خطاب حميدتي..إعلان هزيمة أم موجة جديدة من الحرب بالسودان؟

متابعات _ الشمس نيوز

حذر خبراء ومراقبون من خطورة ما حمله خطاب  محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي قائد الدعم السريع من رسائل قد تدفع السودان لمرحلة جديدة من الحرب قد تكون أسوء مما شهدته البلاد طوال الفترة السابقة.

واعتبر محللون أن الخطاب الذى ألقاه حميدتي مأمس ودعا فيه قواته إلى تنظيم وترتيب صفوفها استعداداً لمعارك قد تستمر لسنوات، بمثابة إعلان عن موجة جديدة من الحرب ستكون أكثر «شراسة وعنفاً»، يسعى من خلالها إلى نقل القتال إلى ولايات شمال البلاد.

وكان حميدتي قد دعا في تسجيل مصور جميع قواته من الضباط وضباط الصف والجنود في الاحتياط و«الأذونات» بالتبليغ فوراً إلى وحداتهم العسكرية، مشدداً على منع التصوير خلال المعارك. وتعهد بحشد مليون جندي لـ«تحقيق الانتصار» على الجيش السوداني. وبارك انتصارات قواته في مناطق شمال دارفور (غرب البلاد)، داعياً إياها إلى القضاء على «مرتزقة الحركات المسلحة» التي تقاتل في صفوف الجيش.

وأشار إلى أن الجيش السوداني والمجموعات الإسلامية التي تقاتل في صفوفه انتقلوا إلى الخطة «ج»، مؤكداً أنه انتقل إلى الخطة «ب».

الحرب الشاملة

وبحسب جريدة الشرق الأوسط، قال المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ إن العنوان الأبرز لخطاب قائد «قوات الدعم السريع»، هو «الانتقال للحرب الشاملة، على عكس ما ذهب البعض لتفسيره بأنه إقرار بالهزيمة».

وأضاف: «الجزء المهم من تصريحاته هو أنه يحاول ممارسة أقصى ضغوط على الأطراف السياسية المدنية، واستمالتها إلى جانبه في المعركة التي يخوضها ضد (النظام الإسلاموي) المعزول الذي أشعل الحرب في البلاد للعودة إلى السلطة مرة أخرى».

وذكر أن «(حميدتي) سعى من خلال إرسال اتهامات مباشرة إلى بعض الدول في الإقليم بالتدخل في الحرب إلى جانب الجيش السوداني، إلى تحجيم دورها، وتنبيه المجتمع الدولي إلى أن هذه التدخلات قد تحول السودان إلى ساحة صراع إقليمي ودولي».

وقال أبو الجوخ: «يبدو واضحاً أن (حميدتي) يمضي في اتجاه استنفار وحشد المكونات الاجتماعية التي تتحدر منها الغالبية العظمى من مقاتلي (الدعم السريع) في غرب البلاد، لخوض موجة جديدة من القتال قد تكون الأكثر شراسة».

وأضاف: «يبدو أن الطرفين قررا المضي نحو حرب عنيفة، وبلا سقوفات؛ الكل ضد الكل، والخطورة فيها أن يسعى كل طرف إلى إيقاع أكبر ضرر بالآخر بغض النظر عن الأضرار الكبيرة التي سترتب على المدنيين».

ورأى أبو الجوخ أن «الموجة الثانية من الحرب مع تصاعد الخطاب الإثني والجهوي، قد تؤدي إلى حرب أهلية طاحنة، وتعزز من سيناريو تقسيم البلاد».

وتذهب التوقعات إلى أن قائد «الدعم السريع» ألمح بشكل واضح، إلى أنه سيتجه إلى نقل الحرب إلى ولايات شمال البلاد، بدعوى أنها «تمثل الحواضن الاجتماعية لمركز ثقل الجيش السوداني وحلفائه من المجموعات الإسلامية».

موجة حرب جديدة

بدوره، قال المتحدث باسم «تحالف القوى المدنية بشرق السودان»، صالح عمار، إن «خروج (حميدتي) للحديث في هذا التوقيت كان متوقعاً بعد الهجوم العسكري الذي شنه الجيش السوداني في عدة محاور».

وأضاف أن «مجمل الخطاب مؤشر نحو تصعيد الحرب واشتداد أوارها من جديد، خصوصاً انتهاء موسم الخريف الذي حد من قدرات (قوات الدعم السريع) على التوغل إلى بعض المناطق».

وأشار إلى أن «التصعيد ضربة بداية لموجة جديدة للحرب؛ إذ حاول قائد (الدعم السريع) تقديم مبررات للشعب السوداني والعالم، بأن قادة الإسلاميين المتحالفين مع الجيش هم وراء إشعال وإطالة أمد الحرب، وأن قواته تدافع عن نفسها».

وذكر عمار أن «البلاد في حاجة قصوى إلى وقف لإطلاق النار وعملية سياسية، وليس تصعيداً جديداً يتضرر منه ملايين السودانيين، وهو ما حتم على السودانيين جميعاً التوحد ضد الحرب، في مقابل أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل وسريع لوقف الموجة الجديدة من القتال التي قد تؤدي إلى المزيد من الانتهاكات وتفاقم الأوضاع الإنسانية خلال المرحلة المقبلة».

بعد محاولة اغتياله.. البرهان: لن نتفاوض مع الدعم السريع

كتب- مريم محمد

صرح الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة اليوم الأربعاء إن الجيش لن يتفاوض مع قوات الدعم السريع ولا يخشى الطائرات المسيرة.

جاء تصريح البرهان بعد هجوم بمسيرتين استهدفتا قاعدة عسكرية في شرق السودان أثناء زيارته لها.

وهاجمت مسيرة حربية الأربعاء قاعدة عسكرية شرق السودان، المنطقة التي بقيت في منأى عن الحرب الدامية في البلاد، أثناء وجود قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان فيها.

من جهته، أعلن الجيش سقوط “خمسة قتلى” في هجوم بمسيرة خلال حفل تخرج عسكريين أقيم في قاعدة جبيت الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر عن مدينة بورت سودان التي أضحت العاصمة الفعلية للحكومة.

وقال شهود إن البرهان غادر الحفل بعد الهجوم، فيما قطع التلفزيون السوداني البث الحي لوقائعه لمدة ربع ساعة تقريباً.

ويشهد السودان حرباً منذ أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش الذي يقوده البرهان، أوقعت إلى الآن عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية.
ولم تعلن قوات الدعم السريع تبني هذا الهجوم. وهو الأول من نوعه على قاعدة عسكرية في ولاية شرق البحر الأحمر (شرق) والتي اتخذها الجيش والحكومة والأمم المتحدة مقراً بعد اندلاع الحرب.
والثلاثاء شدّدت وزارة الخارجية السودانية على الحاجة لمزيد من النقاشات قبل تقديم رد إيجابي على دعوة واشنطن لإجراء محادثات حول وقف لإطلاق النار في أغسطس.

