بينما كانت جهود الوساطة تتوالي لإعلان هدنة جديدة وصفقة تبادل أسري بين إسرائيل وحماس، جاء اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قصف إسرائيل على لبنان ليوقف كل جهود السلام ويعيد الحرب لنقطة الصفر بعد مرور قرابة 100 يوم على اندلاعها.واغتالت إسرائيل صالح العاروري القيادي بحركة حماس و6 من رفاقه الثلاثاء 2 كانون الثاني، في شقة بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وجاء اغتيال العاروري بعد التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من أن إسرائيل ستعمل ضد قادة حماس أينما كانوا.
واُثارت عملية الاغتيال التي وقعت فى لبنان وتحديدا في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تمثل أحد معاقل حزب الله مخاوف من تطور الصراع لحرب إقليمية خاصة أن العاروري كان يمثل وفق مراقبين حلقة الوصل بين حماس والحزب وإيران.
كما تأت حادثة اغتيال العاروري وستة آخرين، من بينهم اثنان من القادة العسكريين في حماس، في وقت يتصاعد فيه التوتر على جبهات أخرى، بما في ذلك ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر، حيث يهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.
وبحسب مراقبون فإن الحرب لن تنتهي قريبا خاصة فى ظل عدم وجود رغبة حقيقة من الجانب الإسرائيلي بإنهاءها نظرا للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ 7 أكتوبر.
الحرب مستمرة
وتري ياسمين حلمي العايدي الباحثة فى الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية أن “الحرب في غزة مستمرة ولن تنتهي في الأمد القريب لأن نتنياهو يؤجج الوضع الأمني لبقائه في السلطة بإسرائيل وفتح جبهة الشمال مع لبنان والدليل على ذلك زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي لجبهة الشمال و تعبئة القوات لخوض حرب مع لبنان لتغطية فشلهم في التوغل في غزة و السيطرة على خانيونس “.
وقالت لوكالتنا “مسلسل الاغتيالات لقيادات المقاومة الفلسطينية لن ينتهي في ظل نشاط كبير للموساد الإسرائيلي وتعاونه مع اللوبي الصهيوني في العالم الغربي ومحاولة حكومة نتنياهو استمالة الشارع الإسرائيلي وعموم اليهود بأنهم يحققون أهدافهم بتصفية قيادات حماس”.
وأكدت أن “اغتيال العاروري هو البداية كما أكد رئيس الموساد الإسرائيلي لافتة إلي أن إسرائيل تتفاخر بأنها قامت بإنجاز كبير باغتيال العاروري ووزعت الشرطة الإسرائيلية الحلوى على المستوطنين اليهود احتفالا باستهدافه “.
وأشارت ياسمين إلي أن ” الدخول في حرب إقليمية أمر غير مستبعد بسبب طول أمد الحرب في غزة و حرب التجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني و زيادة التوتر في البحر الأحمر”.
وبحسب الباحثة فإن “الحرب قد تنتهي تدريجيا دون الإعلان الرسمي عنها حيث تتحول استراتيجية الحرب من غزة لتعزيز القوات العسكرية في الشمال مع حدود لبنان”.
وتري أن “اغتيال العاروري منح نتنياهو شرعية جديدة ورفع شعبيته وظهر أنه حقق نجاح كبير و لكن في نفس الوقت فإن نتائج الحرب التي أسقطت عدد كبير من جنود الاحتلال من الصعب تجاوزها و هو في كل الأحوال لن يدوم منصبه و سيحاكم قريبا فور تركه للسلطة”.
أزمة حماس وحزب الله
بدوره يري الباحث والمحلل السياسي المصري محمد يسري أن “مقتل العاروري في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، ليس دليلا على إمكانية توسيع دائرة الحرب”.
وقال لوكالتنا ” لا يمكن اعتبار عملية مقتل العاروري دليلا على إمكانية توسيع دائرة الحرب في المنطقة، بقدر ما هي إثارة أزمة جديدة لكل من حماس وإيران وحزب الله في وقت واحد، فقد سبق العملية بأقل من ثلاثة أيام عملية أخرى باقتناص أحد أبز القيادات الإيرانية في مزرعة بالقرب من العاصمة السورية دمشق وثبت أن هذا الشخص “راضي موسوي” كان همزة الوصل بين مكتب خامنئي في إيران وبين الفصائل التابعة للجمهورية الإسلامية في كل من العراق وسوريا ولبنان كالحشد الشعبي وفيلق القدس وحزب الله إذ كان مسؤولا عن إيصال الدعم اللوجيستي لتلك الكيانات والمتعاونين معها في تلك المنطقة الحساسة من الشرق الأوسط.”
