توعد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي،اليوم الإثنين ، بأن بلاده ستثأر لمقتل العقيد في الحرس الثوري، حسن صياد خدايي، على يد شخصين كانا يستقلان دراجة نارية، في عملية اغتيال نادرة في طهران.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، أكد رئيسي إنه طلب من المسؤولين الأمنيين “الملاحقة الجادة لمرتكبي هذه الجريمة، وليس لديّ شك في أن الانتقام لدماء شهيدنا الطاهرة أمر حتمي”، وفق تعبيره.
ونقلت وكالة “مهر” الإيرانية شبة الرسمية للأنباء، عن المتحدث باسم “الحرس الثوري”، رمضان شريف، قوله إن عملية الاغتيال، التي وقعت الأحد 22 مايو 2022 ستزيد من عزم الحرس الثوري على مواجهة أعداء الأمة الإيرانية.
أضاف شريف أن مقتل العقيد خدايي “يزيد من عزم الحرس الثوري على الدفاع عن الأمن والاستقلال والمصالح الوطنية ومواجهة أعداء الأمة الإيرانية. السفاحون والجماعات الإرهابية المرتبطة بالقمع العالمي والصهيونية سيواجهون عواقب أفعالهم”.
بدورها، نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن “الحرس الثوري”، قوله إن خدايي كان “أحد مدافعي العتبات المقدسة”، في إشارة إلى أفراد ومستشارين عسكريين تقول إيران إنهم يقاتلون نيابة عنها لحماية المواقع الشيعية في العراق وسوريا من جماعات مثل تنظيم “الدولة الإسلامية”.
كذلك ذكرت الوكالة، نقلاً عن مصدر مطلع لم تذكر اسمه، أن شخصين يستقلان دراجة نارية فتحا النار على خدايي، بينما قالت وكالة أنباء “الطلبة” الإيرانية شبه الرسمية: إن “الحرس الثوري رصد واعتقل أعضاءً في شبكة مخابرات إسرائيلية”.
يأتي هذا الاغتيال في وقت يكتنف فيه الغموض جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع القوى العالمية، بعد أشهر من توقف المحادثات.
سنام وكيل، نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مؤسسة “تشاتام هاوس”، قالت: إن اغتيال “خدايي يهدف إلى زعزعة استقرار طهران في وقت يتصاعد فيه التوتر مع إسرائيل بسبب برنامج إيران النووي”.
أضافت وكيل أنه “إذا كانت إسرائيل هي المسؤولة عن الهجوم، فهو تذكير بأن قدرة إسرائيل على الوصول للداخل الإيراني وعلى زعزعة الاستقرار تزيد”.
كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نيتفالي بينيت، الذي يشرف على وكالة المخابرات (الموساد)، قد رفض التعليق على الأحداث التي وقعت في طهران.
يعدّ مقتل خدايي أبرز عملية استهداف مباشر داخل إيران منذ اغتيال العالم النووي فخري زاده في 27 نوفمبر 2020، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
قُدم فخري زاده بعد وفاته على أنه نائب وزير الدفاع، ورئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في الوزارة، وشارك خصوصاً في “الدفاع الذري” للبلاد.
يُذكر أنه قُتل ما لا يقل عن 6 علماء وأكاديميين إيرانيين منذ عام 2010، أو تعرضوا للهجوم، ونفذ بعض تلك العمليات مهاجمون على دراجات نارية.
يُعتقد أن هذه العمليات تستهدف البرنامج النووي الإيراني الذي يثير خلافات ويقول الغرب إنه يهدف إلى إنتاج قنبلة.
تنفي إيران ذلك قائلة إن برنامجها النووي “أغراضه سلمية”، وتندد طهران بقتل علمائها وتصفه بأنه “أعمال إرهابية” من تنفيذ وكالات المخابرات الغربية والموساد، فيما تُحجم إسرائيل عن التعليق على مثل هذه الاتهامات.