قدمت مسيرات للجيش..ماذا يعني تدخل إيران في الصراع المسلح بالسودان؟

يبدو أن الصراع المسلح المشتعل بالسودان منذ 9 أشهر على أبواب تطورات جديدة قد تطيل من أمده وتزيد معاناة السودانيين خاصة في ظل تقارير تؤكد تزويد إيران للجيش السوداني بطائرات مسيرة لمواجهة قوات الدعم السريع.
ونقلت وكالة «بلومبرج» في تقرير لها عن مسؤولين غربيين إن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات دون طيار من نوع “مهاجر 6” مؤهلة لمهام الرصد ونقل المتفجرات.
وأكدت الوكالة أن “أقماراً اصطناعية التقطت صوراً لطائرة دون طيار من نوع “مهاجر 6″ الإيرانية، الشهر الحالي، في قاعدة وادي سيدنا، شمالي أمدرمان، خاضعة لسيطرة الجيش.
ووفقا للتقارير، فإن طائرة “مهاجر 6” قادرة على شن هجمات جو-أرض، والحرب الإلكترونية، والاستهداف في ساحة المعركة.
وكان السودان قد أعلن في التاسع من تشرين الأول أكتوبر الماضي استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران التي قطعت من جانب الخرطوم، في بداية عام 2016، تضامناً مع السعودية التي كانت في صراع مع طهران في ذلك الوقت.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إنذاك أن “البلدين قررا استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما خدمة لمصالح الطرفين إثرعدد من الاتصالات الرفيعة المستوى التي جرت خلال الأشهر الأخيرة”.
وفي الرابع من كانون أول ديسمبر الماضي زار وفد من المسؤولين السودانيين إيران في مهمة لشراء طائرات مسيرة إيرانية الصنع.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية وقتئذ أن الهدف الرئيسي للوفد السوداني كان التدريب على تشغيل واستخدام الطائرات المسيرة التي يعتقد أنه تم استخدامها في حرب روسيا على أوكرانيا.
ويأت الإعلان عن الدعم العسكري الإيراني للجيش السوداني بعد التطورات الميدانية التي طرأت على الساحة السودانية خلال الشهور الأخيرة، وعكست تقدماً واضحاً من جانب قوات الدعم السريع، التي سيطرت على مناطق استراتيجية.
وبحسب بعض الخبراء فإن الدعم الإيراني قد يكون له مردود على أرض المعارك بالسودان نظرا لحاجة الجيش السوداني لهذا النوع من الأسلحة، فيما شكك البعض في ذلك نظرا لحجم الخسائر التي لحقت بقوات البرهان منذ بداية الصراع.
تطور نوعي
ويري رامي زهدي الباحث في الشؤون الإفريقية أنه “في حالة فرضية صحة هذه التقارير التي لن يستطيع احد الجزم بصحتها مالم يصدر بيان رسمي من احدي طرفي التقرير المزمع سواء الطرف الإيراني مانح السلاح او الجيش السوداني متلقي هذا المنح، لكن بالرجوع لفرضية احتمالية صحة التقرير فإنه بالتأكيد يغير موازين المعركة علي الأرض”.
وقال لوكالتنا أنه “مما لاشك فيه أن الدعم السريع لم تكن ابدا لتستمر في القتال علي مدار 9 أشهر منذ 15 ابريل الماضي دون أن تكون وبالتأكيد تتلقي دعم مالي، عيني، لوچيستي، معلوماتي وسلاح وربما مقاتلين من جهات ومصادر دعم متعددة، وبالتالي الطرف المقابل يري أنه من حقه او أنه لا بديل له هو أيضا عن التعاون وتلقي دعم مماثل، لكن يبقي أن أهداف وتوجهات الداعمين تختلف في الحالتين ولكل دوافعه”.
وأشار إلي أنه “بالعودة الي الدعم الإيراني المحتمل فهو بالتأكيد يمثل تطور نوعي كبير لأحداث المعركة، خاصة ان الطائرات المسيرة بدون طيار لان هذا النوع الحديث من التسليح مناسب جدا لنوع المعارك فنيا وجغرافيا في السودان، وربما هو ما كان ينقص الجيش السوداني الذي يتميز بالتسليح الثقيل والحركة العسكرية النظامية البطيئة في مواجهة قوات سريعة الانتشار مرنة التمركز حتي إن اسمها ومنذ تأسيسها “قوات الدعم السريع” وهو ما يشير لتكنيك القتال بالنسبة لهذه المجموعات”.
ويؤكد زهدي أنه “طالما تداخلت القوي الاقليمية والدولية بالدعم لطرفي الصراع السوداني سواء كان دعم مباشر او غير مباشر فهذا يشير لإتساع مرجح لدائرة الحرب ميدانيا ودخول اطراف جديدة في الصراع وتعدد جهات التنفيذ والمتابعة والتداخل في الحرب، وهو بالتأكيد يعني مزيدا من طول امد الحرب دون حلول حاسمة في الأفق القريب”.
لا تأثير ملموس
من جانبه يري عثمان عبد الرحيم المتحدث الإعلامي بإسم حركة تمازج أحد حلفاء قوات الدعم السريع أن “أي دولة تدعم الجيش السوداني سياسياً أو تزوده بأي نوع من الأسلحة هي محاور شر تخدم أجندة النظام البائد وهي ضد أي تطور للسودان خاصة و أن السودان كان في فترة من الزمن قد اقترب من الحكم المدني الديمقراطي”.
وقال لوكالتنا ” حتى و إن تم تزويد الجيش السودان بالسلاح من أي دولة تمثل محور شر لن تؤثر على الموقف العملياتي”.
وأشار إلي أن ” الجيش فقد خاصية القيادة و السيطرة وخرجت الكثير من المناطق الاستراتيجية عن نطاق سيطرته و لم يعد قادر على إحراز أي تقدم لصالحه”.

جنوب إفريقيا وصفته بالرئيس..هل يصبح حميدتي زعيم السودان القادم ؟

تشهد الساحة السودانية هذه الأيام تطورات متسارعة بعد الجولة الإفريقية التي قام بها قائد قوات الدعم السريع والحفاوة التي تم استقباله بها من زعماء دول إفريقية، فضلا عن اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك ممثل تجمع القوي المدنية.
وكان محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي قائد قوات الدعم السريع قد قام بجولة إفريقية بداية الشهر الجاري شملت إثيوبيا وجيبوتي وكينيا حظي خلالها باستقبال يمكن وصفها بالرئاسي.
وفي تصرف يمكن وصفه بالغريب، وصفت الصفحة الرسمية للرئاسة الجنوب إفريقية حميدتي خلال زيارته إلي بريتوريا بالرئيس السوداني قبل أن تحذفها بعد انتقادات السوشيال ميديا.
من جانبها قامت وزارة الخارجية السودانية باستدعاء سفيرها من كينيا احتجاجا على استقبال حميدتي دون أن تكرر نفس الخطوة من بقية الدول التي استقبلته.
بدوره، واصل عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني رفضه للحوار مع حميدتي مؤكدا خلال تصريحات أنه لا تفاوض أو حل مع من وصفهم “الميليشيا المتمردة” إلا بعد خروجها من منازل المواطنين والمقار الحكومية، هذا أو الحرب حتى القضاء عليها، كما قال أيضاً أنه مع المقاومة الشعبية وسيقوم بتسليح المواطنين للدفاع عن أرضهم وعرضهم من هؤلاء المرتزقة”.
وعلى الصعيد الميداني بالسودان، واصلت “قوات الدعم السريع” تقدمها منذ أشهر في كل أنحاء البلاد، في ظل مواجهة مقاومة ضعيفة من الجيش.
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليا على شوارع العاصمة، الخرطوم، وعلى كل منطقة غرب دارفور الشاسعة تقريبا، ودخلت ولاية الجزيرة في وسط شرق البلاد.
وبحسب مراقبون فإنه بعد 9 أشهر من الحرب يبدو أن هناك محاولة إقليمية لتسويق حميدتي كزعيم سياسي وليس مجرد قائد عسكري منشق أو معارض رغم أن الصراع فى السودان مازال بلا أفق واضح خاصة فى ظل عدم وجود رغبة دولية قوية على إنهاء الحرب.

طريق اللادولة
وتري د.فريدة البنداري نائب المركز العراقي للدراسات الإفريقية أن ” السودان ينحدر نحو اللادولة ، وما يحدث من دمار وخراب ماهو إلا انقاد للثأر الشخصي بين الأطراف المتصارعة على قيادة البلاد ، عوضا عن النظر إلى حال البلاد وما آلت عليه”.
وقالت لوكالتنا ” رغم هذا نقول بأنه لا تزال الفرصة مواتية للسلام ،والصحيح في هذه اللحظة هو النأي عن التصعيد والتصعيد المضاد من جميع الأطراف، ووضع مهمة رفع المعاناة عن الشعب السوداني أولا وقبل كل شيء، وأنه لا مخرج من هذه الكارثة سوى الحلول السلمية التفاوضية”.

