إفلاس سياسي أم بداية تقسيم..ماذا يعني تشكيل حكومة موازية في السودان؟

في أزمة جديدة، قد تزيد من تعقيدات المشهد في السودان، أعلنت ميلشيا الدعم السريع، التي تخوضا حربا ضد الجيش السوداني منذ إبريل 2023 إنها ستتعاون مع حكومة جديدة مقرر تشكيلها للإشراف على مناطق تخضع لسيطرتها.
وبحسب وكالة رويترز، قالت الدعم السريع في بيان أنها واتفقت مجموعة من السياسيين وزعماء جماعات مسلحة على تشكيل ما وصفوها بأنها “حكومة سلام”.

ووفق البيان فإن الحكومة ستكون بقيادة مدنية ومستقلة عن الدعم السريع وستشكل لتحل محل الحكومة في بورتسودان.
وتشهد السودان من 15 أبريل 2023 حربا أهلية بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع التي كانت أحد الأذرع المسلحة التابعة للنظام السوداني في عهد عمر البشير.
وطالما أثارت فكرة تشكيل حكومة موازية في مناطق الدعم السريع مخاوف من دخول السودان مرحلة التقسيم على أرض الواقع .
لكن مراقبون أعتبروا أن الخطوة قد تكون محاولة من الدعم السريع للبحث عن انتصار سياسي في ظل الهزائم العسكرية التي تتلقاها عناصره في العديد من مناطق الصراع.

السودان وأزمة استبدال العملة..هل أصبح الانقسام أمر واقع ينتظر الإعلان ؟

واعتبر الخبير السوداني الدكتور محمد تورشين، أن هذه الخطوة تحمل الكثير من التساؤلات حول موقعها وطبيعتها ومدى قدرتها على تحقيق الاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع.جنوب دارفور ووسط دارفور وغرب دارفور، بالإضافة إلى الخرطوم، إلا أن تلك الحكومات لم تقدم أي خدمات تُذكر للمدنيين، بل أصبحت عائقًا أمام تحقيق الأمن والاستقرار.
وأضاف قائلاً: “وجود الدعم السريع يجعل تلك المناطق أهدافًا عسكرية مشروعة للقوات الحكومية، ما يفاقم من معاناة المدنيين ويجعلهم محرومين من الخدمات الأساسية في ظل غياب مؤسسات الدولة”.

 

حكومة المنفى في السودان

 

وحول الخطوة الجديدة لتشكيل حكومة أُطلق عليها اسم “حكومة المنفى”، أشار تورشين إلى أن الأطراف السياسية التي تدفع بهذا الاتجاه إما متحالفة مع الدعم السريع أو مرتبطة باتفاقيات سابقة معه لم تُنفذ.
وأكد أن هذه الحكومة، في حال تشكيلها، لن تتمكن من العمل داخل السودان، إذ ستكون عرضة للاستهداف والهجمات من قبل السلطات السودانية الرسمية المعترف بها.

كما لفت الدكتور تورشين إلى أن هذه المحاولة تمثل ما وصفه بـ“المحاولة الأخيرة” للدعم السريع وشركائه السياسيين لإثبات وجودهم. لكنه شكك في قدرة هذه الخطوة على تحقيق أي تقدم حقيقي، مؤكدًا أن بعض القوى السياسية، مثل المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس وحركات تحرير السودان، قد تدعم هذه الخطوة، إلا أن هناك معارضة قوية من قوى سياسية أخرى، بما في ذلك شخصيات بارزة مثل عبد الله حمدوك.

إفلاس سياسي

وأكد تورشين أن فكرة تشكيل حكومة منفى تعكس إفلاسًا سياسيًا ومحاولة لتحريك الرأي العام بعد التراجع العسكري الذي تعرض له الدعم السريع مؤخرًا.
وأوضح أن الجيش السوداني يحقق تقدمًا كبيرًا على الأرض، بما في ذلك استعادة السيطرة على مدينة مدني وأجزاء واسعة من الخرطوم.

 

توسع دائرة المواجهات العسكرية في السودان

وأشار تورشين إلى أن هذه المناورة السياسية لن تُفضي إلى حل الأزمة، بل ستزيد من معاناة المدنيين وستوسع دائرة المواجهات العسكرية.
وأضاف أن الانقسام أو الانفصال لا يمكن أن يتحقق عبر خطوات أحادية كهذه، بل يتطلب إجراءات دستورية واستفتاء شعبيًا.
واختتم الدكتور تورشين تصريحه بالتأكيد على أن هذه المحاولة تأتي في وقت يعاني فيه الدعم السريع من ضغوط عسكرية وسياسية متزايدة، وأن الهدف الرئيسي منها هو محاولة التأثير على المشهد السياسي في ظل التراجع العسكري.

اقرا أيضا

يعاقب الطرفين وداعميهم..تفاصيل مشروع قانون أمريكي جديد حول السودان

Exit mobile version