ماركو روبيو..كل ما تريد معرفته عن وزير الخارجية الأمريكي المحتمل في إدارة ترامب

وكالات_ الشمس نيوز

كشفت تقارير صحفية اليوم الإثنين إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اختار السناتور ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، مما يضع السياسي المولود في فلوريدا على المسار ليصبح أول لاتيني يشغل منصب كبير الدبلوماسيين في الولايات المتحدة بمجرد تولي الرئيس الجمهوري المنتخب منصبه في يناير.

وأفادت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر مطلعة بان من المتوقع أن يختار ترامب روبيو وزيرا للخارجية، لكن المصادر أشارت إلى أن احتمال أن يغير ترامب رأيه في آخر لحظة قائما.

يُذكر أن روبيو، الذي انتُخب عضواً في مجلس الشيوخ عام 2010، يتبنى نهجاً صارماً في السياسة الخارجية، خاصة في ما يتعلق بالصين وإيران وكوبا.

نشأة ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي المحتمل

وماركو روبيو هو ابن لمهاجرين متواضعي الدخل من كوبا.

والده عمل بشكل رئيسي نادلا، بينما تولت والدته رعاية الأسرة في المنزل إلى جانب عملها عاملة نظافة في فندق.

وُلد ماركو روبيو في ميامي، “واستلهم شغفه بالخدمة العامة إلى حد كبير من جده، الذي شهد دمار وطنه بسبب الشيوعية”، وفقا لموقع مجلس النواب الأميركي.

قبل انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي في عام 2010، شغل روبيو منصب مفوض مدينة في غرب ميامي، وعمل أيضاً رئيسا لمجلس نواب ولاية فلوريدا.

يخدم روبيو الآن سيناتورا في ولايته الثالثة.

روبيو يرى أن هذه القضايا المهمة للبلاد تتجاوز الانقسامات الحزبية، “ما أكسبه سمعة طيبة بقدرته على التعاون مع كلا الحزبين لتمرير إصلاحات عقلانية تُعزز الاقتصاد والمجتمعات والأسر”، وفق موقع مجلس النواب.

ماركو روبيو في مجلس الشيوخ

في عام 2009، أطلق روبيو حملته لمقعد مجلس الشيوخ الأميركي الذي أصبح شاغراً باستقالة ميل مارتينيز، وفي البداية كان يتخلف عن حاكم فلوريدا تشارلي كريست، لكن حظ روبيو تغير عندما انفصل كريست عن الحزب الجمهوري وأعلن نفسه مستقلاً.

وفاز روبيو في انتخابات عام 2010 بهامش كبير، وبمجرد دخوله مجلس الشيوخ، تحالف مع الجناح المحافظ للحزب الجمهوري، وعارض المبادرات الديمقراطية الرئيسية مثل الحد من الأسلحة، وقانون الرعاية الميسرة، وتشريعات تغير المناخ.

وعلى الرغم من ذلك، فقد خالف العديد من أعضاء حزبه عندما شارك في صياغة مشروع قانون إصلاح الهجرة لعام 2013 والذي سعى إلى توفير مسار للحصول على الجنسية للمهاجرين غير المسجلين، لكن مشروع القانون فشل في النهاية في الحصول على الأصوات اللازمة.

التوجهات الخارجية لـ ماركو روبيو

أصبح روبيو معروفاً أيضاً بمواقفه في السياسة الخارجية، وخاصة معارضته لمحاولة إدارة أوباما تطبيع العلاقات مع كوبا، وغالباً ما يعكس موقفه في السياسة الخارجية نهجاً “هجومياً”، وخاصة فيما يتعلق بالصين والشرق الأوسط.

تتوافق آراء روبيو في السياسة الخارجية مع ترامب في العديد من الملفات، وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات الرئيسية، فمع أن كلاهما ينتقد حلف شمال الأطلسي، إلا أن ماركو شارك في رعاية تشريع من شأنه أن يجعل من الصعب على الرئيس الانسحاب من التحالف دون موافقة مجلس الشيوخ.

ويعتبر روبيو أيضاً منتقداً قوياً للصين، ويدفع من أجل تدقيق أكبر للاستثمارات الصينية في التكنولوجيا الأميركية، ويدافع عن نهج متشدد في قضايا مثل نفوذ شركة “هواوي” للإلكترونيات.

وأحد أكثر مواقف روبيو التي تأخذ طابعاً شخصياً، هو معارضته لتطبيع العلاقات مع كوبا، وهي السياسة التي يتقاسمها مع ترمب، وهو أيضاً منتقد صريح لنظام مادورو في فنزويلا، مما يعكس ارتباطه الشخصي العميق بالجزيرة من خلال أصوله الكوبية.

وروبيو متزوج من جانيت دوسديبيس، التي التقى بها عندما كان مراهقاً، ولديهما أربعة أطفال.

وألف روبيو كتابين: “الابن الأميركي” (2012)، وهو عبارة عن مذكرات عن نشأته، و”الأحلام الأميركية: استعادة الفرصة الاقتصادية للجميع” (2015)، الذي يضم الخطوط العريضة لآرائه السياسية.