جولة حميدتي
وأشارت إلي أنه ” جولة حميدتي الإفريقية محاولة من الجهات الداعمة له لإعادة تسويقه وتدويره داخليا حتى يعود في منصب كبير في الدولة، لافتة فى الوقت نفسه إلي أن صعوبة قبل الشعب السوداني بذلك ، خاصة بعد الانتهاكات الواسعة بحق المواطنين من قبل من أطلق عليهم «المتفلتين» الذين تبرأ منهم حميدتي نفسه، بقوله: “هم لا علاقة لهم بـ(الدعم السريع)… المتفلتون عدو لنا، تماماً كالعدو الذي نحاربه منذ الخامس عشر من أبريل” .
وتعتقد الباحثة أن ” عودة حميدتي للظهور بعد 8 شهور ماهو الا حفظ ماء وجهه أمام العالم وسكان السودان، ومحاولة لإضفاء الشرعية لقوات الدعم السريع وقيادتها التي حاولت التدثر برداء “القوى الساعية للديمقراطية السودانية والسلام”.
وبحسب خبير الشؤون الإفريقية فإنه ” لا استقرار ولا سلام ولا انقاذ للكارثة السودانية إلا بخروج قوات الدعم السريع من المدن السودانية وتسليم تلك المدن للجيش وقوات الشرطة المكلفة بأمن وحماية المؤسسات والمنشآت ذات الأهمية الاستراتيجية، غير ذلك يصبح الحديث عن أية تحالفات مجرد علاقات عامة لا تقدم ولا تؤخر في إنقاذ المشهد السوداني الكارثي اليوم” .
وشددت على أنه ” لا بد من وجود وساطة دولية وإقليمية فاعلة وضاغطة تستطيع أن تؤثر على طرفي الصراع وتدفعهما للجلوس على مائدة التفاوض، خاصة بعد تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قبل أيام، في منطقة جبيت العسكرية، شرق السودان، التي وضع فيها شروطاً جديدة للقاء حميدتي”.
وتعتقد خبيرة الشؤون الإفريقية أن “البرهان ربما لن يجد أمامه خيار في ظل المخطط الأجنبي لإعادة إنتاج “حميدتي وتسويقه كرجل دولة سوى الاعتماد على المقاومة الشعبية لسد النقص في مشاة الجيش”.

سيناريوهات مستقبلية
من جانبه يري الأكاديمي السوداني د.عماد بحر الدين الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بولاية منيسوتا الأمريكية أن “هناك تقارب بين الدعم السريع والقوي المدنية برئاسة عبد الله حمدوك بدأ منذ تفجر الصراع لدرجة أن البعض يري أن قوي الحرية والتغيير بمثابة الذراع السياسي للدعم السريع والإخوان المسلمين الذراع السياسي للجيش”.
وقال لوكالتنا : “حميدتي وافق خلال لقاءه بـ حمدوك على مطالب القوي المدنية الخاصة بتفكيك نظام البشير ومحاسبة رموزه والعمل على تعزيز التحول المدني الديمقراطي في حين مازال نظام البرهان يرفض الاجتماع بالقوي المدنية” .
وأشار إلي أنه “تم استقبال حميدتي فى رواندا وكينيا واثيوبيا وجنوب إفريقيا كرئيس وليس مجرد زعيم معارض، لافتا إلي أن هناك قبول للقائد الدعم السريع من قبل الدول الإفريقية بالعكس من البرهان الذي يسعي لإطالة أمد الحرب وتحويلها لحرب أهلية شاملة عن طريق تسليح القبائل وهو ما يدخل البلاد فى نفق صعب الخروج منه”.
ويري الأكاديمي السوداني أن “هناك عدة سيناريوهات يمكن توقعها لمستقبل الأوضاع بالسودان أولها وأقربها استمرار الحرب وتمدد خارطة المعارك لتشمل ولايات أخري خاصة في ظل قيام قيادات الجيش بتسليح المدنيين والقبائل لوقف تمدد الدعم السريع”.
أما السيناريو الثاني بحسب بحر الدين ” أن تقوم بعض الدول الإقليمية والدولية بإجبار الطرفين على الجلوس على طاولة المفاوضات وإلزامهم بتوقيع اتفاق سلام وهو أمر لا يمكن الوثوق به خاصة بعد فشل القوي الدولية فى إلزام طرفي الصراع بتنفيذ هدنة أو الإلتزام بمخرجات اجتماعات جدة”.
وتابع ” السيناريو الثالث هو توحد القوي المدنية والشعبية ضد طرفي الحرب والنزول بمظاهرات مليونية لإجبار الطرفين على وقف القتال، مشيرا إلي أن هناك سيناريو أخر لا يفضله أحد هو أن يتم وضع السودان تحت الوصاية الدولية من مجلس الأمن وتتولي الأمم المتحدة إدارة شؤون البلاد وإرسال قوات دولية لحفظ الأمن ووقف الحرب”.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

السودان يقترب من السيناريو البغيض..ما القصة

تطورات متسارعة يشهدها الصراع المسلح في السودان في ظل انشغال العالم بالحرب  الإسرائيلية على غزة التي سحبت الأضواء من الصراع الممتد من أكثر من 7 أشهر بالسودان دون أن تنجح القوي الدولية والإقليمية في إقناع طرفي الصراع بوقف الحرب التي أدت لتشريد ملايين السودانيين، فضلا عن ألاف القتلي والمصابين.

وبحسب تقارير سودانية فإن قوات الدعم السريع تقترب من السيطرة على إقليم دارفور في غرب السودان بعد أن تمكنت من الاستيلاء على فرق الجيش الرئيسية في ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور، ولم يتبق أمام بسط نفوذها على الولايات الخمس، سوى الفاشر العاصمة السياسية والإدارية لإقليم دارفور التي أعلنت الحركات المسلحة الرئيسية أنها ستدافع عنها إلى جانب الجيش، مما يهدد بصراع إثني وانقسام الإقليم على أساس عرقي.

وبحسب مراقبون فإن الحرب التي أحرقت الأخضر واليابس بالسودان لا تبدو نهايتها قريبة وربما ينتهي بها الأمر لسيناريو التقسيم الذي يخشاه معظم السودانيين خاصة بعد إنفصال جنوب السودان منذ سنوات.

سيناريو بغيض

ويري رامي زهدي الخبير المصري في الشؤون الأفريقية أن “الأمور في السودان تسير بوتيرة متباطئة أحيانا ومتسارعة في معظم الأحيان نحو مزيدا من التعقيد”.

وقال لوكالتنا “منذ بداية الصراع من نحو سبعة أشهر مضت،  اتفقت أراء خبراء كثر أن طول امد الصراع في السودان وغياب أفق الحل أو مبادئها علي الاقل ليس في مصلحة الشعب السوداني ولا الدولة السودانية التي تتجه نحو سيناريو بغيض وهو سيناريو التقسيم”.

 وأشار إلي أن “هذه الفكرة حتي وإن نجحت في إيقاف الحرب ألا إنها تظل النهاية الأسوء علي الإطلاق للأزمة،  والبداية لمزيدا من التوتر والصراعات في المستقبل القريب وفقدان لدولة هامة كبيرة مؤثرة في المنطقة وهي السودان الذي لم يلبث أن يحاول النهوض بعد أن فقد جنوبه وإنفصلت عنه دولة جنوب السودان،  والأن يلوح في الأفق للأسف احتمالات مرجحة لفقدان شرقه أو غربه أو كلاهما،  وبات التقسيم علي أساس جغرافي أو عرقي أو بقوة السيطرة العسكرية علي الأرض خطر قريب للحدوث”.

وبحسب الباحث “فإنه إن لم يكن التقسيم بشكل مباشر واضح،  فالخطر التالي في الأزمة هو وجود حكومتين،  وجيشين وربما شعبين خاصة مع توارد الأنباء عن انتصارات لقوات الدعم السريع مع غياب للحسم من قبل القوات المسلحة النظامية السودانية، معتبرا أن ” هدف تقسيم الدولة السودانية لأكثر من اقليم أو دولة مع تعدد نطاقات النفوذ الخارجية يظل هدفا استراتيجيا لقوي خارجية تحاول فرض مزيدا من السيطرة علي المنطقة خاصة منطقة البحر الأحمر وكذلك السيطرة علي مناطق الثروات الطبيعية سواء معدنية أو نفطية وبقاع الأراضي الاكثر خصوبة والمؤهلة للزراعات الحديثة والمزارع الحيوانية المتطورة”.

وتابع: ” حتي الأن،  تحدثنا الأنباء سواء رسمية أو عبر مشاهدات غير رسمية لسيطرة قوات الدعم السريع على مناطق في الخرطوم، وتقدم كبير في إقليم دارفور (غربا). في المقابل، تحصن أعضاء الحكومة وقادة الجيش في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر بشرق البلاد، مما يعني أن الطرفان مازالا في مراحل من الشدة والتمسك بتحقيق نصر حاسم يقضي به أحدهم علي الأخر وأنهما لا يرغبان في تقديم أي تنازلات لإنهاء حالة الحرب وتناول حلول سياسية عاجلة ممكنة”.

