وحيد حقانيان أحد أعضاء الدائرة المقربة للمرشد الإيراني علي خامنئي فاجأ المراقبين والمتابعين للشأن الإيراني بالترشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة المزمع عقدها أواخر هذا الشهر.
وحددت إيران 28 يونيو الجاري موعدا للانتخابات الرئاسية المبكرة عقب شغور منصب الرئيس بعد مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث سقوط المروحية التي كان يستقلها قبل أيام.
وتم فتح الباب لتسجيل أسماء المرشحين الرئاسيين في الفترة من 30 مايو إلى 3 يونيو على أن تكون الحملات الانتخابية من 12 إلى 27 يونيو.
وأعاد ترشح وحيد حقانيان خلط الأوراق في إيران وغير من خريطة التوقعات نظرا للمكانة التي يحظي كونه أحد رجال الدائرة الضيقة من علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية وصاحب الكلمة الأولي والأخيرة في البلاد.من هو وحيد حقانيان ؟
ولد وحيد حقانيان الذي يعرف أيضا باسم “الحاج وحيد” أو “سردار وحيد” عام 1962 في طهران، وينتمي بالأصل لأسرة دينية ترجع أصولها لمدينة أصفهان.
اعتُقِل حقانيان لأول مرة عام ١٩٧٨ هو ومجموعة من الشبان في أثناء استماعهم إلى الرسائل التي كانت تذاع فى غربي طهران لآية الله الخميني بواسطة إحدى محطات الراديو، ولصغر سنه أفرج عنه بعد أسبوع من اعتقاله، بيد أن هذه التجربة العويصة التي عاشها شكلت فارقًا قويٌا وتغيرًا جذريًا فى حياته، فبعد انتصار الثورة الإسلامية وفى عام ١٩٧٩ عمل مع لجان الثورة الإسلامية غربي طهران.
بعد حصوله على شهادة الدبلوم من المدرسة الثانوية “فراهاني” عام ١٩٨٥ انضم للحرس الثوري، وكان من القلة الذين تولوا منصبًا مباشرا في مؤسسة الحرس الثوري من دون أن يكون له أي خلفية عسكرية.
وعام ١٩٨٦ عُين قائدا لدوريات الأمن التابعة للحرس الثوري فى طهران والمعروفة باسم “فوج ثار الله”.
سعيد جليلي..هل يكون رجل المرشد الرئيس الجديد لـ إيران ؟
وفي عام ١٩٨٩ تعرض لإصابة بالغة فى البطن والقدم في أثناء عمليات “بيت المقدس 3″، والتي لا تزال آثارها واضحة خلال سيره إلى الآن.
وبعد تأسيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري، انضم له وشغل منصب نائب قائد الفرقة الموجهة لدول الكتلة الشرقية ثم إلتحق بالخدمة فى مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي عام ٢٠٠٢ عُين نائبًا تنفيذيًا لمكتب القيادة، ثم قائد حماية المرشد الأعلى، والمساعد السياسي لمكتب التفتيش الخاص للمرشد علي خامنئي، كما عمل كمساعد لنائب مكتب بيت خامنئي للشؤون الأمنية والسياسية.
ويشغل حاليا منصب نائب الرئيس التنفيذي لبيت المرشد ويعتبر من أقرب الدوائر الأمنية الاستشارية لخامنئي لدرجة أن كثير من الدوائر والتقارير تصفه بأنه ظل خامنئي وذلك لقربه الشديد منه، فهو يقف خلفه في مختلف المناسبات ويرافقه في كل اللقاءات والاجتماعات الحساسة؛ لذلك وسمته الصحف ووكالات الأنباء بـ”الجنرال الذي لا يفارق ظل المرشد”.
بين المرشد والرئيس
في حياة وحيد حقانيان مجموعة من المواقف التي تبرز وتكشف عن المكانة التي يحظي بها داخل الدولة الإيرانية فهو المرافق الدائم للمرشد في جميع رحلاته وربما لا تظهر صورة لخامنئي دون وجوده فيها.
وفي مراسم الولاية الثانية لرئاسة محمود أحمدي نجاد، وسط دهشة الجميع، قام حقانيان بتسليم حكم تنفيذ مرسوم الرئاسة إلى خامنئي ليقوم بتسليم المرسوم إلى أحمدي نجاد وهذا العمل يقوم به عادة الرئيس السابق أو رئيس مجلس الخبراء أو من في وزنهم ومستواهم.
كما ظهر بين الرئيس السابق حسن روحاني والمرشد خامنئي وسلم حكم التنفيذ المرسوم الرئاسي.
