بعد شهر من الآن وبالتحديد في 20 أكتوبر القادم سوف تبدأ مرحلة جديدة من مراحل النهضة الديمقراطية الكردستانية في إقليم كردستان يطرزها الشرفاء الذين ناضلوا وضحوا بالغالي والنفيس ولم يساوموا يوماً على الحقوق المشروعة للشعب الكوردستاني ولن يساوموا على الحقوق الدستورية، الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل وبالإيمان بقضيتهم العادلة ويجاهرون بأفكارهم ولو وقف ضدهم أهل الأرض جميعاً ويسيرون في الحياة عراة النفوس،
هؤلاء هم الذين يفتتحون عهد الإنتصار ونستطيع أن نسميه عهد الصادقين لأن الذي وصل لعمر للإدلاء بصوته ويتأهب لدخول هذه المعركة الإنتخابية له شموخ الأبطال وصراحتهم فهو واعي ويفهم مايسمونه بالسياسة ويدرك تماماً أن الحق يحتاج إلى براقع والقضية العادلة إلى جهد وجماجم تعمل، حياتهم خط واضح ومستقيم لا فرق بين باطنها وظاهرها ولا تناقض بين يومها وأمسها فلا يقال عنهم إنهم قوميون ولكنهم يخدمون و يبنون وطنهم ولايقودون في الصباح مظاهرة ويأكلون في المساء على مائده الظالمين.
الصلابة في رأيهم صفة من أجمل صفاتهم فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة ولا يعرفون المسايرة فإذا رأوا الحق في جهه عادوا من أجله كل الجهات الأخرى وبدلاً من أن يسعوا لإرضاء كل الناس أغضبوا كل من ألمح اليه بخطئه وفساده إنهم قساة على أنفسهم قساة على غيرهم، إذا اكتشفوا في فكرهم خطأ رجعوا عنه غير هيابين ولاخجلين لأن غايتهم الحقيقة لا أنفسهم وإذا تبينوا الحق في مكان أنكر من أجله الإبن أباه وهجر الصديق صديقه هؤلاء اليوم كثيرين وسيصبحوا في الغد اكثر إذا اصطدموا بالمصاعب التي تنتظرهم ورأوا الويلات تنزل بهم ولعنات تنصب عليهم ولكن المستقبل لهم لأنهم يفصحون عن مشاعر ملايين الناس الذين قص الظلم ألسنتهم ولكن واجبهم يتحتم عليهم أن تزيدهم برودة مواطنيهم غيرة وإيماناً وأن يذكروا أن بقاء بلادهم حتى الآن في تأخرها المعيب هو من جراء هذه الابتسامة الساخرة التي يتسلح بها الضعفاء كلما دعاهم الواجب ويستيقظ في ضمائرهم صوت الحق،
ليست البطولة دائما في المهاجمة بل قد تكون كذلك في الصبر والثبات وضبط النفس وليس الشجاعة في محاربة العدو الظاهر فحسب بل إنما هي أيضاً وعلى الاخص محاربة العدو الباطني أي أن يحارب المرء في نفسه اليأس والفتور وحب الراحة في هذه المرحلة الجديدة التي بدا التباشير صبحه تختلي في الافق، نريد أن تكون النهضة والاستيقاظ في كل عواطفنا الشريفة ومواهبنا العالية لا أن تنحصر اليقظة في عاطفة واحدة ضيقة لم يعد يرضينا أن نسمع أن ذلك الشخص قومي ووطني إذا لم يكن في الوقت نفسه إنسانياً عفيف النفس كريم الخلق فالعاطفة القومية والوطنية إذا لم تكن مصحوبة بهذه الصفات قد لا تكون غير مجرد كره الآخر وهذه ليست غاية حزبنا وقائدنا .
لسنا نطلب أكثر من حقوق شعبنا في العيش الحر الكريم ولانطلب الاستقلال لننعزل عن بقية الشعوب وأن نقيم سداً منيعاً بيننا وبين الحضارة الإنسانية لسنا نصب إلى الحرية لنعيش في الفوضى أو نرجع الى ظلام القرون الوسطى إننا نطلب السلام والحرية لأنهما حق وعدل قبل كل شيء ولأنهما وسيلة لإطلاق مواهبنا العالية وقوانا المبدعة لكي نحقق على هذه البقعة من الجغرافية ( إقليم كوردستان) التي هي بلادنا غايتنا وغاية كل إنسان كوردي، القوميون الوطنيون لايهزمون ولايمكن أن يهزموا هذا مستحيل قد يقدمون الفاسدين بالحاق الضرر بالأحرار القوميون لكنهم لن يستطيعوا أبداً أبداً أن ينالوا منهم لأنهم تماما وبدون أدنى شك ينتصرون وسوف يطوي وينهي الشعب الكوردستاني الأبي عن طريق صناديق الإقتراع مرحلة ضعاف النفوس والنفعيين الذين تاجروا في الماضي ويتاجرون الآن بمصير الشعب والوطن من أجل المصالح الحزبية الضيقة وحفنة من الدولارات الذين أسس بنيانهم على الخيانة وملئوا جيوبهم وإذا خلوا لأنفسهم يعترفون بفساد المجتمع وعند خروجهم إلى الساحة كانوا أول من يطأطؤن رؤوسهم لهذه المفاسد.