لافتا إلي أنه “إن ظلت الأمور هكذا، وإن افترضنا إمكانية وصول أي من الطرفين لإنتصار حاسم علي الطرف الثاني فإن ذلك يعني أننا في طريقنا لأن نفقد السودان الدولة والشعب،  وأن تواجه المنطقة ودول الجوار خاصة بيئة صراع وتوتر غير مسبوقة تهدد امن وسلم المنطقة بالكامل وربما تمتد آثارها للعالم”.

ووفقا لـ زهدي فإنه “حتي الأن لم تفلح جولات التفاوض المتعددة سوى في إبرام وقف موقت للقتال التي كانت سرعان ما تستأنف بمجرد انتهاء المهل، وكانوا يعتبرونها فرصة للإستعداد لمزيدا من القتال والمعارك والتحرك اللوچيستي.

وشدد على أن “الجميع يعلم أنه لا حل علي الإطلاق مهما تعددت الوسطات الدولية،  مالم توجد النية الصادقة لدي أطراف المشكلة للحل وتغليب صالح السودان فوق مصالحهم الشخصية”.

خطر جديد

وكشف الباحث أنه “يظهر في الأفق خطر جديد،  يتمثل في توسيع وتعدد اطراف القتال بدخول قبائل وعشائر اما لنصرة او دعم أي من الطرفين او دخولهم كطرف رئيس في المعارك دفاعا عن مصالح أو خوفا من ضرر،  وبالتالي ظهرت موجات من عملية تسلح المدنيين،  والتزود بمزيدا من السلاح والتحصينات للقبائل التي كانت في الأصل مسلحة ما يهدد بارتفاع أعداد الضحايا”.

وأشار إلي أن “الخسائر البشرية فقط حتي الأن تشير لمقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وفق تقدير لمنظمة “أكليد” يعتقد على نطاق واسع أنه أدنى من الحصيلة الفعلية،  لان غياب البيانات الرسمية وعمليات الحصر الدقيق ثمة مثل هذه الحروب التي علي الأغلب تنتهك بها كثيرا من المعايير الدولية للحروب وتحدث بها جرائم حرب يصعب في أحيان كثيرة اثباتها بالأدلة الكاملة، كذلك تسببت المعارك بنزوح أكثر من ستة ملايين شخص، وتدمير معظم البنية الأساسية في السودان الذي كان يعد حتى قبل اندلاع النزاع من أفقر بلدان العالم وعاني شعبه قبل الثورة وبعدها علي حد سواء”.

وحول السيناريو الأقرب للسودان في ظل المعطيات الحالية أكد خبير الشؤون الأفريقية “انه من المتوقع أن تشهد السودان تكرار للسيناريو الليبي لعدة سنوات، وأن تظل السودان دولة بلا دولة،  وبلا سيادة واستمرار نزوح الشعب السوداني داخليا او هجرته خارجيا،  ويتوقع ظهور حركات سياسية ضد فكرة التقسيم وقد يظهر دعم قوي دولية صديقة للسودان للعمل علي رجوع الدولة السودانية،  لكن وبصغة عامة،  الامر ليس قريبا علي المدي الزمني،  سواء انتهي بالتقسيم،  أو بوقف الحرب وإدارة عملية سياسية”.

بعد طرح فكرة الحكومتين..هل يتكرر السيناريو الليبي في السودان؟

حالة من الجدل يشهدها الشارع السوداني في ظل تقارير تتحدث عن نية طرفا الصراع تشكيل حكومة مستقلة وهو ما يثير المخاوف من تكرار السيناريو الليبي في البلد الذى يشهد مواجهات عسكرية منذ قرابة 6 أشهر بين قيادة الجيش برئاسة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التابعة لنائب رئيس مجلس السيادة السابق محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي.
وتبدو الحاجة ملحة لتطبيق الفيدرالية في السودان حيث يخشي البعض من تعرض السودان لخطر التقسيم خاصة بعد تلويح قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي بتكوين سلطة موازية عاصمتها الخرطوم، في حال إقدام رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، على تكوين حكومة في مدينة بورتسودان شرق البلاد.
ويعتبر سيناريو الحكومتين حال تطبيقه شبيه الصلة بما تشهده ليبيا التي يوجد بها حكومة مدعومة من البرلمان في الشرق، وأخري في طرابلس العاصمة، فضلا عن وجود أجهزة أمنية وميليشيات بكل منطقة، وشهدت ليبيا خلال السنوات أكثر من صراع عسكري بين الفرقاء والجماعات الليبية المسلحة انتهي بهم الأمر لتقسيم غير معلن.
وبحسب مراقبون فإن الوضع في السودان أخطر من ليبيا وفرص التقسيم حال وجود حكومتين كبيرة خاصة مع التنوع العرقي والقبلي الموجود بالسودان.

سيناريو وارد
وتري د.فريدة البنداري نائب رئيس المركز العراقي للدراسات الأفريقية أن تكرار السيناريو الليبي في السودان أمر وارد خاصة أنه مع اندلاع القتال، قام الجانبان بتقسيم العاصمة، و لقي مئات المدنيين حتفهم في القتال، وفر أكثر من 700 ألف آخرين من منازلهم.
وقالت لوكالتنا “ما يرجح سيناريو لبيبا في السودان أن الجانبان متساويان بشكل كبير، فعلي الجانب العسكري استولت قوات الدعم السريع مؤخرًا على القاعدة العسكرية في مروي بشمال السودان، بينما دمرت القوات المسلحة السودانية موقعًا لإعادة الإمداد لقوات الدعم السريع في شمال غرب السودان، وبعد أيام فقط من استلام قوات الدعم السريع شحنة أسلحة من مجموعة فاجنر الروسية عبر قاعدتها في جنوب ليبيا، هاجمت القوات المسلحة السودانية قاعدة عمليات حميدتي في دارفور.
وأشارت خبيرة الشؤون الأفريقية إلي أنه “مع وجود قوات قتالية متساوية، يمكن أن يكون السودان مستعدًا لفترة طويلة من القتال”.
وتابعت : “من الناحية المالية، فإن الجانبين أيضًا متكافئان بشكل جيد.، حيث يستفيد حميدتي وقوات الدعم السريع من الثروة الهائلة التي جمعها الجنرال من عمليات تعدين الذهب التي يسيطر عليها هو وعائلته في دارفور. في حين يستفيد البرهان والقوات المسلحة السودانية من شبكة واسعة من الشركات والزراعة وإنتاج النفط إلى تصنيع الأسلحة – التي تغذي الإيرادات إلى الجيش”.
على جانب الدعم الدولي، تري د.فريدة أنه “رغم تواصل الضغط متعدد الجنسيات على الجانبين لوقف القتال، فقد بدأ بعض اللاعبين الإقليميين في الاصطفاف خلف الجنرالين المتنافسين، حيث أعربت الجارة الأقرب للسودان مصر عن دعمها للبرهان والقوات المسلحة السودانية، وكذلك فعلت الجامعة العربية، في حين تلقى حميدتي أسلحة من المشير الليبي خليفة حفتر ومجموعة فاجنر الروسية” .
خطر التقسيم
وتعتقد الباحثة أنه “يمكن لهذه الاستراتيجية في نهاية المطاف أن تخلق سيناريو تنقسم فيه البلاد على أسس عرقية بناءً على ولائها لقوات الدعم السريع أو القوات المسلحة السودانية، ويكون ذلك تكرار للنموذج والسيناريو الليبي”.
وبحسب نائب المركز العراقي للدراسات الأفريقية فإنه خلال العقود الخمسة الأخيرة توصلت الدراسات الأفريقية والغربية والعربية إلى نتيجة مفاداها ان الدول الأفريقية لم تنجح في إدارة أي تعددية ـ بل أثبتت الدول الافريقية سوء إدارة التعددية السياسية والعرقية وتنامي الروح الانفصالية بين المكون الوطني، لافتة إلي نموذج جنوب السودان والذى بعد سنوات وسنوات من المفاوضات والاقتتال والحروب الاهلية لم يحل إلا بالانفصال، وكانت دارفور على وشك الدخول في عملية الانفصال لولا ثورة ديسمبر 2018 التي انتجت الان ” حرب الجنرالات ” .
سيناريوهات المستقبل
وتري د.فريدة أن “انزلاق السودان السريع إلى الصراع المميت وانقسام الحكومة بشكل عرقي هو نكسة رهيبة، كانت نتيجة سوء إدارة التسوية السياسية لعدة عقود، مشددة على أنه لابد الاعتراف بأن الوسائل العسكرية لن تحل الأسباب الجذرية للصراع المستمر من عقود بالسودان”.
وحذرت من أنه “ما لم تتدارك النخبة السودانية واقعها اليوم الأليم بالتنازلات الكبرى والبدء بالاعترافات الجريئة والتسامي والتجاوز فوق (الشجون الصغرى) فإن سيناريو انفصال الجنوب لن يكون بعيدا مرة أخرى في السودان وسنري انقسامات عديدة في العاصمة رمز سلطة الدولة ، وهذا فيه تنفيذ لتهديد قديم ظلت تردده الحركات المتمردة في الأطراف بأن (الحرب المقبلة ستكون في الخرطوم).
وحول مستقبل السودان، تري خبيرة الشؤون الأفريقية أنه ” في ظل معطيات المشهد الحالي ، فإن مستقبل السودان سيكون بين سيناريوهين أسوء من بعض أولهم هو استمرار الاقتتال والحرب والانتقال الى “حرب الولايات ” و استمرار الحرب لفترة أطول تحمل تعقيدات كبيرة قد تؤدي إلى انهيار الدولة وربما سمة حروب الالفية الثالثة هي الاستمرارية دون منتصر ومنهزم” .
والسيناريو الثاني بحسب فريدة “هو التقسيم، خاصة وأنه تحقق في انفصال جنوب السودان عام 2011 بعد حرب استمرت عشرين عاما مع الشمال، لافتة إلي أنه ما يزيد من احتمالية هذا السيناريو هو وجود حركات مسلحة تسيطر على أراضٍ واسعة، مثل “الحركة الشعبية” التي تقاتل في جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق)، وحركة “تحرير السودان” بقيادة عبد الواحد محمد نور، التي تقاتل في دارفور منذ 2003.”
حميدتي والحرية والتغيير
من جانبه، يري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن خطاب رئيس مجلس السيادة في الأمم المتحدة كان ممتازاً، وطالب فيه تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية.
وأشار إلي أنه قبل خطاب البرهان بساعة شهدنا تسجيلاً لحميدتي خاطب فيه الأمم المتحدة- التي لم تقدم له دعوه- كحادثة غريبة تحدث لأول مرة.
وبحسب الناشط فإن خطاب حميدتي الذى طرح فيه فكرة الفيدرالية كحل للأزمة السودانية، تظهر فيه لغة أحزاب الحرية والتغيير، فهم من بشروا بهذه البنود قبل مدة، بل هم نفسهم هددوا بأن تكوين حكومة في بورتسودان سيجعل حميدتي يكون حكومة أخرى في الخرطوم مما يظهر حجم التنسيق بينهما.
ويعتقد أن حديث حميدتي الذي هدد فيه بتكوين حكومة في المناطق التي تخضع لسيطرته هو محض وهم وتهديد للضغط على الجيش للرجوع للتفاوض، فقواته لا تسيطر على أي مدينة سيطرة كاملة، مناطق الصراع التي تتواجد بها قواته توجد بها حاميات للجيش وتعتبر مناطق حرب وهي شبه خالية من المواطنين كما ان حميدتي شعبيا مرفوض بعد الإنتهاكات التي قامت بها قواته، ف الحديث عن تكوين حكومة الغرض منها الضغط سياسيا على الجيش كما ذكرت.

