مواطنة كردية بـ عفرين تكشف لـ الشمس نيوز كواليس مجزرة دوار نوروز وجرائم الميليشات بحق الكرد

كانت مدينة عفرين هادئة وتتميز بطبيعتها الغناء وهوائها العليل، وهي من المدن السورية التي تشتهر بأشجار الزيتون وحقول القمح والشعير، يعيش سكانها برفاهية، حتى الفقراء كانوا يعيشون بسعادة، فالعمل مؤمن والكل يعمل حتى المساكين أو ما يعرف بالدراويش، فلا تجد فيها محتاجين، ويقوم أبناؤها بمساعدة الأيتام والارامل والمهاجرين وتأمين حياة كريمة لهم وعمل يحفظ لهم كرامتهم.
في عفرين كنت تلاحظ الأدب والاحترام بين أهلها والمحبة والإخاء اللذان يزينان كل التعاملات بين الناس.
كانت عفرين تتميز بالتعددية أيضا، ففيها يعيش الكرد والعرب والسريان والأرمن، علاقاتهم وطيدة ولا تشوبها الأحقاد والعنصرية، فهم أهل وجيران ولا فرق بينهم فاحترام الشعوب مبدأ يحمله أهل عفرين في أنفسهم وأخلاقهم، كان الكل يعيش بخير وسلام.
لكن للأسف كسرت عفرين وكسرت أحلامها بدأت الحرب فجأة دون أن يعرف أحد سببها. طائرات تحلق في الأجواء كأنها سرب من وحوش السماء تخلف ورائها الخراب والدمار، الطيران الحربي يقصف بلا هوادة مدمرا كل شيء بلا رحمة أو شفقة كل ما بناه أهل عفرين في سنوات دمر أمام أعينهم خلال لحظات.
وفى حوار مع الشمس نيوز حكت أحد مواطني مدينة الزيتون ذكريات مشاهد الحرب التي عاشتها ومازال تعيشها في ظل حكم الميليشيات الموالية لأردوغان.
وتقول من نتحفظ على ذكر اسمها حرصا على حياتها نظرا لوجودها داخل المدينة المحتلة حتى الأن:
كان منظر الطائرات مرعبا فعندما ترفع ناظريك للسماء ترى عدد كبيرا منها، أحيانا تحلق في سماء عفرين 20 طائرة فتخيل كم كان المنظر مهولا كأنك في كابوس لا يحتمله العقل.

ذات صلة 

قتلوها وهددوا زوجها.. تفاصيل مقتل سيدة حامل وجنينها داخل سجون الاحتلال التركي بـ عفرين

 

اللاجئات السوريات في العراق.. تموت الحرة ولا تأكل بثدييها.. قصص مأساوية

شهر من القصف
وتابعت: شهر كامل من القصف والموت الذي جلب التعاسة للمدينة التي ارتدت الثوب الأسود حدادا على شهدائها. مدنيون وعزل باتوا هم وقود الحرب التي اندلعت في عفرين بلا سبب ولا ذنب. مما أجبر أبنائها على النزوح إلى مدينة حلب الشهباء. حافلات تحمل العائلات من بيوتهم إلى المخيمات التي لا يتوفر فيها ما كان ينعمون به في بيوتهم ومدينتهم الجريحة.
وأشارت إلى أن شعب عفرين خرج باتفاق روسي ينص على أن يعود الناس بعد أسبوع إلى بيوتهم وأراضيهم دون أن يتعرض لهم أحد لكن للأسف كل هذه الوعود كانت كاذبة.

مجزرة داور نوروز
وأضافت: دخل المرتزقة إلى المدينة وسرقوا كل شيء وقتلوا كل من كان داخلها من نساء وأطفال وحرقوا البيوت والأراضي وقطعوا أشجار الزيتون والسنديان والصنوبر وأشجار الفاكهة وباعوهم كحطب في المناطق الأخرى، لقد دمروا اقتصاد عفرين التي كانت تمتلك أكثر من 10000 شجرة زيتون. وقد دخلوا إلى المنازل بحجة أنهم يلاحقون أشخاص كانوا متعاونين مع الإدارة السابقة لكنهم سلبوا الأموال والذهب من النساء وقد قتلوا 6 أشخاص وقاموا بتعليق جثثهم عند دوار نوروز.
عنصرية ضد الأكراد
أما بالنسبة للمخيمات فبعض العائلات الغير كردية كانت تسجل أسمائها ثلاث مرات أما الأكراد فكانوا يسجلون أسمائهم بصعوبة فتستطيع أن تلاحظ فرق المعاملة والتمييز بينهم وبين الأعراق الأخرى، فلم ينعم العفرينيون بأي معاملة إنسانية فلا كهرباء ولا مواد للتدفئة وإن تأمنت هذه المواد فإنها تؤمن بأسعار عالية جدا.

غلاء الأسعار
أما بالنسبة للمرتزقة فقد سيطروا على عدة بيوت ومعاصر زيتون ومكاتب ومطاعم ومحال تجارية، فكان لكل فرد منهم عدة عقارات يسيطر عليها وكأنها له من الأصل. وهذا قد دفع الكثيرين لاستغلال الأوضاع ورفع أسعار السلع لأسعار خيالية.
كما تم رفع كل المنتجات الدوائية والغذائية واللباس، فأدى هذا لاحتكار المواد بشكل كبير منذ ثلاث أعوام مضت.
قتل المرضي في مستشفيات عفرين
أما قطاع الصحة فليس لدينا خيار سوى الذهاب لمشفى اعزاز حيث تجد هناك المعاملة العنصرية لأننا نتحدث باللغة الكردية ويجب علينا أن نتحدث بالعربية حتى مع الأكراد أنفسهم كي لا نثير غضب الآخرين. وعندما نبرز هوية عفرين نرى النظرات التي تشعرنا بأننا منبوذون لأننا أكراد فإما لا يتم استقبالنا أو لا تصرف لنا وصفات الدواء فكونك كردي إذا أنت مذنب بلا تهمة. حتى المشفى العسكري في عفرين لا يتعامل بشكل متساوي مع المرضى فحياة الكردي لا قيمة لها هناك.
ومنذ انتشار فيروس كورونا بدأت الكوادر الطبية بخداع المرضى وادخالهم المشفى حتى وإن لم يكونوا مصابين ويوهمونهم بأنهم يعالجوهم وفي النهاية يحقنونهم بأدوية تودي بحياتهم. هناك الكثير من المرضى دخلوا المشافي بأمراض بسيطة وخرجوا أموات من المشفى تحت حجة كورونا. وقد أوهموا الكثير من المرضى وذويهم بضرورة نقل المرضى لدارة عزة وتقاضي 1000 دولار أمريكي مقابل نقله، وفي الطريق يقتون المريض بعد حقنه بأدوية سامة ويعودون به لأهله ميتا بحجة انتهاء الاكسجين واختناق المريض، والمبلغ الذي تقاضوه لا يعيدونه لذوي المريض أو أقاربه.

Exit mobile version