خلافات أمريكية إسرائيلية حول غزة وبايدن يفقد شعبيته

أكدت تقارير صحفية وجود تباين في وجهات النظر والمصالح الأمريكية والإسرائيلية القريبة والبعيدة في الصراع الدائر بالشرق الأوسط وتحديداً في قطاع غزة، ما أضفى ضبابية على الخطوات القادمة في طريق إنهاء الحرب التي أعلنتها إسرائيل على حركة حماس.
ووفقا للتقارير فإن الخلاف الأمريكي الإسرائيلي ينطلق من النظرة حيال حركة حماس حيث ترى إسرائيل أن “حماس” تهديد وجودي لها وأن القضاء عليها هدف لا غنى عنه؛ أي إن الوصول إلى أي شيء أقل من ذلك لا يعني إلا الفشل، ويبدو أنها لم تستطع تحقيق أي من أهدافها بعد.
في حين أن واشنطن، رغم أنها تعهدت بمساعدة إسرائيل على هزيمة حماس، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن يرى أن التهديد أكبر من حماس، وإدارته معنية بالحفاظ على اتحاد حلفائها في مواجهة إيران وروسيا والصين. وكلا البلدين يريد تجنب حرب إقليمية أوسع، إلا أن إسرائيل مستعدة لمزيد من المخاطرة في غمار السعي إلى “هزيمة” حماس.
وبحسب تقرير لصحيفة ويل ستريت الأمريكية فإنه عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، سارع بايدن بإظهار دعمه القوي لإسرائيل، وأقبل على معانقة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في زيارة لتل أبيب رغم الخلافات السابقة بينهما، وذلك في خطوة قلَّما يُقدم عليها رئيس أمريكي في منطقة تشهد حرباً.

خلافات داخل أمريكا
وأشارت الصحيفة إلي أن موقف بايدن ودعمه المطلق لإسرائيل أثار الخلافات داخل أمريكا حيث تزايدت الانتقادات من داخل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن بشأن هذا الدعم، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي إلى التشديد مراراً في مكالماته الهاتفية مع نتنياهو على أن إسرائيل يجب أن تدير حملتها العسكرية وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
كما تصاعدت في الوقت نفسه دعوات الولايات المتحدة إلى هدنة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإخراج الأسرى المدنيين بأمان. لكنها عارضت الدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار.
وتصاعدت الضغوط على الرئيس الأمريكي لدرجة أنه في مؤتمر عقده بايدن لجمع التبرعات يوم الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، وقفت امرأة من بين الحضور، وقطعت خطابه، وقالت: “أنا حاخام يهودية، وأريدك أن تدعو إلى وقف للحرب. وبحسب الصحيفة فرغم أن بايدن حظي بالثناء في البداية لدعمه الصريح لإسرائيل، فإنه يواجه الآن انتقادات شديدة من أعضاء حزبه -خاصةً الناخبين الشباب والمسلمين والأمريكيين العرب- ممن أفزعهم تزايد عدد الضحايا في غزة، وهم يحثون الإدارة على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وحتى نواب الكونغرس الذين كانوا مؤيدين لإسرائيل ويدعمون المساعدات العسكرية الأمريكية لها، بدأوا يقولون هذا الأسبوع إنهم يريدون أن يروا من إسرائيل مزيداً من ضبط النفس في حملتها العسكرية على حماس.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، وهو عضو في اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط التابعة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، الخميس 2 نوفمبر/تشرين الثاني: “إن المعدل الحالي للوفيات بين المدنيين داخل غزة غير مقبول ولا يمكن استمراره”، لذا “أحث إسرائيل على مراجعة نهجها فوراً، والانصراف عنه إلى حملة أكثر دقة واتساقاً مع معايير الحرب”. فوري لإطلاق النار”، وردّ عليها بايدن بالقول: أظن أننا بحاجة إلى هدنة”!

خلافات واشنطن وتل أبيب

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أعلن إنه ناقش مسألة الهدنة، والتدابير المتعلقة بكيفية تنفيذها مع نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية في اجتماعه بهم في تل أبيب يوم الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
في المقابل، رد نتنياهو على تلك الضغوط بالقول إنه يعارض أي وقف مؤقت لإطلاق النار لا يشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس. وزعم مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل أوقفت القتال من قبل لإطلاق سراح أسيرتين أمريكيتين.
وبحسب الصحيفة، قال مصدر مطلع إن إسرائيل وافقت على وقف الغارات الجوية في الموقع الذي سُلمتا فيه. إلا أن إسرائيل لم تُقر بأنها وافقت على تهدئة مؤقتة في ذلك الوقت.
وكشفت ويل ستريت إن إدارة بايدن تضغط على إسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين وهم من غالبية الضحايا في غزة، وزيادة الاعتماد على الضربات الدقيقة في استهداف قادة حماس. إلا أنه وعلى الرغم من ارتفاع عدد الشهداء المدنيين في غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، واصلت إسرائيل ضرباتها واسعة النطاق، ومنها تلك الضربة التي شنتها على أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة، مخيم جباليا، وأسفرت عن مقتل عشرات من النساء والأطفال.

ورفض البيت الأبيض التصريح بما إذا كانت الضربة مناسبة أم لا، لكن مسؤولي الإدارة أبدوا “الحزن” بسبب الخسائر البشرية واسعة النطاق.
وظهر الخلاف بين واشنطن وتل أبيب واضحا في تصريحات جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، حيث قال إن “هذه عمليتهم [الإسرائيليين] وهم وحدهم من يمكنهم التحدث عن قراراتهم المتعلقة بالاستهداف، والطريقة التي يديرون بها العملية”، أما “ما سنفعله، فهو التيقن من حصولهم على الأدوات والقدرات اللازمة، فضلاً عن إطلاعهم على آرائنا، والعبر التي استخلصناها في هذا النوع من المعارك للاستفادة منها في اتخاذ القرارات العملياتية”.

تراجع شعبية بايدن
فعلى الرغم من أن بايدن حظي بالثناء في البداية لدعمه الصريح لإسرائيل، فإنه يواجه الآن انتقادات شديدة من أعضاء حزبه -خاصةً الناخبين الشباب والمسلمين والأمريكيين العرب- ممن أفزعهم تزايد عدد الضحايا في غزة، وهم يحثون الإدارة على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ولا يقتصر الأمر على هؤلاء، فحتى نواب الكونغرس الذين كانوا مؤيدين لإسرائيل ويدعمون المساعدات العسكرية الأمريكية لها، بدأوا يقولون هذا الأسبوع إنهم يريدون أن يروا من إسرائيل مزيداً من ضبط النفس في حملتها العسكرية على حماس.
وكشف استطلاع أجرته مؤسسة جالوب أن نسبة اقتناع الديمقراطيين بأن بايدن يبلي بلاء حسناً في منصبه قد انخفضت بنسبة 11% في الشهر الماضي، لتصل إلى نسبة 75%، وهو أدنى مستوى من التأييد داخل حزبه منذ أن تولى الرئاسة.
في المقابل، يستدل بعض الجمهوريين، ومنهم المتنافسون على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات عام 2024 الرئاسية، بدعوةِ بايدن لهدنةٍ مؤقتة في غزة على تراجع دعمه لإسرائيل.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

Advertisements

8 آراء على “خلافات أمريكية إسرائيلية حول غزة وبايدن يفقد شعبيته”

اترك تعليقاً

Exit mobile version