خطاب حميدتي..إعلان هزيمة أم موجة جديدة من الحرب بالسودان؟

متابعات _ الشمس نيوز

حذر خبراء ومراقبون من خطورة ما حمله خطاب  محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي قائد الدعم السريع من رسائل قد تدفع السودان لمرحلة جديدة من الحرب قد تكون أسوء مما شهدته البلاد طوال الفترة السابقة.

واعتبر محللون أن الخطاب الذى ألقاه حميدتي مأمس ودعا فيه قواته إلى تنظيم وترتيب صفوفها استعداداً لمعارك قد تستمر لسنوات، بمثابة إعلان عن موجة جديدة من الحرب ستكون أكثر «شراسة وعنفاً»، يسعى من خلالها إلى نقل القتال إلى ولايات شمال البلاد.

وكان حميدتي قد دعا في تسجيل مصور جميع قواته من الضباط وضباط الصف والجنود في الاحتياط و«الأذونات» بالتبليغ فوراً إلى وحداتهم العسكرية، مشدداً على منع التصوير خلال المعارك. وتعهد بحشد مليون جندي لـ«تحقيق الانتصار» على الجيش السوداني. وبارك انتصارات قواته في مناطق شمال دارفور (غرب البلاد)، داعياً إياها إلى القضاء على «مرتزقة الحركات المسلحة» التي تقاتل في صفوف الجيش.

وأشار إلى أن الجيش السوداني والمجموعات الإسلامية التي تقاتل في صفوفه انتقلوا إلى الخطة «ج»، مؤكداً أنه انتقل إلى الخطة «ب».

الحرب الشاملة

وبحسب جريدة الشرق الأوسط، قال المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ إن العنوان الأبرز لخطاب قائد «قوات الدعم السريع»، هو «الانتقال للحرب الشاملة، على عكس ما ذهب البعض لتفسيره بأنه إقرار بالهزيمة».

وأضاف: «الجزء المهم من تصريحاته هو أنه يحاول ممارسة أقصى ضغوط على الأطراف السياسية المدنية، واستمالتها إلى جانبه في المعركة التي يخوضها ضد (النظام الإسلاموي) المعزول الذي أشعل الحرب في البلاد للعودة إلى السلطة مرة أخرى».

وذكر أن «(حميدتي) سعى من خلال إرسال اتهامات مباشرة إلى بعض الدول في الإقليم بالتدخل في الحرب إلى جانب الجيش السوداني، إلى تحجيم دورها، وتنبيه المجتمع الدولي إلى أن هذه التدخلات قد تحول السودان إلى ساحة صراع إقليمي ودولي».

وقال أبو الجوخ: «يبدو واضحاً أن (حميدتي) يمضي في اتجاه استنفار وحشد المكونات الاجتماعية التي تتحدر منها الغالبية العظمى من مقاتلي (الدعم السريع) في غرب البلاد، لخوض موجة جديدة من القتال قد تكون الأكثر شراسة».

وأضاف: «يبدو أن الطرفين قررا المضي نحو حرب عنيفة، وبلا سقوفات؛ الكل ضد الكل، والخطورة فيها أن يسعى كل طرف إلى إيقاع أكبر ضرر بالآخر بغض النظر عن الأضرار الكبيرة التي سترتب على المدنيين».

ورأى أبو الجوخ أن «الموجة الثانية من الحرب مع تصاعد الخطاب الإثني والجهوي، قد تؤدي إلى حرب أهلية طاحنة، وتعزز من سيناريو تقسيم البلاد».

وتذهب التوقعات إلى أن قائد «الدعم السريع» ألمح بشكل واضح، إلى أنه سيتجه إلى نقل الحرب إلى ولايات شمال البلاد، بدعوى أنها «تمثل الحواضن الاجتماعية لمركز ثقل الجيش السوداني وحلفائه من المجموعات الإسلامية».

موجة حرب جديدة

بدوره، قال المتحدث باسم «تحالف القوى المدنية بشرق السودان»، صالح عمار، إن «خروج (حميدتي) للحديث في هذا التوقيت كان متوقعاً بعد الهجوم العسكري الذي شنه الجيش السوداني في عدة محاور».

وأضاف أن «مجمل الخطاب مؤشر نحو تصعيد الحرب واشتداد أوارها من جديد، خصوصاً انتهاء موسم الخريف الذي حد من قدرات (قوات الدعم السريع) على التوغل إلى بعض المناطق».

وأشار إلى أن «التصعيد ضربة بداية لموجة جديدة للحرب؛ إذ حاول قائد (الدعم السريع) تقديم مبررات للشعب السوداني والعالم، بأن قادة الإسلاميين المتحالفين مع الجيش هم وراء إشعال وإطالة أمد الحرب، وأن قواته تدافع عن نفسها».

وذكر عمار أن «البلاد في حاجة قصوى إلى وقف لإطلاق النار وعملية سياسية، وليس تصعيداً جديداً يتضرر منه ملايين السودانيين، وهو ما حتم على السودانيين جميعاً التوحد ضد الحرب، في مقابل أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل وسريع لوقف الموجة الجديدة من القتال التي قد تؤدي إلى المزيد من الانتهاكات وتفاقم الأوضاع الإنسانية خلال المرحلة المقبلة».

هربا من الموت جوعا..السودانيون يأكلون علف حيوانات منتهي الصلاحية

الفاشر _ الشمس نيوز

كشفت تقارير صحفية عن مأساة حقيقة يعيشها ألاف السودانيين التي فرت من العنف الذي وقع في قرى غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء، دفعهم إلي أكل علف حيوانات منتهي الصلاحية.

وشنت مليشيا الدعم السريع ، هجومًا على قرى غرب الفاشر نتج عنه حرق وتدمير أكثر من 15 قرية نزح معظم سكانها إلى منطقة شقرة.

وقدمت مبادرة حقوق الطفل والمرأة بالشراكة مع منظمة جسر السلام وبدعم من منظمة سيفرورلد، ، مساعدات لـ 100 أسرة من المتأثرين بالأحداث في مركز إيواء النازحين بمدرسة قولو الثانوية غربي الفاشر.

وبحسب وسائل إعلام سودانية، قال منسق البرنامج محمد أحمد نزار ، إن أوضاع الفارين من الأحداث بالريف الغربي بمنطقة قولو وشقرة باتت معقدة بسبب الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع لأكثر من 15 شهر .

وأوضح نزار بأن الوضع المعيشي أجبر كثير من النازحين لمشاركة الحيوانات علفها من مخلفات الفول.

مخلفات طعام منتهية الصلاحية

وفي السياق، شكت نورة عمر نازحة من قرية الكوع من نقص الغذاء بمركز إيواء النازحين بمدرسة قولو الثانوية.

