في مئوية معاهدة لوزان..هل تتدخل تركيا لاستعادة الموصل ؟

بقلم / السفير كاوه عبان

قرب انتهاء مدة العمل بمعاهدة لوزان التي تم توقيعها في 24 تموز 1923، واعادة جميع الاراضي التي تم اقتطاعها من الجمهورية التركية في عهد الدولة العثمانية اصبح حديث الساعة في هذه الايام في وسائل التواصل الاجتماعي؟!

والمقصودة من هذه الاراضي ولاية الموصل التي كانت تشمل مدن “دهوك – اربيل – كركوك – السليمانية”، بحيث تم معالجة وضعها دبلوماسيا بين الجمهورية التركية ومملكة بريطانيا ممثلة العراق انذاك كَون العراق كان خاضعاً للانتداب البريطاني في تلك الحقبة الزمنية.

في وقتها تم تنظيم استفتاء داخل ولاية الموصل بإشراف منظمة عصبة الأمم وجاءت نتيجة الاستفتاء برغبة أهالي ولاية الموصل الانضمام للمملكة العراقية وتم المصادقة على نتيجة الاستفتاء في عصبة الأمم وقبول تركيا بهذه النتيجة.

‏استنادا على نتائج تلك الاستفتاء تم توقيع اتفاقية جديدة بين العراق وتركيا، وهي اتفاقية انقرة لعام 1926 وكانت أبرز بنود هذه الاتفاقية هي:

١) تبعية ولاية الموصل للعراق وتنازل الجمهورية التركية عن أي ادعاءات بشأنها.

٢) ترسيم الحدود بين البلدين بشكل نهائي طبقا لما يسمى “خط بروكسل” واعتبارها غير قابلة للانتهاك (أعلنت تركيا اعترافها الرسمي بالدولة العراقية في 15 مارس/آذار 1927).

٣) حصول تركيا على نسبة 10٪ من عائدات نفط كركوك في الموصل لمدة 25 سنة.

٤) يحق لتركيا التدخل العسكري في حال ما اذا حصل هناك انتهاك للأقلية التركمانية فيها.

المحصلة النهائية لهذه القضية ان الموصل محافظة عراقية يعيش فيها جميع المكونات والقوميات والاطياف (الكورد – العرب – التركمان – الصابئة المندائيون – اليزيديين – المسيحيين – السريان – الكلدانيون – الاشوريون – شبك – وغيرهم ..) وهذا المزيج لا يؤثر على السياسة الخارجية للبلد ولا على سيادة العراق.

وما يروج الان في وسائل التواصل الاجتماعي عن تغيير خارطة العراق السياسية فهي الا ضجيج اعلامي واخبار عارية من الصحة ولا تؤثر على هوية وعراقية الموصل وانتمائها.

تابعو الشمس نيوز على جوجل نيوز

Exit mobile version