1.4 مليون شخص بجنوب السودان يواجهون الفيضانات والملاريا

أفادت الأمم المتحدة بأن حوالي 1.4 مليون شخص تأثروا جراء الفيضانات في جنوب السودان، فيما نزح أكثر من 379 ألف شخص نتيجة لهذه الكارثة.

وفي بيان أصدره مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) مساء الجمعة، حذّر من انتشار مرض الملاريا في المناطق المتأثرة بالفيضانات. وأوضح البيان أن أكثر من 397 ألف شخص نزحوا في 22 مقاطعة وأبيي، مشيرًا إلى زيادة الإصابات بالملاريا في العديد من الولايات، وهو ما يضع ضغطًا إضافيًا على النظام الصحي ويزيد من تعقيد الوضع في المناطق المتضررة.

قتلي وجرحي في إصطدام طائرة بـ توك توك في السودان

كشفت تقارير صحفية عن حادثة غريبة شهدتها أحد ولايات السودان بعد أن اصطدمت طائرة بـ توك توك ما أسفر عن مصرع أربعة أشخاص وإصابة 12 شخصًا، إصابات متفاوتة، وسط دهشة وذهول سكان المنطقة.

وبحسب وسائل إعلام، فقد اصطدمت طائرة رش من طراز ST-CPJ بـ “توك توك” يقلّ عمالاً لحصاد السمسم،على مدرج ترابي بولاية القضارف في شرق السودان وذلك أثناء هبوط الطائرة على المدرج الترابي بمنطقة الفشقة الكبرى بولاية القضارف.

وقد أسفر الاصطدام عن وفاة أربعة أشخاص كانوا على متن ال “توك توك”، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، حيث نُقل أحدهم إلى مستشفى كسلا لتلقي العلاج، بينما نجا قائد الطائرة الأوكراني ومعاونه وسائق ال “توك توك”.

من جانبه، أوضح عمار عبد الله، المدير العام لوزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية القضارف، أن الطائرة كانت في مهمة لمكافحة آفة الطيور. وأثناء اقترابها من الهبوط، ظهر ال “توك توك” على المدرج بشكل مفاجئ وكأنه خرج من العدم، ما أدى إلى وقوع الاصطدام غير المتوقع.

إلى ذلك أثارت هذه الحادثة الاستثنائية تساؤلات حول الظروف التي أدت إلى وقوعها، مما يجعلها محفورة في ذاكرة المنطقة ليس فقط كمأساة إنسانية، بل كواحدة من أغرب حوادث الاصطدام التي شهدتها البلاد.

وأكدت مصادر موثوقة أن أضراراً جسيمة لحقت بجناح الطائرة الأيمن ومروحتها الأمامية، بينما نجا طاقم الطائرة بالكامل، بما في ذلك قائد الطائرة الأوكراني الجنسية، ومهندسها السوداني، ومفتش الوقاية وسائق ال “توك توك”، دون أن يُصابوا بأذى.

أين تقع منطقة الفشقة؟
تعتبر منطقة الفشقة الواقعة شرق السودان، جزءاً من ولاية القضارف، وتمتد على طول الحدود السودانية الإثيوبية لمسافة 168 كيلومتراً، وتغطي مساحة تقدر بحوالي 5700 كيلومتر مربع. هذه المنطقة المميزة تتخللها عدة أنهار، من أبرزها نهر باسلام (أو السلام)، ونهر سيتيت، ونهر عطبرة، مما يجعلها تبدو كأنها شبه جزيرة طبيعية.

تحدها من الشمال ولاية كسلا ومحلية البطانة، بينما تجاورها من الشرق محلية القضارف” التي تحمل الولاية اسمها” ومحلية القلابات الغربية. من الجهة الإثيوبية، تلتقي منطقتا أمهرة وتيغراي، مما يجعل الفشقة نقطة استراتيجية بين البلدين.

بمساحة تقدر بنحو مليوني فدان، تعد الفشقة من أخصب الأراضي الزراعية في السودان، ما يجعلها من الموارد الثمينة للزراعة في البلاد. وتنقسم لثلاث مناطق؛ الفشقة الكبرى، والفشقة الصغرى، والمنطقة الجنوبية

مدرس سوداني يشعل مواقع التواصل..لن تصدق ماذا فعل

وكالات_ الشمس نيوز

في مشهد يقطر حزناً ويُجسِّد حجم المعاناة التي خلّفتها الحرب الطاحنة فى السودان، ضجّـت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع مُؤثِّر لمعلم سوداني شهير يُدعى مهاجر عبد الرحمن، يدرِّس في فصل خالٍ من التلاميذ بمدرسة في منطقة الكدرو شمالي العاصمة الخرطوم.

وأظهر الفيديو القصير، الذي لا يتعدى الدقيقتين وثانية واحدة، المعلم، الذي اشتاق لتلاميذه الذين شرّدتهم الحرب، وهو يلقي دروسه في الفصل المهجور، محاولاً الحفاظ على بصيص الأمل في عودة طلابه إلى مقاعدهم.

فيما وصف أحد المتفاعلين مع المقطع، تصرف الأستاذ بأنه “ملحمة” ينبغي أن تُدرّس، مُشيراً إلى أنّ تصرفات مثل هذه، تعكس المشاعر الأصيلة والتفاني الذي يتحلى به بعض المعلمين الذين يضعون مستقبل الطلاب نصب أعينهم، فهؤلاء الطلاب هم رجال الغد المشرق، حسب تعبيره.

“كل الخرطوم تعرفه”

كما علّق آخر قائلاً: “هذا هو المعلم الذي ينطبق عليه القول (كاد المعلم أن يكون رسولاً)، نُوجِّـه له كل التحايا والاحترام والتقدير”.

