بقلم/عادل الحلواني ممثل الائتلاف الوطني في القاهرة
القضية السورية ليس لها شبيه من القضايا العربية المعاصرة فهي نتيجة مؤامرات خارجية نفذت بدهاء بأدوات داخلية يقودها هذا النظام المجرم بحسابات خاطئة وعنجهية متسلحة بأدوات القهر والتعذيب والقتل مروراً بخيانة جلب المحتل الروسي والإيراني للبلد متشدقاً بالسيادة الوطنية حتى ذهب الوطن وذهبت معه السيادة الوطنية وقرارنا رهن هذه الدول وهمرجة مجلس الامن.
فكان الحال /14/ مليون سوري بين نازح ومهجر ومليون سوري بين شهيد ومفقود ومعتقل وتقام المؤتمرات والاجتماعات لأجل سورية والغائب هم السوريون عن تلك الاجتماعات والنتيجة للآن صفرية والوطن اطلال.
واتى عام /2022/ ونحن من قرار جنيف /2118/ الى قرار الأمم المتحدة /2254/ مازلنا ننتظر هيئة الحكم الانتقالي التي ضاعت في دهاليز سوتشي وأستانا ودخلت في زواريب السلال واللجان الدستورية وماكان مشكلتنا الدستور بل عدم تطبيق هذا الدستور.
سوريا بين الموقف الدولي والعربي
نفاق دولي وحقارة تصريحات غير مسؤولة متشجنجه وتشتت في الموقف العربي وإرادة دولية للحل مفقودة والشماعة دائماً (المعارضة غير موحدة) البديل! نكتة سخيفة وطريق للهروب من مسؤوليتهم.
ولا توجد على الأرض وفي جميع الدول معارضة موحدة ويطالبوننا بمعارضة موحدة رغم أننا كسوريين موحدين بقرار واحد سورية الحرة خالية من الأسد ونظامه وهذه وحدتنا من الجنوب الى الشمال الغربي والشرقي ومن الشرق الى الغرب سورية دولة مدنية ديمقراطية موحدة أساسها المواطنة.
حتى المنصات مع شبه اختلاف الرؤية فيما بينها تجمع موحد بذلك.
ولكنها شماعة ومع ذلك هذا الشعب سيحقق مطالبه فالاخرين يدركون أنه لا اعمار ولا إعادة علاقات ولا اقتصاد دون الحل السياسي وتطبيق القرار /2254/ ونحن كنا ومازلنا متمسكين بالعملية السياسية.
وعجز المجتمع الدولي اليوم للحل السياسي لايعني بقاء الامور على حالها.
لذلك القضية السورية الآن بحاجة الى عمل جراحي سياسي فما عاد الطب لها ينفع وان يكون هذا العمل السياسي على مستوى المعارضة والمجتمع الدولي والدول العربية.
المعارضة السورية
على مستوى المعارضة الائتلاف الوطني يحضّر لمؤتمر شعبي داخل الأراضي السورية المحررة لقرار موحد ويعيد النظر في نظامه الداخلي ليستوعب أكبر شريحة من الفسيفساء السياسي والمكونات السورية وكذلك صياغة رؤية سياسية وخارطة طريق يتعاون فيها الجميع ليكون قراراً سوريا جامع شبه موحد فسورية بحاجة للجميع.
بالنسبة الى الدول العربية دائماً ما يعتبر السوريين ان حاضنتهم عربية فوحدة الموقف العربي بتنسيق من جامعة الدول العربية ودفع من دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية كفيل بفرض حل سياسي لتنفيذ القرار /2254/ وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة وتركيا والولايات المتحدة الامريكية والدول الأوروبية ذات العلاقة.
قد تكون الجرعة كبيرة بالتفاؤل حسب واقعنا وذلك لأني لا أشعر ان هناك مشكلة حقيقية بين السوريين بمكوناتهم عرباً وكرد ومسلمين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ومسيحيين وطوائف رغم الصورة التي نراها فالسوريون بإرثهم الحضاري ومواطنتهم قادرين على توحيد رؤيتهم للعيش بوطن واحد موحد نجلس معاً نتحاور بعيداً عن تجاذبات الدول نتفهم مصالح الاخرين ولكن ليس على حساب كرامتنا فسورية ام الجميع وفوق الجميع.
ذات صلة
10 سنوات من الدمار ..من المستفيد من استمرارية الأزمة السورية؟