على مدار سنوات نفذت جماعة بوكو حرام المتطرفة في نيجيريا عشرات العمليات الإرهابية ضد المؤسسات التعليمية والمدارس في محاولة منها لمنع عملية التعليم بالمناهج الغربية التي تعتبرها حرام شرعا وفق معتقدها.
بوكو حرام هو الاسم الذى تشتهر به “جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد” وهي جماعة إسلامية نيجيرية متطرفة مصنفة على قوائم الإرهاب العالمي.
وتنشط الحركة المتطرفة في شمال نيجيريا ولها امتدادات في عدة دول إفريقية على رأسها تشاد والكاميرون والنيجر.
وفي اللهجة المحلية النيجيرية فإن مصطلح بوكو حرام يعني “التعليم الغربي حرام” وربما يكون هذا أفضل تعريف للجماعة التي يشكل قطاع عريض من عناصرها مجموعة الطلبة الذين غادروا مقاعد الدراسة بسبب رفضهم المناهج التربوية الغربية.
وتحارب جماعة بوكو حرام نشر التعليم وتستهدف المدارس وأساتذتها وتلاميذها بشكل مباشر حيث نفذت العديد من الهجمات ضد المدارس واختطفت مئات التلاميذ لحرمانهم من التعليم بسبب رفضها المناهج التربوية الغربية.
وفي تقرير له، كشف صندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أن التمرد المسلح الذي تشنه جماعة بوكو حرام المتطرفة يحرم أكثر من مليون طفل من ارتياد المدارس، مشيرا إلى أن عدم تعلم هؤلاء الأطفال يمثل تربة خصبة للتشدد في نيجيريا والدول المجاورة.
وقالت اليونيسيف إن أكثر من ألفي مدرسة أغلقت في نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر، الدول الأربع الأكثر تضررا من الهجمات التي تشنها بوكو حرام التي هاجمت أيضا مئات المنشآت التعليمية الأخرى أو نهبتها أو أحرقتها.التأسيس والنشأة
بحسب تقارير صحفية ، ظهرت نواة جماعة بوكو حرام سنة 2002م وسط مجموعة صغيرة من الشباب غير المعروفين، بقيادة رجل يُعرَف باسم محمد يوسف الذي أنشأ مقر المجموعة في مايدوجوري بولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا.
وبين عامي 2002 و2009م نجح محمد يوسف في تجنيد عدد كبير من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عامًا. والتحق به كثير من العائلات الفقيرة والشباب العاطلين من العمل من شمالي نيجيريا، ومن البلدان المجاورة، مثل النيجر وتشاد وكاميرون.
وأطلقت بوكو حرام برامج اجتماعية لمساعدة المُعوِزين والمحتاجين، وأصبح لخطابِ الجماعة صِبغة شعبية، باعتباره دفاعًا عن شمالي البلاد من الأثرياء الجشعين الذين ينهبون خيراته.
ولا يوجد إحصاء دقيق بعدد عناصر جماعة بوكو حرام لكن مسؤولون في المخابرات الأميركية، ذكروا في فبراير2015، أن لدى جماعة بوكو حرام ما بين أربعة آلاف وستة آلاف مقاتل، وتمتلك أموالا وأسلحة بكميات كبيرة خزنتها خلال تقدمها الميداني، وبينوا في تصريحات صحفية، أن تمويل الجماعة ازدهر بفضل سرقات المصارف والفديات الناجمة عن عمليات الخطف.
تحولات وانشقاقات
شكل اغتيال زعيم الجماعة ومؤسسها محمد يوسف في 30 يوليو 2009 بعد ساعات من اعتقاله واحتجازه لدى قوات الأمن في شمال نيجيريا، نقطة فارقة في مسار بوكو حرام حيث بدأت الحركة مرحلة جديدة بعد تولي نائبه أبي بكر شيكاو القيادة خلفا له والذي لم يكن يحظي بالإجماع الذي يمكنه من استكمال مسيرة المؤسس والحفاظ على وحدة التنظيم.
وفي 2011 لم تعُد بوكو حرام كِيانا واحدًا، بعدما تمردت فصائل مختلفة على التنظيم الأم، وأدى ذلك إلى انقسام الجماعة إلى ثلاث مجموعات مختلفة، تتباين في العقيدة الفكرية وفي وسائل العمل وأساليبه؛ وهي: جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد (JASLWJ) بقيادة أبي بكر شيكاو وهو الاسم الأصلي للجماعة المعروفة باسم بوكو حرام.