وذكر شخصٌ ثالث في تعليقه بمناسبة يوم المعلم شكره للأستاذ مهاجر قائلاً: “لا أظن أن هناك أحداً في أم درمان أو الخرطوم لا يعرف هذا المعلم العظيم. الذي أعتبره من علماء الرياضيات في السودان، فهو الشخص الذي جعلني أحب هذه المادة وجعل منها شغفي”.

كذلك عبر سوداني آخر عن تقديره العميق لمهاجر، قائلا “سلمت أيها المربي الفاضل، لقد كنت خير ممثل للمعلمين السودانيين، عدت لأرض الوطن، تبث الأمل في قلوب أبنائك التلاميذ وعائلاتهم ببشائر النصر وقُـرب موعد عودة الوطن لأبنائه بعد هذه المحنة المؤلمة “.

ويُعد مهاجر عبد الرحمن أحد أشهر معلمي الرياضيات في السودان بالسنوات الأخيرة، وكان قد لجأ إلى مصر بعد اندلاع الحرب.

لكنه قرّر على نحو مفاجئ العودة إلى أم درمان في يوليو الماضي، آملاً أن يعود كل من شرّدتهم الحرب إلى السودان يوماً ما.

يُذكر أن الحرب المستعرة في السودان ألقت بظلال قاتمة على مستقبل التعليم، تاركةً آثارًا مدمرة قد تمتد لعقد كامل أو أكثر. ففي ظل ضياع أكثر من عام دراسي، يعاني 90% من الأطفال، الذين يبلغ عددهم 19 مليونًا، من الانقطاع عن التعليم، مع وجود 17 مليون طفل خارج المدارس الآن، بينهم 7 ملايين كانوا محرومين من التعليم حتى قبل اندلاع الحرب. هذا الواقع المأساوي دفع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى وصفه بأنه “أسوأ أزمة تعليم يشهدها العالم”.

لكن الكارثة لم تتوقف عند الأطفال فقط؛ فقد طال الدمار المعلمين والمدارس والبنية التحتية التعليمية. فقد أغلقت المدارس وعلقت الدراسة، كما توقفت رواتب نصف مليون معلم، ما دفع العديد منهم إلى حافة التشرد والفقر.

فيما اضطر بعضهم لترك مهنة التعليم إلى الأبد والبحث عن أي وسيلة لكسب العيش. بينما هاجر آخرون إلى دول الجوار وقد لا يعودون أبدًا.

بينما تحولت آلاف المدارس إلى أنقاض أو ملاجئ للنازحين، ما عمق جراح النظام التعليمي وزاد من مأساة البلاد.

هربا من الموت جوعا..السودانيون يأكلون علف حيوانات منتهي الصلاحية

الفاشر _ الشمس نيوز

كشفت تقارير صحفية عن مأساة حقيقة يعيشها ألاف السودانيين التي فرت من العنف الذي وقع في قرى غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء، دفعهم إلي أكل علف حيوانات منتهي الصلاحية.

وشنت مليشيا الدعم السريع ، هجومًا على قرى غرب الفاشر نتج عنه حرق وتدمير أكثر من 15 قرية نزح معظم سكانها إلى منطقة شقرة.

وقدمت مبادرة حقوق الطفل والمرأة بالشراكة مع منظمة جسر السلام وبدعم من منظمة سيفرورلد، ، مساعدات لـ 100 أسرة من المتأثرين بالأحداث في مركز إيواء النازحين بمدرسة قولو الثانوية غربي الفاشر.

وبحسب وسائل إعلام سودانية، قال منسق البرنامج محمد أحمد نزار ، إن أوضاع الفارين من الأحداث بالريف الغربي بمنطقة قولو وشقرة باتت معقدة بسبب الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع لأكثر من 15 شهر .

وأوضح نزار بأن الوضع المعيشي أجبر كثير من النازحين لمشاركة الحيوانات علفها من مخلفات الفول.

مخلفات طعام منتهية الصلاحية

وفي السياق، شكت نورة عمر نازحة من قرية الكوع من نقص الغذاء بمركز إيواء النازحين بمدرسة قولو الثانوية.

وأشارت إلى أن سبب نقص الغذاء أجبر النازحين إلى الاصطفاف في معاصر الزيوت بحثا عن مخلفات الفول السوداني “الإمباز “، في وقت انعدمت فيه مخلفات الفول نفسها لأن ملاك المعاصر  يبعيونها لاصحاب الماشية.

وذكرت عمر بأن النازحين يضطرون لجمع مخلفات منتهية الصلاحية لطبخها للأطفال، تسببت في إسهالات وسط الأطفال وسط مخاوف من تفاقم الوضع.

بدوره، اكد النازح محمد إبراهيم عبد الرحمن تفاقم معاناة النازحين في مجمعات النازحين بمنطقة شقرة بشكل عام.

وطالب المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالاطلاع بدورها لتوفير المساعدات للفارين من الأحداث غربي الفاشر.

بعد محاولة اغتياله.. البرهان: لن نتفاوض مع الدعم السريع

كتب- مريم محمد

صرح الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة اليوم الأربعاء إن الجيش لن يتفاوض مع قوات الدعم السريع ولا يخشى الطائرات المسيرة.

جاء تصريح البرهان بعد هجوم بمسيرتين استهدفتا قاعدة عسكرية في شرق السودان أثناء زيارته لها.

وهاجمت مسيرة حربية الأربعاء قاعدة عسكرية شرق السودان، المنطقة التي بقيت في منأى عن الحرب الدامية في البلاد، أثناء وجود قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان فيها.