وأشارت إلى أن سبب نقص الغذاء أجبر النازحين إلى الاصطفاف في معاصر الزيوت بحثا عن مخلفات الفول السوداني “الإمباز “، في وقت انعدمت فيه مخلفات الفول نفسها لأن ملاك المعاصر  يبعيونها لاصحاب الماشية.

وذكرت عمر بأن النازحين يضطرون لجمع مخلفات منتهية الصلاحية لطبخها للأطفال، تسببت في إسهالات وسط الأطفال وسط مخاوف من تفاقم الوضع.

بدوره، اكد النازح محمد إبراهيم عبد الرحمن تفاقم معاناة النازحين في مجمعات النازحين بمنطقة شقرة بشكل عام.

وطالب المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالاطلاع بدورها لتوفير المساعدات للفارين من الأحداث غربي الفاشر.

بعد محاولة اغتياله.. البرهان: لن نتفاوض مع الدعم السريع

كتب- مريم محمد

صرح الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة اليوم الأربعاء إن الجيش لن يتفاوض مع قوات الدعم السريع ولا يخشى الطائرات المسيرة.

جاء تصريح البرهان بعد هجوم بمسيرتين استهدفتا قاعدة عسكرية في شرق السودان أثناء زيارته لها.

وهاجمت مسيرة حربية الأربعاء قاعدة عسكرية شرق السودان، المنطقة التي بقيت في منأى عن الحرب الدامية في البلاد، أثناء وجود قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان فيها.

من جهته، أعلن الجيش سقوط “خمسة قتلى” في هجوم بمسيرة خلال حفل تخرج عسكريين أقيم في قاعدة جبيت الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر عن مدينة بورت سودان التي أضحت العاصمة الفعلية للحكومة.

وقال شهود إن البرهان غادر الحفل بعد الهجوم، فيما قطع التلفزيون السوداني البث الحي لوقائعه لمدة ربع ساعة تقريباً.

ويشهد السودان حرباً منذ أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش الذي يقوده البرهان، أوقعت إلى الآن عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية.
ولم تعلن قوات الدعم السريع تبني هذا الهجوم. وهو الأول من نوعه على قاعدة عسكرية في ولاية شرق البحر الأحمر (شرق) والتي اتخذها الجيش والحكومة والأمم المتحدة مقراً بعد اندلاع الحرب.
والثلاثاء شدّدت وزارة الخارجية السودانية على الحاجة لمزيد من النقاشات قبل تقديم رد إيجابي على دعوة واشنطن لإجراء محادثات حول وقف لإطلاق النار في أغسطس.

السودان يقترب من السيناريو البغيض..ما القصة

تطورات متسارعة يشهدها الصراع المسلح في السودان في ظل انشغال العالم بالحرب  الإسرائيلية على غزة التي سحبت الأضواء من الصراع الممتد من أكثر من 7 أشهر بالسودان دون أن تنجح القوي الدولية والإقليمية في إقناع طرفي الصراع بوقف الحرب التي أدت لتشريد ملايين السودانيين، فضلا عن ألاف القتلي والمصابين.

وبحسب تقارير سودانية فإن قوات الدعم السريع تقترب من السيطرة على إقليم دارفور في غرب السودان بعد أن تمكنت من الاستيلاء على فرق الجيش الرئيسية في ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور، ولم يتبق أمام بسط نفوذها على الولايات الخمس، سوى الفاشر العاصمة السياسية والإدارية لإقليم دارفور التي أعلنت الحركات المسلحة الرئيسية أنها ستدافع عنها إلى جانب الجيش، مما يهدد بصراع إثني وانقسام الإقليم على أساس عرقي.

وبحسب مراقبون فإن الحرب التي أحرقت الأخضر واليابس بالسودان لا تبدو نهايتها قريبة وربما ينتهي بها الأمر لسيناريو التقسيم الذي يخشاه معظم السودانيين خاصة بعد إنفصال جنوب السودان منذ سنوات.

سيناريو بغيض

ويري رامي زهدي الخبير المصري في الشؤون الأفريقية أن “الأمور في السودان تسير بوتيرة متباطئة أحيانا ومتسارعة في معظم الأحيان نحو مزيدا من التعقيد”.

وقال لوكالتنا “منذ بداية الصراع من نحو سبعة أشهر مضت،  اتفقت أراء خبراء كثر أن طول امد الصراع في السودان وغياب أفق الحل أو مبادئها علي الاقل ليس في مصلحة الشعب السوداني ولا الدولة السودانية التي تتجه نحو سيناريو بغيض وهو سيناريو التقسيم”.

 وأشار إلي أن “هذه الفكرة حتي وإن نجحت في إيقاف الحرب ألا إنها تظل النهاية الأسوء علي الإطلاق للأزمة،  والبداية لمزيدا من التوتر والصراعات في المستقبل القريب وفقدان لدولة هامة كبيرة مؤثرة في المنطقة وهي السودان الذي لم يلبث أن يحاول النهوض بعد أن فقد جنوبه وإنفصلت عنه دولة جنوب السودان،  والأن يلوح في الأفق للأسف احتمالات مرجحة لفقدان شرقه أو غربه أو كلاهما،  وبات التقسيم علي أساس جغرافي أو عرقي أو بقوة السيطرة العسكرية علي الأرض خطر قريب للحدوث”.

وبحسب الباحث “فإنه إن لم يكن التقسيم بشكل مباشر واضح،  فالخطر التالي في الأزمة هو وجود حكومتين،  وجيشين وربما شعبين خاصة مع توارد الأنباء عن انتصارات لقوات الدعم السريع مع غياب للحسم من قبل القوات المسلحة النظامية السودانية، معتبرا أن ” هدف تقسيم الدولة السودانية لأكثر من اقليم أو دولة مع تعدد نطاقات النفوذ الخارجية يظل هدفا استراتيجيا لقوي خارجية تحاول فرض مزيدا من السيطرة علي المنطقة خاصة منطقة البحر الأحمر وكذلك السيطرة علي مناطق الثروات الطبيعية سواء معدنية أو نفطية وبقاع الأراضي الاكثر خصوبة والمؤهلة للزراعات الحديثة والمزارع الحيوانية المتطورة”.

وتابع: ” حتي الأن،  تحدثنا الأنباء سواء رسمية أو عبر مشاهدات غير رسمية لسيطرة قوات الدعم السريع على مناطق في الخرطوم، وتقدم كبير في إقليم دارفور (غربا). في المقابل، تحصن أعضاء الحكومة وقادة الجيش في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر بشرق البلاد، مما يعني أن الطرفان مازالا في مراحل من الشدة والتمسك بتحقيق نصر حاسم يقضي به أحدهم علي الأخر وأنهما لا يرغبان في تقديم أي تنازلات لإنهاء حالة الحرب وتناول حلول سياسية عاجلة ممكنة”.

