جريمتها أنها سورية..دموع “الخالة ليلي” تفضح عنصرية الأتراك ..فيديو

كشفت وسائل إعلام سورية عن جريمة عنصرية جديدة تجاه اللاجئين السوريين فى تركيا.
وبحسب وسائل إعلام فبينما كانت المسنة السورية “ليلى محمد” تجلس على “مقعد البلدية” في مدينة غازي عنتاب، عصر الاثنين، باغتها شاب تركي بركلة على وجهها.
وضعت يدها على عينها اليمنى وبكت بـ”عجز وألم” وسط مجموعة من الشبان “المتفرجين”. هو آخر مشاهد “الاعتداءات العنصرية” التي بات يتعرض لها السوريون في البلاد، في ظل حملات التحريض ضدهم.
ورغم أن الاعتداءات ليست بجديدة، إلا أن ما تعرضت له “الخالة ليلى” مختلفا، من زاوية أنها امرأة عجوز، وتبلغ من العمر 70 عاما، في حين اعتبرت الركلة التي تعرضت لها وكأنها “أصابت قلوب ورؤوس جميع السوريين”، بحسب كلمات نشرها سوريون عبر مواقع التواصل.
وأشعلت هذه الحادثة، خلال الساعات الماضية، غضب سوريين في البلاد، ودفعتهم لإطلاق حملة تضامن، وكذلك الأمر بالنسبة لآلاف المستخدمين الأتراك، الذين أطلقوا بدورهم هاشتاغ حمل اسم المعتدي.
ونشر سوريون صورا لهم وهم يغطون عينهم اليمنى كنوع من التضامن مع المسنة السورية، بينما انتقد أتراك هذا الاعتداء، مطالبين بتطبيق أقسى العقوبات على المنفذ، وحتى الأشخاص المحيطين به.

السلطات التركية تكشق هوية المعتدي على الخالة ليلي
وأصدر والي غازي عنتاب بيانا، الثلاثاء، جاء فيه أنه “تم احتجاز الشخص الذي ركل السيّدة من قبل مكتب المدعي العام”، مضيفا أن المعتدي “لديه العديد من السجلات الجنائية المتعلقة بالمخدرات والسرقة”.

من جانبه، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والمتحدث باسم الحزب عمر جيليك عبر “تويتر”: “إن العنف الذي تعرض له والدتنا ليلى محمد البالغة من العمر 70 عاما قد أحزننا جميعا”.
وأضاف: “تقوم الوحدات القضائية والإدارية بتنفيذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأن المدانين. الجاني شاكر شاكير. جميع أعضاء أمتنا مع الأم الضحية”.
قصة “الخالة ليلى”
“ليلى محمد” واحدة من مئات آلاف النساء السوريات الكبار في السن الذين يرون في حدائق المدن التركية فسحة لهن لقضاء ساعات اليوم الكامل.
وبحسب ما تقول الأخصائية النفسية والاجتماعية، زهور قهواتي المطّلعة على قصتها فإنها تعاني “من خرف وعائي متزامن مع ألزهايمر، منذ أكثر من سبعة أشهر”.
وخلال الأشهر الماضية واجهت قهواتي المسنة ليلى بجلستين خاصتين، وتأكدت أنها تعاني من الأعراض المذكورة، مضيفة: “هذه المرأة تقوم بتصرف غير واعي بالدخول إلى أي دكان أو محل، وتأخذ ما تشتهيه (من طعام وشراب)، دون دفع ثمنها”.

وبحسب موقع “الحرة” تتابع قهواتي “على ما يبدو أن سبب ضربها من قِبَل هذا الشخص المتوحِّش هو أخذها المشروب الغازي الظاهر في المشهد المنتشر، دون دفعها ثمنه”، مؤكدة: “مهما كان تصرفها لا يستدعي ذلك التعامل معها بهذا العنف وهذه الهمجية.. كان الأولى به وبنا جميعا رعايتها لا إهانتها”.