من جهته، أعلن الجيش سقوط “خمسة قتلى” في هجوم بمسيرة خلال حفل تخرج عسكريين أقيم في قاعدة جبيت الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر عن مدينة بورت سودان التي أضحت العاصمة الفعلية للحكومة.

وقال شهود إن البرهان غادر الحفل بعد الهجوم، فيما قطع التلفزيون السوداني البث الحي لوقائعه لمدة ربع ساعة تقريباً.

ويشهد السودان حرباً منذ أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش الذي يقوده البرهان، أوقعت إلى الآن عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية.
ولم تعلن قوات الدعم السريع تبني هذا الهجوم. وهو الأول من نوعه على قاعدة عسكرية في ولاية شرق البحر الأحمر (شرق) والتي اتخذها الجيش والحكومة والأمم المتحدة مقراً بعد اندلاع الحرب.
والثلاثاء شدّدت وزارة الخارجية السودانية على الحاجة لمزيد من النقاشات قبل تقديم رد إيجابي على دعوة واشنطن لإجراء محادثات حول وقف لإطلاق النار في أغسطس.

جنوب إفريقيا وصفته بالرئيس..هل يصبح حميدتي زعيم السودان القادم ؟

تشهد الساحة السودانية هذه الأيام تطورات متسارعة بعد الجولة الإفريقية التي قام بها قائد قوات الدعم السريع والحفاوة التي تم استقباله بها من زعماء دول إفريقية، فضلا عن اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك ممثل تجمع القوي المدنية.
وكان محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي قائد قوات الدعم السريع قد قام بجولة إفريقية بداية الشهر الجاري شملت إثيوبيا وجيبوتي وكينيا حظي خلالها باستقبال يمكن وصفها بالرئاسي.
وفي تصرف يمكن وصفه بالغريب، وصفت الصفحة الرسمية للرئاسة الجنوب إفريقية حميدتي خلال زيارته إلي بريتوريا بالرئيس السوداني قبل أن تحذفها بعد انتقادات السوشيال ميديا.
من جانبها قامت وزارة الخارجية السودانية باستدعاء سفيرها من كينيا احتجاجا على استقبال حميدتي دون أن تكرر نفس الخطوة من بقية الدول التي استقبلته.
بدوره، واصل عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني رفضه للحوار مع حميدتي مؤكدا خلال تصريحات أنه لا تفاوض أو حل مع من وصفهم “الميليشيا المتمردة” إلا بعد خروجها من منازل المواطنين والمقار الحكومية، هذا أو الحرب حتى القضاء عليها، كما قال أيضاً أنه مع المقاومة الشعبية وسيقوم بتسليح المواطنين للدفاع عن أرضهم وعرضهم من هؤلاء المرتزقة”.
وعلى الصعيد الميداني بالسودان، واصلت “قوات الدعم السريع” تقدمها منذ أشهر في كل أنحاء البلاد، في ظل مواجهة مقاومة ضعيفة من الجيش.
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليا على شوارع العاصمة، الخرطوم، وعلى كل منطقة غرب دارفور الشاسعة تقريبا، ودخلت ولاية الجزيرة في وسط شرق البلاد.
وبحسب مراقبون فإنه بعد 9 أشهر من الحرب يبدو أن هناك محاولة إقليمية لتسويق حميدتي كزعيم سياسي وليس مجرد قائد عسكري منشق أو معارض رغم أن الصراع فى السودان مازال بلا أفق واضح خاصة فى ظل عدم وجود رغبة دولية قوية على إنهاء الحرب.

طريق اللادولة
وتري د.فريدة البنداري نائب المركز العراقي للدراسات الإفريقية أن ” السودان ينحدر نحو اللادولة ، وما يحدث من دمار وخراب ماهو إلا انقاد للثأر الشخصي بين الأطراف المتصارعة على قيادة البلاد ، عوضا عن النظر إلى حال البلاد وما آلت عليه”.
وقالت لوكالتنا ” رغم هذا نقول بأنه لا تزال الفرصة مواتية للسلام ،والصحيح في هذه اللحظة هو النأي عن التصعيد والتصعيد المضاد من جميع الأطراف، ووضع مهمة رفع المعاناة عن الشعب السوداني أولا وقبل كل شيء، وأنه لا مخرج من هذه الكارثة سوى الحلول السلمية التفاوضية”.

جولة حميدتي
وأشارت إلي أنه ” جولة حميدتي الإفريقية محاولة من الجهات الداعمة له لإعادة تسويقه وتدويره داخليا حتى يعود في منصب كبير في الدولة، لافتة فى الوقت نفسه إلي أن صعوبة قبل الشعب السوداني بذلك ، خاصة بعد الانتهاكات الواسعة بحق المواطنين من قبل من أطلق عليهم «المتفلتين» الذين تبرأ منهم حميدتي نفسه، بقوله: “هم لا علاقة لهم بـ(الدعم السريع)… المتفلتون عدو لنا، تماماً كالعدو الذي نحاربه منذ الخامس عشر من أبريل” .
وتعتقد الباحثة أن ” عودة حميدتي للظهور بعد 8 شهور ماهو الا حفظ ماء وجهه أمام العالم وسكان السودان، ومحاولة لإضفاء الشرعية لقوات الدعم السريع وقيادتها التي حاولت التدثر برداء “القوى الساعية للديمقراطية السودانية والسلام”.
وبحسب خبير الشؤون الإفريقية فإنه ” لا استقرار ولا سلام ولا انقاذ للكارثة السودانية إلا بخروج قوات الدعم السريع من المدن السودانية وتسليم تلك المدن للجيش وقوات الشرطة المكلفة بأمن وحماية المؤسسات والمنشآت ذات الأهمية الاستراتيجية، غير ذلك يصبح الحديث عن أية تحالفات مجرد علاقات عامة لا تقدم ولا تؤخر في إنقاذ المشهد السوداني الكارثي اليوم” .
وشددت على أنه ” لا بد من وجود وساطة دولية وإقليمية فاعلة وضاغطة تستطيع أن تؤثر على طرفي الصراع وتدفعهما للجلوس على مائدة التفاوض، خاصة بعد تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قبل أيام، في منطقة جبيت العسكرية، شرق السودان، التي وضع فيها شروطاً جديدة للقاء حميدتي”.
وتعتقد خبيرة الشؤون الإفريقية أن “البرهان ربما لن يجد أمامه خيار في ظل المخطط الأجنبي لإعادة إنتاج “حميدتي وتسويقه كرجل دولة سوى الاعتماد على المقاومة الشعبية لسد النقص في مشاة الجيش”.

