لها علاقة بالإمطار والبرد والفيضانات والبرق والرعد، ففي بيلندة بيرا تقوم قسم من العوائل بأعداد طعام خاص يسمى( كةشكا بيري) وتزيعها على البيوت في المحلة .
3- بيلندا الايزيدية (العام): كتب السيد قاسم ميرزا : يقع في (21 ــ 25) من كانون الأول حسب التقويم الشمسي(الشرقي) ويصادف هذه السنة في(6) كانون الثاني حسب التقويم الميلادي، أي بفارق (13) يوما بين التقويمين الشمسي والميلادي.
قد يتأخر أو يتقدم بأسبوع او اكثر عن موعدها, بسبب الاختلاف بين التقويمين الشمسي الايزيدي والميلادي, وارتباط يوم عيد بيلندا بيوم الجمعة وهو عيد ميلاد متيرا(مهرا شيشم) ملاك (خودان), وربما البعض يقولون في هذا العيد ظهر كرامة الشيخ آدي الهكاري, وهي إشارة الى قدسية بيلندا لدى الإيزيدية.
يحتفل الإيزديين بعيد بيلندة في يوم (22ــ 25 / 12) كانون الأول حسب التقويم الشمسي(الشرقي), والتي يصادف (3 ــ 6) من شهر يناير حسب التقويم الميلادي, وهو عيد ملاك (خودان), الشمس او ميلاد متيرا(مهرا شيشيم), التي تعني التجدد حيث تتحول الشمس وتبدأ بالصعود والارتفاع لتنعش الحياة على سطح كوكب الارض بنورها وحرارتها.
4- عيد الباتزمية : يحتفل مجاميع من القبائل الايزيدية بنفس العيد لميلاد الشمس كقبيلة جيلكا بعيد الباتزمية وبعض القبائل الايزيدية الاخرى بـ (شيلانا شيشمس).
مراسم الاحتفال
وتشعل النيران بهذه المناسبة من عشب (ره شك) والأخشاب في الأماكن العالية دلالة على قدوم العيد، والنار هنا يرمز الى النور ، وتقام مراسيم (توزيع الخوليرة) لبيان من هو صاحب الأوفر حظاً في هذه السنة ، والخوليرة قطعة كبيرة من الخبز السميك جداً ومدورة توضع فيها زبيبة او نواة زيتون ، وتقسم هذه القطعة إلى قطع صغيرة وحسب أفراد الأسرة بما فيهم النساء والأطفال ومن يحصل على الزبيبة أو النواة فهو الأوفر حظاً من العائلة في هذه السنة الجديدة، ولاحظنا في الاونة الأخيرة بأن بعض العوائل تضع الزبيبة في إحدى (الكليجة – نوع من الكعك) وتعمل عدد الكليجات بقدر أفراد الأسرة ومن ثم توزع على أفرادها وهذا العمل لا يتطابق مع مراسيم الخوليرة لأنها لا تمثل قرص الشمس وتؤخذ الخير والبركة من شعاع الشمس .
وهناك زيارة إلى المقابر وتوزع الحلويات والأكل على الفقراء والمحتاجين، ويتم تبادل الخبز بين الدار والجوار دلالة على المحبة والمودة بينهم.
ملاحظة : من لديه أي تفسير آخر بالامكان كتابته في التعليقات … لنصل الى المعنى الحقيقي لتفسير كلمة (بيلندا) واسباب ادائنا لهذه المراسيم سنوياً، ولماذا تعدد أيام العيد واختلفوا الايزيدية حول المواعيد والتسمية أيضاً .
تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز
8- يؤكد الكاتب قاسم ميرزا الجندي : بلندة (بيلندا) (هلدا) (يلدا) جميعها كلمات أرامية وكردية تعني الولادة والتدرج نحو الارتفاع والتحرر، و تعني شروق الشمس في انقلابها وإكمال دورتها في ميلادها الجديد، وهي إشارة إلى ميلاد الشمس (شيشم) (ميترا) (مُهرا شيشم).