وتوضح قهواتي أن “مريض الخرف الوعائي يعاني من مشكلات في الذاكرة، التشوش، تراجع القدرة على تنظيم الأفكار والتصرفات، وانخفاض القدرة على تحليل المواقف، ووضع خطة فعالة وإبلاغ الآخرين بتلك الخطة”.
ونقلت وسائل إعلام تركية أن المعتدي برر ما فعله بركل المسنة بمزاعم أنها “تسرق الأطفال”، وهو الأمر الذي نفاه والي غازي عنتاب، داوود غول بعد ذلك بقوله عبر “تويتر”: “لقد قمنا بزيارة السيدة بعد ثبوت براءتها، والمعتدي على المراة العجوز سينال أشد العقوبات”.
وأضاف غول: “نائب المحافظ زار الأم ليلى ومد يد ولايتنا الدافئة ولن نعطي المجرمين فرصة. نحن آسفون”.

جريمتها أنها سورية
من جهته أوضح الناشط الحقوقي، المهتم بقضايا اللاجئين السوريين، طه الغازي أن “الاعتداء من قبل العنصرين هو فقط لأن ليلى سورية. قصة المسنة بأنها تسرق الأطفال تم افتعالها بعد توقيف الشخص وليس قبل الحادثة”.
ويقول الغازي بحسب موقع “الحرة”: “للأسف الاعتداء بحد ذاته يوضح جانب فئة من الشارع تتصرف ضمن إطار هذا الفعل”.
وذلك ما يعود لنقطتين، وفق الناشط الحقوقي الأولى هي “خطاب الكراهية والعنصرية الذي يتنامى من قبل بعض شخصيات المعارضة”.
أما النقطة الثانية فقد تشير هذه الحادثة إلى أن “العمل الوحشي مرتبط بغياب دور الحكومة عن محاسبة العنصريين”.
ويتابع الغازي: “لو اتجهت الحكومة لمحاسبة أي فكر أو خطاب عنصري منذ البداية لما وصلت الأمور إلى هذا الحد. لماذا لا تتم محاسبة أوميت أوزداغ حتى الآن؟ لماذا لا يتم تطبيق المواد القانونية المرتبطة بخطاب الكراهية عليه وعلى غيره؟”.

تصاعد مشاعر العداء
وخلال الأشهر القليلة الماضية تصاعدت مشاعر العداء ضد اللاجئين السوريين في تركيا، مع قيام عدد من السياسيين وقادة أحزاب المعارضة بحملات لفرض قيود أكثر صرامة عليهم.
ومن أبرز القادة زعيم “حزب النصر”، أوميت أوزداغ وشخصيات أخرى كإيلاي أكسوي التي كانت سابقا ضمن صفوف “حزب الجيد”.
وينشر هؤلاء بصورة متكررة، وبشكل يومي، معلومات مضللة بخصوص السوريين المقيمين في تركيا، مستهدفين ملايين المواطنين الذين يتابعونهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة “تويتر”.
وفي المقابل يوجه حقوقيون وناشطون سوريون انتقادات للمسار الذي تتخذه الحكومة التركية حيال حملات التحريض والكراهية التي باتت سائدة على نحو كبير، ويتهمونها بالتقصير في كبحها.
وكانت الحكومة اتجهت منذ مطلع مايو الحالي لنشر معلومات رسمية بخصوص عدد السوريين وأماكن توزعهم، كرد فعل على المعلومات التي تنشرها الشخصيات المحرضة، من بينها أوزداغ.
وبالتوازي مع ذلك، كشفت عن مشروع يستهدف إعادة مليون لاجئ سوري “طوعا” إلى “المنطقة الآمنة” التي تعمل على إنشائها على طول الحدود الشمالية لسوريا.
عنصرية تركية
وفي أحدث استطلاع للرأي كانت شركة “أوبتيمار للاستشارات والإعلان والأبحاث” المحلية قد أجرت استطلاعا في الفترة بين 23 و28 أبريل الماضي.

وعن سؤال “ما هو شعورك عندما تقابل سوريا؟”، قال 21.3 بالمئة “كراهية”، 17.3 بالمئة “إيذاء”، 11.2 بالمئة “سخط”، 6.6 بالمئة “قمع”، 6.2 بالمئة “قسوة”، بينما أجاب 4.4 بالمائة” أنا أشعر بالتعاطف “. ومنهم من أجاب بـ”لا شيء” بنسبة 33 بالمئة.
وسألت “أوبتيمار” عن سبب الكراهية. وقال 38.2 بالمئة من المستطلع رأيهم: “إنهم يغتصبون حقوقي”. أما الذين قالوا “إنهم يحدون من فرص العمل الخاصة بي” فبلغوا 29.2 في المائة.
في حين بلغت نسبة من قال “التفكير بالبقاء هنا يخيفني” 18.8 في المائة، و 13.6 في المائة بقولهم: “أنا خائف”.