لافتا إلي أنه “إن ظلت الأمور هكذا، وإن افترضنا إمكانية وصول أي من الطرفين لإنتصار حاسم علي الطرف الثاني فإن ذلك يعني أننا في طريقنا لأن نفقد السودان الدولة والشعب،  وأن تواجه المنطقة ودول الجوار خاصة بيئة صراع وتوتر غير مسبوقة تهدد امن وسلم المنطقة بالكامل وربما تمتد آثارها للعالم”.

ووفقا لـ زهدي فإنه “حتي الأن لم تفلح جولات التفاوض المتعددة سوى في إبرام وقف موقت للقتال التي كانت سرعان ما تستأنف بمجرد انتهاء المهل، وكانوا يعتبرونها فرصة للإستعداد لمزيدا من القتال والمعارك والتحرك اللوچيستي.

وشدد على أن “الجميع يعلم أنه لا حل علي الإطلاق مهما تعددت الوسطات الدولية،  مالم توجد النية الصادقة لدي أطراف المشكلة للحل وتغليب صالح السودان فوق مصالحهم الشخصية”.

خطر جديد

وكشف الباحث أنه “يظهر في الأفق خطر جديد،  يتمثل في توسيع وتعدد اطراف القتال بدخول قبائل وعشائر اما لنصرة او دعم أي من الطرفين او دخولهم كطرف رئيس في المعارك دفاعا عن مصالح أو خوفا من ضرر،  وبالتالي ظهرت موجات من عملية تسلح المدنيين،  والتزود بمزيدا من السلاح والتحصينات للقبائل التي كانت في الأصل مسلحة ما يهدد بارتفاع أعداد الضحايا”.

وأشار إلي أن “الخسائر البشرية فقط حتي الأن تشير لمقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وفق تقدير لمنظمة “أكليد” يعتقد على نطاق واسع أنه أدنى من الحصيلة الفعلية،  لان غياب البيانات الرسمية وعمليات الحصر الدقيق ثمة مثل هذه الحروب التي علي الأغلب تنتهك بها كثيرا من المعايير الدولية للحروب وتحدث بها جرائم حرب يصعب في أحيان كثيرة اثباتها بالأدلة الكاملة، كذلك تسببت المعارك بنزوح أكثر من ستة ملايين شخص، وتدمير معظم البنية الأساسية في السودان الذي كان يعد حتى قبل اندلاع النزاع من أفقر بلدان العالم وعاني شعبه قبل الثورة وبعدها علي حد سواء”.

وحول السيناريو الأقرب للسودان في ظل المعطيات الحالية أكد خبير الشؤون الأفريقية “انه من المتوقع أن تشهد السودان تكرار للسيناريو الليبي لعدة سنوات، وأن تظل السودان دولة بلا دولة،  وبلا سيادة واستمرار نزوح الشعب السوداني داخليا او هجرته خارجيا،  ويتوقع ظهور حركات سياسية ضد فكرة التقسيم وقد يظهر دعم قوي دولية صديقة للسودان للعمل علي رجوع الدولة السودانية،  لكن وبصغة عامة،  الامر ليس قريبا علي المدي الزمني،  سواء انتهي بالتقسيم،  أو بوقف الحرب وإدارة عملية سياسية”.

الناطق بإسم حركة تمازج لـ الشمس نيوز: السودان يتجه للحكم المدني

شهدت الفترة الأخيرة من الصراع المسلح بالسودان انتصارات واسعة لقوات الدعم السريع التي نجحت خلال الشهر الماضي في السيطرة على فرق الجيش الرئيسية في ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
وبحسب تقارير تشهد الفاشر وهي المدينة الوحيدة في إقليم دارفور غير خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع توترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أعقاب تمدد الأخيرة في الإقليم المضطرب وسيطرتها على ولايات جنوب ووسط وشرق وغرب دارفور.
ودفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات عسكرية ضخمة تتمركز شرق الفاشر فيما حشدت الحركات المسلحة الموالية للجيش السوداني مقاتليها وعززت من وجودها العسكري داخل الفاشر انتظارا لمعركة محتملة في المدينة التي تأوي أعداد كبيرة من الفارين من الحرب في بقية ولايات دارفور.

عهد جديد
من جانبه، أكد المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج السودانية عثمان عبدالرحمن سليمان أن إنتصارات الدعم السريع فى مختلف أنحاء السودان مؤشر لإقتراب البلاد من الحكم المدني الديمقراطي و بداية عهد جديد ينهي تسلط الأنظمة الشمولية القمعية.
وقال لـ الشمس نيوز “لقوات السريع تأييد دولي يمكنها من ترسيخ مبادئ الحكم المدني الديمقراطي فضلاً عن التأييد المجتمعي الذي تحظى به حتى بعد الحرب إذا نظرنا للمناطق التي تسيطر عليها. و هذا التأييد المجتمعي هو دافع من دوافع هذه الانتصارات، لأن قوات الدعم السريع تسمد قوتها بجانب خبرتها العسكرية في القتال من الشعب .
وشدد المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج السودانية على أن مجمل الأوضاع الآن تتجه نحو الإصلاح الشامل لمؤسسات الدولة على أسس و ثوابت وطنية.

بعد طرح فكرة الحكومتين..هل يتكرر السيناريو الليبي في السودان؟

حالة من الجدل يشهدها الشارع السوداني في ظل تقارير تتحدث عن نية طرفا الصراع تشكيل حكومة مستقلة وهو ما يثير المخاوف من تكرار السيناريو الليبي في البلد الذى يشهد مواجهات عسكرية منذ قرابة 6 أشهر بين قيادة الجيش برئاسة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التابعة لنائب رئيس مجلس السيادة السابق محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي.
وتبدو الحاجة ملحة لتطبيق الفيدرالية في السودان حيث يخشي البعض من تعرض السودان لخطر التقسيم خاصة بعد تلويح قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي بتكوين سلطة موازية عاصمتها الخرطوم، في حال إقدام رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، على تكوين حكومة في مدينة بورتسودان شرق البلاد.
ويعتبر سيناريو الحكومتين حال تطبيقه شبيه الصلة بما تشهده ليبيا التي يوجد بها حكومة مدعومة من البرلمان في الشرق، وأخري في طرابلس العاصمة، فضلا عن وجود أجهزة أمنية وميليشيات بكل منطقة، وشهدت ليبيا خلال السنوات أكثر من صراع عسكري بين الفرقاء والجماعات الليبية المسلحة انتهي بهم الأمر لتقسيم غير معلن.
وبحسب مراقبون فإن الوضع في السودان أخطر من ليبيا وفرص التقسيم حال وجود حكومتين كبيرة خاصة مع التنوع العرقي والقبلي الموجود بالسودان.

