مع نهاية يوم أمس السابع والعشرين من تشرين الأول /نوفمبر يكون مضي 45 عاما على تأسيس حزب العمال الكردستاني بزعامة القائد الكردي عبد الله أوجلان الذي تعتقله تركيا منذ أكثر من 25 عاما.
45 عاما ما بين تأسيس الحزب وانتشاره ليصبح المعبر والمدافع الأول عن حقوق الكرد في مختلف مناطق كردستان رغم الحرب العسكرية والإعلامية التي يتعرض لها الحزب وقياداته وحالة التشويه والحصار التي يواجهها من القوي الإمبريالية الكبري.
كما أصبح الحزب وزعيمه رمزا للأحرار حول العالم، وأصبح مقاتليه ولبؤاته رمزا للتضحية والفداء والموت في سبيل الحرية والديمقراطية.
وبحسب خبراء فإن الحزب رغم ما يقدمه من انتصارات عسكرية يمتلك أيضا أفكارا سياسية وإقتصادية قادرة على تقديم حلولا واقعية لأزمات دول الشرق الأوسط.
وتري فريناز عطية الباحثة في الشؤون الكردية أن “الحزب تأسس في 27 نوفمبر 1978 على يد مجموعة من الشباب الكردي لم يكونوا رموزا أو زعامات في ذلك الوقت بل مجرد مجموعة شباب أرادت أن تدافع عن الحقوق الثقافية والسياسية والاجتماعية للكرد في تركيا”.
وقالت لوكالتنا ” الحزب منذ بداية تأسيسه يقف في وجه الامبريالية الغربية ويرفض التوسع والتدخلات والسياسات الغربية تجاه قضايا الشرق الأوسط، لافتة إلي أن الحزب لجأ للكفاح المسلح لينتزع حقوق الكرد من الدولة التركية التي كانت ولا تزال تضطهد الكرد بشكل كبير ولم تلتزم بأى إتفاق تم توقيعه مع الحزب، فبعد مرور أكثر من 45 عاما على تأسيس الحزب مازال الصراع قائما بين الحزب وتركيا”.
تشويه الحزب
وأشارت إلي أن “تركيا لجأت لتشويه صورة الكرد بشكل عام والعمال الكردستاني بشكل خاص كانت سعت لالصاق تهمة الإرهاب بالحزب والكرد بشكل عام، لافتة إلي أن هذه النظرة اختلفت بشكل كبير مع الحرب على داعش ومشاركة قوات سوريا الديقراطية التي يتشكل غالبيتها من الكرد اثبتوا شجاعة غير مسبوقة في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي الذي فشلت جيوش نظامية كثيرة في مواجهته ما أحدث تغيير في نظرة العالم للكرد، وفند الادعاءات والأكاذيب التركية حول ارهاب الكرد في حين أن تركيا هى من كانت تدعم داعش بالسلاح في ذلك الوقت لمواجهة القوات الكردية”.
وبحسب فريناز فإن “العالم لم يحقق ساكنا تجاه القضية الكردية حرصا على مصالحه مع تركيا ومازال يغض الطرف عن الانتهاكات التي يتعرض لها الزعيم الكردي عبد الله أوجلان في سجن امرالي بتركيا وحرمانه من كل حقوقه التي كفلها له القانون والأعراف الدولية”.
واعتبرت أن “موقف الحزب من السياسات الغربية ورفضه التدخلات الغربية في شؤون المنطقة وراء الصمت تجاه ما يتعرض له الحزب وزعيمه من انتهاكات تركية خاصة أن تركيا تعتبر رأس حربة النظام الغربي في تحقيق أهدافه ومصالحه بالشرق الأوسط”.
حلول الحزب
وتعتقد الباحثة أن “الأفكار التي يقدمها حزب العمال الكردستاني بها حلول لو طبقت على أرض الواقع لنجحت في حل الكثير من المشكلات والأزمات خاصة على الصعيد الاقتصادي هناك أفكار لو تم تطبيقها من قبل دول الشرق الأوسط لاستغنت بثرواتها ومقدراتها عن دول الغرب وانتهت تبعيتها للغرب”.
كما أن “الحلول السياسية التي قدمها الحزب أيضا تحمل الكثير من الخير للمنطقة حيث يتبني الحزب أفكار تحررية لو تم تطبيقها بالشرق الأوسط لنجحت دول المنطقة في التحرر من السطوة الاستعمارية والغربية”.