سيناريوهات مستقبلية
من جانبه يري الأكاديمي السوداني د.عماد بحر الدين الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بولاية منيسوتا الأمريكية أن “هناك تقارب بين الدعم السريع والقوي المدنية برئاسة عبد الله حمدوك بدأ منذ تفجر الصراع لدرجة أن البعض يري أن قوي الحرية والتغيير بمثابة الذراع السياسي للدعم السريع والإخوان المسلمين الذراع السياسي للجيش”.
وقال لوكالتنا : “حميدتي وافق خلال لقاءه بـ حمدوك على مطالب القوي المدنية الخاصة بتفكيك نظام البشير ومحاسبة رموزه والعمل على تعزيز التحول المدني الديمقراطي في حين مازال نظام البرهان يرفض الاجتماع بالقوي المدنية” .
وأشار إلي أنه “تم استقبال حميدتي فى رواندا وكينيا واثيوبيا وجنوب إفريقيا كرئيس وليس مجرد زعيم معارض، لافتا إلي أن هناك قبول للقائد الدعم السريع من قبل الدول الإفريقية بالعكس من البرهان الذي يسعي لإطالة أمد الحرب وتحويلها لحرب أهلية شاملة عن طريق تسليح القبائل وهو ما يدخل البلاد فى نفق صعب الخروج منه”.
ويري الأكاديمي السوداني أن “هناك عدة سيناريوهات يمكن توقعها لمستقبل الأوضاع بالسودان أولها وأقربها استمرار الحرب وتمدد خارطة المعارك لتشمل ولايات أخري خاصة في ظل قيام قيادات الجيش بتسليح المدنيين والقبائل لوقف تمدد الدعم السريع”.
أما السيناريو الثاني بحسب بحر الدين ” أن تقوم بعض الدول الإقليمية والدولية بإجبار الطرفين على الجلوس على طاولة المفاوضات وإلزامهم بتوقيع اتفاق سلام وهو أمر لا يمكن الوثوق به خاصة بعد فشل القوي الدولية فى إلزام طرفي الصراع بتنفيذ هدنة أو الإلتزام بمخرجات اجتماعات جدة”.
وتابع ” السيناريو الثالث هو توحد القوي المدنية والشعبية ضد طرفي الحرب والنزول بمظاهرات مليونية لإجبار الطرفين على وقف القتال، مشيرا إلي أن هناك سيناريو أخر لا يفضله أحد هو أن يتم وضع السودان تحت الوصاية الدولية من مجلس الأمن وتتولي الأمم المتحدة إدارة شؤون البلاد وإرسال قوات دولية لحفظ الأمن ووقف الحرب”.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

السودان يقترب من السيناريو البغيض..ما القصة

تطورات متسارعة يشهدها الصراع المسلح في السودان في ظل انشغال العالم بالحرب  الإسرائيلية على غزة التي سحبت الأضواء من الصراع الممتد من أكثر من 7 أشهر بالسودان دون أن تنجح القوي الدولية والإقليمية في إقناع طرفي الصراع بوقف الحرب التي أدت لتشريد ملايين السودانيين، فضلا عن ألاف القتلي والمصابين.

وبحسب تقارير سودانية فإن قوات الدعم السريع تقترب من السيطرة على إقليم دارفور في غرب السودان بعد أن تمكنت من الاستيلاء على فرق الجيش الرئيسية في ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور، ولم يتبق أمام بسط نفوذها على الولايات الخمس، سوى الفاشر العاصمة السياسية والإدارية لإقليم دارفور التي أعلنت الحركات المسلحة الرئيسية أنها ستدافع عنها إلى جانب الجيش، مما يهدد بصراع إثني وانقسام الإقليم على أساس عرقي.

وبحسب مراقبون فإن الحرب التي أحرقت الأخضر واليابس بالسودان لا تبدو نهايتها قريبة وربما ينتهي بها الأمر لسيناريو التقسيم الذي يخشاه معظم السودانيين خاصة بعد إنفصال جنوب السودان منذ سنوات.

سيناريو بغيض

ويري رامي زهدي الخبير المصري في الشؤون الأفريقية أن “الأمور في السودان تسير بوتيرة متباطئة أحيانا ومتسارعة في معظم الأحيان نحو مزيدا من التعقيد”.

وقال لوكالتنا “منذ بداية الصراع من نحو سبعة أشهر مضت،  اتفقت أراء خبراء كثر أن طول امد الصراع في السودان وغياب أفق الحل أو مبادئها علي الاقل ليس في مصلحة الشعب السوداني ولا الدولة السودانية التي تتجه نحو سيناريو بغيض وهو سيناريو التقسيم”.

