هل تقود تهديدات الحوثيين للملاحة المنطقة لحرب إقليمية؟

جاء إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل قوة عسكرية لحماية الملاحة الدولية على خلفية تعدد الهجمات الحوثي على السفن العابرة بالبحر الأحمر ليثير المخاوف من احتمالية اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة..فما احتمالية حدوث ذلك وهل تتحمل المنطقة حربا جديدة ؟

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الثلاثاء 19 كانون الأول خططا لتشكيل تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر يسمى “عملية حارس الازدهار”.

وقال أوستن في جولة عبر الشرق الأوسط إن العمليات ستنضم لها بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا.

وجاء الإعلان الأمريكي على خلفية الهجمات المتكررة التي شنتها جماعة الحوثي باليمن على السفن العابرة قرب باب المندب وذلك ردا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة كما تقول الحوثي، وهو ما دفع عدد كبير من شركات الشحن البحرية لتغيير مسار السفن .

وكانت وزارة الدفاع اليمنية التابعة لجماعة الحوثي قد أعلنت فى 19 تشرين الثاني الماضي أنهم سيستهدفون السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي، والسفن المملوكة لشركات إسرائيلية أو تشغّلها شركات إسرائيلية، بغض النظر عما إذا كانت السفن تحمل أهدافا عسكرية أو لا.

في 9 كانون الأول الجاري، أعلن المتحدث بإسم قوات الحوثيين أنهم يوسعون خططهم للهجوم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر لتشمل “جميع السفن من أي جنسية” المتوجهة إلى إسرائيل، حتى يُسمح بدخول الغذاء والدواء إلى غزة.

وبحسب تقارير شهدت الأيام الماضية استهداف الحوثي عدة سفن تجارية على متنها طواقم من المدنيين في البحر الأحمر، تضمنت الهجمات إطلاق صواريخ أو مسيّرات على أربع سفن، واحتجاز طاقم سفينة خامسة.

وحذر مراقبون من احتمالية انزلاق المنطقة لحرب إقليمية بعد الإعلان الأمريكي عن تشكيل تحالف عسكري وقوة دولية لحماية الملاحة خاصة حال استمرار الهجمات الحوثية على السفن.

حرب إقليمية

ويري الخبير العسكري المصري حاتم صابر أن “القوة الدولية لحماية باب المندب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلي تأمين حركة الملاحة البحرية وحماية السفن الإسرائيلية أثناء عبورها في مناطق نفوذ الحوثيين”.

وقال لوكالتنا ” التحالف العسكري الجديد قد يجر المنطقة إلي حرب إقليمية علي حدود البحر الأحمر وذلك إذا ما وجهت القوات الدولية ضربات مؤثرة وساحقة لجماعة الحوثي بحراً وبراً باستخدام الترسانة العسكرية لدول التحالف المزمع تنفيذها لعملياتها الحربيه وقد يؤدي إلي دخول أطراف أخري  النزاع مثل روسيا والصين للحفاظ علي مصالحها، وهو ما لا نتمنى حدوثه خلال الفترة المقبلة”.

وأكد الخبير العسكري أن “المنطقة لا تتحمل مثل هذه الحروب خاصة مع استمرار حرب غزة وتوسع دائرة الأطراف المتورطة فيها خاصة مع مشاركة حزب الله فى لبنان وبوادر أزمة على الحدود الإسرائيلية مع الأردن”.

ويعتقد صابر أن “أمريكا قد تضغط على إسرائيل خلال الفترة القادمة وتجبرها على انهاء الحرب ببعض المكاسب النفسية ولكن الشارع الاسرائيلي يعلم جيدا أن بلاده خسرت المعركة ولم تحقق شىء”.

مسؤولية واشنطن

من جانبه يري الكاتب والمحلل السياسي اللبناني طارق أبو زينب أن “دعوة الولايات المتحدة الأميركية لتشكيل تحالف دولي أمر غير قانوني ولن يكتب له النجاح ويجب على واشنطن استخراج قرار أممي من الأمم المتحدة لكي تصبح المشاركة شرعية وقانونية بالتحالف الدولي وإلزامية لجميع الدول”.

وقال لوكالتنا “تحركات الحوثي تهدد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر والمجتمع الدولي وعلى رأسه واشنطن مطالب  ضمان حرية الملاحة في مضيق باب المندب خاصة أن هذه الهجمات تؤثر بشكل كبير علي الاستقرار والأمن في المنطقة”.

وبحسب الباحث فإن “الولايات المتحدة الأميركية تتحمل جزء كبير من  المسؤولية تجاه ما تقوم به جماعة الحوثي خاصة بعد أن نزعت صفة الإرهاب عنها رغم ما قامت به من هجمات تجاه المملكة السعودية ما سمح للحوثي بتعزيز قدراته العسكرية”.

وأكد أبو زينب أن “الولايات المتحدة يجب أن تستبدل عسكرة البحر الاحمر من أجل مصالحها ومصلحة الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب على قطاع غزة وأن تكون أكثر صرامة مع إيران وميليشياتها في المنطقة” .

أما عن قرار عدم مشاركة المملكة العربية السعودية بهذا التحالف الدولي، فيري الباحث أن “القرار السعودي صائب جدا لان السعودية عملت على تصفير المشاكل لترسيخ الاستقرار في المنطقة و دافعت كثيرا عن الملاحة الدولية، وطالبت عدة مرات المجتمع الدولي بحماية الممرات الدولية، لمنع تهريب السلاح والمخدرات والبشر ، لكن المجتمع الدولي لم يتحمل  المسؤولية لحماية الممرات الدولية التي هي مسؤولية دولية وليست عربية فقط “.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

Exit mobile version