بعد أن خذلها العرب..غزة تبحث عن صلاح الدين الكردي من جديد

بقلم/ دجوار أحمد آغا

عندما يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن موت الإنسانية، وعندما تُعلن “الأونروا” مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين بأنه كل عشرة دقائق يُقتل طفل. وعندما يجتمع قادة ورؤساء وملوك وأمراء وسلاطين عرب ومسلمين في قمم ولا يستطيعون التأثير على مجريات الأحداث التي تعصف بمنطقتهم والتي تهدد وجودهم، وعندما تصعد أرواح الأطفال الأبرياء الى السماء بعد أن عجز البشر عن حمايتها من القتل والدمار، فاعلم حينها أن الموضوع والحدث هو “غزّة”.

هذا القطاع الممتد على مساحة 365 كم2 على الساحل الجنوبي لفلسطين وصولاً الى الحدود المصرية. أهم مدن القطاع غزة، خان يونس، رفح، ودير البلح، جباليا، بيت لاهيا، بيت حانون. هي مكتظة بالسكان الذين يتجاوزون 2 مليون نسمة في هذه المساحة الضيقة.

مدخل

قضية الحرب بين إسرائيل وحماس وتدمير قطاع غزة، هي نتيجة تراكمات عقود من الزمن، منذ وعد بلفور 1917 ومروراً بقرار تقسيم فلسطين ومن ثم حرب الـ 48 وصولا الى النكبة، وبعدها حرب الـ 67 مروراً بحرب أكتوبر 73 الى أن تم عقد الاتفاقات، بدءا من كامب ديفيد المصرية ومرورا بوادي عربة الأردنية واتفاق أوسلو الفلسطيني.

كل هذه الأحداث الرئيسية وغيرها من الأحداث الثانوية قد أثرت بشكل مباشر على قضية هذا الشعب الذي يتعرض الآن في غزة الى الإبادة. الحكام العرب وحتى الشعوب العربية وليكن كلامي قاسياً، لم تكن بمستوى القضية الفلسطينية، ويبدو بأنها بحاجة إلى صلاح الدين الأيوبي الكردي الجديد ليتم حل هذه القضية المستعصية.

تأسيس حماس 

ماذا تعني حماس؟ هي لمن لا يعرفها اختصار لثلاث كلمات حركة المقاومة الإسلامية، تأسست في العام 1978 أبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى على يد مؤسسها وزعيمها الشيخ أحمد ياسين الذي سعت كثيرا إسرائيل الى القضاء عليه والذي تم بالفعل من خلال ضربة جوية سنة 2004 في غزة.

رفضت اتفاقات السلام في أوسلو العاصمة النرويجية التيأجراها أبو عمار “ياسر عرفات” القائد التاريخي لمقاومة فلسطين وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية التي اعتبرها العالم أجمع الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وكانت تضم (حركة فنح، الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحري فلسطين، جبهة النضال الشعبي، القيادة العامة وغيرها من المنظمات). بعد انسحاب إسرائيل من القطاع سنة 2005 وبعد فوزها في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي جرت في العام 2006، سيطرة حماس على القطاع وشكّلت حكومتها التي لم تعترف بها أية جهة وتم حصارها من جانب إسرائيل والغرب.

كتائب القسام 

الذراع العسكري لحركة حماس وقد تم تأسيسها في العام 1986 وقد استخدمت اسم المجاهد السوري من جبلة “عز الدين القسام” الذي استشهد دفاعا عن فلسطين. وقد صدر أول بيان علني سنة 1992 وقد بلغت هذه الكتائب مراحل متقدمة ومتطورة من الكفاح وعمليات القتال حتى أصبحت بمثابة جيش نظامي، كما طوّرت بنفسها العديد من الأسلحة منها مسيرات “الزواري” التي شاركت في عملية “طوفان الأقصى”

طوفان الأقصى

“طوفان الأقصى” رغم كل ما قيل عنه من ضربة قوية ومؤلمة وجبارة وتدمير لإسرائيل وووو الا انها كانت عبارة عن عرض عضلات أمام العالم. ظهرت النتيجة المزلزلة على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي… دمار كامل وانهيار المباني السكنية فوق قاطنيها. مقاتلو حماس أو بالأحرى الذراع العسكري لها ما يُسمى بكتائب القسام، يختفون في الأنفاق التي جهزوها منذ سنوات طويلة، بينما المدنيين عرضة للقصف الجوي الإسرائيلي الذي ارتكب المجازر بحقهم فبحسب الأمم المتحدة نفسها بلغت حتى لان حصيلة الضحايا أكثر من 12 الأف مدني بينهم فوق 4 الأف طفل وأكثر من ألفي إمرأة.