وأشار إلي أنه بعد زيارات البرهان التي أختتمها بنيويورك، وبالمتابعة لسير العمليات العسكرية التي تسارعت وتيرتها وأمتلاك الجيش مؤخرا لأسلحة نوعية، ينبى بأن الحرب في خواتيمها.
مخطط الفلول
بدوره يري عثمان عبد الرحيم الناطق الرسمي بإسم حركة تمازج السودانية أن تعدد الحكومات لا يعتبر مدخل لحل الأزمة بحسب رؤيتنا الشخصية فهي وسيلة لتفكيك البلاد و هذا مخطط الفلول.

وقال ” قوات الدعم السريع لم تبادر بهذا الخيار لكنها وضعت خيارات و نحن نساندها في رؤيتها ففي حال اتجه الفلول في تشكيل حكومة في شرق السودان كما يدعون فلابد من تشكيل أخرى في الخرطوم و هي المنوط بها حفظ الأمن.
وأشار إلي أنه رغم حدة الاشتباكات في الخرطوم الدعم السريع لا يزال يقدم الخدمات الإنسانية للمواطنيين عبر لجان ميدانية فهذا دليل على أن الدعم السريع تؤسس لدولة خدمية و ليست دولة ذات طابع أيديولوجي يخدم فئة محدد و يهمل الأخرى.
وشدد الناطق بإسم حركة تمازج على أن قوات الدعم السريع أحرص على وحدة السودان لكن مخططات الفلول حالت دون ذلك لكن دحرهم أصبح ضرورة حتمية.

