يشبهون الكرد ويعيشون في عام 2974..كل ما تريد معرفته عن الأمازيغ

 الشمس نيوز

يتميز الشرق الأوسط بتعدد الشعوب والقوميات داخل العديد من الدول، فالبنظر إلي المنطقة نجد أنها تضم قوميات مثل القومية الكردية والأمازيغية بجانب العرب والفرس والترك.

نتحدث خلال هذه السطور عن الأمازيغ أو الشعب الأمازيغي، وسنحاول الإجابة على عدة تساؤلات مثل من هم الأمازيغ؟ وأين يعيشون وماهي عاداتهم وتقاليدهم التي يختلفون بها عنّا.

من هم الأمازيغ ؟

هم مجموعة إثنية يتحدثون اللغة الأمازيغية التي تنتمي إلى عائلة اللغة الأفروسيوية، ينسب الأمازيغ أصلهم إلى مازيغ بن كنعان بن حام (شام)، ابن النبي نوح عليه السلام.

يعيش الأمازيغ في المنطقة الجغرافية الممتدة من واحة سيوة بمصر، إلى جزر الكناري، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر ومالي جنوباً.

النسبة الأكبر تعيش في (المغرب، الجزائر، ليبيا)، وبنسبة أقل في دول (تونس، مصر، موريتانيا، مالي، النيجر)، وغالبيتهم من المسلمين السنّة.

تسمية الأمازيغ!
عرف الأمازيغ قديماً في اللغات الأوربية باسم موري (mauri) وهي كلمة محرفة عن مغربي.

وكان العرب غالباً يطلقون عليهم اسم البربر أو أهل المغرب، والبربر كلمة عربية لا علاقة لها بالكلمة اللاتينية باربار (Barbare).

وهي كلمة استعملها اللاتينيون لوصف كل الشعوب غير اللاتينية، بما فيها الجرمان وغيرهم، اعتقاداً منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات.

مع وصول الإسلام إلى شمال إفريقيا، استعرب جزء من الأمازيغ بتبنّيهم اللغة العربية لغة الدين الجديد، وبقي جزء آخر محتفظاً بلغته الأمازيغية.

وفي غياب إحصائيات رسمية حول أعداد الأمازيغ اليوم، أصدرت لجنة التنسيق للشعوب الأصلية في أفريقيا تقديرات في تقرير خاص.

وأفاد التقرير “قد يصل عدد الأمازيغ في شمال أفريقيا إلى أكثر من 30 مليون نسمة، ويمثلون نسبة كبيرة من سكان الجزائر والمغرب وتونس”.

رأس السنة الأمازيغية!
يحتفل العديد من الأمازيغ وبعض القبائل المعربة برأس السنة الأمازيغية، التي توافق يوم 12 يناير/كانون الثاني من السنة الميلادية.

يوافق 2024 في التقويم الميلادي الحالي عام 2974 في التقويم الأمازيغي، حيث يبدأ تقويم الأمازيغ القديم  من 930 قبل الميلاد، وهي مناسبة انتصار الملك شيشنق على الفراعنة، ويعتبرون هذا الانتصار بداية تاريخهم”.

يعتقد بعض العامة من الأمازيغ أن السنة الأمازيغية تبتدئ بعد تمكن زعيمهم شيشنق من هزم جيوش الفرعون الذي أراد أن يحتل بلدهم.

وحسب الأسطورة فإن المعركة قد تمَّت بالجزائر بمدينة تلمسان.

أما من الناحية التاريخية فإن المؤرخين يعتقدون بأن شيشنق الذي أسس الأسرة المصرية الثانية والعشرين لم يصل إلى الحكم عن طريق الحرب.

بل من خلال ترقيته في مناصب الدولة المصرية الفرعونية، ذلك لأن المصريين القدماء قد اعتمدوا على الأمازيغ بشكل كبير في جيش دولتهم، خاصة منذ عهد الأسرة العشرين.