وفرع تنظيم داعش المسمى ولاية غرب إفريقيا الإسلامية (ISWAP)، واعترفت داعش بهذا الفرع في عام 2016م وعينت أبا مصعب البرناوي نجل محمد يوسف بدلًا من شيكاو المبايع لها عام 2015م، مما أدَى إلى انقسام الجماعة بينهما؛ حيث قاد البرناوي غالبيةَ المسلَّحين في بوكو حرام، وظل شيكاو على رأس ما تبقَّى من العناصر.
وأما جماعة أنصار المسلمين «أنصارو» فقد انشقت عن «بوكو حرام» في عام 2011م، نتيجة لمعارضة أفرادها استهدافَ المدنيين المسلمين، ولجوءُ شيكاو إلى العنف العَشوائي، وركزت في عملياتها على استهداف المصالح الغربية في المناطق التي تنشط فيها.
ورغم تشرذم الجماعة وانشقاق فصائلها ظل اسم بوكو حرام هو المستخدم لوصف أيا من تلك التنظيمات الثلاثة ولا سيما عندما يكون هناك شك بشأن الجماعة المسؤولة عن هجومٍ ما.
العلاقة مع داعش
كان لظهور تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أثر عميق في تشرذم بوكو حرام في الرغم من إعلان الجماعة عام 2015 على لسان زعيمها في ذلك الوقت أبو بكر شيكاو مبايعة داعش واعترافه بأبو بكر البغدادي كخليفة للمسلمين والالتزام بطاعته على السمع والطاعة في المنشط والمكره.
ولم تمر سوي شهور قليلة على مبايعة شيكاو للبغدادي حتى تخلي عنه الأخير وأعلنت داعش بشكل رسمي في شهر أغسطس 2016م تعيين أبا مصعب البرناوي نجل مؤسس التنظيم محمد بن يوسف قائدًا لبوكو حرام بدلًا من شيكاو وهو ما قابله الأخير بالعصيان ورفضَ الاعتراف بإمارة البرناوي، وانشق بجزء من الجماعة تحت اسمها الأصلي «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد»، في حين أصبح البرناوي زعيمًا لفرع جماعة داعش في غرب إفريقيا تحت اسم «ولاية غرب إفريقيا الإسلامية». وضمَّت جماعة شيكاو 1500 محارب، وجماعة البرناوي 3500 مقاتل. وندَّدَت داعش بشيكاو على نطاق واسع، واعتبرته من أتباع فكر الخوارج!
وفي منتصف 2021 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية بغرب أفريقيا على لسان زعيمه البرناوي أن أبو بكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام مات منتحرا بعد تفجير عبوة ناسفة في نفسه عندما لاحقه مقاتلو تنظيم الدولة.
وفتح انتحار شيكاو زعيم بوكو حرام الباب أمام تنظيم داعش للسيطرة الكاملة على المنطقة حيث انضم بعض المقاتلين من “بوكو حرام” إلى تنظيم الدولة خوفاً من أن يتم إعدامهم، فيما استسلم آخرون أو لاذوا بالفرار لتنتهي بذلك أسطورة التنظيم بعد أن ابتلعه داعش حتى وإن بقي إسمه رمزا للإرهاب ومحاربة التعليم في نيجيريا.
تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز
بحسب تقارير صحفية ، ظهرت نواة جماعة بوكو حرام سنة 2002م وسط مجموعة صغيرة من الشباب غير المعروفين، بقيادة رجل يُعرَف باسم محمد يوسف الذي أنشأ مقر المجموعة في مايدوجوري بولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا.
وبين عامي 2002 و2009م نجح محمد يوسف في تجنيد عدد كبير من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عامًا. والتحق به كثير من العائلات الفقيرة والشباب العاطلين من العمل من شمالي نيجيريا، ومن البلدان المجاورة، مثل النيجر وتشاد وكاميرون.
وأطلقت بوكو حرام برامج اجتماعية لمساعدة المُعوِزين والمحتاجين، وأصبح لخطابِ الجماعة صِبغة شعبية، باعتباره دفاعًا عن شمالي البلاد من الأثرياء الجشعين الذين ينهبون خيراته.
ولا يوجد إحصاء دقيق بعدد عناصر جماعة بوكو حرام لكن مسؤولون في المخابرات الأميركية، ذكروا في فبراير2015، أن لدى جماعة بوكو حرام ما بين أربعة آلاف وستة آلاف مقاتل، وتمتلك أموالا وأسلحة بكميات كبيرة خزنتها خلال تقدمها الميداني، وبينوا في تصريحات صحفية، أن تمويل الجماعة ازدهر بفضل سرقات المصارف والفديات الناجمة عن عمليات الخطف.
