تشهد مخيمات النزوح على الحدود التركية السورية أوضاعا إنسانية صعبة، لا سيما مع استمرار تخفيض برنامج الأغذية العالمي لقيمة السلة الغذائية.وبحسب تقارير صحفية،وصلت قيمة السلة الغذائية إلى 40 دولارا بعد أن كانت 60 دولارا منذ بداية العام الجاري، مما أدى إلى تضرر الأسر الفقيرة في إدلب شمال غربي سوريا، حيث أصبح الآلاف منها على شفا المجاعة، خصوصا تلك التي تقيم في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
وناشدت منظمات دولية معنية بالشأن الإنساني المجتمع الدولي سرعة إيجاد حلول سريعة لتفادي وقوع مأساة سببها الجوع والفقر وقلة فرص العمل.
من جانبها، قالت وحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف السوري المعارض إن 47% من محطات المياه شمال غربي سوريا لا تعمل، بسبب حاجتها للصيانة أو عدم توفر نفقات تشغيلها.
وأوضحت وحدة تنسيق الدعم في تقرير لها، أن الأهالي يعتمدون على الآبار الزراعية الخاصة كمصدر بديل للمياه. وأكد التقرير أن 8 عينات مياه مأخوذة من شمال غربي سوريا من أصل 146 أظهرت أنها مياه ملوثة غير صالحة للشرب.
معاناة تتحدي الوصف
وكان أمين عام الأمم المتحدة قد اعتبر إن “معاناة السوريين تتحدى الوصف.” داعيا في كلمة وجهها لمؤتمر دولي لحشد الدعم للسوريين الذين ما زالوا يعانون من صراع مستمر منذ اثني عشر عاما.
وأشار الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى أن 9 من كل 10 سوريين يعيشون تحت خط الفقر. وقال إن أكثر من 15 مليون سوري، أي 70% من إجمالي عدد السكان، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.
جاء ذلك في رسالة مصورة أرسلها الأمين العام لمؤتمر بروكسل السنوي السابع لدعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي.
وقد أدى الصراع السوري إلى مصرع نحو 500 ألف شخص وتشريد أكثر من 12 مليونا. وفيما وصلت الاحتياجات الإنسانية لأعلى مستوياتها، ضربت الزلازل المدمرة المنطقة لتفاقم الوضع.
وناشد الأمين العام المشاركين في المؤتمر أن يساعدوا الوكالات الإنسانية لتتمكن من مواصلة دعم السوريين.
وتبلغ تكلفة النداء الإنساني لسوريا، وهو الأكبر على مستوى العالم، 11.1 مليار دولار.
ولفت الأمين العام الانتباه إلى ضرورة العمل العاجل وعدم إضاعة الوقت، إذ إن 2.5 مليون سوري سيُحرمون من المساعدات الغذائية أو النقدية بحلول الشهر المقبل إذا لم يتوفر التمويل الضروري.
وشدد الأمين العام على ضرورة أن تتمثل الأولوية الأولى للجميع في تمويل النداء الإنساني وصرف التعهدات المالية بأسرع وقت.
وفي نفس الوقت شدد غوتيريش على ضرورة كسر الحلقة المفرغة التي يغذي الحرمان فيها الصراع، فيما يُعمق الصراع الشعور باليأس.
ودعا إلى رسم طريق للتحرك قدما يجد فيه السوريون قدرا من الاستقرار والأمل في المستقبل. وحدد الأمين العام ما يتعين فعله ومن ذلك ضمان الوصول الإنساني الدائم عبر كل الطرق الممكنة. وشدد في هذا السياق على أهمية أن يمدد مجلس الأمن قراره الذي يسمح بتوصيل الإغاثة عبر الحدود.
وأكد أيضا أهمية تحقيق تقدم حقيقي على صعيد قضية المحتجزين والمختطفين والمفقودين، بما في ذلك عبر إنشاء مؤسسة دولية معنية بتلك القضية.
كما شدد على ضرورة تحقيق تقدم على مسار إجراء مفاوضات شاملة وذات مصداقية.