 وأشار إلي أن “هذه الفكرة حتي وإن نجحت في إيقاف الحرب ألا إنها تظل النهاية الأسوء علي الإطلاق للأزمة،  والبداية لمزيدا من التوتر والصراعات في المستقبل القريب وفقدان لدولة هامة كبيرة مؤثرة في المنطقة وهي السودان الذي لم يلبث أن يحاول النهوض بعد أن فقد جنوبه وإنفصلت عنه دولة جنوب السودان،  والأن يلوح في الأفق للأسف احتمالات مرجحة لفقدان شرقه أو غربه أو كلاهما،  وبات التقسيم علي أساس جغرافي أو عرقي أو بقوة السيطرة العسكرية علي الأرض خطر قريب للحدوث”.

وبحسب الباحث “فإنه إن لم يكن التقسيم بشكل مباشر واضح،  فالخطر التالي في الأزمة هو وجود حكومتين،  وجيشين وربما شعبين خاصة مع توارد الأنباء عن انتصارات لقوات الدعم السريع مع غياب للحسم من قبل القوات المسلحة النظامية السودانية، معتبرا أن ” هدف تقسيم الدولة السودانية لأكثر من اقليم أو دولة مع تعدد نطاقات النفوذ الخارجية يظل هدفا استراتيجيا لقوي خارجية تحاول فرض مزيدا من السيطرة علي المنطقة خاصة منطقة البحر الأحمر وكذلك السيطرة علي مناطق الثروات الطبيعية سواء معدنية أو نفطية وبقاع الأراضي الاكثر خصوبة والمؤهلة للزراعات الحديثة والمزارع الحيوانية المتطورة”.

وتابع: ” حتي الأن،  تحدثنا الأنباء سواء رسمية أو عبر مشاهدات غير رسمية لسيطرة قوات الدعم السريع على مناطق في الخرطوم، وتقدم كبير في إقليم دارفور (غربا). في المقابل، تحصن أعضاء الحكومة وقادة الجيش في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر بشرق البلاد، مما يعني أن الطرفان مازالا في مراحل من الشدة والتمسك بتحقيق نصر حاسم يقضي به أحدهم علي الأخر وأنهما لا يرغبان في تقديم أي تنازلات لإنهاء حالة الحرب وتناول حلول سياسية عاجلة ممكنة”.

لافتا إلي أنه “إن ظلت الأمور هكذا، وإن افترضنا إمكانية وصول أي من الطرفين لإنتصار حاسم علي الطرف الثاني فإن ذلك يعني أننا في طريقنا لأن نفقد السودان الدولة والشعب،  وأن تواجه المنطقة ودول الجوار خاصة بيئة صراع وتوتر غير مسبوقة تهدد امن وسلم المنطقة بالكامل وربما تمتد آثارها للعالم”.

ووفقا لـ زهدي فإنه “حتي الأن لم تفلح جولات التفاوض المتعددة سوى في إبرام وقف موقت للقتال التي كانت سرعان ما تستأنف بمجرد انتهاء المهل، وكانوا يعتبرونها فرصة للإستعداد لمزيدا من القتال والمعارك والتحرك اللوچيستي.

وشدد على أن “الجميع يعلم أنه لا حل علي الإطلاق مهما تعددت الوسطات الدولية،  مالم توجد النية الصادقة لدي أطراف المشكلة للحل وتغليب صالح السودان فوق مصالحهم الشخصية”.

خطر جديد

وكشف الباحث أنه “يظهر في الأفق خطر جديد،  يتمثل في توسيع وتعدد اطراف القتال بدخول قبائل وعشائر اما لنصرة او دعم أي من الطرفين او دخولهم كطرف رئيس في المعارك دفاعا عن مصالح أو خوفا من ضرر،  وبالتالي ظهرت موجات من عملية تسلح المدنيين،  والتزود بمزيدا من السلاح والتحصينات للقبائل التي كانت في الأصل مسلحة ما يهدد بارتفاع أعداد الضحايا”.

وأشار إلي أن “الخسائر البشرية فقط حتي الأن تشير لمقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وفق تقدير لمنظمة “أكليد” يعتقد على نطاق واسع أنه أدنى من الحصيلة الفعلية،  لان غياب البيانات الرسمية وعمليات الحصر الدقيق ثمة مثل هذه الحروب التي علي الأغلب تنتهك بها كثيرا من المعايير الدولية للحروب وتحدث بها جرائم حرب يصعب في أحيان كثيرة اثباتها بالأدلة الكاملة، كذلك تسببت المعارك بنزوح أكثر من ستة ملايين شخص، وتدمير معظم البنية الأساسية في السودان الذي كان يعد حتى قبل اندلاع النزاع من أفقر بلدان العالم وعاني شعبه قبل الثورة وبعدها علي حد سواء”.

وحول السيناريو الأقرب للسودان في ظل المعطيات الحالية أكد خبير الشؤون الأفريقية “انه من المتوقع أن تشهد السودان تكرار للسيناريو الليبي لعدة سنوات، وأن تظل السودان دولة بلا دولة،  وبلا سيادة واستمرار نزوح الشعب السوداني داخليا او هجرته خارجيا،  ويتوقع ظهور حركات سياسية ضد فكرة التقسيم وقد يظهر دعم قوي دولية صديقة للسودان للعمل علي رجوع الدولة السودانية،  لكن وبصغة عامة،  الامر ليس قريبا علي المدي الزمني،  سواء انتهي بالتقسيم،  أو بوقف الحرب وإدارة عملية سياسية”.