وبحسب الباحث “تحاول إسرائيل لفت نظر المتعاطفين مع المقاومة الفلسطينية إلى أن هناك شيئا غامضا بين كل من حماس وأذراع إيران في المنطقة وهو الفخ الذي وقع فيه المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري الإيراني بعد عملية استهداف راضي موسوي وزعمه أن عملية طوفان الأقصى كانت جزءا من الثأر لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في قصف بطائرة مسيرة أمريكية لسيارته على طريق مطار بغداد الدولي رغم مرور ثلاث سنوات على الحادث وأن المنفذ لم يكن دولة الاحتلال”.
وتابع ” تأتي عملية اغتيال العاروري الذي يمثل وزير خارجية حماس لدى إيران وكان من المقرر أن يلتقي في اليوم التالي للعملية حسن نصر الله أمين عام حزب الله، وهو ما يثبت أن الكيان يخترق تلك الشبكة التي تربط بين كل من حماس وإيران فمن أخبر الاحتلال بوجود العاروري في المبني الذي استهدفه القصف الإسرائيلي بالضاحية الجنوبية في بيروت يماثل من أرشد عن مكان موسوي في ريف دمشق”.
ويعتقد الباحث أنه ” بالتالي فإن هناك رابطا بين العمليتين من حيث الهدف ومن حيث التوقيت رغم نفي حماس علاقة ايران بعملية طوفان الأقصى لكن إلحاح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال كلمته الأخيرة على تأكيد ما قالته حركة حماس يشير إلى أن هناك علاقة ولو كانت من بعيد بهذه العملية.”
ولفت إلي أنه ” من المتوقع حدوث بعض العمليات النوعية البسيطة بين كل من الاحتلال وأذرع إيران التقليدية في المنطقة ردًأ على هاتين العمليتين وكذا الاعتداءات الحوثية في البحر الأحمر وليس حربًا واسعة النطاق، لعدم وجود مؤشرات قوية على ذلك”.
تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز
وجاء اغتيال العاروري بعد التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من أن إسرائيل ستعمل ضد قادة حماس أينما كانوا.
واُثارت عملية الاغتيال التي وقعت فى لبنان وتحديدا في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تمثل أحد معاقل حزب الله مخاوف من تطور الصراع لحرب إقليمية خاصة أن العاروري كان يمثل وفق مراقبين حلقة الوصل بين حماس والحزب وإيران.
كما تأت حادثة اغتيال العاروري وستة آخرين، من بينهم اثنان من القادة العسكريين في حماس، في وقت يتصاعد فيه التوتر على جبهات أخرى، بما في ذلك ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر، حيث يهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.
وبحسب مراقبون فإن الحرب لن تنتهي قريبا خاصة فى ظل عدم وجود رغبة حقيقة من الجانب الإسرائيلي بإنهاءها نظرا للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ 7 أكتوبر.
الحرب مستمرة
وتري ياسمين حلمي العايدي الباحثة فى الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية أن “الحرب في غزة مستمرة ولن تنتهي في الأمد القريب لأن نتنياهو يؤجج الوضع الأمني لبقائه في السلطة بإسرائيل وفتح جبهة الشمال مع لبنان والدليل على ذلك زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي لجبهة الشمال و تعبئة القوات لخوض حرب مع لبنان لتغطية فشلهم في التوغل في غزة و السيطرة على خانيونس “.
وقالت لوكالتنا “مسلسل الاغتيالات لقيادات المقاومة الفلسطينية لن ينتهي في ظل نشاط كبير للموساد الإسرائيلي وتعاونه مع اللوبي الصهيوني في العالم الغربي ومحاولة حكومة نتنياهو استمالة الشارع الإسرائيلي وعموم اليهود بأنهم يحققون أهدافهم بتصفية قيادات حماس”.
