تنتشر بكل مكان..كيف تهدد ميليشيات إيران مستقبل الحل السياسي بسوريا ؟

الوجود العسكري للنظام الإيراني في سوريا محدود مقارنة بالوجود الميليشياوي المحسوب عليها هناك، لأن إيران نظرت وباستمرار إلى سوريا على أنها مساحة من الأرض تستطيع استغلالها لتحقيق أهدافها في المنطقة، والتي في حال تحولت إلى حرب إقليمية، فستكون على الأراضي السورية وبميليشيات “شيعية” تابعة لها والأطراف الإقليمية الفاعلة في الشرق الأوسط.
ويعتبر هذا الوجود الميليشياوي من أهم أسباب استمرار الازمة السورية، بالصورة التي هي عليه الآن، وذلك لأن هذه الميليشيات هي التي حالت دون سقوط نظام بشار الأسد، أو حتى تغييره، وزادت من نفوذه وبطشه، وهي التي تتحكم على الأرض بكل شاردة وواردة، بينما تقوم إيران على صعيد أعمق بالتحكم بمراكز القيادة السورية والحكومة، وهي من يحدد سياسات الأسد الخارجية والداخلية.

وتُعتبر هذه الميليشيات خطرًا داهمًا على استقرار وأمن السكان في المناطق السورية المنتشرة فيها، كونها تنسب لنفسها الفضل في إبقاء النظام السوري، وبالتالي تعطي لنفسها الحق بالتصرف كما يحلو لها، وأنها الحاكم والمسيطر في تلك المناطق.
وعلى رأس هذه الميليشيات الإيرانية يتربع “حزب الله” اللبناني، الذي بدأ يواجه نقمة غير مسبوقة من الأهالي في مختلف المناطق التي يتواجد فيها، بسبب ممارساته العدائية تجاه السكان.
وبحسب ما يتم تداوله في الاعلام، فإن العديد من الفعاليات في عدد من المناطق لم تنفك تعقد اجتماعات للتباحث في مسألة وجود “حزب الله” داخل مناطق تتبع للنظام ووضع حد لممارسات عناصره الغير أخلاقية، وإرسال رسالة صارمة الى النظام بضرورة اخلاء تلك المناطق فوراً من ميليشيا الحزب، التي لم يعد من الضروري تواجدها فيها.
ولا شك بان ايران وادواتها من احزاب سياسيه واجسام عسكريه تتعامل مع الجغرافيا التي تهيمن عليها وكانها محميه تتبع لولايه الفقيه وبالتالي السلوكيات والممارسات الاستفزازيه تأتي في سياق تأصيل وتوطيد تلك المعتقدات بحيث ان معتقدي فكرهم لا تعني لهم الجغرافيا التي يقيمون عليها وولائهم خالص لصالح ايران.
فتمارس طقوسها وشعائرها انطلاقًا من اعتبارهم بأن الأرض السورية هي أراضي تابعة لإيران، ويحق لهم التصرف بها كما يرغبون بل والنظام السوري يمنحهم من خلال صمته وعدم قدرته على محاسبتهم مزيدا من التسلط على السوريين واجواء التوتر الحاصله من خلال تلك الممارسات من التسلط على السوريين وأجواء التوتر الحاصله من خلال ممارسات الطقوس والشعائر الدينيه هي دخيلة على الشعب السوري وجريمة تضاف إلى سجل جرائم إيران التي بدأت بالتغيير الديموغرافي وصولا الى التغيير المذهبي.
وعلى صعيد أوسع تجدر الإشارة إلى أن أي تسوية سياسية للأزمة السورية مقرون بإيران، وبكيفية دفعها بعيدًا عن سوريا، كما أن التواجد الإيراني في سوريا هو السبب الرئيسي للتواجد الأمريكي في المنطقة، وسبب في عزلة النظام السوري “عربيًا” لمدة 12 سنة، العزلة التي انفكت بعد توقيع إيران والسعودية اتفاق سلام، استطاعت من خلاله السعودية، أخذ ضمانات أمنية من طهران وبالتالي انفتحت على مسألة إعادة نظام الأسد إلى الحضن العربي.
وتعتبر إيران المعرقل الرئيسي للتسوية ما بين نظام الأسد، والنظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، الذي اقتطعت بلاده أجزاءًا واسعة من الشمال السوري، ومنفتح على مسألة إعادتها للأسد، كما أن إيران تعتبر السبب الرئيسي في القصف الإسرائيلي المتكرر على البنى التحتية السورية من مطارات وشركات وحتى مناطق سكنية، بسبب اشتباهه بتواجد قادة إيرانيين أو مخازن سلاح إيراني فيها.

Exit mobile version