بعد جولة البرهان وعقوبات واشنطن ضد حميدتي..الصراع بالسودان إلي أين؟

تطورات متسارعة تشهدها الساحة السودانية مؤخرا سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، حيث قام القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان بجولة خارجية هى الأولي منذ اندلاع الحرب اختتمها بزيارة العاصمة القطرية الدوحة بعد زيارات مشابهة للقاهرة وجوبا.
وعشية وصوله إلى الدوحة الخميس 7 أيلول، أصدر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مرسوماً دستورياً يقضي بحل قوات الدعم السريع متهمًا إياها بـ”التمرد” وارتكاب “انتهاكات جسيمة” ضد المواطنين و”التخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد”.
وتزامن القرار مع إعلان المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد خلال رحلة إلى حدود تشاد مع السودان الأربعاء 6 أيلول أن الولايات المتحدة قررت فرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد هذه القوات.
ويشهد السودان اشتباكات مسلحة دامية بين القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع بالخرطوم ومناطق أخرى منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، خلفت أكثر من 3 آلاف قتيل وأكثر من ضعفهما جرحى، حسب وزارة الصحة السودانية.
وبحسب مراقبون فإن جولة البرهان محاولة لكسب المزيد من الدعم الدولي لنظامه فضلا عن التأكيد على الشريعة الدبلوماسية التي يتمتع بها من جانب دول الجوار.
فيما اعتبر خبراء أن قرار حل الدعم السريع لا معني ولا أو تأثير له خاصة أن الحكومة السودانية أوقفت مخصصاته المالية منذ بداية الحرب
ما بعد الحرب
من جانبه ، يري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن “جولة البرهان سواء في مصر أو جوبا أو قطر جاءت ردا على الشائعات التي تتردد منذ بدء الحرب بأن البرهان وقادة الجيش محاصرون ولا يستطيعون حتى الخروج مئة متر خارج أسوار القيادة العامة للجيش”.
وقال لوكالتنا ” كما أن جولة البرهان الخارجية سبقها زيارات داخلية لسلاح المدرعات، سلاح الإشارة وقاعدة وادي سيدنا العسكرية وهو أمر له دلالات بأن الجيش قد أحرز تقدماً عسكرياً ملحوظاً للحد الذي جعل القائد الأعلى للجيش يتحرك في كل هذه المناطق التي تبعد جغرافياً عن بعضها البعض. خصوصاً وان هذه المناطق ظلت تجري حولها معارك شرسة وضارية”.
وبحسب الناشط فإن “الزيارة الأخيرة للدوحة، تكمن في الدور الانساني الذى تنتظره السودان من قطر لمواجهة تداعيات الحرب وإعادة الإعمار، فضلا عن الدور الذى يمكن ان تلعبه دبلوماسيا فى حل الزمة كما حدث في في ملف الولايات المتحدة وحركة طالبان الذي أحتضنته الدوحة، كما ساعدت دبلوماسياً في تقارب بين مصر وتركيا وغيرها من الأمثلة .
ويعتقد حنين ان “الزيارة كانت ضمن الزيارات لحشد الدعم الإقليمي قبل وضع أخر خطوط نهاية الحرب التي باتت وشيكة- ويظهر ذلك في زيارة البرهان بعدها لوحدات الجيش المختلفة في ولايات السودان والتي كانت أخرها ولاية النيل الأزرق المتاخمة لإثيوبيا”
حل الدعم السريع
وحول جدوى حل الدعم السريع، أكد الناشط السوداني أنه” طيلة الخمسة أشهر من الحرب كان يأمل الجيش في تفاوض مع قوات الدعم السريع المتمردة حقناً للدم السوداني، لكن بعد كل ما حدث من إنتهاكات للمواطنين وتعنتها قام رئيس مجلس السيادة بحلها دستورياً مما يعني ان لا تفاوض معاها حتى إستسلامها أو سحقها، كما ان القرار يقطع الطريق على الداعمين للمليشيا من الأحزاب السياسية وبعض الدول التي كانت تساوي بين الجيش( المؤسسة الشرعية ) وبين هذه القوات وتحاول ان تضع لهذه القوات موطئ قدم في مستقبل السودان بعد أن فشل إنقلابها على السلطة ليلة ال١٥ من إبريل.
وأشار إلي ان القرار جاء متزامنا مع العقوبات الأمريكية التي طالت مسؤولين في مليشيا الدعم السريع أبرزهم القائد الثاني لهذه القوات وقائد قطاع دارفور الذي كان مسؤولا عن قتل الوالي (خميس أبكر) والتمثيل بجثتة حسب ما ظهر من فيديوهات مما يوحي بأن ربما هناك تنسيق بين الولايات المتحدة والرئاسة السودانية.
قرار بلا تأثير
في حين يري الناطق الرسمي باسم حركة تمازج السودانية المتحالفة مع الدعم السريع عثمان عبدالرحمن سليمان إن “جولات البرهان الخارجية لا تعدو كونها محاولة لحد الكسب الدولي لصالحه ، موضحاً أن البرهان يسعى من خلال هذه الجولات إلى تقوية موقفه دوليا و إقليمياً بعد فقدانه أهم المناطق الاستراتيجية بولاية الخرطوم و ولايات أخرى” .
و قال عثمان لوكالتنا أن “خروج البرهان من القيادة العامة من عدمه لم يؤثر على سير الموقف العملياتي لقوات الدعم السريع مؤكداً على أن موقفها لايزال قوياً “.
و بخصوص قرار حل قوات الدعم السريع، أضاف عثمان ” الدعم السريع مؤسسة وطنية عسكرية راسخة ، متجذرة في بيوتات المجتمع السوداني فمن هذا المنطلق أي هذا القرار لا يعدو أن يكون له ما بعده و إنما خطوات تؤكد بأن إنتصاراتها أصبحت أمر واقع .”
وأشار إلي أن عقوبات واشنطن ضد الدعم السريع شكلية أكثر من كونها واقعية ولن تؤثر على موقف قوات الدعم السريع ميدانيا ذلك لأنها جاءت كمتطلبات مرحلة فقط و هي إحدى استراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية للتعاطي مع الأزمة
من جانبه، يري د.عامر عيد مدير مركز اللواء للدراسات أن “قرار حل الدعم السريع هو كالعدم سواء وليس له أدني قيمة ولن يؤثر على الصراع بالسودان.
وقال لوكالتنا “القيادة السودانية غير قادرة على تطبيق قرار حل الدعم السريع رغم أنها فعلته منذ فترة طويلة بوقف الاعتمادات المالية الحكومية للدعم السريع ولكن القرار في النهاية لن يغير من المعادلة شىء”.

جولة خارجية ومبادرة داخلية..هل اقتربت حرب السودان من مشهد النهاية؟

تطورات متسارعة ومفاجئة تشهدها الساحة السودانية الأيام الأخيرة، بداية من إعلان قائد الدعم السريع استعداده لوقف الحرب والتفاوض وإطلاقه مبادرة سياسية تدعو لفيدرالية السودان، ثم الزيارة التي قام بها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لجنوب السودان ومن قبلها القاهرة لأول مرة منذ اندلاع الحرب..فهل تشهد السودان تسوية سياسية مرتقبة تضع مشهد النهاية للحرب التي أكلت الأخضر واليابس بالبلاد؟
وكان البرهان قد وصل الثلاثاء 5 أغسطس لمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان وذلك بعد أيام من أول زيارة خارجية قام بها منذ الحرب للعاصمة المصرية القاهرة.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 29 أغسطس الماضي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في أول زيارة خارجية للجنرال السوداني منذ اندلاع الحرب التي تشهدها بلاده منذ منتصف أبريل الماضي.
وفي تصريحات لوسائل إعلام مصرية خلال الزيارة، قال البرهان: “نحن حريصون على أن نضع حدا لهذه الحرب ونسعى لإقامة فترة انتقالية يستطيع بعدها الشعب أن يؤسس دولة من خلال انتخابات حرة نزيهة”.
وجاءت تصريحات البرهان، بعد أيام قليلة من طرح قائد قوات الدعم السريع مبادرة سياسية تتضمن تفاصيل رؤيته للسلام في السودان، وتشمل 10 نقاط أساسية لإنهاء الحرب.
ودعا حميدتي في مبادرته إلى “تأسيس الدولة السودانية الجديدة”، من خلال اعتماد نظام حكم فدرالي وحكومة مدنية تمثل كل أقاليم السودان، إضافة إلى إقرار تأسيس جيش سوداني جديد بغرض بناء مؤسسة عسكرية واحدة تنأى بنفسها عن السياسة، كما دعا إلى ما سماه “تصفية الوجود الحزبي والسياسي داخل الدولة”.
وتأت تصريحات البرهان ومبادرة حميدتي بعد أن أدت الحرب المشتعلة بين الطرفين منذ 5 أشهر لمقتل نحو 5 آلاف شخص، فضلا عن نزوح أكثر من 4.6 ملايين شخص، وفق تقارير دولية.
وبحسب مراقبون فإن الحرب في السودان ربما تقترب من نهايتها وهناك رسائل واضحة من طرفا الصراع تؤشر على ذلك .
دلالات عسكرية وسياسية
ويري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن “خروج البرهان من الخرطوم وزيارته للقاهرة وبعدها جوبا نسف دعاية الدعم السريع الإعلامية التي ظلت ومنذ بدء الحرب تردد وتكرر أن البرهان وقادة الجيش محاصرون ولا يستطيعون حتى الخروج مئة متر خارج أسوار القيادة العامة للجيش”.
وقال لوكالتنا “أن خروج البرهان وزيارته لقواعد عسكرية مثل ( سلاح المدرعات، سلاح الإشارة وقاعدة وادي سيدنا العسكرية) له دلالات بأن الجيش قد أحرز تقدماً عسكرياً ملحوظاً للحد الذي جعل القائد الأعلى للجيش يتحرك في كل هذه المناطق التي تبعد جغرافياً عن بعضها البعض، خصوصاً وأن هذه المناطق ظلت تجري حولها معارك شرسة وضارية”.
حقيقة الصفقة
وأشار إلي أن “الحديث عن خروج البرهان بإتفاق وصفقة كما يروج البعض هو محض (أوهام ) كما وصفها قائد الجيش نفسه وسط قواته بقاعدة (فلامنجو) البحرية، حيث قال ان عملية خروجه تمت بتنسيق بين وحدات الجيش وأرتقى في هذه العملية ثلاثة شهداء”.
وحول ما يقال عن وجود صفقة مع الدعم السريع لتسهيل خروج البرهان، تساءل الناشط السياسي مستنكرا ” كيف يعقل أن يكون خروج البرهان بإتفاق مع حميدتي رغم إعلان قائد قوات الدعم السريع أنه لن ينهي الحرب سوى بالقبض على البرهان نفسه ؟!”
ويعتقد حنين أن “خروج البرهان يمكن قراءته على أنه ترتيب لخطوات ما بعد الحرب لاسيما الزيارة التي قام بها للقاهرة، معتبرا أن زيارة مصر لها دلالات سياسية وعسكرية، فذهاب البرهان بصفته رئيساً لمجلس السيادة لا قائداً للجيش فقط تقرأ على انها إظهار لتواجد الدولة التي لعب الدعم السريع وظهيره السياسي وداعميه الإقليمين على تغييبها وشل حركتها”.
ولفت إلي أن “الزيارة لها مدلول عسكري أيضا ظهر بإصطحاب البرهان لمدير المخابرات العامة ومدير منظومة التصنيع الحربي معه للقاهرة في إشارة إلي أن هذه الحرب في نهايتها ويجري الترتيب لوضع ما بعد الحرب”.
وأكد حنين أن “مصر لعبت دورا محورياً في الأزمة رغم محاولات بعض القوى الإقليمية تغييب دورها، مشيرا إلي أن “مؤتمر دول الجوار الذى استضافته القاهرة كان السبب الرئيسي في إفشال محاولة تدويل أزمة السودان التى سعى لها المتربصين وبعض القوى السياسية السودانية للأسف”.
وتابع : “كما ان رأي القاهرة كان واضحاً منذ البداية بالوقوف مع مؤسسات الدولة الشرعية والحفاظ على استقلالية السودان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، أضف إلى ذلك ان مصر هي أكثر دول الجوار تضرراً من الحرب في السودان، كما انها تأوئ أكثر من ٥ مليون سوداني وتعاملهم معاملة مواطنيها”.
وبحسب الناشط السياسي فإن “الزيارة مهمة لشكر مصر على وقفتها بجانب السودان والتطلع لزيادة دورها ومساهمتها في مرحلة ما بعد الحرب خاصة أن مصير مصر والسودان طالما كان مشتركاً وواحداً”.
وحول توقعاته لمستقبل الأزمة بالسودان، أكد الناشط السياسي أن “خروج البرهان قلب المشهد سياسياً رأساً على عقب وتصريحاته التي تتكرر فيها كلمات مثل ( القوات المتمردة، العصابات وغيرها) يعني ان الخطر العسكري قد زال وانهم الأن في مرحلة الخطر الأمني والتمهيد لما بعد الحرب، وهو ما يتضح في تحرك الشرطة لأول مره منذ إندلاع الحرب وتقدم وزيادة وتيرة إنتصارات الجيش وظهور دور الدولة في عدد من القرارات”.
مستقبل الصراع
من جانبه، يري الأكاديمي السوداني د.عماد بحرالدين الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بالجامعة الاسلامية بولاية منيسوتا الأمريكية أن “الحرب بالسودان أثرت بشكل كبير على اقتصاد دول الجوار بالسودان وفي مقدمتها مصر التي يهمها وقف الحرب”.
وقال لوكالتنا “من أهم رسائل القيادة السوداني المتمثلة في البرهان من زيارة القاهرة أن الحرب ستتوقف في القريب العاجل، وسيتم محاسبة لكل من تعدي على الممتلكات العامة والخاصة”.
وأشار إلي أن “القاهرة أكثر الدول ارتباطا بالسودان على مدار تاريخها، وهناك دور كبير لمصر في السودان وعلاقات سياسية وعسكرية كبيرة تجمع البلدين، والكثير من السياسيين السودانيين يؤمنون بأهمية الدور الاقليمي الذى تلعبة مصر في السياسة السودانية”.
ويعتقد الأكاديمي السوداني أن “مصر تسعي لحل الأزمة عبر الوصول للتفاوض خاصة أنها من أكبر المتضررين من استمرار الصراع، لافتا إلي أن القيادة المصرية ربمأ أخطأت في تقديراتها بدعم الجيش في بداية الأزمة، وبدأت تدرك ذلك وتسعي لدور أكثر حيادية في التعامل مع الطرفين وهو ما يمكنها من التأثير في الأزمة وانهاء الحرب”.
ويري بحر الدين أن “الأوضاع ستتجه إلي التفاوض ووقف الحرب قريبا، ولكن سيبقي الدعم السريع كما هو وربما أصبح في وضع أفضل خاصة أنه يمتلك رؤية سياسية تلقي قبولا لدي مناطق كثيرة بالسودان، لافتا إلي ان مبادرة حميدتي حول الفيدرالية تمثل مدخلا كبيرا للحل السياسي في البلاد.
وحل مستقبل حميدتي فيما بعد الحرب، يري الباحث أن “قائد الدعم السريع أصبح يحظي بدعم كبير من مختلف مناطق السودان وهناك تأييد من زعماء قبائل وكيانات كبيرة لتحركات الدعم السريع ومبادرة الفيدرالية التي أطلقها وهناك رغبة كبيرة في التخلص من المركزية وسيطرة إقليم الشمال الذى يمثل أقلية على غالبية السودان”.
وأشار إلي ان الدعم السريع يسيطر الأن على معظم المناطق الحيوية بالعاصمة الخرطوم وغالبا لم يخرج البرهان من الخرطوم إلا بإتفاق مع قيادات الدعم بموافقة حميدتي وذلك للتخلص من فلول النظام البائد الذى ساهموا في إشعال الحرب.
وحول احتمالية أن يكون حميدتي رئيسا للسودان في مرحلة لاحقة بعد الحرب، أكد الأكاديمي أن قائد الدعم السريع أعلن مرارا وتكرارا أنه لا يريد رئاسة السودان ولكن الأمور قد تختلف بعد نهاية الحرب وقد يكون بالفعل أحد المرشحين للرئاسة حال وجود دعم شعبي كبير له وهو أمر نراه في ظل انضمام كثير من المناطق وقبائل السودان للدعم السريع”.