إن حركة الشمس في الارتفاع بعد انخفاضها الى أدنى نقطة بالنسبة الى الناظر إليها من الأرض في حركتها الى جهة شمال خط الاستواء من كوكب الأرض، إنما هي في الحقيقة حركة كوكب الأرض والانتقال الى الحركة التراجعية له حول مدارها .
وقد إقتبسوها لِولادة السيد المسيح، عيد الشمس (شيشم) كان يحتفل بها الرومان في يوم 25 ديسمبر، هي المناسبة التي ورثتها المسيحية من الرومان وجعلته عيد ميلاد السيد المسيح، كانت كتابات آباء الكنيسة ومنذ مرحلة مبكرة تشير إليها، وهكذا تم تحويل عيد الشمس بطريقة ذكية تدرجوا فيها نحو التغيير وتبديل الاسم، والى يومنا هذا يحتفلون بها في الدول الاسكندنافية، أن الكنيسة الشرقية لا زالت تشعل النيران في باحاتها ويقفزون من فوقها ثلاث مرات ، بهذا الخصوص يقول الأب بولس حداد في موضوع بعنوان ـ حياتنا الليتورجية ـ نار الرعاة ـ والمنشور في مجلة نجم المشرق العدد ٣٢ ـ لسنة ٢٠٠٢ ـ ص ٥٠٦ ـ ٥٠٧ ـ يقول : ( أني أميل إلى القول ، إن أيقاد النار هو تقليد شعبي قديم ، وذلك لأني لم أجد في كتب الصلوات الكهنوتية أي صلة مخصصة لهذا العمل ).
وربما البعض يقولون في هذا العيد ولد الشيخ آدي الهكاري أو ظهر كرامته فيها، ولا أظن إنها تعني أو تشير بعيد ميلاده، و ربما لقدسية بيلندا لدى الأيزيدية ارخوا ميلاده فيها، لان كل الدلائل التاريخية تأكد وتشير إلى وجود عيد بيلندا في الإيزدية قبل مجيء الشيخ الجليل بآلاف السنين.
9- بينما ذكر حجي علو : فعلاً نحن بحاجة إلى تكثيف الجهود لكشف الحقيقة التاريخية في ديننا التاريخي، في اعتقادي أن اللفظ واضح وصريح ويُفيد المعنى الصحيح ، وهي بلندة أي أن الشمس بعد أسبوعين من الاستدارة قد أكدت للناظر البسيط بأنها قد ارتفعت بمقدارٍ ملحوظ يستحق أن يُحتفل فيه، فكان الاحتفال وهو إحتفال كرمانجي بحت ليس فيه أي معنى آخر فتخبز نماذج تمثل الآلات والأدوات الزراعية والرعي والنسيج (تماثيل : النير والكوبلين والمحراث وعكازة الراعي ومغزل ومشط داي ميرم *) هذه المهن الثلاثة كانت الأهم في حياة الكورد القدماء وتزار الموتى بهذه المناسبة الفرحة ، والخولير أعتقد أنها مسألة فكاهية غير بعيدة عن المفهوم الئيزدي في تسليم وتسلم أمور السنة ل(موصلي صالي ) جديد على ذمة من يفوز بالزبيبة .