مجازر يومية، منها مجزرة مشفى المعمداني والتي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد الذين كانوا يحتمون بها لاعتقادهم أنها مكان آمن، لكن لا أمان في هذه الحرب القذرة التي تشنها إسرائيل. مجزرة مشفى مجمع الشفاء الطبي.

الرد الإسرائيلي 

ورد إسرائيل على هذا “الطوفان” -إن صح التعبير- كان أيضا عرض عضلات واثبات قدرة وصلابة الدولة العبرية في تلقي الصدمة والانتقال من الدفاع الى الهجوم. لا يهم من يُقّتل المهم أن نجرب كافة صنوف الأسلحة المتطورة التي بحوزتنا ونريهم أننا قادرون على محوهم من على وجه الأرض وجعل أنفاقهم مقابر لهم.

لكن الحقيقة أن الضحايا من الطرفين هم بالدرجة الأولى المواطنين المدنيين الذين من المفترض أنهم أبرياء ولا ذنب لهم في اتخاذ قرار الحرب لا هنا ولا هناك. حماس هاجمت حفلا موسيقيا وفي يوم السبت العطلة الرسمية لإسرائيل وكان عنصر المفاجأة طاغيا ومباغتا ومعظم الأسري الذين بحوزتها مدنيون، وإسرائيل تقوم بقصف القطاع المكتظ بالسكان بالقنابل الفراغية والطائرات الحربية وتستخدم حتى تلك الأسلحة المحرمة والمحظور استخدامها غير عابئة بنتائجها المدمّرة.

نهاية اللعبة

مشكلتنا نحن شعوب الشرق الأوسط، عاطفيون لأبعد درجة وبعيدون جداً عن السياسة بمعناها الحقيقي والممارس على أرض الواقع والتي هي لعبة المصالح وتقاسم النفوذ. رغم أنه تبين لنا أن العملية كانت لعبة مصالح وان دماء الأطفال والنساء وعموم الشعوب تباع وتشترى في أسواق القوى الكبرى وعملائها في المنطقة. إلا أننا نبقى نندب حظنا ونسعى وراء الانتقام والمقاومة في مواجهة العدو، بينما العدو الحقيقي هو بيننا ويقوم بدفعنا الى الانتحار.

وإلا ما هو تفسير إفراج الولايات المتحدة الأمريكية عن 10 مليارات من الدولار لإيران كانت مجمدة بموجب العقوبات؟ وما هذا الخطاب الاستسلامي للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، حزب المقاومة! الذي لم يتدخل في الحرب والسبب هو التعليمات التي جاءت من طهران! وأين هم قادة حماس السياسيين خالد مشعل الى إسماعيل هنية؟ هم الان يفاوضون على قبض ثمن إطلاق سراح الرهائن وتوزيع ما تبقى من الشعب على البلدان المجاورة…

بالفعل هي كما لخصها صديق افتراضي على الفيسبوك، فظائع “حرب غزة” وملحقاتها، بجملة واحدة وضّحت كل الأمور بدون لبس وهي “اضربني لأضربك، ويموت الأبرياء”.

طريق الهكاري..صفحة من دفتر بطولات الكرد فى تحرير القدس والمسجد الأقصي

لا تزال البصمات التي خلفها الأكراد أثناء الذود عن مدينة القدس شاهدة في أزقتها القديمة ومنها طريق الهكاري المنسوب للأكراد في جيش صلاح الدين الأيوبي القادمين من ولاية هكاري جنوب شرقي تركيا.
خلف كل حجر من الحجارة المستخدمة في بناء شوارع وخانات وأسواق ومنازل البلدة القديمة المسورة، هناك قصة تنتظر من يكتشفها.
وتعد قصة القادمين من هكاري للمشاركة في صفوف الجيش الإسلامي لتحرير القدس من الصليبيين قبل قرون، واحدة من تلك القصص.