خدمت الدعم السريع..كيف ساهمت حرب اليمن في إطالة الصراع بالسودان ؟

بقلم الإعلامية السودانية/ هادئة الهواري

البعض يتساءل من وجهة نظر عسكرية بحته بعيدا عن قضايا المتحاربين ـ برغم الفجوة الواسعة بين إمكانات الدعم السريع المحدودة مقارنة ً بالجيش من حيث التسليح والقدرات وخطوط الإمداد والدعم اللوجستي ـ
يتسائل عن سبب تفوق الدعم السريع في أغلب المعارك إن لم تكن جميعها ، وتنوع أساليب القتال لديه ،وسلاسة تنفيذ عمليات الكر والفر، وإحكام الكمائن ، والعقيدة القتالية ، والثبات وابتكار أساليب جديدة للقتال لم تدرس حتى في الكلية الحربية السودانية.
وتكمن الإجابة على هذا التساؤل بالعودة إلى قرار نظام البشير التكسب السياسي على حساب إرسال قوات من الغرب (الهامش) ـ غير مؤثرة مجتمعياً ولا تشكل ثقل على كاهل الدولة ولا ضرر حتى من فنائها ـ إرسالهم لدعم عاصفة الحزم ومواجهة اليمنيين ( الحوثيين) ، وذلك اعتقادا أن هذا سينقذ الاقتصاد السوداني حينها من الإنهيار بدعم السعودية السخي وزيادة التبادل التجاري وحجم الاستثمار والمساعدة في تخفيف وطأة الضغوط الأمريكية ….الخ .
إلا أن نتائج هذا السفاح تسببت في أكبر كارثة سيعرفها السودان الحديث والتي من الأرجح أن تغير خارطة السيادة ودائرة صنع القرار فيه للأبد ، فقد اكتسبت هذه القوات خبرات قتالية جديدة تتمثل في أساليب الكر والفر وفهم عدم الجدوى من المواجهات المفتوحة (المعروفة في صدام المجموعات المسلحة في وسط وغرف أفريقيا) وتنفيذ الكمائن بشكل احترافي وهذا أصبح جلياً حيث تختفي القوات وتظهر فجأة عند وصول العدو للنقطة صفر مثل معارك بحري الكدرو واستقبالهم للقوات المستنفرة” وهذا أسلوب قتال الحوثيين مع هجمات قوات تحالف عاصفة الحزم لتحاشي تفوق اسناد الطيران” .
وأيضا عقيدة مقاتلي الدعم السريع ومعنوياتهم العالية وتجاوز فكرة (شبح الموت عند المواجهات) ، متمثلة في عبارة (زايلي ونعيمكي زايل) وهذا شعار يؤثر على معنويات المحارب ويظهر بسالة وثبات منقطع النظير وعدم الحرص على الحياة وتخيل شرف الموت في المعركة وهي مبادئ تعلمها جنود الدعم السريع من ثبات اعدائهم الحوثيين في اليمن، واستفادت قيادتهم من هذه الروح والجاهزية وأصبحت تداعبهم بكلمة (أشاوس) وهي كلمة كثيرة الترداد عند قيادات الحرب اليمنية بكل أطرافها.
ومن الملاحظ بشكل كبير استعانة قواة الدعم السريع بالزوامل اليمنية ( اناشيد حماسية تربط المقاتل بمعاني الجهاد والشرف والثبات ، كل هذه الخبرات التراكمية التي استفادتها هذه القوات خلال السنوات السبع الماضية بالإضافة إلى استعانة الجيش السوداني بهذه القوات لحسم الحركات المسلحة والصراعات القبلية في وسط وغرب السودان اكسبتهم تفوق مطلق في هذه المرحلة ولن تتمكن القوات المسلحة من معادلة الكفة حتى يتمكنوا من فهم أساليب الدعم السريع المكتسبة من خارج الحدود ورفع معنويات الجيش بخطاب روح الوطنية والفداء كما فعلوا ايام حرب الجنوب.
والمتوقع إذا لم تحسم الأمور واستمر الصراع أن يصل الجيش لنقطة التكافئ التنظيمي والخبرات القتالية مع العدوان في بداية ٢٠٢٥ وسيكون الحسم حينها بيد القوى الإقليمية والدولية فقط.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

