التجاوز إلى المحتوى
توفي الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، هنري كيسنجر،وزير الخارجية الأمريكي الأسبق عن عمر يناهز 100 عام، والذي ترك عملُهُ مستشاراً للأمن القومي ووزيراً للخارجية في عهد رئيسين أثراً لا يُمحى من السياسة الخارجية الأمريكية، وقاده للحصول على جائزة نوبل للسلام، في حدث أثار الكثير من الجدل.
شركة الاستشارات الجيوسياسية التابعة له “كيسنجر أسوشييتس إنك”، قالت إن جنازته ستجري في مراسم عائلية خاصة، على أن تتبعها في وقت لاحق مراسم تأبين عامة في مدينة نيويورك.
فيما لم يحدد البيان سبب وفاة كيسنجر، الذي اشتهر ببنيته الصغيرة وصوته الأجش ولهجته الألمانية الطاغية.
وبينما أشاد كثيرون بكيسنجر لتألقه وخبرته الواسعة، وصفه آخرون بأنه “مجرم حرب”، لدعمه للأنظمة المناهضة للشيوعية، وخاصةً في أمريكا اللاتينية.
وكانت جائزة السلام التي حصل عليها عام 1973، والتي مُنحت له مناصفةً مع لو دوك ثو من شمال فيتنام والذي رفض الجائزة، واحدةً من أكثر الجوائز إثارة للجدل على الإطلاق. واستقال عضوان من لجنة نوبل بسبب الاختيار إثر ظهور تساؤلات بشأن قصف أمريكي سري لكمبوديا.
من هو هنري كيسنجر؟
يشار إلى أن كيسنجر وُلد في ألمانيا في 1923، وطبع لعقود الدبلوماسية الأمريكية، حتى بعد أن ترك منصبه وزيراً للخارجية، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأطلق كيسنجر عجلة التقارب بين واشنطن وكلٍّ من موسكو وبكين في سبعينيات القرن الماضي، وقد حاز في 1973، تقديراً لجهوده السلمية خلال حرب فيتنام، جائزةَ نوبل للسلام مناصفةً مع الفيتنامي لي دوك ثو.
لكن صورته لطّختها محطات مظلمة في تاريخ الولايات المتحدة، مثل دوره في دعم انقلاب عام 1973 في تشيلي، وغزو تيمور الشرقية في 1975، فضلاً عن حرب فيتنام.
وظل كيسنجر حتى وفاته فاعلاً على الساحة السياسية الدولية، ولم يثنه تقدمه في السن عن السفر ولقاء العديد من قادة العالم، وكان آخرهم الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي التقاه في يوليو/تموز الماضي في الصين.