طريق الهكاري
يقع طريق الهكاري بالقرب من المسجد الأقصى، وينسب لأكراد هكاري الذين شاركوا بجيش صلاح الدين الأيوبي، في تحرير القدس من الجيوش الصليبية، واستقروا فيها بعد التحرير.
و”عيسى بن محمد الهكاري” أحد أبرز أسماء هؤلاء المشاركين من هكاري في جيش صلاح الدين للذود عن مدينة القدس، حيث استشهد أثناء قتاله ضد الصليبيين في مدينة عكا، ودفن في ساحة منزل تاريخي في طريق الهكاري.

عيسى بن محمد الهكاري
وبحسب المؤرخين، ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ وابن كثير في كتابه البداية والنهاية وتاج الدين السبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى، فإن عيسى بن محمد الهكاري كان من علماء الفقه البارزين آنذاك، وكبير مستشاري صلاح الدين.
وبحسب المؤرخين، تلقى الهكاري العلوم على يد كبار العلماء آنذاك في مدارس الجزيرة وحلب، وكان من أوائل الذين خرجوا للجهاد ضد الصليبين.
واتصل “الهكاري” بعم صلاح الدين الأيوبي، القائد أسد الدين شيركوه، وتوجه معه إلى مصر، ثم دخل في خدمة صلاح الدين بتوجيه من عمه شيركوه.
وارتقى الهكاري إلى أعلى مناصب الدولة، وتم تعيينه قاضيًا للقاهرة بعد سيطرة صلاح الدين على مصر، ثم أصبح مستشارا للسلطان صلاح الدين وتولى قيادة جيشه.

وفي عام 1187، استطاع المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي تحرير مدينة القدس، وكان الهكاري من المشاركين في التحرير.
واستشهد الهكاري في حصار عكا عام 1189، ونقل جثمانه إلى القدس.
ولا يزال اسم الهكاري حيا في شوارع المدينة، ومحفورا في ذاكرة الفلسطينيين الذين يعيشون في البلدة القديمة في الوقت الحالي.

من جانبه تطرق الفلسطيني أبو أشرف الدعاس (78 عاما )، إلى عيسى الهكاري والقادمين من ولاية هكاري.

وقال إن “الشيخ عيسى الهكاري هو أحد القادة الدينيين الذين أتى بهم صلاح الدين الأيوبي إلى هنا عندما حرر مدينة القدس وأعادها إلى الأمة الإسلامية، كان عالماً جليلاً وأحد قادة جيشه (الأيوبيين)، واستشهد في عكا”.

وأضاف : “ووري جثمان الهكاري مع جثامين أصحابه الذين استشهدوا معه في حي الهكاري، وقبورهم لا تزال شاهدة هنا”.

وتابع: “كان الشيخ الهكاري قد أنشأ مدرسة لتعليم القرآن والسنة النبوية هنا”.

واختتم بالقول: “منذ تحرير القدس، يطلق على هذا الشارع اسم الهكاري، وهكذا يعرف، اسم طريق الهكاري ظل كما هو دون تغيير خلال الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية أيضا في العام 1967”.

درباس الكردي الهكاري

من ناحية أخرى، يعتبر “درباس بدر الدين الكردي الهكاري”، أحد أبرز علماء الفقه ممن استقروا في القدس بعد فتحها، ويقع قبره في البلدة القديمة.

ألقى “درباس الهكاري” دروسا في “المدرسة الجاولية” التي تأسست في القرن الثالث عشر.

ودُفن درباس في حديقة هذه المدرسة، وهي جزء من المدرسة الجاولية، المعروفة حديثا باسم “المدرسة العمرية” وتوفر التعليم في المرحلة الابتدائية.

ذات صلة

 

https://alshamsnews.com/2022/05/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b4%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84.html

https://alshamsnews.com/2022/04/%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%b3%d9%8a%d9%85-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b3%d8%b1.html

Exit mobile version