سيناريو وارد
وتري د.فريدة البنداري نائب رئيس المركز العراقي للدراسات الأفريقية أن تكرار السيناريو الليبي في السودان أمر وارد خاصة أنه مع اندلاع القتال، قام الجانبان بتقسيم العاصمة، و لقي مئات المدنيين حتفهم في القتال، وفر أكثر من 700 ألف آخرين من منازلهم.
وقالت لوكالتنا “ما يرجح سيناريو لبيبا في السودان أن الجانبان متساويان بشكل كبير، فعلي الجانب العسكري استولت قوات الدعم السريع مؤخرًا على القاعدة العسكرية في مروي بشمال السودان، بينما دمرت القوات المسلحة السودانية موقعًا لإعادة الإمداد لقوات الدعم السريع في شمال غرب السودان، وبعد أيام فقط من استلام قوات الدعم السريع شحنة أسلحة من مجموعة فاجنر الروسية عبر قاعدتها في جنوب ليبيا، هاجمت القوات المسلحة السودانية قاعدة عمليات حميدتي في دارفور.
وأشارت خبيرة الشؤون الأفريقية إلي أنه “مع وجود قوات قتالية متساوية، يمكن أن يكون السودان مستعدًا لفترة طويلة من القتال”.
وتابعت : “من الناحية المالية، فإن الجانبين أيضًا متكافئان بشكل جيد.، حيث يستفيد حميدتي وقوات الدعم السريع من الثروة الهائلة التي جمعها الجنرال من عمليات تعدين الذهب التي يسيطر عليها هو وعائلته في دارفور. في حين يستفيد البرهان والقوات المسلحة السودانية من شبكة واسعة من الشركات والزراعة وإنتاج النفط إلى تصنيع الأسلحة – التي تغذي الإيرادات إلى الجيش”.
على جانب الدعم الدولي، تري د.فريدة أنه “رغم تواصل الضغط متعدد الجنسيات على الجانبين لوقف القتال، فقد بدأ بعض اللاعبين الإقليميين في الاصطفاف خلف الجنرالين المتنافسين، حيث أعربت الجارة الأقرب للسودان مصر عن دعمها للبرهان والقوات المسلحة السودانية، وكذلك فعلت الجامعة العربية، في حين تلقى حميدتي أسلحة من المشير الليبي خليفة حفتر ومجموعة فاجنر الروسية” .
خطر التقسيم
وتعتقد الباحثة أنه “يمكن لهذه الاستراتيجية في نهاية المطاف أن تخلق سيناريو تنقسم فيه البلاد على أسس عرقية بناءً على ولائها لقوات الدعم السريع أو القوات المسلحة السودانية، ويكون ذلك تكرار للنموذج والسيناريو الليبي”.
وبحسب نائب المركز العراقي للدراسات الأفريقية فإنه خلال العقود الخمسة الأخيرة توصلت الدراسات الأفريقية والغربية والعربية إلى نتيجة مفاداها ان الدول الأفريقية لم تنجح في إدارة أي تعددية ـ بل أثبتت الدول الافريقية سوء إدارة التعددية السياسية والعرقية وتنامي الروح الانفصالية بين المكون الوطني، لافتة إلي نموذج جنوب السودان والذى بعد سنوات وسنوات من المفاوضات والاقتتال والحروب الاهلية لم يحل إلا بالانفصال، وكانت دارفور على وشك الدخول في عملية الانفصال لولا ثورة ديسمبر 2018 التي انتجت الان ” حرب الجنرالات ” .
سيناريوهات المستقبل
وتري د.فريدة أن “انزلاق السودان السريع إلى الصراع المميت وانقسام الحكومة بشكل عرقي هو نكسة رهيبة، كانت نتيجة سوء إدارة التسوية السياسية لعدة عقود، مشددة على أنه لابد الاعتراف بأن الوسائل العسكرية لن تحل الأسباب الجذرية للصراع المستمر من عقود بالسودان”.
وحذرت من أنه “ما لم تتدارك النخبة السودانية واقعها اليوم الأليم بالتنازلات الكبرى والبدء بالاعترافات الجريئة والتسامي والتجاوز فوق (الشجون الصغرى) فإن سيناريو انفصال الجنوب لن يكون بعيدا مرة أخرى في السودان وسنري انقسامات عديدة في العاصمة رمز سلطة الدولة ، وهذا فيه تنفيذ لتهديد قديم ظلت تردده الحركات المتمردة في الأطراف بأن (الحرب المقبلة ستكون في الخرطوم).
وحول مستقبل السودان، تري خبيرة الشؤون الأفريقية أنه ” في ظل معطيات المشهد الحالي ، فإن مستقبل السودان سيكون بين سيناريوهين أسوء من بعض أولهم هو استمرار الاقتتال والحرب والانتقال الى “حرب الولايات ” و استمرار الحرب لفترة أطول تحمل تعقيدات كبيرة قد تؤدي إلى انهيار الدولة وربما سمة حروب الالفية الثالثة هي الاستمرارية دون منتصر ومنهزم” .
والسيناريو الثاني بحسب فريدة “هو التقسيم، خاصة وأنه تحقق في انفصال جنوب السودان عام 2011 بعد حرب استمرت عشرين عاما مع الشمال، لافتة إلي أنه ما يزيد من احتمالية هذا السيناريو هو وجود حركات مسلحة تسيطر على أراضٍ واسعة، مثل “الحركة الشعبية” التي تقاتل في جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق)، وحركة “تحرير السودان” بقيادة عبد الواحد محمد نور، التي تقاتل في دارفور منذ 2003.”
حميدتي والحرية والتغيير
من جانبه، يري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن خطاب رئيس مجلس السيادة في الأمم المتحدة كان ممتازاً، وطالب فيه تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية.
وأشار إلي أنه قبل خطاب البرهان بساعة شهدنا تسجيلاً لحميدتي خاطب فيه الأمم المتحدة- التي لم تقدم له دعوه- كحادثة غريبة تحدث لأول مرة.
وبحسب الناشط فإن خطاب حميدتي الذى طرح فيه فكرة الفيدرالية كحل للأزمة السودانية، تظهر فيه لغة أحزاب الحرية والتغيير، فهم من بشروا بهذه البنود قبل مدة، بل هم نفسهم هددوا بأن تكوين حكومة في بورتسودان سيجعل حميدتي يكون حكومة أخرى في الخرطوم مما يظهر حجم التنسيق بينهما.
ويعتقد أن حديث حميدتي الذي هدد فيه بتكوين حكومة في المناطق التي تخضع لسيطرته هو محض وهم وتهديد للضغط على الجيش للرجوع للتفاوض، فقواته لا تسيطر على أي مدينة سيطرة كاملة، مناطق الصراع التي تتواجد بها قواته توجد بها حاميات للجيش وتعتبر مناطق حرب وهي شبه خالية من المواطنين كما ان حميدتي شعبيا مرفوض بعد الإنتهاكات التي قامت بها قواته، ف الحديث عن تكوين حكومة الغرض منها الضغط سياسيا على الجيش كما ذكرت.