حامل رسائل المرشد
في 25 فبراير 2019، ظهر دور الحج وحيد بارزا عندما نجح في إقناع وزير الخارجية آئنذاك جواد ظريف بالعدول عن استقالته بعد أن ذهب إليه حاملا رسالة دقيقة وبالغة الحساسية من المرشد الأعلى علي خامنئي، إلى ظريف، مفادها أنه يتوجب على الوزير المستقيل العودة إلى منصبه في الصباح الباكر.
وبحسب تقارير وقتها فإن ظريف الذي رفض طلب الرئيس روحاني بالتراجع عن استقالته استجاب للأمر بعد لقائه مع “وحيد حقانيان”، الذي نجح في إقناعه بالتنازل عن فكرة التشبث بالاستقالة والعودة إلى منصبه وهو الموقف الذي أظهر القوة التي يتمتع بها حقانيان.
وفي السنوات الأخيرة، برز دور وحيد حقانيان وحضوره الكثير من الفعاليات كممثل خاص للمرشد علي خامنئي حيث كان يلتقي بوزراء ومسؤولين في الحكومة وينقل لهم رسائل وتوجيهات المرشد .
العقوبات الأمريكية
في 4 نوفمبر 2019، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية حقانيان على قائمة العقوبات إلى جانب 9 شخصيات من المسؤولين والمقربين من المرشد الإيراني الأعلى.
وفي بيانها، وصفت الخزانة الأميركية، وحيد حقانيان بأنه “اليد اليمنى للزعيم الأعلى”، فضلاً عن اتهامات له وللشخصيات الأخرى التي شملتهم العقوبات، بأنهم “ينفذون سياساته المزعزعة للاستقرار”.
حقانيان ورئيسي
لكن منذ قرابة أربع سنوات تقريباً، أي بعد الانتخابات الرئاسية السابقة، بدأ يتراجع دور حقانيان في مؤسسة القيادة وأصبح يغيب بالتدرج عن الأضواء حيث لم يعد يرافق المرشد خلال السنوات الأخيرة كما في السابق. حينها،
كان للمرشح الرئاسي المحتمل حقانين موقفا سلبيا من عملية انتخاب إبراهيم رئيسي الرئيس الراحل وهو ما جعله عرضة للهجوم من وسائل إعلام رسمية.
عقب فوز رئيسي، كتب حقانيان مقالاً حول الانتخابات، نشرته وسائل إعلام إيرانية، اعتبر فيه إن وجود المرشحين الآخرين إلى جانب رئيسي كان “مدداً ربانياً”، مضيفاً أن هؤلاء المرشحين ضحوا بأنفسهم لأجل الثورة الإسلامية، حيث قال إنه “في ظل الظروف الناتجة من رفض الترشيحات (من قبل مجلس صيانة الدستور)، ومقاطعة الانتخابات عن طريق الأجانب وحتى أحمدي نجاد، لو كان هؤلاء المرشحون الثلاث قد انسحبوا من السباق بعد انسحاب مرشحين آخرين لكان ذلك يشكل تحدياً كبيراً أمام النظام المقدس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى لو كانت الداخلية ترفض ذلك”، أي طلبات انسحابهم.
وأثار المقال موجة من الجدل، حيث اعتبرته حينها، وسائل إعلام محافظة يحمل دلالات على أن الانتخابات “استعراضية”، وانتقدته وكالة “تسنيم” المحافظة، حينها، واصفة مقاله بأنه “مسبب للخسارة”، مخاطبة إياه بالقول “يحق لك أن يكون لك رأيك ناشطاً، لكن عندما تعلن خروجك من مكتب القائد”.
خطاب الترشح
عقب تقديم أوراقه أمس السبت 1 يونيو، عقد وحيد حقانين مؤتمرا صحفيا، لإعلان ترشحه للرئاسة مؤكدا أن الترشح جاء بـ “بقرار شخصي “.
وأشار إلى قيامه بإعداد تقارير دقيقة حول أوضاع المواطنين وتقديمها لأصحاب القرار في النظام، متابعا”خلال السنوات الـ 45 الماضية، بفضل الواجب الذي قمت به، ورحلاتي إلى جميع أنحاء البلاد، وإعداد التقارير المستمرة، وتقديمها لمراكز صنع القرار، وتجاربي المباشرة في الحروب وغيرها من المجالات، تمكنت من بناء جسور قوية مع مختلف فئات المجتمع”
موضحًا أنه “خلال 45 عامًا من الخدمة المستمرة في مختلف المناصب الإدارية والتنفيذية وصنع القرار في البلاد، لم ينتم أبدًا لأي فصيل سياسي، ولكنه مستعد للتعاون مع الجميع”.
