صويلو خط أحمر..كواليس الخلاف بين أردوغان وحليفه بهجلي حول إقالة وزير الداخلية

تحدثت تقارير صحفية تركية حول خلافات كبيرة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحليفه زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي بسبب وزير الداخلية سليمان صويلو.
وفى مقال له بعنوان “لماذا صويلو ” بصحيفة “كوركوسوز” أكد الكاتب التركي أحمد تاكان أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تراجع عن إقالة وزير الداخلية سليمان صويلو بسبب اعتراض حليفه زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي.
وتأت رغبة أردوغان فى إقالة صويلو بعد اتهامات له بتصدير تعليمات للشرطة بالتدخل العنيف في احتجاج سلمي نظمه جماعة الفرقان مؤخرًا.
وأشار الكاتب فى مقاله إلي أنه بعد هجوم الشرطة التركية على أعضاء جماعة الفرقان في مدينة أضنة جنوب البلاد، تلقى سليمان صويلو رد فعل عنيف من أردوغان، على عكس حليفه القومي دولت بهجلي الذي أدلى بتصريحات مؤيدة له.
وبحسب صحيفة زمان فإن بهجلي أعلن تأييده لوزير الداخلية بعد مطالبات باستقالته من منصبه بسبب تعامل الشرطة العنيف مع متظاهرين سلميين، حيث قال: “الشرطة التركية الموقرة قامت بواجبها تجاه مجموعة منافقة تحاول إحداث الفوضى في الشوارع.. إذا لم نتخذ الاحتياطات، فمن المحتمل أن نشهد نوعًا جديدًا من أحداث اللمحاولة الانقلابية في 2016″، على حد تعبيره.
وأضاف الكاتب التركي فى مقاله: “لقد أشعل دولت بهجلي مرة أخرى السياسة الداخلية، وجدد دعمه اللامتناهي لوزير الداخلية (المنحدر من أصول قومية)، وبعث برسالة لأردوغان مفادها: لا يمكنك استبعاد سليمان صويلو! ما زلت أقف ورائه بقوة”.

وفى سياق متصل، قال الكاتب الآخر محمد يلماز في مقاله بموقع (تي 24) التركي: “بهذه التصريحات، لوح بهجلي لأردوغان بإبهامه محذرا إياه من الإقدام على إقالة وزير الداخلية.. إنه قال إن سليمان صويلو خطي الأحمر”، على حد تعبيره.

ونوه أحمد تاكان بأن وزير المالية السابق برات ألبيراق، صهر الرئيس أردوغان، يمارس ضغوطًا كبيرة من أجل الدفع بغريمه سليمان صويلو إلى الاستقالة، لكن الأخير ما زال يحظى بدعم حزب الحركة القومية.

وادعى الكاتب أن سليمان صويلو بدأ يفقد نسبة تأييده داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم بالتزامن مع الاعترافات التي أدلى بها زعيم المافيا سادات بكر والتي كانت تتضمن إقصاء أردوغان بصورة تدريجية.
واستدرك الكاتب أن دولت بهجلي من يمنع تحقق رغبة أردوغان في التخلص من وزير الداخلية الذي أصبح عبئًا ثقيلا على الحكومة، خاصة بعدما رصدت كاميرات المراقبة بالمباني المجاورة الاعتداء العنيف الذي مارسته قوات الأمن بحق المحتجين من جماعة الفرقان، حيث ألقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين، واعتدت عليهم بالضرب، بمن فيهم النساء المحجبات.
وأظهرت إحدى اللقطات اعتداء شرطية محجبة على متظاهرة محجبة بمفردها وطرحها أرضا، الأمر الذي أثار انتقادات موسعة في الرأي العام.
وردّ رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو على عمليات الاعتقال والضرب التي تعرّض لها أنصار جماعة الفرقان بقيادة الشيخ ألب أرسلان كويتول في اجتماع مع أعضاء حزبه بالبرلمان قائلا: “قد لا يعجبك وقف الفرقان، لكن الشرطة استخدمت قوة مفرطة.. ولأول مرة في تاريخ الجمهورية، تعرضت النساء اللواتي يرتدين الحجاب لمثل هذا الاضطهاد الشديد”.

Exit mobile version