وأشار إلي أنه بعد زيارات البرهان التي أختتمها بنيويورك، وبالمتابعة لسير العمليات العسكرية التي تسارعت وتيرتها وأمتلاك الجيش مؤخرا لأسلحة نوعية، ينبى بأن الحرب في خواتيمها.
مخطط الفلول
بدوره يري عثمان عبد الرحيم الناطق الرسمي بإسم حركة تمازج السودانية أن تعدد الحكومات لا يعتبر مدخل لحل الأزمة بحسب رؤيتنا الشخصية فهي وسيلة لتفكيك البلاد و هذا مخطط الفلول.

وقال ” قوات الدعم السريع لم تبادر بهذا الخيار لكنها وضعت خيارات و نحن نساندها في رؤيتها ففي حال اتجه الفلول في تشكيل حكومة في شرق السودان كما يدعون فلابد من تشكيل أخرى في الخرطوم و هي المنوط بها حفظ الأمن.
وأشار إلي أنه رغم حدة الاشتباكات في الخرطوم الدعم السريع لا يزال يقدم الخدمات الإنسانية للمواطنيين عبر لجان ميدانية فهذا دليل على أن الدعم السريع تؤسس لدولة خدمية و ليست دولة ذات طابع أيديولوجي يخدم فئة محدد و يهمل الأخرى.
وشدد الناطق بإسم حركة تمازج على أن قوات الدعم السريع أحرص على وحدة السودان لكن مخططات الفلول حالت دون ذلك لكن دحرهم أصبح ضرورة حتمية.

خبراء أم مقاتلون..ماذا تفعل أوكرانيا في السودان وسر دعمها لـ البرهان ؟

كشفت تقارير صحفية عن استعانة الجيش السوداني بخبراء أجانب في مواجهة قوات الدعم السريع على خلفية تقارير عن تنفيذ القوات الخاصة الأوكرانية لعمليات قتالية ضد الدعم السريع.
وبحسب وسائل إعلام، أكد مستشار في وزارة الدفاع السودانية أن أوكرانيا تشارك الجيش السوداني بخبراء ومدربين في مجال الطائرات المسيرة، مشددا فى الوقت نفسه لعدم وجود قوات أجنبية تقاتل إلى جانب أيام الجيش.
ونسب موقع الجزيرة نت لمصدر سوداني لم يكشف هويته تأكيده إن الخبراء العسكريين من أوكرانيا قاموا بتدريب مشغلي الطائرات المسيرة التي اشتراها السودان مؤخرا من تركيا وأوكرانيا.

وأضاف أن بلاده تربطها بروتوكولات واتفاقات عسكرية مع عدة دول تتيح لها التعاون العسكري وتطوير الصناعات العسكرية الدفاعية في السودان.

وأوضح المسؤول السوداني أن بلاده اشترت مسيرات من تركيا من طرز مختلفة قبل اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وبعد اندلاعها في منتصف أبريل/ نيسان الماضي لتعزيز قواتها الجوية، درب خبراء أوكرانيون أوفدتهم أنقرة طواقم سودانية لاستخدام المسيرات حسب الاتفاق بين البلدين.

وأضاف أن المسيرة الأخرى التي دخلت الخدمة مؤخراً، هي من طراز “إف في بي” ويطلق عليها “الذبابة” المدمرة، وقد شارك خبراء أوكرانيون في تدريب طواقم سودانية على استخدامها.
وقال إنها طائرة صغيرة الحجم ويبلغ مداها 10 كيلومترات، وسرعتها ما بين 100 و140 كيلومترا، ويبلغ سعرها ألف دولار، ولديها القدرة على استهداف الدبابات والمدافع الذاتية الحركة والمركبات القتالية المتحركة، كما يمكن استخدامها في الاستطلاع وتوجيه نيران المدفعية ودخول الخنادق والمباني.

وشدد على أن الخبراء الأوكرانيين لا يشاركون في استخدام وتشغيل المسيرات، وإنما ينتهي دورهم بتدريب الطواقم السودانية “التي باتت مؤهلة ولديها القدرة على تشغيلها بكفاءة”.

وبحسب المصدر السوداني فإن هذه الطائرات أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الدعم السريع، ودمرت أسلحتهم ومعداتهم ومركباتهم القتالية التي حصلوا عليها بدعم من مجموعة “فاغنر” الروسية وقوى إقليمية أخرى ووصلت إلى السودان عبر ليبيا وأفريقيا الوسطى وتشاد، حسب وصفه.

وأكد أن بلاده لديها اكتفاء من الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمعدات العسكرية عبر صناعاتها الدفاعية، وكانت تبيع منها إلى دول عربية وأفريقية وغيرها، وتشارك في عرضها بمعارض سنوية.

قوات خاصة أوكرانية
وتجنب الجيش السوداني التعليق على تحقيق شبكة “سي إن إن” الأميركية بشأن مشاركة قوات أوكرانية خاصة في قصف قوات الدعم السريع.
وفي المقابل نفت قوات الدعم السريع الأربعاء، في بيان، ما أوردته الشبكة الأميركية من تعرض قواتها لهجوم بمسيرات أوكرانية بالقرب من العاصمة الخرطوم.

وكان تحقيق نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية كشف عن أن القوات الخاصة الأوكرانية على الأرجح نفذت سلسلة من الهجمات باستخدام طائرات مسيّرة، إضافة إلى عملية برية، ضد قوات الدعم السريع في السودان.

وقالت الشبكة إنها حصلت على مقاطع فيديو تكشف أن هجمات نفذت ضد قوات الدعم السريع تحمل بصمات الجيش الأوكراني. فقد استُخدمت مسيّرتان متاحتان تجاريًا ويستخدمهما الأوكرانيون على نطاق واسع في 8 غارات على الأقل ضد قوات الدعم السريع، كما أظهرت مقاطع الفيديو كلمات بالأوكرانية على أجهزة التحكم التي تدار بها المسيّرات التي استهدفت الدعم السريع.

ونقلت “سي إن إن” عن خبراء قولهم إن التكتيكات العسكرية المستخدمة في تلك الهجمات، ومن أبرزها انقضاض الطائرات المسيرة على أهدافها على نحو مباشر وسريع، غير مألوفة في السودان وأفريقيا بشكل عام.

كما نقلت عن مصدر عسكري أوكراني -لم تكشف عن هويته- قوله إن تلك الهجمات ليست من عمل الجيش السوداني، مرجحا أن تكون القوات الأوكرانية الخاصة تقف وراء هذه الهجمات.

وقالت الشبكة الأميركية إن الضربات السرية التي تشنها أوكرانيا في السودان تشكل توسعا كبيرا ومستفزا في حربها مع روسيا.