شكل اغتيال زعيم الجماعة ومؤسسها محمد يوسف في 30 يوليو 2009 بعد ساعات من اعتقاله واحتجازه لدى قوات الأمن في شمال نيجيريا، نقطة فارقة في مسار بوكو حرام حيث بدأت الحركة مرحلة جديدة بعد تولي نائبه أبي بكر شيكاو القيادة خلفا له والذي لم يكن يحظي بالإجماع الذي يمكنه من استكمال مسيرة المؤسس والحفاظ على وحدة التنظيم.
وفي 2011 لم تعُد بوكو حرام كِيانا واحدًا، بعدما تمردت فصائل مختلفة على التنظيم الأم، وأدى ذلك إلى انقسام الجماعة إلى ثلاث مجموعات مختلفة، تتباين في العقيدة الفكرية وفي وسائل العمل وأساليبه؛ وهي: جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد (JASLWJ) بقيادة أبي بكر شيكاو وهو الاسم الأصلي للجماعة المعروفة باسم بوكو حرام.
وفرع تنظيم داعش المسمى ولاية غرب إفريقيا الإسلامية (ISWAP)، واعترفت داعش بهذا الفرع في عام 2016م وعينت أبا مصعب البرناوي نجل محمد يوسف بدلًا من شيكاو المبايع لها عام 2015م، مما أدَى إلى انقسام الجماعة بينهما؛ حيث قاد البرناوي غالبيةَ المسلَّحين في بوكو حرام، وظل شيكاو على رأس ما تبقَّى من العناصر.
وأما جماعة أنصار المسلمين «أنصارو» فقد انشقت عن «بوكو حرام» في عام 2011م، نتيجة لمعارضة أفرادها استهدافَ المدنيين المسلمين، ولجوءُ شيكاو إلى العنف العَشوائي، وركزت في عملياتها على استهداف المصالح الغربية في المناطق التي تنشط فيها.
ورغم تشرذم الجماعة وانشقاق فصائلها ظل اسم بوكو حرام هو المستخدم لوصف أيا من تلك التنظيمات الثلاثة ولا سيما عندما يكون هناك شك بشأن الجماعة المسؤولة عن هجومٍ ما.
كان لظهور تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أثر عميق في تشرذم بوكو حرام في الرغم من إعلان الجماعة عام 2015 على لسان زعيمها في ذلك الوقت أبو بكر شيكاو مبايعة داعش واعترافه بأبو بكر البغدادي كخليفة للمسلمين والالتزام بطاعته على السمع والطاعة في المنشط والمكره.
ولم تمر سوي شهور قليلة على مبايعة شيكاو للبغدادي حتى تخلي عنه الأخير وأعلنت داعش بشكل رسمي في شهر أغسطس 2016م تعيين أبا مصعب البرناوي نجل مؤسس التنظيم محمد بن يوسف قائدًا لبوكو حرام بدلًا من شيكاو وهو ما قابله الأخير بالعصيان ورفضَ الاعتراف بإمارة البرناوي، وانشق بجزء من الجماعة تحت اسمها الأصلي «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد»، في حين أصبح البرناوي زعيمًا لفرع جماعة داعش في غرب إفريقيا تحت اسم «ولاية غرب إفريقيا الإسلامية». وضمَّت جماعة شيكاو 1500 محارب، وجماعة البرناوي 3500 مقاتل. وندَّدَت داعش بشيكاو على نطاق واسع، واعتبرته من أتباع فكر الخوارج!
وفي منتصف 2021 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية بغرب أفريقيا على لسان زعيمه البرناوي أن أبو بكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام مات منتحرا بعد تفجير عبوة ناسفة في نفسه عندما لاحقه مقاتلو تنظيم الدولة.
وفتح انتحار شيكاو زعيم بوكو حرام الباب أمام تنظيم داعش للسيطرة الكاملة على المنطقة حيث انضم بعض المقاتلين من “بوكو حرام” إلى تنظيم الدولة خوفاً من أن يتم إعدامهم، فيما استسلم آخرون أو لاذوا بالفرار لتنتهي بذلك أسطورة التنظيم بعد أن ابتلعه داعش حتى وإن بقي إسمه رمزا للإرهاب ومحاربة التعليم في نيجيريا.