منذ انطلاق الثورة السورية أصبح الشعب السوري ضحية حرب شنها بشار الأسد على كل من قال له أرحل واترك السلطة لمن يستحق.وبعد 12 سنة من الثورة لا يزال هناك أعداد مضاعفة من النازحين والقتلى، ويفيد أحد تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة لعام 2022، إن عدد النازحين بلغ أكثر من 900 ألف، منهم 300 ألف خلال عام واحد فقط.
تعتبر الحرب التي شنها بشار الأسد على السوريين، أكبر كارثة بشرية من صنع الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية على نطاق لا يمكن فهمه لدرجة أن الأمم المتحدة تخلت رسمياً عن محاولة إحصاء عدد القتلى في يناير 2014. فقد كانت آخر محاولة للأمم المتحدة في تقدير مقتل 400 ألف شخص صادر عن المبعوث الخاص آنذاك لسوريا ستافان دي ميستورا في عام 2016.
وقد أصبح المستحيل إحصاء عدد القتلى من القصف اليومي بل والأكثر استحالة تحديد رقم لأولئك الذين ماتوا في وقت لاحق متأثرين بجراحهم أو ماتوا من أمراض يمكن الوقاية منها. بالإضافة إلى أنه من المستحيل إحصاء مئات من آلاف السوريين الذين اختفوا أو أعدموا أو تعرضوا للتعذيب حتى الموت في سجون الموت التابعة لنظام بشار الأسد.
وعلى ما يبدو أن نظام الأسد قد أعطى الضوء الأخضر لحليفه الإيراني بفتح سجون سرية تُمارس فيها أبشع أنواع التعذيب ولا تقل خطورة عن معتقلات النظام السوري، حيث أفادت وسائل الإعلام، نقلاً عن أحد المعتقلين، أنهم كانوا يستخدمون أساليب تعذيب وحشية ضد المعتقلين المدنيين، مثل الصعق بالكهرباء والكي بالنار حتى يغمى عليهم، كما كانوا يجبرون على التعري بالإضافة إلى العنف اللفظي الذي كانوا يتعرضون له.
وقد نشرت وسائل الإعلام، عدد من مواقع المعتقلات السرية الإيرانية في سوريا، 3 منها في حمص وريفيها و3 في دير الزور بالإضافة إلى 1 في تدمر و أخرى موجودة في دمشق لم يتم التأكد من مواقعها، وبحسب وسائل الإعلام جميعها محاطة بخنادق وسواتر ترابية وتخضع لحراسة مشددة.
يشير الخبراء، على الرغم من أن نظام الأسد أعطى صلاحيات واسعة لإيران والتدخل في الشأن السوري إلا أن ما تمارسه القوات الإيرانية والفصائل الموالية لها في البلاد من الاعتقالات التعسفية والقتل خارج نطاق القضاء وبناء معتقلات سرية والمشاركة مع حكومة دمشق في عمليات عسكرية ضد المدنيين هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني.
ويختم الخبراء، يستغل النظام الإيراني حكومة دمشق في ممارساتها وتغطية وتمويه تواجدها أمام الضربات الإسرائيلية، كما تستغل ظروف الشعب السوري الاقتصادية في مناطق سيطرة النظام لتجندهم لصالحها عوضاً عن منحهم امتيازات يفتقر لها ضباط رفيعو المستوى في صفوف الجيش السوري.
يذكر أن هناك شهود على جرائم نظام الأسد، منها شخص عرف باسم “حفار القبور”، إذ عمل الشاهد حفاراً للقبور الجماعية لضحايا معتقلات الأسد ما بين عام 2011 و2017. وكشفت شهادة “الحفار” الذي لم يكشف عن هويته لضمان سلامته في رواية جريمة القتل المنظم التي ارتكبها النظام السوري ضد ضحاياه المدنيين، فقد توالت التقارير الموثقة عن “المختفين قسرياً” خلال السنوات العشر الماضية، كان أشدها صور “قيصر” التي تعرّف من خلالها أهالي المفقودين على أبنائهم الذين اختفوا، ولم يعرفوا مصيرهم، فتلقوا فيهم العزاء بعد سنين من قتلهم.