بقلم الإعلامي / وعد محمد
في لعبة الأمم والمصالح لا مواقف ثابتة ولا مبادئ ترتجى وخير شاهد على هذا الأمر الموقف التركي وتصريح الرئيس التركي باستعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك ما يشير إلى تحولات عميقة في المشهد السياسي الإقليمي خاصة أن تركيا التي دعمت المعارضة السورية لسنوات باتت الآن على استعداد للجلوس مع الأسد في سياق دولي.
فهل هذا يُعتبر انتصارًا للرئيس السوري بشار الأسد؟
أولاً من زاوية الرئيس الأسد:
البقاء في السلطة على الرغم من سنوات الحرب والتدخلات الخارجية يُعتبر بحد ذاته إنجازًا سياسيًا له.
لقاء دولي على منصة مثل الأمم المتحدة بينه وبين أردوغان، الذي كان واحدًا من أبرز الداعمين لإسقاطه قد يُقرأ كاعتراف ضمني بشرعية الحكومة السورية وتأكيد لمكانته في المستقبل السياسي للمنطقة.
الأسد يحقق انتصارًا رمزيًا ودبلوماسيًا بإجبار تركيا على التعامل معه كشريك لا كخصم، مما يعزز موقفه أمام المجتمع الدولي.
ثانيًا من زاوية أردوغان:
أردوغان لا يتخذ هذه الخطوة من فراغ الأزمة الاقتصادية في تركيا الضغط الدولي وتحديات اللاجئين السوريين التي تثقل كاهل تركيا كلها عوامل تدفعه لإعادة تقييم سياساته تجاه سوريا.
اللقاء المحتمل مع الأسد يفتح الباب أمام تسوية قد تخفف من هذه الضغوط خاصة فيما يتعلق بعودة اللاجئين أو خلق تفاهمات أمنية جديدة على الحدود المشتركة
أردوغان يسعى أيضًا لتعزيز نفوذه الإقليمي من خلال براغماتية سياسية تجعل تركيا لاعبًا رئيسيًا في أي تسوية محتملة في سوريا.
والنقطة الاهم غياب الثقة بين الطرفين فالكل يدرك ويعلم حجم اطماع اردوغان في سوريا واصراره على تجديد اتفاقية أضنة الأمنية بصيغة اخرى تحت مطلب يتجاوز 30 كم
الأبعاد الإقليمية والدولية:
هذا اللقاءإن تم وإدا حصل التطبيع لن يكون مجرد مصالحة بين أنقرة ودمشق بل سيساهم في إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية. ستراقب دول أخرى مثل إيران وروسيا عن كثب، إذ أن هذا التقارب قد يعزز مصالحها في المنطقة. على الجانب الآخر، قد يثير اللقاء تحفظات من القوى الغربية التي لا تزال ترى في الأسد زعيمًا غير شرعي.
باختصار، استعداد أردوغان للقاء الأسد يُعد مؤشرًا على تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط. الأسد يحقق مكسبًا دبلوماسيًا واضحًا، لكن الخطوة تحمل في طياتها مصلحة متبادلة لكل من أنقرة ودمشق، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والسياسية.