وأعلن أنه كان ناشطًا في حزب “جمهوري إسلامي”، منذ أن كان عمره 18 عامًا، ويعمل في رئاسة الجمهورية ومكتب خامنئي منذ 45 عامًا، ولهذا السبب فهو على دراية تامة بقضايا البلاد.
الغريب أنه خلال المؤتمر الصحفي انقطعت الكهرباء عن القاعة، عدة مرات، وهو ما علق عليه حقانيان بقوله “آمل ألا يكون الأمر متعمدًا”.
ولد وحيد حقانيان الذي يعرف أيضا باسم “الحاج وحيد” أو “سردار وحيد” عام 1962 في طهران، وينتمي بالأصل لأسرة دينية ترجع أصولها لمدينة أصفهان.
اعتُقِل حقانيان لأول مرة عام ١٩٧٨ هو ومجموعة من الشبان في أثناء استماعهم إلى الرسائل التي كانت تذاع فى غربي طهران لآية الله الخميني بواسطة إحدى محطات الراديو، ولصغر سنه أفرج عنه بعد أسبوع من اعتقاله، بيد أن هذه التجربة العويصة التي عاشها شكلت فارقًا قويٌا وتغيرًا جذريًا فى حياته، فبعد انتصار الثورة الإسلامية وفى عام ١٩٧٩ عمل مع لجان الثورة الإسلامية غربي طهران.
بعد حصوله على شهادة الدبلوم من المدرسة الثانوية “فراهاني” عام ١٩٨٥ انضم للحرس الثوري، وكان من القلة الذين تولوا منصبًا مباشرا في مؤسسة الحرس الثوري من دون أن يكون له أي خلفية عسكرية.
وعام ١٩٨٦ عُين قائدا لدوريات الأمن التابعة للحرس الثوري فى طهران والمعروفة باسم “فوج ثار الله”.
وبعد تأسيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري، انضم له وشغل منصب نائب قائد الفرقة الموجهة لدول الكتلة الشرقية ثم إلتحق بالخدمة فى مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي عام ٢٠٠٢ عُين نائبًا تنفيذيًا لمكتب القيادة، ثم قائد حماية المرشد الأعلى، والمساعد السياسي لمكتب التفتيش الخاص للمرشد علي خامنئي، كما عمل كمساعد لنائب مكتب بيت خامنئي للشؤون الأمنية والسياسية.
ويشغل حاليا منصب نائب الرئيس التنفيذي لبيت المرشد ويعتبر من أقرب الدوائر الأمنية الاستشارية لخامنئي لدرجة أن كثير من الدوائر والتقارير تصفه بأنه ظل خامنئي وذلك لقربه الشديد منه، فهو يقف خلفه في مختلف المناسبات ويرافقه في كل اللقاءات والاجتماعات الحساسة؛ لذلك وسمته الصحف ووكالات الأنباء بـ”الجنرال الذي لا يفارق ظل المرشد”.
في حياة وحيد حقانيان مجموعة من المواقف التي تبرز وتكشف عن المكانة التي يحظي بها داخل الدولة الإيرانية فهو المرافق الدائم للمرشد في جميع رحلاته وربما لا تظهر صورة لخامنئي دون وجوده فيها.
وفي مراسم الولاية الثانية لرئاسة محمود أحمدي نجاد، وسط دهشة الجميع، قام حقانيان بتسليم حكم تنفيذ مرسوم الرئاسة إلى خامنئي ليقوم بتسليم المرسوم إلى أحمدي نجاد وهذا العمل يقوم به عادة الرئيس السابق أو رئيس مجلس الخبراء أو من في وزنهم ومستواهم.
كما ظهر بين الرئيس السابق حسن روحاني والمرشد خامنئي وسلم حكم التنفيذ المرسوم الرئاسي.
في 25 فبراير 2019، ظهر دور الحج وحيد بارزا عندما نجح في إقناع وزير الخارجية آئنذاك جواد ظريف بالعدول عن استقالته بعد أن ذهب إليه حاملا رسالة دقيقة وبالغة الحساسية من المرشد الأعلى علي خامنئي، إلى ظريف، مفادها أنه يتوجب على الوزير المستقيل العودة إلى منصبه في الصباح الباكر.