بعد جولة البرهان وعقوبات واشنطن ضد حميدتي..الصراع بالسودان إلي أين؟

تطورات متسارعة تشهدها الساحة السودانية مؤخرا سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، حيث قام القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان بجولة خارجية هى الأولي منذ اندلاع الحرب اختتمها بزيارة العاصمة القطرية الدوحة بعد زيارات مشابهة للقاهرة وجوبا.
وعشية وصوله إلى الدوحة الخميس 7 أيلول، أصدر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مرسوماً دستورياً يقضي بحل قوات الدعم السريع متهمًا إياها بـ”التمرد” وارتكاب “انتهاكات جسيمة” ضد المواطنين و”التخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد”.
وتزامن القرار مع إعلان المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد خلال رحلة إلى حدود تشاد مع السودان الأربعاء 6 أيلول أن الولايات المتحدة قررت فرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد هذه القوات.
ويشهد السودان اشتباكات مسلحة دامية بين القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع بالخرطوم ومناطق أخرى منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، خلفت أكثر من 3 آلاف قتيل وأكثر من ضعفهما جرحى، حسب وزارة الصحة السودانية.
وبحسب مراقبون فإن جولة البرهان محاولة لكسب المزيد من الدعم الدولي لنظامه فضلا عن التأكيد على الشريعة الدبلوماسية التي يتمتع بها من جانب دول الجوار.
فيما اعتبر خبراء أن قرار حل الدعم السريع لا معني ولا أو تأثير له خاصة أن الحكومة السودانية أوقفت مخصصاته المالية منذ بداية الحرب
ما بعد الحرب
من جانبه ، يري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن “جولة البرهان سواء في مصر أو جوبا أو قطر جاءت ردا على الشائعات التي تتردد منذ بدء الحرب بأن البرهان وقادة الجيش محاصرون ولا يستطيعون حتى الخروج مئة متر خارج أسوار القيادة العامة للجيش”.
وقال لوكالتنا ” كما أن جولة البرهان الخارجية سبقها زيارات داخلية لسلاح المدرعات، سلاح الإشارة وقاعدة وادي سيدنا العسكرية وهو أمر له دلالات بأن الجيش قد أحرز تقدماً عسكرياً ملحوظاً للحد الذي جعل القائد الأعلى للجيش يتحرك في كل هذه المناطق التي تبعد جغرافياً عن بعضها البعض. خصوصاً وان هذه المناطق ظلت تجري حولها معارك شرسة وضارية”.
وبحسب الناشط فإن “الزيارة الأخيرة للدوحة، تكمن في الدور الانساني الذى تنتظره السودان من قطر لمواجهة تداعيات الحرب وإعادة الإعمار، فضلا عن الدور الذى يمكن ان تلعبه دبلوماسيا فى حل الزمة كما حدث في في ملف الولايات المتحدة وحركة طالبان الذي أحتضنته الدوحة، كما ساعدت دبلوماسياً في تقارب بين مصر وتركيا وغيرها من الأمثلة .
ويعتقد حنين ان “الزيارة كانت ضمن الزيارات لحشد الدعم الإقليمي قبل وضع أخر خطوط نهاية الحرب التي باتت وشيكة- ويظهر ذلك في زيارة البرهان بعدها لوحدات الجيش المختلفة في ولايات السودان والتي كانت أخرها ولاية النيل الأزرق المتاخمة لإثيوبيا”
حل الدعم السريع
وحول جدوى حل الدعم السريع، أكد الناشط السوداني أنه” طيلة الخمسة أشهر من الحرب كان يأمل الجيش في تفاوض مع قوات الدعم السريع المتمردة حقناً للدم السوداني، لكن بعد كل ما حدث من إنتهاكات للمواطنين وتعنتها قام رئيس مجلس السيادة بحلها دستورياً مما يعني ان لا تفاوض معاها حتى إستسلامها أو سحقها، كما ان القرار يقطع الطريق على الداعمين للمليشيا من الأحزاب السياسية وبعض الدول التي كانت تساوي بين الجيش( المؤسسة الشرعية ) وبين هذه القوات وتحاول ان تضع لهذه القوات موطئ قدم في مستقبل السودان بعد أن فشل إنقلابها على السلطة ليلة ال١٥ من إبريل.
وأشار إلي ان القرار جاء متزامنا مع العقوبات الأمريكية التي طالت مسؤولين في مليشيا الدعم السريع أبرزهم القائد الثاني لهذه القوات وقائد قطاع دارفور الذي كان مسؤولا عن قتل الوالي (خميس أبكر) والتمثيل بجثتة حسب ما ظهر من فيديوهات مما يوحي بأن ربما هناك تنسيق بين الولايات المتحدة والرئاسة السودانية.
قرار بلا تأثير
في حين يري الناطق الرسمي باسم حركة تمازج السودانية المتحالفة مع الدعم السريع عثمان عبدالرحمن سليمان إن “جولات البرهان الخارجية لا تعدو كونها محاولة لحد الكسب الدولي لصالحه ، موضحاً أن البرهان يسعى من خلال هذه الجولات إلى تقوية موقفه دوليا و إقليمياً بعد فقدانه أهم المناطق الاستراتيجية بولاية الخرطوم و ولايات أخرى” .
و قال عثمان لوكالتنا أن “خروج البرهان من القيادة العامة من عدمه لم يؤثر على سير الموقف العملياتي لقوات الدعم السريع مؤكداً على أن موقفها لايزال قوياً “.
و بخصوص قرار حل قوات الدعم السريع، أضاف عثمان ” الدعم السريع مؤسسة وطنية عسكرية راسخة ، متجذرة في بيوتات المجتمع السوداني فمن هذا المنطلق أي هذا القرار لا يعدو أن يكون له ما بعده و إنما خطوات تؤكد بأن إنتصاراتها أصبحت أمر واقع .”
وأشار إلي أن عقوبات واشنطن ضد الدعم السريع شكلية أكثر من كونها واقعية ولن تؤثر على موقف قوات الدعم السريع ميدانيا ذلك لأنها جاءت كمتطلبات مرحلة فقط و هي إحدى استراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية للتعاطي مع الأزمة
من جانبه، يري د.عامر عيد مدير مركز اللواء للدراسات أن “قرار حل الدعم السريع هو كالعدم سواء وليس له أدني قيمة ولن يؤثر على الصراع بالسودان.
وقال لوكالتنا “القيادة السودانية غير قادرة على تطبيق قرار حل الدعم السريع رغم أنها فعلته منذ فترة طويلة بوقف الاعتمادات المالية الحكومية للدعم السريع ولكن القرار في النهاية لن يغير من المعادلة شىء”.