وأكدت أن “اغتيال العاروري هو البداية كما أكد رئيس الموساد الإسرائيلي لافتة إلي أن إسرائيل تتفاخر بأنها قامت بإنجاز كبير باغتيال العاروري ووزعت الشرطة الإسرائيلية الحلوى على المستوطنين اليهود احتفالا باستهدافه “.
وأشارت ياسمين إلي أن ” الدخول في حرب إقليمية أمر غير مستبعد بسبب طول أمد الحرب في غزة و حرب التجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني و زيادة التوتر في البحر الأحمر”.
وبحسب الباحثة فإن “الحرب قد تنتهي تدريجيا دون الإعلان الرسمي عنها حيث تتحول استراتيجية الحرب من غزة لتعزيز القوات العسكرية في الشمال مع حدود لبنان”.
وتري أن “اغتيال العاروري منح نتنياهو شرعية جديدة ورفع شعبيته وظهر أنه حقق نجاح كبير و لكن في نفس الوقت فإن نتائج الحرب التي أسقطت عدد كبير من جنود الاحتلال من الصعب تجاوزها و هو في كل الأحوال لن يدوم منصبه و سيحاكم قريبا فور تركه للسلطة”.
بدوره يري الباحث والمحلل السياسي المصري محمد يسري أن “مقتل العاروري في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، ليس دليلا على إمكانية توسيع دائرة الحرب”.
وقال لوكالتنا ” لا يمكن اعتبار عملية مقتل العاروري دليلا على إمكانية توسيع دائرة الحرب في المنطقة، بقدر ما هي إثارة أزمة جديدة لكل من حماس وإيران وحزب الله في وقت واحد، فقد سبق العملية بأقل من ثلاثة أيام عملية أخرى باقتناص أحد أبز القيادات الإيرانية في مزرعة بالقرب من العاصمة السورية دمشق وثبت أن هذا الشخص “راضي موسوي” كان همزة الوصل بين مكتب خامنئي في إيران وبين الفصائل التابعة للجمهورية الإسلامية في كل من العراق وسوريا ولبنان كالحشد الشعبي وفيلق القدس وحزب الله إذ كان مسؤولا عن إيصال الدعم اللوجيستي لتلك الكيانات والمتعاونين معها في تلك المنطقة الحساسة من الشرق الأوسط.”
وبحسب الباحث “تحاول إسرائيل لفت نظر المتعاطفين مع المقاومة الفلسطينية إلى أن هناك شيئا غامضا بين كل من حماس وأذراع إيران في المنطقة وهو الفخ الذي وقع فيه المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري الإيراني بعد عملية استهداف راضي موسوي وزعمه أن عملية طوفان الأقصى كانت جزءا من الثأر لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في قصف بطائرة مسيرة أمريكية لسيارته على طريق مطار بغداد الدولي رغم مرور ثلاث سنوات على الحادث وأن المنفذ لم يكن دولة الاحتلال”.
وتابع ” تأتي عملية اغتيال العاروري الذي يمثل وزير خارجية حماس لدى إيران وكان من المقرر أن يلتقي في اليوم التالي للعملية حسن نصر الله أمين عام حزب الله، وهو ما يثبت أن الكيان يخترق تلك الشبكة التي تربط بين كل من حماس وإيران فمن أخبر الاحتلال بوجود العاروري في المبني الذي استهدفه القصف الإسرائيلي بالضاحية الجنوبية في بيروت يماثل من أرشد عن مكان موسوي في ريف دمشق”.
ويعتقد الباحث أنه ” بالتالي فإن هناك رابطا بين العمليتين من حيث الهدف ومن حيث التوقيت رغم نفي حماس علاقة ايران بعملية طوفان الأقصى لكن إلحاح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال كلمته الأخيرة على تأكيد ما قالته حركة حماس يشير إلى أن هناك علاقة ولو كانت من بعيد بهذه العملية.”
ولفت إلي أنه ” من المتوقع حدوث بعض العمليات النوعية البسيطة بين كل من الاحتلال وأذرع إيران التقليدية في المنطقة ردًأ على هاتين العمليتين وكذا الاعتداءات الحوثية في البحر الأحمر وليس حربًا واسعة النطاق، لعدم وجود مؤشرات قوية على ذلك”.