الناطق بإسم حركة تمازج لـ الشمس نيوز: السودان يتجه للحكم المدني

شهدت الفترة الأخيرة من الصراع المسلح بالسودان انتصارات واسعة لقوات الدعم السريع التي نجحت خلال الشهر الماضي في السيطرة على فرق الجيش الرئيسية في ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
وبحسب تقارير تشهد الفاشر وهي المدينة الوحيدة في إقليم دارفور غير خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع توترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أعقاب تمدد الأخيرة في الإقليم المضطرب وسيطرتها على ولايات جنوب ووسط وشرق وغرب دارفور.
ودفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات عسكرية ضخمة تتمركز شرق الفاشر فيما حشدت الحركات المسلحة الموالية للجيش السوداني مقاتليها وعززت من وجودها العسكري داخل الفاشر انتظارا لمعركة محتملة في المدينة التي تأوي أعداد كبيرة من الفارين من الحرب في بقية ولايات دارفور.

عهد جديد
من جانبه، أكد المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج السودانية عثمان عبدالرحمن سليمان أن إنتصارات الدعم السريع فى مختلف أنحاء السودان مؤشر لإقتراب البلاد من الحكم المدني الديمقراطي و بداية عهد جديد ينهي تسلط الأنظمة الشمولية القمعية.
وقال لـ الشمس نيوز “لقوات السريع تأييد دولي يمكنها من ترسيخ مبادئ الحكم المدني الديمقراطي فضلاً عن التأييد المجتمعي الذي تحظى به حتى بعد الحرب إذا نظرنا للمناطق التي تسيطر عليها. و هذا التأييد المجتمعي هو دافع من دوافع هذه الانتصارات، لأن قوات الدعم السريع تسمد قوتها بجانب خبرتها العسكرية في القتال من الشعب .
وشدد المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج السودانية على أن مجمل الأوضاع الآن تتجه نحو الإصلاح الشامل لمؤسسات الدولة على أسس و ثوابت وطنية.

بعد طرح فكرة الحكومتين..هل يتكرر السيناريو الليبي في السودان؟

حالة من الجدل يشهدها الشارع السوداني في ظل تقارير تتحدث عن نية طرفا الصراع تشكيل حكومة مستقلة وهو ما يثير المخاوف من تكرار السيناريو الليبي في البلد الذى يشهد مواجهات عسكرية منذ قرابة 6 أشهر بين قيادة الجيش برئاسة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التابعة لنائب رئيس مجلس السيادة السابق محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي.
وتبدو الحاجة ملحة لتطبيق الفيدرالية في السودان حيث يخشي البعض من تعرض السودان لخطر التقسيم خاصة بعد تلويح قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي بتكوين سلطة موازية عاصمتها الخرطوم، في حال إقدام رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، على تكوين حكومة في مدينة بورتسودان شرق البلاد.
ويعتبر سيناريو الحكومتين حال تطبيقه شبيه الصلة بما تشهده ليبيا التي يوجد بها حكومة مدعومة من البرلمان في الشرق، وأخري في طرابلس العاصمة، فضلا عن وجود أجهزة أمنية وميليشيات بكل منطقة، وشهدت ليبيا خلال السنوات أكثر من صراع عسكري بين الفرقاء والجماعات الليبية المسلحة انتهي بهم الأمر لتقسيم غير معلن.
وبحسب مراقبون فإن الوضع في السودان أخطر من ليبيا وفرص التقسيم حال وجود حكومتين كبيرة خاصة مع التنوع العرقي والقبلي الموجود بالسودان.