جولة خارجية ومبادرة داخلية..هل اقتربت حرب السودان من مشهد النهاية؟

تطورات متسارعة ومفاجئة تشهدها الساحة السودانية الأيام الأخيرة، بداية من إعلان قائد الدعم السريع استعداده لوقف الحرب والتفاوض وإطلاقه مبادرة سياسية تدعو لفيدرالية السودان، ثم الزيارة التي قام بها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لجنوب السودان ومن قبلها القاهرة لأول مرة منذ اندلاع الحرب..فهل تشهد السودان تسوية سياسية مرتقبة تضع مشهد النهاية للحرب التي أكلت الأخضر واليابس بالبلاد؟
وكان البرهان قد وصل الثلاثاء 5 أغسطس لمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان وذلك بعد أيام من أول زيارة خارجية قام بها منذ الحرب للعاصمة المصرية القاهرة.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 29 أغسطس الماضي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في أول زيارة خارجية للجنرال السوداني منذ اندلاع الحرب التي تشهدها بلاده منذ منتصف أبريل الماضي.
وفي تصريحات لوسائل إعلام مصرية خلال الزيارة، قال البرهان: “نحن حريصون على أن نضع حدا لهذه الحرب ونسعى لإقامة فترة انتقالية يستطيع بعدها الشعب أن يؤسس دولة من خلال انتخابات حرة نزيهة”.
وجاءت تصريحات البرهان، بعد أيام قليلة من طرح قائد قوات الدعم السريع مبادرة سياسية تتضمن تفاصيل رؤيته للسلام في السودان، وتشمل 10 نقاط أساسية لإنهاء الحرب.
ودعا حميدتي في مبادرته إلى “تأسيس الدولة السودانية الجديدة”، من خلال اعتماد نظام حكم فدرالي وحكومة مدنية تمثل كل أقاليم السودان، إضافة إلى إقرار تأسيس جيش سوداني جديد بغرض بناء مؤسسة عسكرية واحدة تنأى بنفسها عن السياسة، كما دعا إلى ما سماه “تصفية الوجود الحزبي والسياسي داخل الدولة”.
وتأت تصريحات البرهان ومبادرة حميدتي بعد أن أدت الحرب المشتعلة بين الطرفين منذ 5 أشهر لمقتل نحو 5 آلاف شخص، فضلا عن نزوح أكثر من 4.6 ملايين شخص، وفق تقارير دولية.
وبحسب مراقبون فإن الحرب في السودان ربما تقترب من نهايتها وهناك رسائل واضحة من طرفا الصراع تؤشر على ذلك .
دلالات عسكرية وسياسية
ويري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن “خروج البرهان من الخرطوم وزيارته للقاهرة وبعدها جوبا نسف دعاية الدعم السريع الإعلامية التي ظلت ومنذ بدء الحرب تردد وتكرر أن البرهان وقادة الجيش محاصرون ولا يستطيعون حتى الخروج مئة متر خارج أسوار القيادة العامة للجيش”.
وقال لوكالتنا “أن خروج البرهان وزيارته لقواعد عسكرية مثل ( سلاح المدرعات، سلاح الإشارة وقاعدة وادي سيدنا العسكرية) له دلالات بأن الجيش قد أحرز تقدماً عسكرياً ملحوظاً للحد الذي جعل القائد الأعلى للجيش يتحرك في كل هذه المناطق التي تبعد جغرافياً عن بعضها البعض، خصوصاً وأن هذه المناطق ظلت تجري حولها معارك شرسة وضارية”.
حقيقة الصفقة
وأشار إلي أن “الحديث عن خروج البرهان بإتفاق وصفقة كما يروج البعض هو محض (أوهام ) كما وصفها قائد الجيش نفسه وسط قواته بقاعدة (فلامنجو) البحرية، حيث قال ان عملية خروجه تمت بتنسيق بين وحدات الجيش وأرتقى في هذه العملية ثلاثة شهداء”.
وحول ما يقال عن وجود صفقة مع الدعم السريع لتسهيل خروج البرهان، تساءل الناشط السياسي مستنكرا ” كيف يعقل أن يكون خروج البرهان بإتفاق مع حميدتي رغم إعلان قائد قوات الدعم السريع أنه لن ينهي الحرب سوى بالقبض على البرهان نفسه ؟!”
ويعتقد حنين أن “خروج البرهان يمكن قراءته على أنه ترتيب لخطوات ما بعد الحرب لاسيما الزيارة التي قام بها للقاهرة، معتبرا أن زيارة مصر لها دلالات سياسية وعسكرية، فذهاب البرهان بصفته رئيساً لمجلس السيادة لا قائداً للجيش فقط تقرأ على انها إظهار لتواجد الدولة التي لعب الدعم السريع وظهيره السياسي وداعميه الإقليمين على تغييبها وشل حركتها”.
ولفت إلي أن “الزيارة لها مدلول عسكري أيضا ظهر بإصطحاب البرهان لمدير المخابرات العامة ومدير منظومة التصنيع الحربي معه للقاهرة في إشارة إلي أن هذه الحرب في نهايتها ويجري الترتيب لوضع ما بعد الحرب”.
وأكد حنين أن “مصر لعبت دورا محورياً في الأزمة رغم محاولات بعض القوى الإقليمية تغييب دورها، مشيرا إلي أن “مؤتمر دول الجوار الذى استضافته القاهرة كان السبب الرئيسي في إفشال محاولة تدويل أزمة السودان التى سعى لها المتربصين وبعض القوى السياسية السودانية للأسف”.
وتابع : “كما ان رأي القاهرة كان واضحاً منذ البداية بالوقوف مع مؤسسات الدولة الشرعية والحفاظ على استقلالية السودان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، أضف إلى ذلك ان مصر هي أكثر دول الجوار تضرراً من الحرب في السودان، كما انها تأوئ أكثر من ٥ مليون سوداني وتعاملهم معاملة مواطنيها”.
وبحسب الناشط السياسي فإن “الزيارة مهمة لشكر مصر على وقفتها بجانب السودان والتطلع لزيادة دورها ومساهمتها في مرحلة ما بعد الحرب خاصة أن مصير مصر والسودان طالما كان مشتركاً وواحداً”.
وحول توقعاته لمستقبل الأزمة بالسودان، أكد الناشط السياسي أن “خروج البرهان قلب المشهد سياسياً رأساً على عقب وتصريحاته التي تتكرر فيها كلمات مثل ( القوات المتمردة، العصابات وغيرها) يعني ان الخطر العسكري قد زال وانهم الأن في مرحلة الخطر الأمني والتمهيد لما بعد الحرب، وهو ما يتضح في تحرك الشرطة لأول مره منذ إندلاع الحرب وتقدم وزيادة وتيرة إنتصارات الجيش وظهور دور الدولة في عدد من القرارات”.
مستقبل الصراع
من جانبه، يري الأكاديمي السوداني د.عماد بحرالدين الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بالجامعة الاسلامية بولاية منيسوتا الأمريكية أن “الحرب بالسودان أثرت بشكل كبير على اقتصاد دول الجوار بالسودان وفي مقدمتها مصر التي يهمها وقف الحرب”.
وقال لوكالتنا “من أهم رسائل القيادة السوداني المتمثلة في البرهان من زيارة القاهرة أن الحرب ستتوقف في القريب العاجل، وسيتم محاسبة لكل من تعدي على الممتلكات العامة والخاصة”.
وأشار إلي أن “القاهرة أكثر الدول ارتباطا بالسودان على مدار تاريخها، وهناك دور كبير لمصر في السودان وعلاقات سياسية وعسكرية كبيرة تجمع البلدين، والكثير من السياسيين السودانيين يؤمنون بأهمية الدور الاقليمي الذى تلعبة مصر في السياسة السودانية”.
ويعتقد الأكاديمي السوداني أن “مصر تسعي لحل الأزمة عبر الوصول للتفاوض خاصة أنها من أكبر المتضررين من استمرار الصراع، لافتا إلي أن القيادة المصرية ربمأ أخطأت في تقديراتها بدعم الجيش في بداية الأزمة، وبدأت تدرك ذلك وتسعي لدور أكثر حيادية في التعامل مع الطرفين وهو ما يمكنها من التأثير في الأزمة وانهاء الحرب”.
ويري بحر الدين أن “الأوضاع ستتجه إلي التفاوض ووقف الحرب قريبا، ولكن سيبقي الدعم السريع كما هو وربما أصبح في وضع أفضل خاصة أنه يمتلك رؤية سياسية تلقي قبولا لدي مناطق كثيرة بالسودان، لافتا إلي ان مبادرة حميدتي حول الفيدرالية تمثل مدخلا كبيرا للحل السياسي في البلاد.
وحل مستقبل حميدتي فيما بعد الحرب، يري الباحث أن “قائد الدعم السريع أصبح يحظي بدعم كبير من مختلف مناطق السودان وهناك تأييد من زعماء قبائل وكيانات كبيرة لتحركات الدعم السريع ومبادرة الفيدرالية التي أطلقها وهناك رغبة كبيرة في التخلص من المركزية وسيطرة إقليم الشمال الذى يمثل أقلية على غالبية السودان”.
وأشار إلي ان الدعم السريع يسيطر الأن على معظم المناطق الحيوية بالعاصمة الخرطوم وغالبا لم يخرج البرهان من الخرطوم إلا بإتفاق مع قيادات الدعم بموافقة حميدتي وذلك للتخلص من فلول النظام البائد الذى ساهموا في إشعال الحرب.
وحول احتمالية أن يكون حميدتي رئيسا للسودان في مرحلة لاحقة بعد الحرب، أكد الأكاديمي أن قائد الدعم السريع أعلن مرارا وتكرارا أنه لا يريد رئاسة السودان ولكن الأمور قد تختلف بعد نهاية الحرب وقد يكون بالفعل أحد المرشحين للرئاسة حال وجود دعم شعبي كبير له وهو أمر نراه في ظل انضمام كثير من المناطق وقبائل السودان للدعم السريع”.

