” ملا بختيار” أخر الضحايا.. صراعات الاتحاد الكردستاني فيها “سم قاتل”

وسط حالة عدم الاستقرار ضمن صفوف حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني”، عقب عملية تحييد الرئيس المشترك للحزب لاهور شيخ جنكي، في تموز/يوليو الماضي، جاءت تصريحات الحزب أمس الأحد، 31 تشرين الأول/أكتوبر، لتعقد المشهد السياسي أكثر مع احتمال سيناريوهات جديدة أكثر خطورة.

محاولة اغتيال قيادات كردية بالسليمانية
وأكد “الاتحاد الوطني الكردستاني” رسمياً تعرّض قادة بارزين في الحزب لمحاولة الاغتيال بـ”سمٍ قاتل”، وأن الحزب بصدد البدء بتحقيقات حول هذه القضية.
ونقلت الـ “اندبندنت عربية” عن عضو المجلس الرئاسي في حزب “الاتحاد” أريز عبدالله قوله إن “ما تم التأكد منه إلى الآن هو تعرّض ملا بختيار (عضو المجلس السياسي الأعلى في الاتحاد) إلى تسمم، ويجري الحديث عن إصابة شخصين آخرين، ونحن بانتظار نتائج الفحوصات المخبرية والتحقيق القضائي الجاري”، مبيّناً أن “التوصل إلى نتائج سيأخذ بعض الوقت، للتأكد من الجهة التي قامت بهذا الفعل الشنيع برفاقنا، هل هي دولة أم منظمة أم شخص؟”.

 

إقرا أيضا

استخبارات الاتحاد الوطني الكردستاني تفجر مفاجأة عن جريمة اغتيال ياسين بولوت.. ماذا قالت

 

هنا كركوك.. الشمس نيوز في قدس الأكراد.. كيف ينظر أهالي المدينة لأحداث 16 أكتوبر في ذكراها الرابعة ؟

اتهامات تلاحق شيخ لاهور جنكي
ورداً على الاتهامات الموجهة إلى الرئيس المشارك للحزب “لاهور شيخ جنكي” قال عبدالله “إلى الآن، لم نتهم أي أحد إطلاقاً، هذا الأمر يحسمه القضاء والتحقيقات، ومن المبكر جداً الحديث عن الجهة أو الشخص المتهم. ملا بختيار هو أحد الضحايا، ولم يوجّه أي اتهام لأحد، ولا يبدو واضحاً ولا مؤشرات بعد حول هوية الجاني”.
بدوره أكد المتحدث باسم الحزب أمين بابا الشيخ “تعرّض ملا بختيار لحالة تسمم، وهو الأن يتلقى علاجه في أحد المشافي خارج البلاد”، موضحاً أن “حالة الملا بختيار غير مستقرة”.

هل يحدث صراع مسلح بالسليمانية
ونفى بابا الشيخ الإشاعات بصدد احتمال نشوب صراع مسلح بين قطبي الحزب نفسه بالقول: “لا صحة لهذه الأنباء، نحن نعيش في مدينة يحكمها القانون، وكلنا يحترم الأمن والقانون”.
ويشار إلى أن المنافسة على قيادة الحزب بدأت مع إصابة مؤسس الحزب “جلال طالباني” عام 2012، ليحتدم الصراع مع رحيله في مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2017.

تسمم قيادات أمنية بالسليمانية
وفي السياق أكدت تقارير إعلامية تعرض المدير السابق لأمن السليمانية حسن نوري المعروف بـ”أوستا حسن”، للتسمم هو الآخر، وأجرى فحوصات طبية مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في ألمانيا، وعاد إلى الإقليم إثر تدهور صحته ومعاناته من مضاعفات غير طبيعية.

اجتماع لقيادات حزب الاتحاد مع الزعيم الكردي بارزاني
اجتماع لقيادات حزب الاتحاد مع الزعيم الكردي بارزاني

المحلل السياسي كمال رؤوف وفي حديثة إلى الـ”اندبندنت عربية” اعتبر أن “تعرّض قادة للتسمم يُعدّ سابقة خطيرة، خصوصاً أن الحديث يجري عن تعرض عدد وليس شخصاً واحداً، وأن الغموض القائم وعدم توافر المعلومات الكافية والأدلة محل استغراب، والحديث يقتصر على ضحية تدّعي أنها ضمن الذين تعرّضوا لتسميم متعمد، والكل في حالة ترقب إلى حين أن يكشف أحدهم عن نتائج الفحوص المخبرية، أو أي دليل آخر”.

استبعاد شيخ لاهور جنكي
وحول احتمالية محاولة تلفيق تهمه جديدة لـ”شيخ جنكي” لاستبعاده كلياً عن الحزب أضاف رؤوف “الأمر لا يحتاج إلى سيناريو أو تلفيق تهمة، فقد تم استبعاده فعلياً وجُرّد من صلاحياته خارج السياقات الرسمية الحزبية، وهو الآن رئيس مشارك من حيث الاسم وليس من حيث الفعل والمضمون، وهو اليوم معتكف في منزله”، واستدرك “يمكن تفسير الأمر على أنه مسعى لتشويه شخصيته وتوجيه الأنظار إلى وقوفه وراء هذه الجريمة، على اعتبار أنه امتلك الأدوات عندما كان يتحكم بإدارة جهاز الاستخبارات ومكافحة الإرهاب”.
ووسط حالة من القلق حيال نشوب خلافات جديدة ضمن الحزب الذي يعاني انقسامات عدة، ومغبة تطور الموقف إلى نشوب صراع مسلح، خاصة مع امتلك كل طرف قوات عسكرية ومناصرين قال رؤوف “لا أستبعد ذلك، كل شيء وارد، لأن الاتحاد بطبيعته حزب مسلح، وهذه القوة العسكرية مقسمة بين أفراد، وكل من هؤلاء الأفراد أو القادة كوّنوا لأنفسهم مواقع ومصالح خاصة واكتسبوا موالين وجمهوراً”، لافتاً إلى أن “التدخلات الخارجية من شأنها أن تعزز هذا الاحتمال (نزاع مسلح)”.
وصادق المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني، في الثامن عشر من شباط/فبراير 2019، بالإجماع، على النظام الداخلي للحزب، وتم انتخاب لاهور شيخ جنكي وبافل طالباني، بصفه رئيسين مشتركين للاتحاد الوطني الكردستاني.
وكان الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني “بافل طالباني” قد وجه في وقت سابق من تموز/يوليو الماضي، اتهامات لنظيره “شيخ جنكي” بمحاولة اغتياله بالسم، مؤكداً أنه يمتلك أدله، بيد أن الاخير نفى صحة الاتهامات مؤكداً إنها محاولة لتشويه سمعته.

Exit mobile version