من الحرب الباردة لـ التعاون الكامل.. سر التقارب الإماراتي التركي الأخير ؟

بعد سنوات من التوتر والحرب الكلامية وتبادل الاتهامات، بدأت تركيا والإمارات صفحة جديدة في علاقاتهما تمثلت في زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتركيا وهي الأولى لمسؤول إماراتي رفيع منذ العام 2012.
وقوبلت زيارة بن زايد لتركيا بحفاوة بالغة من نظام أردوغان الذي يعيش أوقاتا صعبة في ظل أزمة مالية صنفها البعض بالأسوأ في تاريخ تركيا بعد تعرض الليرة لـ انهيار قياسي.
ويسعي النظام التركي لشراكة جديدة مع الإمارات تنقذه من أزماته الاقتصادية في ظل الإمكانيات التي تتمتع بها الدولة الخليجية التي كانت حتى وقت قريب العدو الأول لنظام أردوغان والمتهم الرئيسي في محاولة الانقلاب الذي شهدتها تركيا منتصف 2016.

تفاصيل اتفاقات التعاون الجديدة بين أبو ظبي وأنقرة
وعقب محادثات أردوغان وبن زايد، وقعت تركيا والإمارات اتفاقات في مجالات الطاقة واستثمارات التكنولوجيا والموانئ.
كما أعلنت الإمارات تأسيس صندوق لدعم الاستثمارات في تركيا بقيمة عشرة مليارات دولار أمريكي.

وجرت مراسم توقيع الاتفاقيات في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، بعد لقاء ثنائي وآخر على مستوى الوفود بين الجانبين. كما شملت المراسم، توقيع البنك المركزي التركي ونظيره الإماراتي مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي.
أول تعليق من بن زايد على اجتماعه بـ أردوغان
وفى تغريدة عبر حسابه على تويتر، أكد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، إنه أجرى محادثات مثمرة مع أردوغان حول فرص تعزيز الروابط بين تركيا ودولة الإمارات.

وأعرب بن زايد عن تطلعه لفتح آفاق جديدة وواعدة للتعاون والعمل المشترك يعود بالخير على البلدين ويحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعاتهما إلى التنمية والازدهار.
وجرى توقيع مذكرات تفاهم بين الشركة القابضة المملوكة لحكومة أبو ظبي وصندوق الثروة السيادي التركي ومكتب الاستثمار بالرئاسة التركية وأيضا بعض الشركات التركية.

توقيع اتفاقيات اقتصادية بين تركيا والإمارات
توقيع اتفاقيات اقتصادية بين تركيا والإمارات

كما وقعت الشركة القابضة أيضا اتفاقا للاستثمار في شركات تركية للتكنولوجيا بينما وقعت مجموعة موانئ دبي اتفاقا للتعاون في مجالي الموانئ واللوجستيات، فضلا عن اتفاق تعاون بين البنكان المركزيان التركي والإماراتي.
وبحسب وسائل الإعلام التركية الرسمية فإن العلاقات بين البلدين ستتواصل حيث من المقرر أن يقوم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بزيارة أبو ظبي في منتصف ديسمبر.

ذات صلة 

لصرف انتباه الناخبين.. هل تدفع أزمة الليرة أردوغان لـ شن حرب جديدة ؟

جفاف وأزمات مياه وفقر .. هل تتحول سوريا ما بعد الحرب لـ أرض لا تصلح للحياة ؟

في تصريحات صحفية أكد مسؤول تركي إن المشاكل مع دولة الإمارات أصبحت من الماضي، لافتا إلى أن علاقات أنقرة وأبو ظبي تدخل مرحلة جديدة تعتمد بشكل كامل على التعاون والمنفعة المتبادلة، مضيفا أن استثمارات الإمارات ستكون في نهاية المطاف بمليارات الدولارات.
وفى تعليقها على الزيارة التاريخية لـ محمد بن زايد لـ تركيا توقعت صحيفة الإندبندنت أن تكون أبو ظبي وأنقرة قد قررتا أن التعاون سيكون أكثر فعالية من الصراع.
وقال محرر الشؤون الدولية بالاندبندنت بورزو دراغاهي في تقرير له بعنوان “ماذا يعني اللقاء النادر بين أردوغان ومحمد بن زايد بالنسبة للعلاقات التركية الإماراتية؟” أن اللقاء يأتي بعد فترة كانت فيها علاقات البلدين على طرفي نقيض في حروب ساخنة شرسة وألقيتا القنابل الإعلامية على بعضهم البعض في حرب باردة استمرت لسنوات.
ويشير الكاتب إلى توصيف محللين ومطّلعين دبلوماسيين لعدد من العوامل وراء التقارب، فقد تراجعت الحرب في ليبيا بانتصار مبدئي من قبل حلفاء تركيا.

بعد قمة بن زايد أردوغان.. ماذا تريد الإمارات من تركيا
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية يبدو أن أبو ظبي قررت أن تتجه إلى الشق الاقتصادي لحل خلافاتها مع خصومها بعد أن عجزت الحلول السياسية عن إيجاد مخرج لما تمر به المنطقة من أزمات.
وتنقل بي بي سي عن بعض المراقبين حديثهم عن رغبة أبو ظبي في منافسة قطر بعد الامتيازات التي حصلت عليها الدوحة خلال السنوات الأخيرة في تركيا.
وكانت قطر قد استحوذت على 10 في المئة من أسهم بورصة إسطنبول، ومعها ميناء أنطاليا وأكبر مراكز التسوق في اسطنبول، ومشاريع تطوير خليج القرن الذهبي في الجانب الأوروبي من المدينة السياحية.
ويري بعض الخبراء أن كل هذه الاستثمارات فتحت شهية أبو ظبي على شراء حصص هي الأخرى في مشاريع تركية وإنشاء شراكات استراتيجية، لاسيما في مشروع قناة إسطنبول الجديدة، والذي سيربط بين بحر مرمرة والبحر الأسود، فضلا عن رغبتها بشراء بنوك وحصص في البورصة التركية، وكذلك إبداء رغبة في تأسيس شراكات قوية تدعم قطاع الصناعات الدفاعية التركية، الذي شهد نموا كبيرا في السنوات الأخيرة، تحديدا في قطاع تصنيع الطائرات المسيرة.

هل تشتري الإمارات طائرات مسيرة من تركيا
وكانت مصادر إعلامية تركية قد تحدثت قبل عام عن رغبة أبو ظبي في الحصول على صفقة لشراء طائرات تركية من طراز اكنجي المسيرة، غير أن أنقرة أبدت تحفظا في ذلك الحين بحسب مراقبين، خوفا من استخدام تلك الطائرات في حرب اليمن.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية رجح عددا من الخبراء الاقتصاديين أن يوافق الرئيس التركي على منح محمد بن زايد امتيازات اقتصادية كبيرة في تركيا، طالما أن ذلك سيصب في النهاية في صالح دعم الاقتصاد التركي والعملة التركية المحلية والتي فقدت نحو 40 في المئة من قيمتها خلال العام الحالي فقط، وباتت تؤرق أردوغان وتهدد فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في يونيو 2023.

إقرا أيضا

فى ظل موقف أمريكي ضعيف..هل يقود الانفتاح العربي على دمشق لإسقاط قانون قيصر؟

فى ظل دعم روسي وأمريكي..هل اقتربت ساعة المصالحة بين أكراد سوريا ونظام الأسد ؟

Exit mobile version