تهديد غربي وقلق عربي وتصعيد شعبي.. كيف تابع العالم انقلاب السودان؟

كشفت وسائل إعلام سودانية عن قيام قوات عسكرية باعتقال وزراء وسياسيين من المكون المدني بالحكومة مع وضع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تحت الإقامة الجبرية.

استيقظ العالم صباح اليوم الاثنين على حدوث تطورات كبيرة في المشهد السياسي السوداني يمكن وصفها بالانقلاب.
وكشفت وسائل إعلام سودانية عن قيام قوات عسكرية باعتقال وزراء وسياسيين من المكون المدني بالحكومة مع وضع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تحت الإقامة الجبرية.
كما كشفت وزارة الإعلام السودانية عبر صفحتها على الفيس بوك عن قيام قوات عسكرية باقتحام مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في أم درمان، واحتجاز عددا من العاملين.
وقوبلت التحركات برفض داخلي حيث دعت كيانات سياسية وحزبية الشعب السوداني للنزول للشوارع والبدء في الإضراب العام والعصيان المدني في مواجهة الانقلاب.
وانتشرت عمليات إغلاق طرق وجسور في العاصمة الخرطوم، كما تم فصل المناطق الرئيسية في العاصمة السودانية عن بعضها البعض، كما انقطعت خدمات الإنترنت.

ويأت الانقلاب في السودان قبل أسابيع من خطوة مفترضة بنقل رئاسة مجلس السيادة المكون من عسكريين ومدنيين من قيادات قوى الحرية والتغيير إلى الجانب المدني بحسب الوثيقة الدستورية.
وأدت أحداث السودان الأخيرة لموجة من القلق الدولي والعربي، حيث أعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن قلقه إزاء الأحداث داعيا الأطراف السودانية للتقيد بالوثيقة الدستورية.

ذات صلة

اعتقال رئيس الحكومة والوزراء..ماذا يحدث بالسودان 

وأكد أبو الغيط في بيان اليوم الإثنين أنه يجب احترام جميع المقررات والاتفاقات المتوافق عليها بشأن الفترة الانتقالية بالسودان وصولاً إلى عقد الانتخابات في مواعيدها، مشددا على ضرورة الامتناع عن أي إجراءات من شأنها تعطيل الفترة الانتقالية أو زعزعة الاستقرار في السودان.

التعاون الإسلامي
وفى نفس السياق دعت منظمة التعاون الإسلامي جميع الأطراف السودانية إلى الالتزام بالوثيقة الدستورية وذلك في أول تعليق لها على انقلاب السودان.
وأكدت المنظمة في بيان أن الحوار هو السبيل لتجاوز الخلافات تغليبا للمصلحة العليا للشعب السوداني ولتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار.

قلق أوروبي
وفى أول تعليق على الانقلاب في السودان، دعا الاتحاد الأوروبي إلى إعادة العملية الانتقالية في السودان لمسارها الصحيح.
و عبر حسابه على موقع تويتر ، أعرب جوزيب بوريل مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عن بالغ القلق إزاء التطورات في السودان.
وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي يدعو جميع أصحاب المصلحة والشركاء الإقليميين إلى إعادة عملية الانتقال إلى مسارها الصحيح.

الأمم المتحدة
كما دخلت البعثة الأممية في السودان على خط الأزمة وأعربت عن قلقها إزاء تقارير حول محاولات تقويض عملية الانتقال السياسي في السودان.
ووصف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس اعتقال رئيس الوزراء والمسؤولين الحكوميين والسياسيين السودانيين بالغير مقبولة.
وقال بيرتس إن المنظمة الدولية تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن انقلاب في السودان، داعيا جميع الأطراف السودانية للعودة فورا إلى الحوار لاستعادة النظام الدستوري.
وكان المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، والذي يزور السودان حاليا قد أعرب عن قلق بلاده بشأن تقارير تتحدث عن استيلاء عسكري على الحكومة الانتقالية في السودان.
واعتبر المسؤول الأمريكي أن مخالفة الإعلان الدستوري والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني أمر غير مقبول.

تصعيد شعبي
وأكد أن أي تغييرات في الحكومة الانتقالية السودانية بالقوة تعرض تقديم مساعدتنا للخطر.
وبالتزامن مع ردود الأفعال الدولية، تصاعدت ردود الأفعال داخل السودان ودعا الكثير من الكيانات السياسية للتصعيد في الشوارع ومواجهة الانقلاب.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين الشعب السوداني وقواه الثورية ولجان المقاومة في الأحياء بكل المدن والقرى والفرقان، للخروج للشوارع واحتلالها تماماً، والتجهيز لمقاومة أي انقلاب عسكري بغض النظر عن القوى التي تقف خلفه.
كما اعتبر حزب المؤتمر السوداني الانقلاب ردة إلى حكم القمع والإرهاب، ومحاولة للعودة إلى العهد المظلم لتقويض الثورة ونضالات الشعب السوداني.
ودعا البيان الشعب للخروج إلى الشوارع فوراً في كافة أحياء وقرى وأرياف ومحليات ومدن السودان، للاصطفاف صفاً واحداً منيعاً؛ ومقاومة هذا الانقلاب العسكري.
بدروه اعتبر حزب الأمة القومي السوداني أن حملة الاعتقالات انتهاكا للوثيقة الدستورية وعملا غير شرعيا.
كما دعا حزب التجمع الاتحادي السوداني جماهير الشعب للتوجه إلى الشوارع لحماية الثورة، وطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين.

وبدأت حشود وتحركات شعبية للنزول للشارع لمواجهة الإنقلاب وسط هتافات ضد عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الإنتقالي

 

Exit mobile version