حماية مؤقتة
في غضون ذلك، وباعتباره أحد المشاركين في حملة التضامن مع المسنة السورية كتب الصحفي السوري، أحمد بريمو عبر “تويتر”: “تلك الركلة لم تصب رؤوسنا كما يقول البعض في سياق جلدنا أو التباكي على هواننا. تلك الركلة مصدرها نحن، لم نهن إلا بسكوتنا عن التحريض والسماح للآخرين باستغلالنا كورقة سياسية”.
وزاد: “تلك الركلة لم تكن من عنصري، ولا معارض، تلك الركلة جزء من حماية مؤقتة”.
وقال الباحث السوري، عبد الوهاب عاصي: “هل تدركون حجم وخطورة المرحلة التي وصل إليها خطاب الكراهية والعنصرية في تركيا ضد السوريين؟. الاعتداء الحقير والقذر على أمّنا السورية المُسنّة ما هو إلّا ترجمة للتحريض المستمر ضد اللاجئين وعدم اتخاذ أي إجراءات قانونية ضده بل ومحاولة احتوائه”.
بدوره أضاف الكاتب والصحفي، عدنان عبد الرزاق: “ما يحدث بتركيا غير عادي وغير مبرر والأرجح أن يؤدي تكريس العنصرية لكوارث”، معتبرا أن “سيف القانون هو الحل المرضي للجميع، من ثم تصويب المغالطات التي انتشرت، حول السوريين خاصة، والذين باتوا بيضة قبان بتركيا، سيعي السفلة طلاب تهجيرهم الأهمية، بعد عودة السوريين”.
وتابع عبد الرزاق: “السوريون مشغلين للاقتصاد ومكرسين أنماط وذهنيات وعادات تحريضية تسرّع من وصول تركيا لحلمها.. هم ليسوا عالة ولا متسولين، بل أعزاء يحاول العالم بأسره إذلالهم”.
من جانبه كتب فاتح ديمرجي عبر “تويتر” معلقا على حادثة اعتداء المسنة ليلى: “أين أولئك الذين يدافعون عن حقوق المرأة، أولئك الذين يقولون لا للعنف ضد المرأة، أولئك الذين يريدون ما يسمى بالحرية للمرأة. لا أحد منكم له صوت”.
وقال الصحفي، أوزليم دوغان: “جميع السياسيين العنصريين، إلى جانب شاكر شاكر، المحرضين الرئيسيين أوميت أوزداغ وتانجو أوزكان، قاموا بضرب هذه العمة السورية المتخلفة عقليا”.

من يمثل السوريين؟
ويعيش معظم السوريين، في مدينة إسطنبول، تليها محافظات غازي عنتاب الجنوبية بـ 461 ألفا، وهاتاي بـ 433 ألفا، وشانلي أورفا بـ 428 ألفا، وأضنة بـ 255 ألفا، ومرسين بـ 240 ألفا، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في أبريل الماضي.
ويقطن في مقاطعة إزمير وأنقرة في الغرب 149 ألفا و 100 ألف سوري على التوالي.
ومنذ سنوات تتعرض مؤسسات المعارضة السورية التي تتخذ من تركيا مقرا لها انتقادات بشأن طريقة تعاطيها مع ملف اللاجئين السوريين الكبير، وخاصة أن أعدادهم في البلاد تعتبر الأكبر قياسا بباقي بلدان اللجوء.
وعلى رأس هذه المؤسسات “الائتلاف الوطني السوري”، والذي قلما يصدر بيانات بشأن الحوادث العنصرية أو حملات التحريض السائدة، فيما اتجه قبل سنوات لتشكيل لجنة مشتركة مع الجانب التركي، تحمل اسم “اللجنة السورية التركية المشتركة”.

رأيان على “جريمتها أنها سورية..دموع “الخالة ليلي” تفضح عنصرية الأتراك ..فيديو”

  1. How to track the location of the other person’s phone without their knowledge? You will be able to track and monitor text messages, phone calls, location history and much more. Free Remote Tracking and Recording of Husband’s Phone Cell Phone Spy. Best Apps to Download for Free to Spy on Another Phone. https://www.xtmove.com/

اترك تعليقاً

Exit mobile version