خدمت الدعم السريع..كيف ساهمت حرب اليمن في إطالة الصراع بالسودان ؟

بقلم الإعلامية السودانية/ هادئة الهواري

البعض يتساءل من وجهة نظر عسكرية بحته بعيدا عن قضايا المتحاربين ـ برغم الفجوة الواسعة بين إمكانات الدعم السريع المحدودة مقارنة ً بالجيش من حيث التسليح والقدرات وخطوط الإمداد والدعم اللوجستي ـ
يتسائل عن سبب تفوق الدعم السريع في أغلب المعارك إن لم تكن جميعها ، وتنوع أساليب القتال لديه ،وسلاسة تنفيذ عمليات الكر والفر، وإحكام الكمائن ، والعقيدة القتالية ، والثبات وابتكار أساليب جديدة للقتال لم تدرس حتى في الكلية الحربية السودانية.
وتكمن الإجابة على هذا التساؤل بالعودة إلى قرار نظام البشير التكسب السياسي على حساب إرسال قوات من الغرب (الهامش) ـ غير مؤثرة مجتمعياً ولا تشكل ثقل على كاهل الدولة ولا ضرر حتى من فنائها ـ إرسالهم لدعم عاصفة الحزم ومواجهة اليمنيين ( الحوثيين) ، وذلك اعتقادا أن هذا سينقذ الاقتصاد السوداني حينها من الإنهيار بدعم السعودية السخي وزيادة التبادل التجاري وحجم الاستثمار والمساعدة في تخفيف وطأة الضغوط الأمريكية ….الخ .
إلا أن نتائج هذا السفاح تسببت في أكبر كارثة سيعرفها السودان الحديث والتي من الأرجح أن تغير خارطة السيادة ودائرة صنع القرار فيه للأبد ، فقد اكتسبت هذه القوات خبرات قتالية جديدة تتمثل في أساليب الكر والفر وفهم عدم الجدوى من المواجهات المفتوحة (المعروفة في صدام المجموعات المسلحة في وسط وغرف أفريقيا) وتنفيذ الكمائن بشكل احترافي وهذا أصبح جلياً حيث تختفي القوات وتظهر فجأة عند وصول العدو للنقطة صفر مثل معارك بحري الكدرو واستقبالهم للقوات المستنفرة” وهذا أسلوب قتال الحوثيين مع هجمات قوات تحالف عاصفة الحزم لتحاشي تفوق اسناد الطيران” .
وأيضا عقيدة مقاتلي الدعم السريع ومعنوياتهم العالية وتجاوز فكرة (شبح الموت عند المواجهات) ، متمثلة في عبارة (زايلي ونعيمكي زايل) وهذا شعار يؤثر على معنويات المحارب ويظهر بسالة وثبات منقطع النظير وعدم الحرص على الحياة وتخيل شرف الموت في المعركة وهي مبادئ تعلمها جنود الدعم السريع من ثبات اعدائهم الحوثيين في اليمن، واستفادت قيادتهم من هذه الروح والجاهزية وأصبحت تداعبهم بكلمة (أشاوس) وهي كلمة كثيرة الترداد عند قيادات الحرب اليمنية بكل أطرافها.
ومن الملاحظ بشكل كبير استعانة قواة الدعم السريع بالزوامل اليمنية ( اناشيد حماسية تربط المقاتل بمعاني الجهاد والشرف والثبات ، كل هذه الخبرات التراكمية التي استفادتها هذه القوات خلال السنوات السبع الماضية بالإضافة إلى استعانة الجيش السوداني بهذه القوات لحسم الحركات المسلحة والصراعات القبلية في وسط وغرب السودان اكسبتهم تفوق مطلق في هذه المرحلة ولن تتمكن القوات المسلحة من معادلة الكفة حتى يتمكنوا من فهم أساليب الدعم السريع المكتسبة من خارج الحدود ورفع معنويات الجيش بخطاب روح الوطنية والفداء كما فعلوا ايام حرب الجنوب.
والمتوقع إذا لم تحسم الأمور واستمر الصراع أن يصل الجيش لنقطة التكافئ التنظيمي والخبرات القتالية مع العدوان في بداية ٢٠٢٥ وسيكون الحسم حينها بيد القوى الإقليمية والدولية فقط.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

Exit mobile version