وتري الباحثة أن “أفكار الحزب التي تهدد قوة ونفوذ الغرب جعلته في مرمي الاتهامات الغربية سواء عن طريق وصم الحزب بالارهاب أو المؤامرة الدولية على زعيم الحزب ومؤسسه السيد عبد الله أوجلان ومحاربة الكرد في فكر أوجلان”. صوت كردي بارز
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري إبراهيم شعبان، إن: “السنوات الطويلة التي مرت على عمل حزب العمال الكردستاني، تؤكد أنه صوت كردي بارز ولا يمكن تجاهله أو إخراجه من المعادلة السياسية الكردية”.
وأضاف إبراهيم شعبان لوكالتنا: “في الذكرى السنوية لتأسيس حزب العمال الكردستاني يمكننا القول إن الحزب يمثل صوتاً كردياً بارزاً ومؤثراً أثبت قدرته على الصمود والبقاء على الرغم من كل الضربات المروعة، والاستهداف من جانب الدولة التركية وكل الأنظمة التي حكمت تركيا منذ سبعينيات القرن الماضي”.
وأشار شعبان إلى أن: “هناك شريحة كردية ضخمة تنتمي للحزب الذي يعبّر عن الهموم والقضايا الكردية بشكل واضح”، لافتاً إلى أنه “لا يمكن مسح أو إلغاء أو إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني، كما يتخيل نظام أردوغان والدولة التركية”.
ورأى الكاتب المصري أنه: “سواء اتفقنا أو اختلفنا مع حزب العمال الكردستاني، فإن هناك مطالب يرفعها الحزب للدفاع عن حقوق الشعب الكردي، ولا بد من النظر فيها وفي مقدمتها الاعتراف التام بحقوق الكرد ووجودهم وهويتهم وحقهم في الحكم الذاتي دون استهداف أو عدوان تركي مستمر”.
حركة سياسية رغم أنف تركيا
واعتقد شعبان أن: “تشويه حزب العمال الكردستاني طيلة السنوات الماضية، كان ولا يزال حيلة تركية خبيثة لقمع الصوت الكردي، والتغافل عن حقوق ملايين الكرد ومطاردتهم واستهدافهم جنوب تركيا وشمال غرب سوريا وشمال العراق”، لافتاً إلى أن “أمريكا وبريطانيا فقط من يضعون الحزب في خانة الإرهاب لحساب مصالحهما مع تركيا، في حين أن الأمم المتحدة وبقية دول العالم تتعامل معه كحركة سياسية كردية متجذرة في البيئة التركية”.
وشدد على أن “توجُّه الحزب للعمل العسكري وإعلان تبني بعض الأعمال ضد تركيا، ليس سوى رد فعل على جرائم النظام التركي تجاه الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني”، معتبراً أنه “لو طرحت صيغة سياسية للعيش المشترك والحكم الذاتي للأكراد لما ظل نزيف الدم الكردي هذه السنوات”.
حلول مثالية
وأشار المحلل السياسي المصري إلى أن “ما يطرحه حزب العمال الكردستاني من أفكار يمكن الاتفاق مع بعضها والاختلاف مع بعضها الآخر، مثل أي حركة سياسية أصيلة لها مؤيدون ورافضون، ومستمرة، ولكن في المجمل ووفق الأهداف المعلنة لحزب العمال الكردستاني، فالحزب يدعو لتوسيع وتمتين العلاقات الشرق الأوسطية، كردياُ وعربياً وتركياً وفارسياً وهي أهداف مثالية لو وجدت طريقها لأرض الواقع لغيّرت شكل الشرق الأوسط خاصة أن رؤية الحزب تنطلق من العمل على حل القضايا دون تدخل الخارج خاصة القوى الإمبريالية، وبناء مجتمع بيئي ديمقراطي متحرر، وترسيخ حياة آمنة مستقرة واقتصاد راقٍ لشعوب الشرق الأوسط وفي مجملها أهداف عصرية وديمقراطية”.
واختتم إبراهيم شعبان رؤيته بـ “دعوة النظام التركي، لطرح مشروع للسلام، والنظر بعين الحق في الوجود والعيش المشترك للكرد وإيقاف أعمال الاعتقالات والاستهدافات وتدمير مقار حزب العمال الكردستاني والإفراج عن زعيمه عبد الله أوجلان وبدء صفحة جديدة مع الشعب الكردي”.
تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري إبراهيم شعبان، إن: “السنوات الطويلة التي مرت على عمل حزب العمال الكردستاني، تؤكد أنه صوت كردي بارز ولا يمكن تجاهله أو إخراجه من المعادلة السياسية الكردية”.