سيناريو وارد
وتري د.فريدة البنداري نائب رئيس المركز العراقي للدراسات الأفريقية أن تكرار السيناريو الليبي في السودان أمر وارد خاصة أنه مع اندلاع القتال، قام الجانبان بتقسيم العاصمة، و لقي مئات المدنيين حتفهم في القتال، وفر أكثر من 700 ألف آخرين من منازلهم.
وقالت لوكالتنا “ما يرجح سيناريو لبيبا في السودان أن الجانبان متساويان بشكل كبير، فعلي الجانب العسكري استولت قوات الدعم السريع مؤخرًا على القاعدة العسكرية في مروي بشمال السودان، بينما دمرت القوات المسلحة السودانية موقعًا لإعادة الإمداد لقوات الدعم السريع في شمال غرب السودان، وبعد أيام فقط من استلام قوات الدعم السريع شحنة أسلحة من مجموعة فاجنر الروسية عبر قاعدتها في جنوب ليبيا، هاجمت القوات المسلحة السودانية قاعدة عمليات حميدتي في دارفور.
وأشارت خبيرة الشؤون الأفريقية إلي أنه “مع وجود قوات قتالية متساوية، يمكن أن يكون السودان مستعدًا لفترة طويلة من القتال”.
وتابعت : “من الناحية المالية، فإن الجانبين أيضًا متكافئان بشكل جيد.، حيث يستفيد حميدتي وقوات الدعم السريع من الثروة الهائلة التي جمعها الجنرال من عمليات تعدين الذهب التي يسيطر عليها هو وعائلته في دارفور. في حين يستفيد البرهان والقوات المسلحة السودانية من شبكة واسعة من الشركات والزراعة وإنتاج النفط إلى تصنيع الأسلحة – التي تغذي الإيرادات إلى الجيش”.
على جانب الدعم الدولي، تري د.فريدة أنه “رغم تواصل الضغط متعدد الجنسيات على الجانبين لوقف القتال، فقد بدأ بعض اللاعبين الإقليميين في الاصطفاف خلف الجنرالين المتنافسين، حيث أعربت الجارة الأقرب للسودان مصر عن دعمها للبرهان والقوات المسلحة السودانية، وكذلك فعلت الجامعة العربية، في حين تلقى حميدتي أسلحة من المشير الليبي خليفة حفتر ومجموعة فاجنر الروسية” .
خطر التقسيم
وتعتقد الباحثة أنه “يمكن لهذه الاستراتيجية في نهاية المطاف أن تخلق سيناريو تنقسم فيه البلاد على أسس عرقية بناءً على ولائها لقوات الدعم السريع أو القوات المسلحة السودانية، ويكون ذلك تكرار للنموذج والسيناريو الليبي”.
وبحسب نائب المركز العراقي للدراسات الأفريقية فإنه خلال العقود الخمسة الأخيرة توصلت الدراسات الأفريقية والغربية والعربية إلى نتيجة مفاداها ان الدول الأفريقية لم تنجح في إدارة أي تعددية ـ بل أثبتت الدول الافريقية سوء إدارة التعددية السياسية والعرقية وتنامي الروح الانفصالية بين المكون الوطني، لافتة إلي نموذج جنوب السودان والذى بعد سنوات وسنوات من المفاوضات والاقتتال والحروب الاهلية لم يحل إلا بالانفصال، وكانت دارفور على وشك الدخول في عملية الانفصال لولا ثورة ديسمبر 2018 التي انتجت الان ” حرب الجنرالات ” .
سيناريوهات المستقبل
وتري د.فريدة أن “انزلاق السودان السريع إلى الصراع المميت وانقسام الحكومة بشكل عرقي هو نكسة رهيبة، كانت نتيجة سوء إدارة التسوية السياسية لعدة عقود، مشددة على أنه لابد الاعتراف بأن الوسائل العسكرية لن تحل الأسباب الجذرية للصراع المستمر من عقود بالسودان”.
وحذرت من أنه “ما لم تتدارك النخبة السودانية واقعها اليوم الأليم بالتنازلات الكبرى والبدء بالاعترافات الجريئة والتسامي والتجاوز فوق (الشجون الصغرى) فإن سيناريو انفصال الجنوب لن يكون بعيدا مرة أخرى في السودان وسنري انقسامات عديدة في العاصمة رمز سلطة الدولة ، وهذا فيه تنفيذ لتهديد قديم ظلت تردده الحركات المتمردة في الأطراف بأن (الحرب المقبلة ستكون في الخرطوم).
وحول مستقبل السودان، تري خبيرة الشؤون الأفريقية أنه ” في ظل معطيات المشهد الحالي ، فإن مستقبل السودان سيكون بين سيناريوهين أسوء من بعض أولهم هو استمرار الاقتتال والحرب والانتقال الى “حرب الولايات ” و استمرار الحرب لفترة أطول تحمل تعقيدات كبيرة قد تؤدي إلى انهيار الدولة وربما سمة حروب الالفية الثالثة هي الاستمرارية دون منتصر ومنهزم” .
والسيناريو الثاني بحسب فريدة “هو التقسيم، خاصة وأنه تحقق في انفصال جنوب السودان عام 2011 بعد حرب استمرت عشرين عاما مع الشمال، لافتة إلي أنه ما يزيد من احتمالية هذا السيناريو هو وجود حركات مسلحة تسيطر على أراضٍ واسعة، مثل “الحركة الشعبية” التي تقاتل في جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق)، وحركة “تحرير السودان” بقيادة عبد الواحد محمد نور، التي تقاتل في دارفور منذ 2003.”
حميدتي والحرية والتغيير
من جانبه، يري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن خطاب رئيس مجلس السيادة في الأمم المتحدة كان ممتازاً، وطالب فيه تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية.
وأشار إلي أنه قبل خطاب البرهان بساعة شهدنا تسجيلاً لحميدتي خاطب فيه الأمم المتحدة- التي لم تقدم له دعوه- كحادثة غريبة تحدث لأول مرة.
وبحسب الناشط فإن خطاب حميدتي الذى طرح فيه فكرة الفيدرالية كحل للأزمة السودانية، تظهر فيه لغة أحزاب الحرية والتغيير، فهم من بشروا بهذه البنود قبل مدة، بل هم نفسهم هددوا بأن تكوين حكومة في بورتسودان سيجعل حميدتي يكون حكومة أخرى في الخرطوم مما يظهر حجم التنسيق بينهما.
ويعتقد أن حديث حميدتي الذي هدد فيه بتكوين حكومة في المناطق التي تخضع لسيطرته هو محض وهم وتهديد للضغط على الجيش للرجوع للتفاوض، فقواته لا تسيطر على أي مدينة سيطرة كاملة، مناطق الصراع التي تتواجد بها قواته توجد بها حاميات للجيش وتعتبر مناطق حرب وهي شبه خالية من المواطنين كما ان حميدتي شعبيا مرفوض بعد الإنتهاكات التي قامت بها قواته، ف الحديث عن تكوين حكومة الغرض منها الضغط سياسيا على الجيش كما ذكرت.

وأشار إلي أنه بعد زيارات البرهان التي أختتمها بنيويورك، وبالمتابعة لسير العمليات العسكرية التي تسارعت وتيرتها وأمتلاك الجيش مؤخرا لأسلحة نوعية، ينبى بأن الحرب في خواتيمها.
مخطط الفلول
بدوره يري عثمان عبد الرحيم الناطق الرسمي بإسم حركة تمازج السودانية أن تعدد الحكومات لا يعتبر مدخل لحل الأزمة بحسب رؤيتنا الشخصية فهي وسيلة لتفكيك البلاد و هذا مخطط الفلول.