معارك وحشية ومستقبل غامض..ماذا ينتظر السودان بعد 100 يوم من الحرب ؟

ربما لم يكن أكثر المتشائمين بالسودان يتوقع أن تشهد بلادهم حربا بين قوات الجيش وحليفتها قوات الدعم السريع، وحتي من توقع الحرب لم يكن يتخيل أن تستمر المواجهات العسكرية قرابة 100 يوم.
أيام معدودة تفصل الصراع في السودان عن بلوغ الـ100 يوم لم تتوقف فيها المواجهات سوي ساعات قليلة خلال هدن بوساطات دولية سرعان ما انتهكها أطراف الصراع.
حرب وحشية
وكان وزير الصحة السوداني محمد إبراهيم، قال الشهر الماضي، إن الصراع أسفر عن مقتل ما يزيد على ثلاثة آلاف شخص وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، محذراً من أن الحصيلة الحقيقية يرجح لها أن تكون أعلى من ذلك بكثير، علاوة على ذلك، نزح أكثر من مليون وتسع مئة ألف شخص من منازلهم.
ووصف مسؤولون دوليون الوضع بالسودان بأنه مأساوي بدرجة كبيرة، واعتبر مارتن غريفيث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن السودان يخوض حرباً أهلية من أكثر الحروب ضراوة ووحشية نظرا لكونها غير قاصرة على مكان واحد، إنها تنتشر، مثل الفيروس وتهدد الدولة نفسها بحسب وصفه”.
كما وصف المسؤول الأممي السودان بأنه أصعب مكان في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني من حيث الوصول، محذراً من أن الأزمة ستتفاقم مع اتساع رقعة القتال ليشمل مناطق جديدة.
ويشهد السودان منذ منتصف إبريل الماضي عمليات عسكرية وصراع مسلح بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وحليفه ونائبه السابق في مجلس السياد محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي قائد قوات الدعم السريع.
ومنذ إندلاع الصراع، تم الإتفاق على ما لا يقل عن عشرة اتفاقات لوقف إطلاق نار مؤقت برعاية السعودية والولاات المتحدة، لكنها جميعاً باءت بالفشل واتهمت الرياض وواشنطن الجانبين بعدم احترام الاتفاقات.
وبحسب مراقبون فإن الصراع في السودان دخل مرحلة المعركة الصفرية حيث لا مجال لتوقف الحرب دون انتصار طرف على طرف مهما كانت الخسائر وحجم الضحايا وهو ما يتضح من تصريحات الجانبين.
مستقبل ضبابي
ويري الباحث السياسي السوداني سليمان السباعي أنه “في ظل إقتراب الحرب من 100 يوم أصبح الوضع في البلاد ضبابي خاصة مع استمرار الصراع في العاصمة الخرطوم وولاية جنوب كردفان مدينة الأبيض بالتحديد، كما تتواصل المعارك في منطقة دارفور حيث تشهد مدينة الفاشر عمليات عسكرية واسعة بين الكر والفر بين طرفي الصراع، لافتا إلي أن كل هذه الأحداث تعطي مؤشرات إلى طول أمد الحرب وهو ما يجعل مستقبل السودان أكثر ضبابية”.
وقال الباحث لوكالتنا “إن أحد أسباب طول الصراع يتمثل في رؤية الجيش السوداني أن الحل الوحيد للأزمة هو مواصلة العمليات العسكرية حتى القضاء على آخر متمرد في البلاد، وهذا ما يؤيده معظم السودانيين نتيجة ما قامت به مليشيات الدعم السريع من سلب ونهب وتهجير وانتهاك لحرمات المنازل”.
ويشير الباحث إلي أن “ميليشيات الدعم السريع تقول أنها تريد جلب الديمقراطية للشعب السوداني وأن تخلص السودان من فلول النظام السابق”.
دور المجتمع الدولي
ويعتقد السباعي أن أزمة السودان تمثل فشل جديد للمجتمع الدولي الذى لم ينجح حتي الأن في إقناع طرفي الصراع بوقف الحرب وتحكيم صوت المنطق بديل لصوت السلاح، لافتا إلي أن المجتمع الدولي ربما لا يملك الرغبة والجدية الكافية لحل الأزمة وربما تكون الدول الكبري مستفيدة من استمرار الصراع”.
ويشير إلي أن “المجتمع الدولي ربما يدير الأزمات بالمنطقة ولا يسعي لحلها كما نري في سوريا وليبيا واليمن، معتبرا أن الفشل الدولي في وقف الصراع المسلح يؤكد أن نهاية الحرب في السودان لن تكون بغير نهاية أحد طرفي الصراع”
وحول دعوة البرهان الشعب لحمل السلاح، يري السباعي أن “دعوة البرهان للشباب للإلتحاق بالجيش من أجل تدريبهم على كيفية استخدام السلاح من أجل الدفاع عن النفس وحماية الممتلكات”.
سيناريوهات الصراع
من جانبه، يري هاني الجمل الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية أن الحرب في السودان أظهرت عدة عوامل سلبية في البنية المجتمعية أهمها اتساع دائرة الحرب وعدم حسم اي طرف من طرفي الصراع لهذه الحرب وهو ما كشف أن القوة العسكرية الرسمية المتمثلة في الجيش السوداني بقيادة برهان وقوات الدعم بقيادة حميدتي في حالة توازي لحد بعيد وذلك طبقا للبيانات الصادرة من كل طرف فضلا عن هذه الحرب هي الاولي التي تدور داخل العاصمة الخرطوم ومدنها الثلاث مما يؤدي الي تطور الصراع ليأخذ الشكل القبلي.
وقال لوكالتنا “باتت هذه الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات وبخاصة في ظل ما يكتنف الموقف العسكري على الأرض من غموض، لافتا إلي أنه “وبغض النظر عن الأسباب المباشرة للحرب إلا أن هذه الحرب لا يمكن فهمها بمعزل عن جملة الإشكاليات الكبرى التي عانى منها السودان في مرحلة ما بعد الاستقلال ومنها تعثر عملية بناء الدولة الوطنية الحديثة حيث أخفقت نخب ما بعد الاستقلال في بناء دولة وطنية تستند إلى أسس ومبادئ المواطنة وتكون قادرة على استيعاب التعددية المجتمعية والعرقية والقبلية وتحويلها إلى مصدر قوة وهو ما قد يؤدي لإطالة أمد الحرب لعدة سنوات وذلك لأن الحروب الداخلية عادة ما تستدعي التدخلات الخارجية سواء من قبل دول أو فاعلين مسلحين وهو ما قد يخلق حلفاء لكل طرف ضد الآخر”.
وتمني الباحث أن تنجح الجهود المصرية في تحقيق أى تقدم نحو إنهاء الصراع خاصة أن ” حملت علي عاتقها استقبال اللاجئين السودانين ومحاولة تهدئة الأمور من خلال التدخل لدي كل طرف أو من خلال المبادرة المصرية القطرية كطوق نجاة لهذه الازمة التي تحولت الي كرة الثلج”.
ويعتقد الجمل أن “هناك عدة سيناريوهات لمستقبل الحرب في السودان وهي حسم الحرب لصالح أحد الطرفين أو قبول الطرفين بوقف دائم لإطلاق النار والانخراط في مفاوضات مباشرة عبر الوسطاء أو استمرار الحرب بشكل متقطع حسب التدخلات الاقليمية والدولية أو للآسف الانزلاق إلى حرب أهلية تساهم في تقسيم السودان وبالتالي تكون مصدر خطر علي العمق الاستراتيجي لدول الجوار”.

Exit mobile version