بقلم / محسن عوض الله
خلال الأيام الماضية، ضجت وسائل الإعلام العالمية والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي بالجريمة البشعة التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المراسلة التلفزيونية بشبكة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
غضب عارم عم مواقع التواصل الاجتماعي، وبيانات شجب محلية ودولية وإدانة واسعة للجريمة التي ليست بجديدة على المحتل الصهيوني الذى لا يعترف بقانون أو حصانة ولا يراعي حرمة أو قداسة.
لم تكتف قوات الاحتلال بقتل شيرين أبو عاقلة وإسكات صوتها إلى الأبد بل عمدت لاقتحام جنازتها وإسقاط التابوت الذى يحمل جثمانها فى تصرف همجي متطرف ليس بغريب على الصهاينة.
جريمة مقتل شيرين أبو عاقلة أعادت إلى ذهني حادث مشابه إلى حد كبير، بل ربما أشد إجراما، ولكنه لم يحظى بهذا الكم من الاستنكار والتعاطف رغم أن الجاني فى الحالتين قوة محتلة مجرمة.
بارين كوباني أو أمينة عمر فتاة كردية فى العشرينات من عمرها تعرضت ربما لأبشع مما تعرضت له الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ربما يقول قال وهل هناك أبشع من القتل! سنعود لتوضيح هذه النقطة بعد أن نتعرف على بارين الكردية.
بارين أو أمينة فتاة سورية كردية “مسلمة” وذكر دياناتها لو مغزي سنذكره أيضا.
بارين الكردية بنت مدينة عفرين أو أرض الزيتون كما يسميها الكرد تلك المدينة التى كانت آمنة مستقرة تنعم بالتعايش والتأخي بين جميع أبناءها وسكانها وغالبيتهم من الكرد وربما كان هذا أحد أسباب نكبتها.
استقرار عفرين وكونها أرضا للتأخي والتعايش بين جميع المكونات والأطياف السورية وانتماء غالبية سكانها للقومية الكردية لم يعجب قوات الاحتلال وهنا نتحدث عن الاحتلال التركي الذى تسيطر قواته بشكل عدواني استيطاني على قطاع كبير من الأرض السورية.
مطلع 2018 اقتحمت قوات الاحتلال التركي مدينة عفرين بقصد السيطرة عليها واحتلالها وإخضاعها لمناطق النفوذ التركي بشمال سوريا.
اعتمدت قوات الاحتلال التركي فى هجومها على عفرين على القصف الجوي والصاروخي مع هجمات برية على ثغور عفرين وحدودها نفذها ميليشيات سورية إرهابية موالية للمحتل التركي.
على أحد هذه الثغور، وقفت بارين تحمل سلاحها شأنها شأن كل أهالي المدينة دفاعا عن أرضهم ووطنهم أمام قوات الاحتلال والميليشيات الإرهابية الموالية له.
وبعد قرابة شهر من الحرب، وبالتحديد مطلع فبراير 2018، هاجمت مجموعة مسلحة من الميليشيات المدعومة من تركيا حدود المدينة من النقطة التي تحرسها بارين ورفاقها، لم يكن الأمر سهلا على الفتاة الكردية التى رفضت الاستسلام للمرتزقة والإرهابيين، أبت السماح للمحتلين بدخول المدينة، قاومت حتى أخر لحظة فى حياتها حتى ارتقت شهيدة على يد أنجاس الأرض من مرتزقة تركيا.
ومن مشهد مقتل بارين الكردية، نعود ثانية إلى شيرين الفلسطينية، فإذا كان إجرام الاحتلال الصهيوني قد توقف عند قتل شيرين فإن إجرام ميليشيات الاحتلال التركي لم ترحم بارين حتى بعد مقتلها.
مقتل بارين كان بداية لعمليات أقذر قامت بها الميليشيات الموالية للاحتلال التركي فى سوريا ولهذا قلت فى بداية المقال أن الفتاة الكردية تعرضت لأبشع مما تعرضت له الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وجدت شيرين أبو عاقلة من يحاول اسعافها بعد استهدافها من قبل قوات الاحتلال، وجدت من حمل جثمانها، ومن صرخ على الإسعاف، ومن بكي ومن هتف، ومن ومن ومن…
أما بارين وهى فتاة مسلمة فقد سقطت بين يدي أوباش الأرض من مرتزقة الاحتلال التركي ومعظمهم للأسف ينتمي زورا للإسلام، لم يكتف هؤلاء المجرمين بقتلها بل عمدوا إلي تعريتها والوقوف بأقدامهم على صدرها وقطع ثدييها والتمثيل بجثتها.