وقال ” قوات الدعم السريع لم تبادر بهذا الخيار لكنها وضعت خيارات و نحن نساندها في رؤيتها ففي حال اتجه الفلول في تشكيل حكومة في شرق السودان كما يدعون فلابد من تشكيل أخرى في الخرطوم و هي المنوط بها حفظ الأمن.
وأشار إلي أنه رغم حدة الاشتباكات في الخرطوم الدعم السريع لا يزال يقدم الخدمات الإنسانية للمواطنيين عبر لجان ميدانية فهذا دليل على أن الدعم السريع تؤسس لدولة خدمية و ليست دولة ذات طابع أيديولوجي يخدم فئة محدد و يهمل الأخرى.
وشدد الناطق بإسم حركة تمازج على أن قوات الدعم السريع أحرص على وحدة السودان لكن مخططات الفلول حالت دون ذلك لكن دحرهم أصبح ضرورة حتمية.

خبراء أم مقاتلون..ماذا تفعل أوكرانيا في السودان وسر دعمها لـ البرهان ؟

كشفت تقارير صحفية عن استعانة الجيش السوداني بخبراء أجانب في مواجهة قوات الدعم السريع على خلفية تقارير عن تنفيذ القوات الخاصة الأوكرانية لعمليات قتالية ضد الدعم السريع.
وبحسب وسائل إعلام، أكد مستشار في وزارة الدفاع السودانية أن أوكرانيا تشارك الجيش السوداني بخبراء ومدربين في مجال الطائرات المسيرة، مشددا فى الوقت نفسه لعدم وجود قوات أجنبية تقاتل إلى جانب أيام الجيش.
ونسب موقع الجزيرة نت لمصدر سوداني لم يكشف هويته تأكيده إن الخبراء العسكريين من أوكرانيا قاموا بتدريب مشغلي الطائرات المسيرة التي اشتراها السودان مؤخرا من تركيا وأوكرانيا.

وأضاف أن بلاده تربطها بروتوكولات واتفاقات عسكرية مع عدة دول تتيح لها التعاون العسكري وتطوير الصناعات العسكرية الدفاعية في السودان.

وأوضح المسؤول السوداني أن بلاده اشترت مسيرات من تركيا من طرز مختلفة قبل اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وبعد اندلاعها في منتصف أبريل/ نيسان الماضي لتعزيز قواتها الجوية، درب خبراء أوكرانيون أوفدتهم أنقرة طواقم سودانية لاستخدام المسيرات حسب الاتفاق بين البلدين.

وأضاف أن المسيرة الأخرى التي دخلت الخدمة مؤخراً، هي من طراز “إف في بي” ويطلق عليها “الذبابة” المدمرة، وقد شارك خبراء أوكرانيون في تدريب طواقم سودانية على استخدامها.
وقال إنها طائرة صغيرة الحجم ويبلغ مداها 10 كيلومترات، وسرعتها ما بين 100 و140 كيلومترا، ويبلغ سعرها ألف دولار، ولديها القدرة على استهداف الدبابات والمدافع الذاتية الحركة والمركبات القتالية المتحركة، كما يمكن استخدامها في الاستطلاع وتوجيه نيران المدفعية ودخول الخنادق والمباني.

وشدد على أن الخبراء الأوكرانيين لا يشاركون في استخدام وتشغيل المسيرات، وإنما ينتهي دورهم بتدريب الطواقم السودانية “التي باتت مؤهلة ولديها القدرة على تشغيلها بكفاءة”.

وبحسب المصدر السوداني فإن هذه الطائرات أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الدعم السريع، ودمرت أسلحتهم ومعداتهم ومركباتهم القتالية التي حصلوا عليها بدعم من مجموعة “فاغنر” الروسية وقوى إقليمية أخرى ووصلت إلى السودان عبر ليبيا وأفريقيا الوسطى وتشاد، حسب وصفه.

وأكد أن بلاده لديها اكتفاء من الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمعدات العسكرية عبر صناعاتها الدفاعية، وكانت تبيع منها إلى دول عربية وأفريقية وغيرها، وتشارك في عرضها بمعارض سنوية.

قوات خاصة أوكرانية
وتجنب الجيش السوداني التعليق على تحقيق شبكة “سي إن إن” الأميركية بشأن مشاركة قوات أوكرانية خاصة في قصف قوات الدعم السريع.
وفي المقابل نفت قوات الدعم السريع الأربعاء، في بيان، ما أوردته الشبكة الأميركية من تعرض قواتها لهجوم بمسيرات أوكرانية بالقرب من العاصمة الخرطوم.

وكان تحقيق نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية كشف عن أن القوات الخاصة الأوكرانية على الأرجح نفذت سلسلة من الهجمات باستخدام طائرات مسيّرة، إضافة إلى عملية برية، ضد قوات الدعم السريع في السودان.

وقالت الشبكة إنها حصلت على مقاطع فيديو تكشف أن هجمات نفذت ضد قوات الدعم السريع تحمل بصمات الجيش الأوكراني. فقد استُخدمت مسيّرتان متاحتان تجاريًا ويستخدمهما الأوكرانيون على نطاق واسع في 8 غارات على الأقل ضد قوات الدعم السريع، كما أظهرت مقاطع الفيديو كلمات بالأوكرانية على أجهزة التحكم التي تدار بها المسيّرات التي استهدفت الدعم السريع.

ونقلت “سي إن إن” عن خبراء قولهم إن التكتيكات العسكرية المستخدمة في تلك الهجمات، ومن أبرزها انقضاض الطائرات المسيرة على أهدافها على نحو مباشر وسريع، غير مألوفة في السودان وأفريقيا بشكل عام.

كما نقلت عن مصدر عسكري أوكراني -لم تكشف عن هويته- قوله إن تلك الهجمات ليست من عمل الجيش السوداني، مرجحا أن تكون القوات الأوكرانية الخاصة تقف وراء هذه الهجمات.

وقالت الشبكة الأميركية إن الضربات السرية التي تشنها أوكرانيا في السودان تشكل توسعا كبيرا ومستفزا في حربها مع روسيا.

Exit mobile version