وبحسب تقارير وقتها فإن ظريف الذي رفض طلب الرئيس روحاني بالتراجع عن استقالته استجاب للأمر بعد لقائه مع “وحيد حقانيان”، الذي نجح في إقناعه بالتنازل عن فكرة التشبث بالاستقالة والعودة إلى منصبه وهو الموقف الذي أظهر القوة التي يتمتع بها حقانيان.
وفي السنوات الأخيرة، برز دور وحيد حقانيان وحضوره الكثير من الفعاليات كممثل خاص للمرشد علي خامنئي حيث كان يلتقي بوزراء ومسؤولين في الحكومة وينقل لهم رسائل وتوجيهات المرشد .
في 4 نوفمبر 2019، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية حقانيان على قائمة العقوبات إلى جانب 9 شخصيات من المسؤولين والمقربين من المرشد الإيراني الأعلى.
وفي بيانها، وصفت الخزانة الأميركية، وحيد حقانيان بأنه “اليد اليمنى للزعيم الأعلى”، فضلاً عن اتهامات له وللشخصيات الأخرى التي شملتهم العقوبات، بأنهم “ينفذون سياساته المزعزعة للاستقرار”.
لكن منذ قرابة أربع سنوات تقريباً، أي بعد الانتخابات الرئاسية السابقة، بدأ يتراجع دور حقانيان في مؤسسة القيادة وأصبح يغيب بالتدرج عن الأضواء حيث لم يعد يرافق المرشد خلال السنوات الأخيرة كما في السابق. حينها،
كان للمرشح الرئاسي المحتمل حقانين موقفا سلبيا من عملية انتخاب إبراهيم رئيسي الرئيس الراحل وهو ما جعله عرضة للهجوم من وسائل إعلام رسمية.
عقب فوز رئيسي، كتب حقانيان مقالاً حول الانتخابات، نشرته وسائل إعلام إيرانية، اعتبر فيه إن وجود المرشحين الآخرين إلى جانب رئيسي كان “مدداً ربانياً”، مضيفاً أن هؤلاء المرشحين ضحوا بأنفسهم لأجل الثورة الإسلامية، حيث قال إنه “في ظل الظروف الناتجة من رفض الترشيحات (من قبل مجلس صيانة الدستور)، ومقاطعة الانتخابات عن طريق الأجانب وحتى أحمدي نجاد، لو كان هؤلاء المرشحون الثلاث قد انسحبوا من السباق بعد انسحاب مرشحين آخرين لكان ذلك يشكل تحدياً كبيراً أمام النظام المقدس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى لو كانت الداخلية ترفض ذلك”، أي طلبات انسحابهم.
وأثار المقال موجة من الجدل، حيث اعتبرته حينها، وسائل إعلام محافظة يحمل دلالات على أن الانتخابات “استعراضية”، وانتقدته وكالة “تسنيم” المحافظة، حينها، واصفة مقاله بأنه “مسبب للخسارة”، مخاطبة إياه بالقول “يحق لك أن يكون لك رأيك ناشطاً، لكن عندما تعلن خروجك من مكتب القائد”.
عقب تقديم أوراقه أمس السبت 1 يونيو، عقد وحيد حقانين مؤتمرا صحفيا، لإعلان ترشحه للرئاسة مؤكدا أن الترشح جاء بـ “بقرار شخصي “.
وأشار إلى قيامه بإعداد تقارير دقيقة حول أوضاع المواطنين وتقديمها لأصحاب القرار في النظام، متابعا”خلال السنوات الـ 45 الماضية، بفضل الواجب الذي قمت به، ورحلاتي إلى جميع أنحاء البلاد، وإعداد التقارير المستمرة، وتقديمها لمراكز صنع القرار، وتجاربي المباشرة في الحروب وغيرها من المجالات، تمكنت من بناء جسور قوية مع مختلف فئات المجتمع”
موضحًا أنه “خلال 45 عامًا من الخدمة المستمرة في مختلف المناصب الإدارية والتنفيذية وصنع القرار في البلاد، لم ينتم أبدًا لأي فصيل سياسي، ولكنه مستعد للتعاون مع الجميع”.
وأعلن أنه كان ناشطًا في حزب “جمهوري إسلامي”، منذ أن كان عمره 18 عامًا، ويعمل في رئاسة الجمهورية ومكتب خامنئي منذ 45 عامًا، ولهذا السبب فهو على دراية تامة بقضايا البلاد.
الغريب أنه خلال المؤتمر الصحفي انقطعت الكهرباء عن القاعة، عدة مرات، وهو ما علق عليه حقانيان بقوله “آمل ألا يكون الأمر متعمدًا”.