أما البداية فإنها من الطبيعة ولا يمكن التكهن بها، فهي ملاحظة الناظر البسيط للتغيير الحاصل في إرتفاع الشمس ، أما تعيين 21 كانون كيوم إستدارة فلا بد أنها قد جاء في أوقات لاحقة كثيراً وبعد تقدم علم الفلك عند البشر وبروز علماء إختصاص بهذا الشأن ، وليست قبل زرادشت في كل الأحوال وهو الذي اعتكف فحدد الاعتدال الربيعي في 21 آذار والخريف 21 أيلول ومثلها الإستدارة الشتوية والصيفية،
تعدد الاحتفال بعيد بيلندا لدى الايزيدية :
1- عيد ميل ميلاڤ : عيد خاص لعشائر جوانا الإيزيدية ، حيث أن مراسيم هذا العيد مشابهة لمراسيم طقس (گوركا گا ) في عيد بيلندا بيرا ، ويتسأل الكاتب حيدر عربو: ان هذا العيد يضعنا أمام تساؤل هو لماذا يحتفل عشائر جوانا فقط من بين عشائر الأخرى في الديانة الإيزدية بعيد ميل ميلاڤ في جبل شنكال؟ ويجيب الكاتب وفق معلوماته :
عندما زار الصحابي الجليل بيري ئالي (ع) إلى جبل شنگال قبل مئات السنين وضع أسس و مراسيم هذا العيد بين عشائر جوانا لأنهم من أولى العشائر الإيزيدية التي استوطنت في منطقة جبل شنگال ومنذ ذلك التأريخ يحتفل عشائر جوانا بهذا العيد المقدس كما يسمون بعيد طاؤوس ملك العظيم ويمثل النار عنصر أساسي في هذا العيد وهي عنصر من العناصر المقدسة لدى الديانة الإيزيدية وتوقد في هذا اليوم الاغر النار المقدسة في كل سنة عرفاناً شكراً لله خالق الارض و السموات.
فلنار قدسية خاصة عند الإيزدية حيث نرى ان عشائر جوانا قد اتخدوا النار كرمز مقدس لهذا العيد ، كما انهم يوقدون شموع (جرا ) في جميع الأعياد و المناسبات الدينية و في مساء كل يومي الأربعاء و الجمعة المقدستين لدى الديانة الايزيدية .
وتمثل النار كنعصر هام في حياة الإنسان و رافقتهم و ساعدتهم في مراحل حياتهم عبر العصور الغابرة .
يصادف هذا العيد في الجمعة الأولى من أربعينية الشتاء أي بعد 15 يوم من عيد الصيام (عيد إيزي)
2- بيلندا بيرا : وقوعه قبل بيلندا الايزدية (العام) بأسبوع واحد فقط, وهو عيد خاص تقوم بإحيائه طبقة البيارة, وهي تشير إلى ملاك او خودان (بيرافات) التي لها علاقة بالإمطار والبرد والفيضانات والبرق والرعد، ففي بيلندة بيرا تقوم قسم من العوائل بأعداد طعام خاص يسمى( كةشكا بيري) وتزيعها على البيوت في المحلة .
3- بيلندا الايزيدية (العام): كتب السيد قاسم ميرزا : يقع في (21 ــ 25) من كانون الأول حسب التقويم الشمسي(الشرقي) ويصادف هذه السنة في(6) كانون الثاني حسب التقويم الميلادي، أي بفارق (13) يوما بين التقويمين الشمسي والميلادي.
يحتفل الإيزديين بعيد بيلندة في يوم (22ــ 25 / 12) كانون الأول حسب التقويم الشمسي(الشرقي), والتي يصادف (3 ــ 6) من شهر يناير حسب التقويم الميلادي, وهو عيد ملاك (خودان), الشمس او ميلاد متيرا(مهرا شيشيم), التي تعني التجدد حيث تتحول الشمس وتبدأ بالصعود والارتفاع لتنعش الحياة على سطح كوكب الارض بنورها وحرارتها.
4- عيد الباتزمية : يحتفل مجاميع من القبائل الايزيدية بنفس العيد لميلاد الشمس كقبيلة جيلكا بعيد الباتزمية وبعض القبائل الايزيدية الاخرى بـ (شيلانا شيشمس).
وهناك زيارة إلى المقابر وتوزع الحلويات والأكل على الفقراء والمحتاجين، ويتم تبادل الخبز بين الدار والجوار دلالة على المحبة والمودة بينهم.