لم يكتف مرتزقة الاحتلال التركي بما فعلوه بل قاموا بتوثيق جريمتهم عبر فيديو نشروه بأنفسهم وهو يوجهون أقذر الألفاظ للشهيدة بارين بعد أن مثلوا بجثتها وقطعوها.
ومن بارين نعود لـ شيرين التى شهدت جنازتها إرهابا جديدا، وهجمية غير غريبة على الاحتلال الإسرائيلي بعد أن عمدت قواته للهجوم على الجنازة ومحاولة إسقاط التابوت الذى يحمل الجثمان وهو أمر رغم بشاعته ربما أفضل بكثير مما تعرض له جثمان بارين.
يكفي شيرين حظاَ، أن كانت لها جنازة وجثمان حتى لو تم إسقاطه من قبل قوات الاحتلال، يكفي شيرين أن جنازتها شاهدها العالم أجمع عبر فضائية الجزيرة التى كانت تعمل بها، يكفي شيرين أن صلى عليه المسلمون صلاة الجنازة وهي المرأة المسيحية، يكفي شيرين أن صورتها رُفعت فى العديد من الميادين والساحات بالعديد من العواصم كرمز ودليل على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
أما بارين، فجنازتها كانت رمزية ضمن جنازات شهداء الهجوم التركي على عفرين، لم يكن لـ بارين جنازة ولم يكن لها جثمان، لأن أسرة بارين لم تتسلم جثمانها من قوات الاحتلال التركي بعد أن عمدت الميليشيات التابعة له لتقطيع الجثمان وربما حرقه كما تواترت الأنباء فى ذلك الوقت.
حظ بارين من حظ شعبها الكردي، فهي المسلمة التى يُكفرها بعض المسلمون، هى الموحدة التى يتهمونها بالإلحاد، هى الفتاة الجميلة التى يصفونها بالخنزيرة، هى الشهيدة الحرة التى يرفضون الترحم عليها أو الدعاء لها!
مقارنة بسيطة بين ما حدث مع بارين وشيرين ربما تكشف حجم النفاق الدولي بل والعربي والإسلامي، شيرين الفلسطينية أو الأمريكية إن “أردنا الدقة” هى الشهيدة صوت الحق وهى بالفعل كذلك، أما بارين فهي المقاتلة الإرهابية رغم أنها كانت تدافع عن وطنها وأرضها!
انتفض العالم غضبا لمقتل شيرين، وحق له ذلك، ولكن بارين رغم جرم ما حدث لها لم يلق خبر قتلها هذه الضجة الإعلامية والتفاعل والتعاطف عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية!
شيرين وبارين ضحايا إجرام وفُجر قوات احتلال، دنست الأرض، وهتكت العرض، وقتلت البشر والحجر، لن ألوم الاحتلال، ولكن ألوم الأعين الملونة التى تري شيرين ضحية وبارين مجرمة !!
غضب عارم عم مواقع التواصل الاجتماعي، وبيانات شجب محلية ودولية وإدانة واسعة للجريمة التي ليست بجديدة على المحتل الصهيوني الذى لا يعترف بقانون أو حصانة ولا يراعي حرمة أو قداسة.
لم تكتف قوات الاحتلال بقتل شيرين أبو عاقلة وإسكات صوتها إلى الأبد بل عمدت لاقتحام جنازتها وإسقاط التابوت الذى يحمل جثمانها فى تصرف همجي متطرف ليس بغريب على الصهاينة.
بارين كوباني أو أمينة عمر فتاة كردية فى العشرينات من عمرها تعرضت ربما لأبشع مما تعرضت له الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ربما يقول قال وهل هناك أبشع من القتل! سنعود لتوضيح هذه النقطة بعد أن نتعرف على بارين الكردية.
بارين أو أمينة فتاة سورية كردية “مسلمة” وذكر دياناتها لو مغزي سنذكره أيضا.
بارين الكردية بنت مدينة عفرين أو أرض الزيتون كما يسميها الكرد تلك المدينة التى كانت آمنة مستقرة تنعم بالتعايش والتأخي بين جميع أبناءها وسكانها وغالبيتهم من الكرد وربما كان هذا أحد أسباب نكبتها.
استقرار عفرين وكونها أرضا للتأخي والتعايش بين جميع المكونات والأطياف السورية وانتماء غالبية سكانها للقومية الكردية لم يعجب قوات الاحتلال وهنا نتحدث عن الاحتلال التركي الذى تسيطر قواته بشكل عدواني استيطاني على قطاع كبير من الأرض السورية.
مطلع 2018 اقتحمت قوات الاحتلال التركي مدينة عفرين بقصد السيطرة عليها واحتلالها وإخضاعها لمناطق النفوذ التركي بشمال سوريا.