مؤيد وفي لإسرائيل

وإذا تم اختياره، فمن المرجح أن يُطمئن اختيار روبيو إسرائيل، بشأن دعم إدارة ترامب المقبلة القوي لتل أبيب، في ولايته الثانية، في ظل مخاوف بشأن تيار داخل الحزب الجمهوري يدفع نحو نهج مقاربة أكثر انعزالية.

Advertisements

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، أعلن ترمب أن ممثل فلوريدا الآخر، النائب مايك والتز، سيشغل منصب مستشاره للأمن القومي.

ورحب التحالف اليهودي الجمهوري باحتمال اختيار روبيو لحمل حقيبة الخارجية، وقال التحالف في بيان: “في هذه الأوقات الخطيرة للغاية، يعد السيناتور روبيو مدافعاً صريحاً عن إسرائيل، وكان دائماً يساند الدولة اليهودية”.

ترشح روبيو للرئاسة في عام 2016، وانتقد ترمب لتعهده بأن يكون “محايداً” بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، خفف من آرائه، واصطف بشكل أوثق مع أجندة ترمب الشعبوية.

وفي مقابلة أجريت معه في وقت سابق من العام الجاري، قال روبيو إن سياسته الخارجية تطورت إذ “يبدو العالم مختلفاً عما كان عليه قبل خمسة أو عشرة أو خمسة عشر عاماً”.

وفاجأ روبيو داعمي إسرائيل بتصويته ضد التمويل الطارئ لإسرائيل في أبريل الماضي، وجادل بأن حزمة المساعدات الخارجية كان ينبغي أن تشمل تدابير لحماية الحدود، واعترض على ارتباطها بالمساعدات المقدمة لأوكرانيا وتايوان، وهو القرار الذي يتماشى مع قاعدة ترمب.

الصين والناتو

وكان روبيو ضمن ثلاثة مرشحين لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وفي النهاية اختار ترمب السيناتور الأميركي جي دي فانس من أوهايو، وهو شخصية يمينية متطرفة معروفة بمواقفها الانعزالية في السياسة الخارجية.

وسيكون بعض أنصار ترمب متشككين في قراره باختيار روبيو، الذي كان حتى وقت قريب يتبنى مواقف قوية في السياسة الخارجية تتناقض مع مواقف ترمب.

وخلال ولاية ترمب الأولى (2017-2021)، على سبيل المثال، شارك روبيو في صياغة تشريع من شأنه أن يجعل من الصعب على ترمب الانسحاب من منظمة حلف شمال الأطلسي، من خلال مطالبة ثلثي مجلس الشيوخ بالتصديق على الانسحاب.

وانتقد ترامب لسنوات الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي فشلت في تلبية أهداف الإنفاق العسكري المتفق عليها، وحذر خلال الحملة من أنه لن يرفض الدفاع عن الدول “المتأخرة” في التمويل فحسب، بل سيشجع روسيا أيضاً “على فعل ما تريد” بهم.

ويُعد روبيو من أبرز معارضي الصين في مجلس الشيوخ، وقد فرضت عليه بكين عقوبات في عام 2020 بسبب موقفه من هونج كونج في أعقاب الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.

وعام 2019، دعا روبيو وزارة الخزانة إلى إطلاق مراجعة للأمن القومي لاستحواذ تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني الشهير “تيك توك” على موقع Musical.ly، مما أدى إلى إجراء تحقيق وإصدار أمر بسحب الاستثمارات.

وبصفته أبرز جمهوري في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، فقد واصل أيضاً الضغط على إدارة بايدن، مطالباً إياها بمنع جميع المبيعات لشركة “هواوي” في وقت سابق من هذا العام، بعد أن أطلقت شركة التكنولوجيا الصينية الخاضعة للعقوبات جهاز كمبيوتر محمولاً جديداً يعمل بشريحة معالج الذكاء الاصطناعي من تصنيع شركة Intel الأميركية.

أوكرانيا.. التسوية هي الحل

وستواجه الإدارة الجديدة عالماً أكثر تقلباً وخطورة مما كان عليه عندما تولى ترمب منصبه في عام 2017، مع اندلاع الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط واصطفاف الصين بشكل أوضح مع خصوم الولايات المتحدة، روسيا وإيران.

وستكون أزمة أوكرانيا على رأس أجندة روبيو، في حال اختياره وزيراً للخارجية.

وقال روبيو في مقابلات أجريت مؤخراً، إن أوكرانيا بحاجة إلى السعي إلى تسوية تفاوضية مع روسيا بدلاً من التركيز على استعادة جميع الأراضي التي استولت عليها روسيا في العقد الماضي.

وكان أيضاً واحداً من 15 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ، صوتوا ضد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا، والتي تم تمريرها في أبريل الماضي.

وفي حين كان روبيو بعيداً عن الخيار الأكثر انعزالية، فإن اختياره المحتمل يؤكد مع ذلك على تحول واسع النطاق في وجهات نظر السياسة الخارجية الجمهورية في عهد ترمب..

 

Exit mobile version