ويعود أصل شيشنق إلى قبيلة المشوش، وهذه القبيلة قد تكون من ليبيا الحالية، ويمكن ملاحظة بعض التشابه الثقافي بين أمازيغ الجزائر والمشوش.

وفي المغرب قبيلة تحمل إسم تمشوش، قبيلة هي الأخرى معربة، بطن من بطون القبيلة الأم أوربة، قد تكون هي نفس قبيلة المشوش.

يعتقد المؤرخون أن التفسير الأمازيغي العامي ليس تاريخياً علمياً.

فبعض الباحثين يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود إلى آلاف السنين، حتى إنه قد يكون أقدم من التقويم الفرعوني.

قصة سلف المعزة
حسب المعتقدات الميثولوجية الأمازيغية استهانت عنزة بقوى الطبيعة، فاغترت بنفسها وخرجت تتراقص وتتشفى، في شهر يناير/كانون الثاني، الذي انتهى وذهب وذهبت معه ثلوجه وعواصفه وبرده.

وعوضاً عن أن تشكر السماء كانت تتحدّى الطبيعة، فغضب شهر يناير/كانون الثاني، وطلب من شهر فورار (فبراير/شباط)، أن يقرضه يوماً، حتى يعاقب المعزة على جحودها وجرأتها.

وقام بعدها شهر يناير بتهديد العنزة قائلاً: “نسلّف نهار من عند فورار ونخلي قرونك يلعبو بهم الصغار في ساحة الدوار”.

وقام يناير بإثارة عواصفه وزوابعه وثلوجه يوم 31، إلى أن لقيت العنزة به مصرعها، ومن هنا جاء التناقص بين عدد أيام يناير/كانون الثاني (31) وأيام فبراير/شباط (28).

وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم سلف المعزة، ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر، ويفضل عدم الخروج للرعي 12 يوماً مخافة عاصفة شديدة.

أقدم شعوب الأرض

وبحسب عضو اتحاد المؤرخين العرب، محمد رفعت الإمام، إن “الأمازيغ من أقدم الشعوب المتواجدة على وجه الكرة الأرضية”.

ويضيف “الأمازيغ بمعنى الأشراف، الأحرار، النبلاء هم أقدم من سكن شمال أفريقيا، لا نستطيع أن نجزم أن الأمازيغ هم أصل شمال أفريقيا، لكن المؤكد أنهم من أوائل السكان الذين استوطنوا هذا الإقليم”.

وأشار إلي إن “الاستعمار الفرنسي تحديدا، أسس لقاعدة ‘فرق تسد’، وحاول أن يخلق ازدواجية في شمال أفريقيا، ما بين المسلم العربي، والمسلم الأمازيغي، ولكن الأمازيغ انحازوا للوحدة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي”.

وأضاف “وبعد خروج الاستعمار الفرنسي بدأت الأنظمة الوطنية في شمال أفريقيا تفرض العروبة على الأمازيغ، ولا تعترف بهويتهم”.

وموجة الاستقلال التي اجتاحت شمال أفريقيا بحلول الخمسينيات ترافقت مع صعود للقومية العربية، ما انعكس سلبا على السكان الأمازيغ.

الأمازيغ والكرد 

يذكر تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: “عانت الثقافة الأمازيغية من التضييق والإنكار، ومحاولات الدمج بالمجموع القومي العربي المتشكل، ما يوازي التجربة الكردية في المشرق”.

ويقول رئيس لجنة التنسيق للشعوب الأصلية في أفريقيا، محمد حنداين : “حاول الرومان رومنة الشعب الأمازيغي، وحاول الفرنسيون فرنسة الشعب الأمازيغي، كذلك حاول القوميون العرب تعريب الشعب الأمازيغي أيديولوجيا، لكنه بقي هو شعبا استيعابيا، يستوعب كل الثقافات دون أن يفرط في هويته الأصلية”.

 

 

 

Exit mobile version