اعتمدت قوات الاحتلال التركي فى هجومها على عفرين على القصف الجوي والصاروخي مع هجمات برية على ثغور عفرين وحدودها نفذها ميليشيات سورية إرهابية موالية للمحتل التركي.
على أحد هذه الثغور، وقفت بارين تحمل سلاحها شأنها شأن كل أهالي المدينة دفاعا عن أرضهم ووطنهم أمام قوات الاحتلال والميليشيات الإرهابية الموالية له.
وبعد قرابة شهر من الحرب، وبالتحديد مطلع فبراير 2018، هاجمت مجموعة مسلحة من الميليشيات المدعومة من تركيا حدود المدينة من النقطة التي تحرسها بارين ورفاقها، لم يكن الأمر سهلا على الفتاة الكردية التى رفضت الاستسلام للمرتزقة والإرهابيين، أبت السماح للمحتلين بدخول المدينة، قاومت حتى أخر لحظة فى حياتها حتى ارتقت شهيدة على يد أنجاس الأرض من مرتزقة تركيا.
مقتل بارين كان بداية لعمليات أقذر قامت بها الميليشيات الموالية للاحتلال التركي فى سوريا ولهذا قلت فى بداية المقال أن الفتاة الكردية تعرضت لأبشع مما تعرضت له الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وجدت شيرين أبو عاقلة من يحاول اسعافها بعد استهدافها من قبل قوات الاحتلال، وجدت من حمل جثمانها، ومن صرخ على الإسعاف، ومن بكي ومن هتف، ومن ومن ومن…
أما بارين وهى فتاة مسلمة فقد سقطت بين يدي أوباش الأرض من مرتزقة الاحتلال التركي ومعظمهم للأسف ينتمي زورا للإسلام، لم يكتف هؤلاء المجرمين بقتلها بل عمدوا إلي تعريتها والوقوف بأقدامهم على صدرها وقطع ثدييها والتمثيل بجثتها.
لم يكتف مرتزقة الاحتلال التركي بما فعلوه بل قاموا بتوثيق جريمتهم عبر فيديو نشروه بأنفسهم وهو يوجهون أقذر الألفاظ للشهيدة بارين بعد أن مثلوا بجثتها وقطعوها.
ومن بارين نعود لـ شيرين التى شهدت جنازتها إرهابا جديدا، وهجمية غير غريبة على الاحتلال الإسرائيلي بعد أن عمدت قواته للهجوم على الجنازة ومحاولة إسقاط التابوت الذى يحمل الجثمان وهو أمر رغم بشاعته ربما أفضل بكثير مما تعرض له جثمان بارين.
يكفي شيرين حظاَ، أن كانت لها جنازة وجثمان حتى لو تم إسقاطه من قبل قوات الاحتلال، يكفي شيرين أن جنازتها شاهدها العالم أجمع عبر فضائية الجزيرة التى كانت تعمل بها، يكفي شيرين أن صلى عليه المسلمون صلاة الجنازة وهي المرأة المسيحية، يكفي شيرين أن صورتها رُفعت فى العديد من الميادين والساحات بالعديد من العواصم كرمز ودليل على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
أما بارين، فجنازتها كانت رمزية ضمن جنازات شهداء الهجوم التركي على عفرين، لم يكن لـ بارين جنازة ولم يكن لها جثمان، لأن أسرة بارين لم تتسلم جثمانها من قوات الاحتلال التركي بعد أن عمدت الميليشيات التابعة له لتقطيع الجثمان وربما حرقه كما تواترت الأنباء فى ذلك الوقت.
حظ بارين من حظ شعبها الكردي، فهي المسلمة التى يُكفرها بعض المسلمون، هى الموحدة التى يتهمونها بالإلحاد، هى الفتاة الجميلة التى يصفونها بالخنزيرة، هى الشهيدة الحرة التى يرفضون الترحم عليها أو الدعاء لها!
مقارنة بسيطة بين ما حدث مع بارين وشيرين ربما تكشف حجم النفاق الدولي بل والعربي والإسلامي، شيرين الفلسطينية أو الأمريكية إن “أردنا الدقة” هى الشهيدة صوت الحق وهى بالفعل كذلك، أما بارين فهي المقاتلة الإرهابية رغم أنها كانت تدافع عن وطنها وأرضها!
انتفض العالم غضبا لمقتل شيرين، وحق له ذلك، ولكن بارين رغم جرم ما حدث لها لم يلق خبر قتلها هذه الضجة الإعلامية والتفاعل والتعاطف عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية!
شيرين وبارين ضحايا إجرام وفُجر قوات احتلال، دنست الأرض، وهتكت العرض، وقتلت البشر والحجر، لن ألوم الاحتلال، ولكن ألوم الأعين الملونة التى تري شيرين ضحية وبارين مجرمة !!